الموجز
الأحد 24 نوفمبر 2024 04:10 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

تفاصيل الحرب الكلامية المشتعلة بين رجب أردوغان ونتنياهو.. وغزة كلمة السر

أردوغان ونتنياهو
أردوغان ونتنياهو

تتسم علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتعقيد والتناقض، فمنذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين، اشتعلت الحرب الكلامية بينهما، إلا أن العلاقات الدبلوماسية مازالت مستمرة بين البلدين.

أردوغان: لا فرق بين نتنياهو وهتلر

وخلال الساعات القليلة الماضية، نشبت حرب كلامية وتراشق بالألفاظ بين أردوغان ونتنياهو، حيث شن الرئيس التركي هجومًا حادًا علي رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلًا إنه "لا فرق لديه بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والزعيم النازي أدولف هتلر".

وأكد أردوغان، خلال كلمة في إسطنبول، دعمه "الحازم" لقادة حركة حماس، التي تخوض حربا ضد إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من 5 أشهر.

وقال الرئيس التركي: "لا يمكن لأحد أن يدفعنا الى تصنيف حماس منظمة إرهابية. تركيا هي البلد الذي يتحدث بشكل علني مع قادة حماس، والذي يقف خلفهم بحزم".

ووفقًا لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية قال الرئيس التركي إن التطورات في غزة منذ 7 أكتوبر تجاوزت ما يُمكن التسامح معه.

ونقلت الأناضول عن أردوغان قوله إن تركيا ملتزمة "بضمان محاسبة القتلة الجماعيين الذين يحكم عليهم الضمير الإنساني بالفعل بموجب القانون الدولي".

نتنياهو يُهاجم أردوغان بعدما وصفه وإدارته بـ "القتلة"

وعلى الفور أصدر نتنياهو بيانًا انتقد فيه أردوغان قائلًا: "إن إسرائيل التي تلتزم بالقانون الدولي ترفض الوعظات السخيفة حول الأخلاق من أردوغان الذي يدعم القتلة والمغتصبين من حماس".

ومضى نتنياهو، قائلًا إن أردوغان: "ينكر الإبادة الجماعية للأرمن، ويذبح الأكراد في بلاده، ويتنافس على الرقم القياسي العالمي في القضاء على معارضي النظام والصحفيين وسجنهم".

غانتس يشن هجومًا على أردوغان

كما انتقد بيني غانتس، وزير الحرب الإسرائيلي، أردوغان بشدة، قائلًا: "إن تعليقاته هي ذروة النفاق".

وقال غانتس، في بيان السبت: "حقيقة أن أردوغان يعتقد أن حماس ليست منظمة إرهابية تُفسر سلوكه تجاه مواطنيه".

وأضاف غانتس: "وقوف أردوغان خلف حماس يجعله مؤيدًا للجرائم ضد الإنسانية. ومقارنة رئيس وزراء إسرائيل بالديكتاتوريين هي قمة النفاق".

وتابع: "أن إسرائيل ستواصل الالتزام بالقانون الدولي خلال أوقات الحرب مثل هذه، حتى ضد حماس الإرهابية التي أثبتت أنها فقدت أي ذرة من إنسانيتها".

أردوغان: نتنياهو جزار غزة

ومنذ بداية الصراع بين إسرائيل وحماس، وارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين، ارتفعت أيضًا حدة الخطابات التي اتهم فيها أردوغان إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، قائلًا: "أقول بكل وضوح وصراحة إن إسرائيل دولة إرهابية".

من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء نتنياهو، في منشور له على منصة "X" (تويتر سابقًا)، إن إسرائيل "ترفض أي محاضرات" من تركيا، مضيفًا إن أردوغان "يدعم دولة حماس الإرهابية، ويقصف القرى التركية داخل تركيا نفسها" – في إشارة إلى حرب تركيا المستمرة منذ عقود ضد المسلحين الأكراد.

