الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 06:35 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

«أبانوب قربان».. حكاية أشهر بائع للخبز المقدس بالكاتدرائية

الشاب أبانوب يونان
الشاب أبانوب يونان

تحمل صلاة القداس الإلهي داخل الكنائس، العديد من الطقوس الدينية، ومنها ذلك المشهد الذي يقف فيه القس وهو يحمل قطعة من الخبز المستدير ليطعم به المصلين والتي يطلق عليها لقمة البركة أو القربان وهو أحد أهم الأسرار الكنسية، لذلك يحرص كثير من شعب الكنيسة على شراء المزيد من هذا الخبز المقدس في كل زيارة للكنيسة.

وحول قصة هذا القربان وأهميته لدى الأقباط التقت "الموجز" بالشاب أبانوب يونان وشهرته أبانوب قربان وهو يقف أمام الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ويتوافد إليه زوار الكنيسة من كبار وأطفال لشراء القربان.

قال أبانوب الذي يبلغ من العمر 25 عاماً، إنه ارتبط بصناعة وبيع القربان منذ 7 سنوات عندما ذهب إلى الكنيسة للبحث عن عمل بعد حصوله على دبلوم فني صناعي بقسم الزخرفة لكي يستطيع من خلال هذا العمل الإنفاق على أسرته الصغيرة المكونه من أب وأم وشقيقة كبرى.

وأضاف أن صناعة القربان لم تكن الوظيفة الأولى له فمنذ طفولته وأثناء دراسته الابتدائية التحق بالعديد من المهن مثل النقاشة وصناعة الأحذية وعمل بائعاً بالمحلات التجارية لكي يعول أسرته خاصة بعد مرض والده الذي كان يعمل "نقاشاً" وعدم قدرته على العمل.

وأشار أبانوب إلى أنه بدأ مشواره مع "القربان" من بداية صنعه وإعداده وحتى بيعه لزوار الكنيسة، قائلاً "عملت لفترة طويلة في عجن القربان وتشكيله داخل المخبز وهو عبارة عن دقيق ومياه وخميرة، وبعد فترة طلب مني مسئول المخبز أن أترك صناعة القربان وأن اقوم بعرضه وبيعه للوافدين للكنيسة ووجدت قبولاً ومحبة كثيرة لديهم واشتهرت منذ ذلك الوقت بأبانوب قربان وأنا سعيد بهذا العمل".

وحول الفرق بين القربان الذي يباع للزوار في الكنيسة وما يقدمه القس في القداس، قال أبانوب، إنه لا يوجد فرق في صناعة القربان ولكن الاختلاف أن ما يقدمه القس يكون أكبر حجماً ويقرأ عليه صلوات أثناء القداس ويسمى "الحمل" ويمنحه القس لرعيته فيما يسمى بالتناول للحصول على البركة، أما القربان الذي يباع خارج القداس يقبل عليه الزوار أيضا كبركة من المكان ووجبة خفيفة لهم.

لمحة تاريخية

يرتبط القربان بأحد أهم الأسرار الكنسية، وهو سر الافخارستيا أو التناول الذى أسسه المسيح فى العشاء الأخير ليلة خميس العهد حين أمسك بالخبز وقسمه ومنحه لتلاميذه الحواريين، قائلا: "خُذوا، هذا هُوَ جَسَدى"، ثم أخذ كأس خمر وباركها وناولها لتلاميذه".

أما أن المسيح وصف الخبز بجسده وتطلق عليه الكنائس "الحمل" لأن المسيح سيق للذبح كحمل ليخلص المسيحيين من العبودية وهى عقيدة الفداء.