لبنان في مرمى الانتهاكات الإسرائيلية.. غارات عنيفة وقصف غير مسبوق وسط تهديدات بشن عملية برية وشيكة
هل بات احتمال نشوب حرب إسرائيلية على جبهة لبنان واردًا؟ سؤال يتكرر في الوقت الحالي خاصة مع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان، وفشل المساعي الدولية في التوصل لحل بين جزب الله اللبناني وإسرائيل.
اسرائيل تشن غارات على مراكز تابعة لحزب الله
وشنت الجيش الإسرائيلي أمس غارات جوية على أحد المراكز التابعة لـ حزب الله اللبناني بين بلدتي «الأنصار» و«دورس» في جنوب مدينة بعلبك، في شرق لبنان، وأسفرت الغارات عن سقوط 10 جرحى نُقلوا إلى مستشفيات المنطقة للمعالجة، بينهم إصابات بجروح خطيرة.
كما هرعت سيارات الدفاع المدني إلى المكان لإخماد الحريق الذي سببته الغارات، فيما طوّقت عناصر «حزب الله» المكان المستهدف ومنعت دخول المدنيين.
ويسجل على نحو شبه يومي قصف متبادل عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، منذ اندلاع الحرب في غزة بين إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
اسرائيل تستهدف جنوب لبنان
وكشفت مصادر أمنية لبنانية عن أن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة مكثفة من الضربات الجوية على وادي السلوقي في جنوب لبنان، وذلك بعد اعتراف نادر منها بتنفيذ عملية خاصة على الحدود.
وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ «رويترز» إن وادي السلوقي تعرَّض لما لا يقل عن 16 غارة جوية على نحو سريع ومتتالٍ، ووصفت هذه الضربات بأنها «أكثر قصف مكثف لموقع واحد» منذ بدء القتال في المنطقة الحدودية قبل 3 أشهر.
وذكرت إذاعة «كان» الإسرائيلية، الثلاثاء، أن القوات الجوية والمدفعية الإسرائيلية نفّذت هجوماً كبيراً غير معتاد على عشرات الأهداف في وادي السلوقي.
وقال «حزب الله»، الثلاثاء، إنه أطلق صواريخ على قوات إسرائيلية عبر الحدود الجبلية.
كما شن الاحتلال غارة على محيط بلدة برغز في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.
وقام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف مواقع في قرية حولا في جنوب لبنان وفي نواحي مرجعيون.
كما قامت طائرات الاحتلال بمهاجمة ثلاث منصات أطلقت منها صواريخ باتجاه هضبة الجولان صباح اليوم.
طائرات إسرائيلية تُغير على مجمعين لـ«حزب الله»
ومن جانبه، قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن طائرات حربية أغارت الليلة الماضية على مجمعين لـ«حزب الله» في البقاع في عمق لبنان.
وأضاف أن المجمعين المستهدفين يعودان إلى القوة الجوية لـ«حزب الله»، التي اتهمها بأنها «خططت ونفذت اعتداءات مختلفة نحو الأراضي الإسرائيلية».
وتابع أن الغارات تأتي «ردًا على تفعيل قطع جوية لحزب الله نحو منطقة هضبة الجولان خلال الأيام الأخيرة».
عملية برية إسرائيلية في لبنان
وتُهدد سخونة الجبهة بين إسرائيل ولبنان باشتعال نحو حرب أشمل، وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، منذ عدة أيام عن أن إسرائيل تعد خطة لعملية برية محتملة في لبنان، في خضم التصعيد العسكري مع حزب الله المستمر منذ أشهر.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية، إن الجيش "يقوم بصياغة خطة للدخول البري إلى لبنان".
وأضافت أنه "في إطار الاستعدادات لاحتمال نشوب حرب في الشمال، كلف الجيش العميد موشيه تمير بمسؤولية إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان بمستويات مختلفة".
يشار إلى أن تمير هو من صاغ خطة دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، إذ طُلب منه "استخلاص الدروس من القتال في القطاع".
ومنذ عدة أساابيع، قال الجنرال أهارون زئيفي فركاش، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية، بالجيش الإسرائيلي (أمان) ، إنه لا مفر من العمل العسكري ضد حزب الله اللبناني، ونقلت إذاعة (ريشت بيت) الإسرائيلية، عن فركاش قوله، إن العمل العسكري ضد حزب الله اللبناني لا مفر منه، بهدف إزالة التهديد الذي يواجه مواطني الشمال الإسرائيلي بشكل نهائي.
