الموجز
الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:29 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

حرب غزة.. خلافات حادة بين القيادة الداخلية والخارجية لحماس تمنع وقف إطلاق النار

أثبتت الأيام الماضية وجود خلافات حادة بين القيادات الخارجية لحركة حماس والقيادات الداخلية الموجودة بقطاع غزة، وظهر هذا جليا في تعارض آراء كلا منهم مع الأخر فيما يتعلق بمقترحات ومفاوضات سيناريوهات الحكم في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، إضافة إلى عدم علمهم بالتخطيط والتدبير الذي قام به القادة الداخليون لتنفيذ هجوم طوفان الأقصى.

المقترح القطري لإنهاء الحرب في غزة

حيث نسبت القناة الإسرائيلية الـ 13 مقترحا لقطر يهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، حيث يتضمن، إبعاد قادة حماس من قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، ولو على مراحل، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي.

وبموجب الاقتراح المزعوم، تقول "القناة 13 الإسرائيلية"، فإنه "سيتم نفي قادة حماس، خارج قطاع غزة، وسيتم إطلاق سراح جميع المختطفين، ولو على مراحل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع".

من جانبها قالت حركة حماس إن المبادرة القطرية التي أعلن عنها ليست خبرا حقيقيا، مشيرة إلى أن لا مبادرات مقبولة ما لم تقم أساسا على الوقف الكامل للحرب على غزة.

وقالت إن المحتجزين في غزة لن يعودوا أحياء ما لم يستجب نتنياهو لشروطها وهي الوقف الشامل والكامل للحرب، مرحبة بأي مبادرة أو جهد مؤيد لإنهاء الحرب على القطاع.

قيادات حماس الداخلية ترفض أي مقترح لوقف الحرب

يأتي ذلك في الوقت الذي رفضت خلاله قيادات حماس في الداخل وعلى رأسها يحيي السنوار رئيس الحركة في قطاع غزة المقترح المصري بتشكيل حكومة توافقية وطنية من الفصائل الفلسطينية تكون حماس طرفا مشاركا بها ، بينما لاقي هذا المقترح إعجابا لدى القادة الحمساويين في الخارج، على أن تتخلى حماس والجهاد عن السلطة في قطاع غزة، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، إلا أن مسؤولي حماس والجهاد في الداخل رفضوا مثل هذا المقترح

وتصر قيادات الحركتين على أن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب يجب أن يقرره الفلسطينيون أنفسهم وليس وفقا لإملاءات خارجية.

مناقشات قادة فتح وحماس في الخارج حول حكم غزة

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن قادة فتح وحماس في الخارج يجرون مناقشات حول حكم غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب.

وأضافت الصحيفة الأميركية أن رئيس الحركة يحيى السنوار لم يكن على علم بتلك المحادثات، وطَلب وقفها فورا، في إشارة لوجود خلاف بين الجناحين السياسي والعسكري لحماس، بحسب الصحيفة.

كما نقلت عن القيادي بحماس حسام بدران قوله "إن الحركة لا تريد لعبة محصلتُها صفر وتسعى لإنهاء الحرب".

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية عن أن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار أبلغ الوسطاء بأن الحركة مستعدة لصفقة تشمل الكل مقابل الكل، وذلك بعد وقف كامل لإطلاق النار.

بينما أوضحت الفصائل الفلسطينية أن هناك قرارا وطنيا بأنه لا حديث حول الأسرى ولا صفقات تبادل إلاّ بعد الوقف الشامل للحرب.

وتحفظت الحركة على الهدن القصيرة، مطالبة بوقف لإطلاق النار لا يقل عن 14 يوماً، فيما تمسكت تل أبيب بوقف لإطلاق النار يستمر 5 أيام، على أن يتم تجديده يومياً بعد ذلك.

حماس ترفض أي وقف مؤقت للحرب الإسرائيلية على غزة

كما رفضت حماس أي وقف مؤقت آخر للحملة العسكرية الإسرائيلية وتقول إنها ستناقش فقط وقف إطلاق النار الدائم، داعية إلى وجود مناطق إيواء آمنة للمدنيين الفلسطينيين، لا تتعرض لأي هجمات أو تتواجد فيها قوات إسرائيلية، على أن تصل إليها المساعدات الغذائية والطبية الكافية.

السنوار هدف إسرائيل الأول

ويعتبر السنوار الهدف الأول لإسرائيل في حملتها العسكرية الحالية على غزة، وقد تعهد وزير دفاعها نتنياهو أنهم لن يجعلوا حدا لعملياتهم ما لم يصفوا السنوار بالذات وقادة آخري.


