الموجز
الجمعة 22 نوفمبر 2024 11:41 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

«أفوكاتو» بدرجة قاتل .. عودة «سفاح الجيزة»

سفاح الجيزة خلال إحدى جلسات المحاكمة
سفاح الجيزة خلال إحدى جلسات المحاكمة

عادت من جديد أجواء الخوف والفزع لدى العديد من المواطنين، تزامنا مع محاكمة سفاح الجيزة، حيث بدأت الألسنة والروايات تعيد إلى المسامع والأعين جرائم السفاح التي أربكت حسابات الآمنين، وقلبت حياة العديد من الأسر رأسا على عقب، منذ بداية أولى الجرائم التي التصقت بالمدعو «القذافي فراج»، وشهرته سفاح الجيزة، ومشاهد الدماء التي كانت جرائمه سببا فيها .

«أفوكاتو» بدرجة قاتل

حيث كانت محكمة النقض، قد أيدت مؤخرا حكمين نهائيين أحدهما بالإعدام عن جريمة قتل فتاة الإسكندرية، والآخر بالسجن المؤبد في قضية تزوير، فيما تتبقى 3 قضايا أخرى لم يطعن سفاح الجيزة على الأحكام الصادرة فيها وهي حكم بإعدامه في واقعة قتل صديقه، والذي سيتم النظر في نقضه خلال جلسة 26 فبراير الجاري، وحكم آخر بالإعدام عن جريمة قتل زوجته، وحكم ثالث بإعدامه أيضا في واقعة قتل السكرتيرة الخاصة به، والتي لم يتم تحديد جلسة طعن لهما أمام محكمة النقض.

والموجز، خلال التقرير التالي تنشر قصة ظهور سفاح الجيزة، وبعض الجرائم الدموية التي ارتكبها في حق ضحاياه الأبرياء.

عودة «سفاح الجيزة»

قد لا تصدق أن سفاح الجيزة، دارس للقانون، وأنه نشأ منذ بدايته على العادات والتقاليد، والكفاح مع والده منذ صغر سنه، وعلى الرغم من أنه أدرك طريقه إلى الثراء الفاحش، إلا أن الكره الشديد للأثرياء كان طريقه إلى ارتكاب جرائمه التي ظن أنه سيكون في مأمن بها وبعيد عن أعين رجال العدالة.

درس سفاح الجيزة، القانون من خلال كلية الحقوق، لكنه فاجأ من حوله بالعمل في التجارة، حيث كانت خبراته أكثر في مجال التجارة، حيث إن الحياة العصيبة التي عاشها منذ الصغر، جعلته مهموما بجمع الثروات الطائلة، ليستطيع تعويض ما عاشه من لحظات الفقر، والحرمان، والتي كانت سببا في علامات الحقد الواضح التي كان لا يستطيع إخفائها للأثرياء.

وبين عشية وضحاها، توسع سفاح الجيزة، في نشاطه التجاري ببيع الأدوات المدرسية، والكتب الخارجية، وافتتح العديد من المكتبات.

وعلى الرغم من النجاحات التي كان يحققها سفاح الجيزة في بداية مشواره إلا أنه بدأ يواجه تعثرات غير متوقعة في تجارته حيث لم يستطع إدارة رأس المال بصورة صحيحة، وهنا داعبه شيطانه في ممارسة جرائم النصب والاحتيال على الآخرين.

جرائم سفاح الجيزة

والعجيب أن سفاح الجيزة، بدأ مشواره الإجرامي في النصب والاحتيال على صديق عمره المهندس رضا عبد اللطيف، حيث استولى منه على أمواله بحجة استثمارها، واستطاع أن يحصل منه على 500 ألف جنيه، بعدما قدم له صديق طفولته شقته ليقيم بها لحين عودته من السفر بالخارج.

وفي عام 2010 بدأ ينسج سفاح الجيزة، سياجا للنصب حول المحيطين به ومخالطيه في تجارته التي تأزمت وبدأها بصاحب مكتبة يدعى «أحمد»، وحصل منه على مبلغ 2 مليون جنيه، وصاحب مطبعة حصل منه على مبلغ تجاوز المليون جنيه.
وفجأة ودون تبريرات وجد سفاح الجيزة، يفكر في تطوير نشاطه الإجرامي من النصب والاحتيال، إلى القتل والتزوير، وبدأ يفكر في مكان لدفن ضحاياه، فلم يجد أفضل من شقة صديق طفولته، واستهل جرائمه بقتل فتاة كانت تعمل لديه، بعدما داعبها ونصب عليها باسم الحب والعشق، بعدما تقدم لخطبتها، وشاهد شقيقتها فزاغت عيناه على شقيقتها، وقرر التخلص من محبوبته ليرتبط بأختها، بعدما هددته محبوبته بكشف أمره أمام عائلتها، وأنه جاء لخطبتها وليس لخطبة أختها.

وقام باستدراج محبوبته بشقة صديق طفولته، التي حولها إلى مقبرة لضحاياه، وأقنع أسرتها بأنها سافرت إلى لبنان لتصوير إعلانات عن منتجات تخص العمل لمدة، وعلى طريقة «اقتل القتيل وامشي في جنازته»، تزوج من أختها التي أحبها في 2015، وبهذه الزيجة أبعد سفاح الجيزة الشبهة عن نفسه.

