الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 07:40 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

لم يكن الهدف لبنان.. معلومات تكشف خطة إسرائيل السرية لعملية اغتيال العاروري

ضربة موجعة تلقتها حركة حماس مساء أمس الثلاثاء، باغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في الانفجار الذي وقع في منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية.

حيث أعلنت وسائل إعلام لبنانية، مقتل القيادي الفلسطيني صالح العاروري في الانفجار الذي وقع في منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية
ووقع الانفجار مساء أمس الثلاثاء، في منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية

اغتيال صالح العاروري

وأفادت مصادر أن هدف إسرائيل من عملية الاغتيال لم يكن الدخول في حرب مع لبنان وجماعة حزب الله وإنما جاء اغتيال القيادي الحمساوي رداً على ما تقوم به حماس ضد إسرائيل.

وسبق وأعلن الاحتلال الاسرائيلي على لسان مسئوليين في تل أبيب أن الموساد والشاباك سيطارد قيادات حركة حماس في الخارج، لتصفيتهم.

اللافت في عملية اغتيال صالح العاروري أنها جاءت بعد تأكيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بأن قيادات الحركة في أمان من الاستهداف، وهو ما يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي خطط في سرية تامة لعملية الاغتيال، ويشير مراقبون إلى أن قيام إسرائيل باغتيال صالح العاروري على الأراضي اللبنانية وفي الضاحية الجنوبية ببيروت بمثابة دفع المنطقة إلى تصعيد عسكري قد يفتح مواجهات عنيفة من جنوب لبنان مع الاحتلال الإسرائيلي.

موقف حزب الله من اغتيال العاروري

ويلتزم حزب الله اللبناني الصمت حتى الآن تجاه عملية اغتيال صالح العاروري في بيروت ويترقب الشارع اللبناني كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مساء اليوم الأربعاء، والتي سيكشف فيها موقف الحزب ورده على الاغتيال الإسرائيلي للعاروري وقيادات حماس، حيث كان مقررا أن يلتقي العاروري صباح الأربعاء مع حسن نصر الله.

بينما أكد حزب الله في بيان مساء الثلاثاء أن اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، "لن يمر أبدا من دون رد وعقاب"، واصفا ما حصل بأنه "اعتداء خطير على لبنان".

وقال الحزب "نعتبر جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه الشهداء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت اعتداءً خطيرًا على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته، وتطورًا خطيرًا في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة"، مشددا على أن "هذه الجريمة لن تمرّ أبدًا من دون رد وعقاب".

وأضاف بيان حزب الله الذي يتوقّع أن يلقي أمينه العام حسن نصر الله خطابا، مساء اليوم الأربعاء، "جريمة اليوم هي استكمال لجريمة اغتيال القائد السيد رضي الموسوي في ساحة عمل أخرى".

وتؤكد عملية الاغتيال التي نفذتها طائرة مسيرة ضد العاروري دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الانخراط في مواجهات أوسع وأشمل معه الجبهة الجنوبية والشمالية خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيفرض متغيرات جديدة على حركة قيادات حماس في الخارج، لزيادة عملية التأمين.

يذكر أن سلوك الاحتلال الإسرائيلي في استخدام عمليات الاغتيال ضد قيادات المقاومة والفصائل الفلسطينية متعارف عليه منذ سنوات ولعل أبرزها عملية اغتيال نائب رئيس أركان القسام السابق أحمد الجعبري، والقيادي عبد العزيز الرنتيسي، الشيخ أحمد ياسين، ونجاة القيادي في حماس خالد مشعل من عملية الاغتيال قبل سنوات.

ومن المتوقع أن يستثمر رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عملية تصفية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الترويج لنفسه سياسيا وتقوية موقفه الداخلي أمام الشارع الإسرائيلي الغاضب، ليشير لقدرته على الوصول لقيادات حماس في أي مكان.

حماس تجمد المفاوضات مع إسرائيل

وأفادت وكالة "شينخوا" للأنباء الصينية، نقلا عن مصدر - لم تسمه - القول إن حركة حماس أبلغت الوسطاء المصريين والقطريين بتجميد أيّ مفاوضات مع إسرائيل بعد اغتيال القيادي في الحركة صالح العاروري.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، أن عمليات "الاغتيال الجبانة" التي تنفذها إسرائيل "ضدّ قيادات ورموز الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها لن تفلح في كسر إرادة وصمود الشعب".

وأدانت الفصائل الفلسطينية، مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طالح العاروري خلال غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، رفقة قائدين من كتائب القسام الجناح العسكري للحركة.

وأعلنت حركة فتح الإضراب العام والشامل في محافظات رام الله والبيرة في الضفة الغربية، فيما توعدت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لفتح بـ"الرد على اغتيال إسرائيل لصالح العاروري".

وقالت الفصائل الفلسطينية في جنين أن اليوم الإربعاء سيكون "يوم غضب وإضراب شامل"، داعية للنفير العام رفضاً "للمجازر والقتل" الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي العاروري، معتبرة أن مقتله هو محاولة من إسرائيل "لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي" لإسرائيل.

من جانبها أكدت كتائب المقاومة الوطنية أن مقتل العاروري "لن يكسر إرادة شعبنا بل ستزيد من فعله الثوري ومقاومته الباسلة وستكون نارا ووبالا على العدو".

من هو صالح العاروري

ويعد صالح العاروري قيادي سياسي وعسكري فلسطيني بارز، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وساهم بشكل مباشر في تأسيس "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس".

ولد العاروري في قرية عارورة قضاء رام الله عام 1966، وتم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية وقضى عدة سنوات في السجون الإسرائيلية.

وأسس العاروري الجهاز العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية عام 1991، مما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.

في أواخر عام 2017 أعلنت حركة حماس عن انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية خلال انعقاد مجلس شورى للحركة