الموجز
السبت 9 نوفمبر 2024 04:15 صـ 8 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

الأكثر جدلًا.. هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟

الصيام
الصيام

تثير مسـألة الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان، حالة من الجدل في هذا التوقيت من كل عام، ويرد عنها كثير من الأسئلة لمراكز الفتوى وعلماء الدين، خاصة وأن أراء أهل العلم اختلفت حولها ما بين السماح أو الكراهة والتحريم، وفيما يلي يستعرض "الموجز" أبرز أراء مراكز الفتوى حول هذه المسألة:

هل يجوز صيام النصف الثاني من شعبان؟

ورد سؤال إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بقول صاحبه:"هل يجوز أن أصوم أيامًا في النصف الثاني من شهر شعبان؟

النبي كان يُكثر من صيام شهر شعبان

أكد المركز أن الله عز وجل قال في محكم تنزيله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.[الأحزاب: 21]، وقد ثبت عن سيدنا رسول الله ﷺ أنه كان يكثر من الصيام في شهر شعبان؛ فعن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: «مَا رَأَيْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ».[مُتفق عليه]، وهذا في شهر شعبان مُطلقًا.

ولفت"مركز الأزهر" إلى أن ابتداء الصوم بعد انتصاف شهر شعبان اختلف في حكمه الفقهاء بعد اتفاقهم على جواز الصيام في النصف الأول منه؛ لتعدد الروايات الحديثية الواردة في صيام النصف الثاني من شهر شعبان، فمنها أحاديث تدل أن رسول الله ﷺ كان يصوم أكثر أيام شهر شعبان مطلقًا كالحديث السابق ذكره، ومنها أحاديث تدل على جواز الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان لمن كانت عادته الصوم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ». [مُتفق عليه]

النصف الثاني من شعبان

ومنها أحاديث تدل على عدم جواز الصوم في النصف الثاني من شعبان، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا». [أخرجه أبو داود والترمذي وغيرهما].

حكم صيام النصف الثاني من شعبان

وقد ذهب الشافعية في الجمع بين هذه الأحاديث إلى القول بتحريم صيام التطوّع في النصف الثاني من شعبان إلا صومًا اعتاده الشخص، أو وصله بصوم قبله في النصف الأول، أو كان عن نذر أو قضاء، ولو كان قضاءً لنفل أو كفارة، فإن كان كذلك فلا حرمة. [انظر: إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين 309/2]

الإفتاء توضح حكم صيام النصف الثاني من شعبان

من جهتها أوضحت دار الإفتاء المصرية في منشور لها، عبر صفحتها الرسمية على موقع الفيسبوك، أنه لا مانع شرعًا من صيام النصف الثاني من شعبان خاصَّة إذا وافق عادةً للمسلم، كصيام يوم الإثنين والخميس، أو قضاء أيام فائتة أو نذر أو غيرها من أنواع الصيام التي لها سبب.

وأشارت الإفتاء إلى أنه يجوز صيام يومٍ من شعبان وفطر يوم آخر؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا». أخرجه البخاري