الموجز
الأحد 24 نوفمبر 2024 12:15 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

عيد الشرطة الـ72.. تفاصيل معركة الإسماعيلية التي أذهلت القائد البريطاني

معركة الإسماعيلية
معركة الإسماعيلية

تحتفل مصر في 25 يناير بـ عيد الشرطة الـ 72، وهو اليوم الذي يخلّد تاريخًا مشرفًا لبسالة حماة الوطن وبسالتهم في الدفاع عنه حتى وإن تكلّف ذلك التضحية بالروح، كما حدث في عام 1952، أثناء "معركة الإسماعلية".

معركة الإسماعلية عام 1952

مع اشتداد أعمال المقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي، وقدرة الفدائيين على تكبيد بريطانيا خسائر فادحة في المعسكرات والجنود بمناطق القتال، ارتفعت حدة التوتر، وبخاصة مع انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز، بعد إعلان الحكومة المصرية عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم والمساهمة في الكفاح الوطني، فضلًا عن توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة 80 ألف جندي وضابط بريطاني.

بزيادة الاحتقان، أقدم الاحتلال البريطاني عن تصرف استفزازي جديد، حينما تم توجيه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين.

شهداء الشرطة في معركة الإسماعيلية

وحينما رفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية فؤاد سراح الدين باشا، الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، قرر القائد البريطانى الهجوم بالقوات والدبابات على قسم شرطة الاسماعيلية، إلا أن ضباط وجنود البوليس لقنوا قوات الاحتلال درسًا لم ينسوه أبدًا.

وجهت الدبابات البريطانية مدافعها وأطلقت نيران القنابل بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة، ولم تكن قوات الشرطة مسلحة بشئ سوى البنادق العادية القديمة، ما تسبب في مقتل 56 شرطيًا مصريًا وإصابة 73 بجروح، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقي منهم، واستولت القوات البريطانية على مبنى محافظة الإسماعيلية، وكان من الضباط؛ النقيب حينئذٍ –والفنان لاحقًا- صلاح ذو الفقار.

استخدم البريطانيون الأسلحة الثقيلة في قصف مبنى المحافظة، إلا أن ما فاجئهم كان بسالة رجال الشرطة المصريين، والذين ظلوا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة رغم خوضهم معركة غير متكافئة، حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال سقط فيها عشرات الشهداء، في حين أمر البريطانيون بتدمير بعض القرى حول الاسماعيلية، ما تسبب في مقتل وجرح عدد آخر من المدنيين.

تحية عسكرية لرجال الشرطة

كانت معركة الإسماعلية ولا تزال مصدر فخر لمصر ولرجال الشرطة، حتى أن القائد البريطاني البريجادير إكسهام، عبّر عن إعجابه بشجاعة رجال الشرطة الذين فضّلوا الموت على أن يتركوا أسلحتهم أو يخرجوا مذلولين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: «لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا»، كما أنه أمر أفراد قواته بإعطاء التحية العسكرية لرجال الشرطة المصرية أثناء خروجهم من المبنى اعترافًا بشجاعتهم.