الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 06:30 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

شهادات أيقظت ضمير العالم.. صحفيون وأطباء أجانب فضحوا الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء قطاع غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تتواصل ويزداد معها تفاصيلها المرعبة فعلي مدار أكثر من 5 شهور من الحرب الوحشية ارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي أبشع المجازر في حق الشعب الفلسطيني فالقتل والموت والدمار الشامل في كل مكان.

وخلال الفترة الماضية، أدلى مجموعة من الأجانب الذين عاشوا الوضع المأساوي في قطاع غزة، بتفاصيل مروعة ساهمت في نشر الوعي بما يحدث من إبادة جماعية ووحشية بحث المدنين، وبخاصة أن تلك الشهادات صدرت عن صحفيين أو أطباء أو مسئولين، وذلك لننقل الصورة بشفافية أكثر عن ما يحدث في قطاع غزة.

"أسوشييتد برس": الوضع في غزة مروع وليس هناك مبنى غير مدمر

أحدث صورة للوضع في قطاع غزة نقلها صحفيو وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية الذين كانوا على متن طائرة المساعدات العسكرية الأمريكة، حيث قالوا إن ما شاهدوه مروع، فليس هناك مبنى غير مدمر على مدار ستة أشهر من الحرب الوحشية.

وأضافوا أن عمليات الإنزال الجوي تجلب جرعات صغيرة من المساعدات إلى غزة، بعد أن دمرتها الحرب.

فايننشال تايمز: الوضع في غزة كارثي وعلى إسرائيل التوقف عن القصف

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية: إن الوضع الذي يتكشف في قطاع غزة المحاصر بشكل يومي كارثي بكل أبعاده مع استمرار القصف الإسرائيلي وتحول الأحياء السكنية إلى ركام ومقتل الآلاف وسط حصار خانق حيث لا ماء ولا طعام ولا وقود أو دواء مشددة على أن على إسرائيل التوقف فوراً عن قصف غزة.

الصحيفة أضافت في افتتاحيتها: إن التقارير التي تأتي من غزة يومياً على مدى أصبحت أكثر مأساوية، فجثث الفلسطينيين تتراكم بالآلاف فوق بعضها في الشاحنات وداخل أكياس الدفن، والأطفال يسحبون من تحت الأنقاض، وأحياء سكنية بأكملها تحولت إلى مجرد ركام، وأكثر من مليون شخص من سكان القطاع المحاصر نزحوا من منازلهم خوفاً من القصف الإسرائيلي، وكل هذا يأتي مع نقص في الطعام والمياه والوقود اللازم لتشغيل المولدات أما الخدمات الرئيسية السيئة أصلاً بما فيها المشافي فقد انهارت بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 7 تشرين الأول الماضي.

وأكدت الصحيفة أن حجم الدمار في قطاع غزة واضح ويشهد عليه الجميع مشيرة إلى أن إسرائيل فرضت حصاراً على غزة وأمرت بإخلاء سكانها إلى جنوب القطاع ثم أصدرت أوامر بإخلاء المشافي والمدارس في الجنوب حيث نزح عشرات الآلاف مع أطفالهم هرباً من القصف الإسرائيلي.

الجارديان تصف الوضع المأساوي لنساء غزة

في حين نشرت الكاتبة السودانية نسرين مالك مقالًا بصحيفة "الجارديان" تناولت فيه الظروف القاسية التي تعيشها نساء غزة في ظل غياب الرعاية الصحية والجوع والنزوح.

واستندت الكاتبة لتقارير أممية أحصت عشرات الآلاف من الحوامل اللاتي اضطررن للولادة دون مسكنات للألم ولا تخدير وسط غياب لأدنى شروط النظافة، وتساءلت كيف للغرب أن يتجاهل معاناتهن؟.

طبيبة أمريكية: وضع مستشفيات غزة كارثي ولا يوجد «مورفين»

وقالت الطبيبة الأمريكية سيما جيلاني، في رسالة صوتية نشرتها «لجنة الإنقاذ الدولية الإغاثية»: «لم يعد هناك (مورفين)». وكانت جيلاني قد عادت لتوها من مهمة استمرت أسبوعين للجنة الإنقاذ الدولية في «مستشفى الأقصى»، وسط قطاع غزة، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وتابعت الطبيبة: «نحن نعالج المرضى الذين هم على شفا الموت ويعانون من آلام النزع الأخير، نعالجهم باستخدام (ميدازولام)، وهو دواء مضاد للقلق، ولا يقدم مسكنات للألم». وفي كثير من الأحيان، لا يمكن للطب أن يقدم للمرضى أكثر من تخفيف الألم.