نتنياهو يُهدد بالحرب على لبنان
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال إن "إسرائيل مستعدة لإعادة الأمن إلى الشمال، بأي وسيلة ضرورية، وإذا لم يتم ذلك من خلال الدبلوماسية أو السياسة، فسيتم ذلك من خلال استخدام القوة العسكرية". ومضى نتنياهو قائلًا : "على حزب الله أن يفهم أننا سنستعيد الأمن. آمل أن يدركوا هذه الرسالة".
وسبق أن قال قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن مخاطر اندلاع حرب على الحدود بين إسرائيل ولبنان أصبحت "أعلى بكثير" من أي وقت مضى. وتوقع نشوبها في الأشهر القليلة المقبلة.
وردًا على التهديد الإسرائيلي بشن حرب مفتوحة على لبنان، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في خطاب ألقاه منتصف يناير الماضي: «نحن جاهزون للحرب، لا نخافها، لا نخشاها، لن نتردد فيها، وسنقبل عليها، وسنقاتل فيها بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود».
فرنسا تُحذر لبنان من حرب إسرائيلية
وسبق أن حذّر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه المسؤولين اللبنانيين من أن إسرائيل قد تشنّ حربًا على لبنان من أجل إعادة عشرات الآلاف من المستوطنين إلى المنطقة الحدودية التي تشهد تصعيدًا متبادلًا منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب: "قلنا للفرنسيين إننا لا نريد حربًا" مع إسرائيل، بل "نريد اتفاقًا بواسطة الأمم المتحدة والفرنسيين والأمريكيين.. نُريد اتفاقًا معهم على (ترسيم) الحدود.
مساعي واشنطن لتفادي نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل
كما تبذل واشنطن مساعي دبلوماسية منذ فترة لتفادي نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل، ودعت إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 الذي عزز انتشار قوة اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو 2006، وحظر القرار أي انتشار مسلح في المنطقة الحدودية خارج قوات الجيش واليونيفيل.
وعرض المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين أفكارًا على بيروت تضمنت نقطتين، أولهما سحب مقاتلي الحزب إلى مسافة سبعة كيلومترات عن الحدود. وهو ما يتجاوب إلى حد كبير مع مطلب إسرائيل العلني بالابتعاد إلى مسافة 30 كيلومترًا إلى نهر الليطاني كما هو منصوص عليه في قرار الأمم المتحدة الصادر عام 2006، وثانيهما تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود بين البلدين.
غير أن حزب الله رفض الفكرتين ووصفهما بأنهما غير واقعيتين، معربًا في الوقت نفسه، عن انفتاحه على أي مقترحات أخرى تطرحها الدبلوماسية الأمريكية لتجنب اندلاع حرب شاملة.
وباتت التحذيرات متكررة، من قبل كل من واشنطن وفرنسا، بشأن تزايد احتمالات عمل عسكري إسرائيلي واسع في لبنان، خاصة مع تراجع حظوظ المقترحين، الأمريكي والفرنسي الأخيرين للتهدئة بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت صحيفة الجمهورية اللبنانية، عن مصادر دبلوماسية فرنسية قولها، إن "باريس تشعر بقلق بالغ، إزاء مستوى التوتر المتزايد على حدود لبنان الجنوبية، وأنها وجّهت رسائل مباشرة، عبر قنواتها الديبلوماسية إلى الجانبين اللبناني والإسرائيلي لخفض التصعيد وتجنّب حرب لن تكون في مصلحة أي طرف".
وكان العضوان الديمقراطيان بمجلس الشيوخ الأمريكي، كريس كونز وريتشارد بلومنتال، واللذان أجريا محادثات للتهدئة، مع مسؤولين لبنانيين مؤخرا، قد قالا لوكالة "رويترز" للأنباء، إن الجيش الإسرائيلي وحزب الله، لديهما فرصة لتهدئة التوتر على الحدود الجنوبية للبنان قبل هجوم إسرائيلي محتمل.
اشتعال الحدود اللبنانية الإسرائيلية
وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اندلاع العدوان على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، تبادلًا يوميًا للقصف بين حزب الله وإسرائيل، ويعلن حزب الله استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعمًا لغزة و"إسنادًا لمقاومتها"، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود".
ودفع الغارات الإسرائيلية خلال أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود إلى الفرار من منازلهم، وتضغط إسرائيل لإبعاد حزب الله عن جنوب لبنان، من أجل ضمان أمن عودة سكان المنطقة الحدودية.
اقرأ أيضًا
حزب الله اللبناني يستهدف تجمعًا لجنود الاحتلال في تلة الكوبرا بصاروخين
يعمل على مد خدمة جنوده النظاميين والاحتياط.. الجيش الإسرائيلي يخطط لاستمرار الحرب على غزة