وعلى مدى سنوات قبل اندلاع حرب غزة الحالية، خدع السنوار فعلياً القادة الإسرائيليين ودفعهم إلى معاملته كشخص عملي يمنح الأولوية لمشروع "حماس" السياسي في غزة.


لكن خلفية السنوار كانت تحمل دلالات مهمة، إذ بدأ مسيرته كأحد منفذي قرارات "حماس"، الذين قاموا بالتحقيق مع الفلسطينيين المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل وقتلهم.

وكما أوضح هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، انطوت أولويته الحقيقية على قيادة هجوم ضد إسرائيل كان يأمل في أن يحفز المسلمين في جميع أنحاء المنطقة للانضمام إلى القتال.

قيادات حماس في الخارج تفاجأت بموعد طوفان الأقصى

ويبدو أن هذه الحسابات والتفاصيل المحددة للهجوم شكلت مفاجأة تامة لإسماعيل هنية وبقية القيادات الخارجية.

فقد كانوا على علم بخطط السنوار لتنفيذ هجوم واسع النطاق ضد إسرائيل في مرحلة ما ووافقوا عليها، كما شاركوا في الكثير من المداولات حول هذا الهجوم مع مسؤولين من "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني و"حزب الله"،ولكن لم يتم إبلاغهم بحجم الخطة، أو توقيتها الذي يبدو أنه تغيّر مرتين على الأقل.


وفي الواقع، لم يكن هناك سوى مجموعة أساسية من القادة مسؤولة عن التخطيط المفصل للعملية، شملت السنوار وشقيقه محمد والقائد العسكري الفعلي لـ"حماس" مروان عيسى.


وعلى الرغم من أن وحدات "حماس" أجْرت تدريبات هجومية لعدة أشهر حظيت بتغطية إعلامية واسعة، إلّا أنه لم يتم تزويد قادة كتائبها الإقليمية الخمس وفصائلها الأربعة والعشرين بالخطة المحددة، أي اختراق السياج الحدودي، واقتحام المواقع العسكرية الإسرائيلية، وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وأسر الرهائن،إلّا قبل ساعات قليلة من العملية.


وصدرت أيضاً تعليمات لبعض القادة بإرسال مقاتلين إلى الضفة الغربية والتواصل مع أتباع "حماس" في الخليل، وطُلب من آخرين الحفاظ على وجودهم داخل إسرائيل لأسابيع إن أمكن.


ولم تكن هذه التفاصيل معروفة للقيادة الخارجية، التي تحاول الآن تفادي الهزيمة الكاملة في غزة والحفاظ على دور لـ"حماس" في أي هيكل سياسي ينشأ بعد الحرب.

وفي أعقاب معركة طوفان الأقصى مباشرة، أثار نطاق الهجوم ووحشيته انتقادات من القادة الخارجيين ودفع الكثيرين إلى محاولة السيطرة على الأضرار.


فأنكروا في العلن أن يكون رجال السنوار قد قاموا بذبح النساء والأطفال، وألقوا باللوم على الجيش الإسرائيلي في مقتل المدنيين، غير أنهم أعربوا في وقت لاحق عن تحفظاتهم بشأن أخذ النساء والأطفال كرهائن وفي محادثات خاصة مع محاورين عرب وفلسطينيين، أدان بعض قادة "حماس" بشدة "جنون العظمة" لدى السنوار.

وعلى وجه الخصوص، يلومونه على سوء فهم الرسائل الصادرة ما قبل الحرب من إيران و"حزب الله"، والتعامل مع تعهدات الدعم الغامضة على أنها التزام حازم بفتح جبهات إضافية ضد إسرائيل وإنقاذ "حماس" من الدمار.


ودفعت هذه الضمانات الخاطئة بالسنوار إلى شن هجوم واسع النطاق، وهو على خير يقين بأنه لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى الرد بالمثل.


وأبلغ قادة "حماس" في الخارج الدبلوماسيين الأجانب أنه كان ينبغي على السنوار أن يكتفي بعملية إرهابية محدودة جداً لاحتجاز الرهائن وتمهيد الطريق لتبادل الأسرى.

وذهب وزير الاتصالات السابق يوسف المنسي، وهو شخصية أخرى من "حماس"، إلى أبعد من ذلك، حيث أخبر المحققين الإسرائيليين أن السنوار قد أعاد غزة "200 عام إلى الوراء" ودعا فعلياً إلى الإطاحة به.