وأضافت: «لكن حتى هذا لم يعد هو الحال في غزة؛ لا يمكن إعطاء الناس الذين يُحتضَرون أي مسكِّن».

وتابعت: «ليس هناك موت بكرامة عندما تكون مستلقيًا على أرض غرفة الطوارئ في غزة، وليس لديك (مورفين)، ولا يتبقى لديك أكسجين قابل للنقل داخل المستشفى».

طبيب أمريكي: ما رأيته في غزة ليس حربًا بل إبادة

وكتب إرفان غالاريا طبيب أمريكي بصحيفة "لو س أنجلوس تايمز" أنه غادر منزله في ولاية فيرجينيا، حيث يعمل جراحًا للتجميل والترميم، وانضم إلى مجموعة من الأطباء والممرضات الذين سافروا للتطوع في غزة، وأنه رأى أن ما يجري هناك ليس حربًا، بل إبادة.

وقال غالاريا إنه رأى، خلال رحلة من القاهرة إلى حدود غزة استغرقت حوالي 12 ساعة، شاحنات المساعدات الإنسانية المتوقفة، وهي تمتد على مسافة تبلغ أميالا، بسبب عدم السماح لها بالدخول إلى غزة.

وفي روايته لمشاهداته، قال غالاريا: "دخلنا جنوب غزة في 29 يناير الماضي، حيث فر الكثيرون من الشمال. شعرتُ وكأنها الصفحات الأولى من رواية بائسة. تخدرت آذاننا مع الطنين المستمر لما قيل لنا إنها مسيرات المراقبة الإسرائيلية التي تحلق باستمرار. وأزكمت رائحة مخلفات البشر الناتجة عن ازدحام حوالي مليون شخص في مساحة ضيقة دون مرافق صحية، أنوفنا. وضاعت أعيننا في بحر الخيام.

وأضاف الطبيب: "بقينا في بيت ضيافة في رفح. كانت ليلتنا الأولى باردة، ولم يستطع الكثير منا النوم. وقفنا على شرفة نستمع إلى القنابل، ونرى الدخان يتصاعد من خان يونس".

وتابع: "بدأت العمل على الفور، وظللت أجري ما بين 10 إلى 12 عملية جراحية في اليوم، وأعمل ما بين 14 إلى 16 ساعة دون توقف. كانت غرفة العمليات تهتز باستمرار جراء التفجيرات المستمرة، التي تتكرر، أحيانًا، كل 30 ثانية. لقد عملنا في أماكن غير معقمة لا يمكن تصورها في الولايات المتحدة".

واستطرد غالاريا: "كانت الأدوات الطبية الموجودة لدينا محدودة، وكنا نبتر الذراعين والساقين يوميا، باستخدام "منشار غيغلي الطبي"، وهو أداة من حقبة الحرب الأهلية في أميركا، وهو في الأساس جزء من الأسلاك الشائكة. وكان من الممكن تجنب العديد من عمليات البتر لو كانت تتوافر لدينا المعدات الطبية العادية".

ويضيف الطبيب "واجه الناجون ساعات من الجراحة ورحلات متعددة إلى غرفة العمليات، كل ذلك وأغلبهم حزين على فقدان أطفاله وأزواجه. وكانت أجسادهم مليئة بالشظايا التي كان لا بد من سحبها جراحيا من لحمهم، قطعة تلو الأخرى".

طبيب فرنسي: الطواقم الطبية في غزة تعمل في ظروف غير جيدة

حذر الطبيب الفرنسي باسكال أندريه، من الوضع الكارثي الذي يعيشه القطاع الصحي في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن «الطواقم الطبية تعمل في ظروف غير جيدة؛ لأن الأمن مفقود».

وقال أندريه، في تصريحات صحفية فور وصوله الى باريس بعد عمله لمدة أسبوعين في المستشفى الأوروبي بخان يونس جنوب القطاع، إن «ما تبقى من مرافق صحية تعاني نقصًا حادًا في كل شيء وتشهد اكتظاظًا كبيرًا».