وفي عام 2015، كان صديق طفولة سفاح الجيزة، المهندس رضا عبد اللطيف، قد طالبه أكثر من مرة برد أمواله التي أرسلها له من الخارج لاستثمارها، فلم يجد سفاح الجيزة، أمامه حلا للأزمة سوى التخلص من صديقه بدس السم لصديق طفولته داخل علبة كشري، وبمجرد فقدانه الوعي، لاحقه سفاح الجيزة، بضربات متتالية على رأسه مستخدما عصا حديدية، وقام بنقله إلى شقة المقبرة.

«الأفوكاتو» .. سفاح الجيزة

وبعدما وصل رصيد سفاح الجيزة في القتل، لضحيتين، جاء دور الضحية الثالثة، وهي زوجته، وأم طفلته، عندما سمعته يتحدث في الهاتف، مع مجهول ويخبره بأنه تخلص من صديق طفولته المهندس رضا، وأمام هذه الكلمات فقدت السيطرة على نفسها، وواجهته بما سمعته فقرر التخلص منها، بعد أقل من شهر من قتل صديق عمره، حيث دس لها هي الأخرى، السم في العصير، وخنقها ليتأكد من وفاتها، وذلك داخل شقة بمنطقة الكوم الأخضر بالمريوطية فيصل، ونقل جثتها داخل ديب فريزر بعدما أقنع بعض العمال بأنه سيقوم بنقل مجمدات داخل «الديب فريزر»، إلى شقة «المقبرة» في بولاق.

وفي محاولة منه لإخفاء معالم جريمته حرر محضرا باختفاء زوجته واتهمها بالاستيلاء على مبلغ 700 ألف جنيه من داخل شقة الزوجية، وأرسل من هاتفها رسالة لوالدها يخبره بأنها استولت على أموال زوجها وتختفي عدة أيام وستعود بعد هدوء الأوضاع.

وفي 2016، قرر سفاح الجيزة أن يغادر الجيزة متوجها إلى مدينة المنصورة والتي لم يستمر فيها أكثر من شهرين، ثم سافر بعدها إلى محافظة الإسكندرية، ليواصل سلسلة جديدة من جرائمه.

وبعد وصوله إلى الإسكندرية أعجبته صيدلانية، وتقدم للزواج منها ببطاقة مزورة تحمل اسم صديقه المقتول، المهندس رضا عبد اللطيف، في عام 2017، وفي إحدى المرات كان سفاح الجيزة يتحدث مع زوجته الجديدة، في ساعة صفا بينهما، واعترف لها باسمه الحقيقي دون أن يذكر لها جرائمه فقررت الهروب من زنزانة الزوجية التي كان يظن أنه حبسها فيها، فقرر هو الآخر، الانتقام منها، فسرق شقة والدها واعتقد أن ذكاءه سيفيده هذه المرة، لكنه كان واهما، عندما احتفظ لنفسه بالمسروقات، وعندما قرر بيعها للخروج من ضائقته المالية تم كشف جرائمه.

وفي منتصف عام 2017، قام سفاح الجيزة بالنصب على فتاة تدعى «ياسمين»، واستولى منها على مبلغ 45 ألف جنيه، وعندما طالبته بأموالها قرر قتلها باستدراجها لمخزن يمتلكه بمنطقة العصافرة، وخنقها ودفنها في إحدى الشقق التي كان يمتلكها.

وافتتح سفاح الجيزة، مكتب وقام بتأسيس حضانة، ومحل لبيع الأسماك، وجمعته تجارته بابنة تاجر، وقرر الزواج منها في عام 2019، ببطاقة مزورة تحمل اسم المهندس محمد مصطفى، وقبل الزواج قام بسرقة فيلا والدها، ونجح في إبعاد الشكوك عنه.

وكانت الصدفة البحتة وراء سقوط سفاح الجيزة، عندما تعرض لأزمة مالية وقرر بيع الذهب الذي استولى عليه من شقة والد زوجته الصيدلانية، بعد عامين، من سرقتها، حيث تعرف صاحب محل المجوهرات، على المسروقات، حيث كانت تجمعه علاقة وطيدة بصاحبها الذي أخبره بأنه تمت سرقتها، ليجد سفاح الجيزة نفسه محاصرا من قبل رجال الشرطة، وبإحالته إلى النيابة ومنها إلى المحكمة، تم الحكم عليه بالسجن لمدة سنة باسم صديق عمره الذي قتله، المهندس رضا عبد اللطيف.

وخلال قضاء المتهم فترة العقوبة اكتشف أهل المهندس رضا أن ابنهم المفقود منذ أكثر من 5 سنوات يقضي عقوبة الحبس في الإسكندرية على ذمة إحدى القضايا، وعندما ذهب محامي أسرة المهندس رضا، كانت صدمته الكبرى، حيث تبين له أن المحبوس هو «القذافي»، وكانت هذه هي أولى خيوط الكشف عن تفاصيل جرائم سفاح الجيزة، واحدة تلو الأخرى، وذلك خلال شهر نوفمبر 2020، وبدأت المحاكمات وتتوالى الأحكام ضده في جرائمه التي ارتكبها خلال مشواره الإجرامي.

اقرأ أيضا

عاد من جديد.. تفاصيل جلسة طعن سفاح الجيزة على حكم إعدامه

عودة سفاح الجيزة.. يوميات القذافى مع عشماوى وكلمة السر 4 جثث

nawy