ولم يكتفي أردوغان بذلك بل ضاعف من حدة خطاباته، قائلًا: "إن من المؤكد أن نتنياهو، جزار غزة، بالإضافة إلى كونه مجرم حرب، سيُحاكم باعتباره جزار غزة مثلما حوكم (سلوبودان) ميلوسيفيتش".

وقام الرئيس أردوغان بقطع الاتصالات رسميًا مع رئيس الوزراء نتنياهو، واستدعت تركيا سفيرها لدى إسرائيل.

سحب السفير الإسرائيلي من أنقرة

وفي نهاية شهر أكتوبر الماضي استدعت الخارجية الإسرائيلية كافة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في أنقرة لمراجعة علاقاتها مع تركيا على إثر تصريحات الرئيس أردوغان، فضمن مليونية دعا لها أردوغان لنصرة غزة، قال إن «حركة حماس تُمثل مقاومة للاحتلال وليست إرهاب بأي حال من الأحوال». وأن "إسرائيل دولة محتلة".

وفي هذا السياق، كانت هناك عدة وقائع للخلافات بين إسرائيل وتركيا، ففي مؤتمر دافوس عام 2009، انسحب أردوغان من المنصة الرسمية بعد مشادة مع الرئيس الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز، حاول خلالها بيريز شرعنة الهجوم على غزة، ورد عليه أردوغان قائلا: "إن ارتفاع صوتك ناجم عن الشعور بالذنب.. عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم تعرفون جيدًا كيف تقتلون.. أعرف جيدًا كيف قتلتم الأطفال على الشاطئ"، مضيفا: "لقد انتهى دافوس بالنسبة لي"، وقام مغادرا الجلسة. وهو الموقف الذي لقي صدى كبيرًا لدى الرأي العام العالمي، وخاصة في العالم العربي.

وتسببت سفينة مرمرة التركية التي حاولت كسر الحصار على قطاع غزة في تعميق الخلاف بين إسرائيل وتركيا، حيث تعرضت لهجوم إسرائيلي في المياه الدولية، مما أدى إلى مقتل 9 نشطاء أتراك ضمن آخرين من جنسيات متعددة.

ورفع أردوغان لهجته الحادة تجاه إسرائيل وسحب سفيره من تل أبيب، ودعاها إلى الاعتذار الفوري لتركيا عن مقتل مواطنيها بالرصاص الحي، وتجاهلت إسرائيل المطالب التركية، مما اضطر أنقرة إلى تخفيض علاقاتها مع تركيا إلى أدنى مستوى، وجمدت الاتفاقيات العسكرية بين البلدين.

وطردت أنقرة السفير الإسرائيلي في أعقاب غارة إسرائيلية عام 2010 على سفينة مساعدات متجهة إلى غزة، مما أسفر عن مقتل عشرة مواطنين أتراك.

واستأنف الجانبان العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، وبعد ذلك بعامين في 2018 استدعت تركيا سفيرها من إسرائيل وطردت المبعوث الإسرائيلي عندما قتلت القوات الإسرائيلية عددًا من الفلسطينيين الذين شاركوا في احتجاجات في قطاع غزة.

انخفاض التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل

وبالتزامن مع العدوان على غزة وما نتج عنه من توتر في العلاقات الثنائية، مع حملات مقاطعة شعبية متبادلة أدت إلى انخفاض التبادل التجاري بينهما -الفترة بين 7 أكتوبر 2023 إلى ديسمبر 2023- إلى حوالي 1.3 مليار دولار، بتراجع بنسبة 45% مقارنة مع العام 2022.

ومع حلول نهاية نوفمبر الماضي، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن تركيا قد استبعدت إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة للتصدير، مما يشير إلى أن الدعم التركي للشركات التي تُقيم تعاملات تجارية مع تل أبيب قد يتوقف.

اقرأ أيضًا

مفكر تركي يتوقع نهاية مفجعة لرجب طيب أردوغان.. اعرف التفاصيل