وأضاف: «كل الأروقة وأقسام المستشفى مكتظة، في قسم الجراحة من المفترض أن يكون هناك 40 مريضًا، لكن ثمة 110 أشخاص».

ولفت إلى أن «هناك 70 شخصًا يرفضون الخروج من قسم الجراحة منذ أسابيع، لأنهم خائفون ومرعبون ويرفضون الذهاب إلى الخيام في الخارج؛ نظرًا لهول ما عاشوه».

وأكمل: «لا أماكن ليرقد عليها المرضى بعد العمليات، تُجرى في المستشفى ما بين 40 و50 عملية جراحية طارئة يوميًا، وهناك نقص رهيب في مواد التعقيم والتنظيم».

أطباء بريطانيون: شاهدنا في غزة أطراف مبتورة وحروق تُذيب العظم

قال أطباء بريطانيون عملوا بمستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة إنهم شاهدوا هناك أسوأ الإصابات التي مرت عليهم خلال حياتهم المهنية، واضطروا في كثير من الأحيان إلى علاج الجرحى من دون معدات طبية.

وذكر الطبيب البريطني ماينارد أنه وزملاءه رأوا العديد من الأطفال المصابين بحروق قاتلة، وبعضهم بترت أطرافهم والبعض تعرضوا لإصابات مميتة في الصدر والبطن، واضطروا لإجراء تدخلات طبية لمصابين وهو ملقون على الأرض، وقال إن غزة كانت جحيما.

المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط: الوضع في غزة كارثي

أما المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الذي زار غزة وتحدث مع العائلات النازحة واستمع إلى قصصهم، والتقى بموظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، فوصف الوضع في القطاع بأنه كارثي، قائلًا: "يمكنك بسهولة أن تلمس اليأس والخوف الذي يواجهه الناس. هناك ما يقرب من 1.4 مليون يعيشون في ظروف مكتظة للغاية في رفح، بلا أي موارد، وبالكاد يحصلون على رعاية طبية، وبلا مكان للنوم، ولا مكان آمن يذهبون إليه".

واستعرض وينسلاند التحديات التشغيلية والأمنية، بما فيها انهيار القانون والنظام، التي تواجه دخول وتوزيع السلع الإنسانية، حيث أكد أن من الواضح أن هناك المزيد الذي يتعين القيام به.

وشدد على أن الأمم المتحدة بحاجة إلى الأدوات اللازمة لخدمة الناس على الأرض، بما في ذلك الحاجة إلى أن تسمح إسرائيل بدخول المواد الحيوية لعمليات الأمم المتحدة وتحسين آليات التنسيق.

ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين يصف الوضع بعد عودته من غزة: الخوف في كل مكان

ومن جانبه، قال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، دومينيك ألين، إن الوضع في غزة كابوس، وأكثر بكثير من مجرد أزمة إنسانية، بل هو "أزمة للإنسانية".

وقال إن الوضع في غزة يفوق الكارثة، مضيفًا: "الأمر أسوأ مما أستطيع أن أصفه". وقال المسؤول الأممي إنه غادر غزة التي زارها وهو يشعر "بالرعب" على مليون امرأة وفتاة في غزة، 650,000 منهن في عمر الإنجاب والحيض، وبالأخص على 180 امرأة تلد كل يوم في غزة.

وشارك ألين في مهمة نفذتها الأمم المتحدة إلى شمال غزة قبل أيام لتوصيل مساعدات طبية إلى مستشفيي الأهلي والصحابة، والأخير هو مستشفى الولادة الوحيد العامل في شمال غزة، وقال إنهم أثناء تنقلهم هناك، كانت في نظرات الناس مشاعر يصعب وصفها، وإن كل من تحدثوا إليهم كان "هزيلين وجائعين". وأضاف أن كل يوم في شمال غزة "هو معركة من أجل البقاء".

اقرأ أيضًا

قبل اجتياح رفح.. حماس وجماعة الحوثي يجتمعان لتنفيذ خطّة تدمير إسرائيل ووقف حربها المسعورة في قطاع غزة

يعمل على مد خدمة جنوده النظاميين والاحتياط.. الجيش الإسرائيلي يخطط لاستمرار الحرب على غزة