الموجز
الجمعة 22 نوفمبر 2024 02:15 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

عاجل .. خلافات عرقية تضرب حركة طالبان من الداخل

خلافات إثنية طاحنة تضرب طالبان وتخرج للواجهة كواليس حركة محكومة بلوائح عرقية في بلد تتنوع فيه الإثنيات.

صحيفة "التايمز" البريطانية ذكرت أن المئات من المتظاهرين احتجوا، قبل يومين، في شوارع إقليم فارياب، تنديدا باعتقال مخدوم علم، وهو قيادي أوزبكي في طالبان، يعتقد أنه كان ضحية التمييز.

وأظهرت مقاطع فيديو حشودا من المدنيين الغاضبين يحملون أسلحة في ميمنه عاصمة الإقليم، على بعد نحو 450 ميلًا شمال غرب العاصمة كابول.

وفارياب إحدى الولايات الواقعة شمالي أفغانستان، ويشكل أبناء القومية الأوزبكية والتركمانية والطاجيك معظم سكانها الأصليين، وهم أغلبية.

وتواصلت الاحتجاجات، اليوم السبت، ما أسفر عن مقتل عضو بطالبان وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم مدني، بحسب مصادر أفغانية لوسائل إعلام محلية لم تذكر تفاصيل أكثر عن ملابسات مقتل عضو الحركة، فيما أرسلت الحركة الحاكمة في أفغانستان مزيدًا من القوات إلى الإقليم.

ونقلت الصحيفة عن صحفي أفغاني قوله إن علم متهم باختطاف ثلاث نساء في مدينة مزار شريف، مضيفة أن "المحتجين الذين تحدثت معهم قالوا إنه بريء، وقد جرى طرده لأنه من العرقية الأوزبكية، وإن هناك تمييزا ضدهم من طالبان."

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الاشتباكات بين الأوزبك والباشتون في فارياب ليست بالأمر المستجد، حيث يعتبر الباشتون أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، ويتركزون في الجنوب والشرق، كما أنهم المجموعة العرقية المهيمنة في طالبان التي تنحدر من الجنوب لكن وسعت صفوفها خلال السنوات الأخيرة لتضم عرقيات أخرى.

وتتضمن تلك العرقيات: الطاجيك والتركمان والأوزبك، حيث قال رحمة الله أميري، باحث ومحلل مستقبل، إن الباشتون في الشمال ظلوا المجموعة العرقية المهيمنة داخل طالبان، لكنهم كانوا أقلية بالمنطقة الجغرافية.

وأكد رحمة الله أميري أن "هناك مشاكل ثقة في شتى أنحاء الشمال الأفغاني بسبب أمور مثل استسلام الأوزبك لحكومة الجمهورية على مدار السنين وحقيقة انضمام البعض إلى "حركة أوزبكستان الإسلامية".

وتابع: "من الجانب الآخر، لا يوجد عدد كاف من الرجال في طالبان في الشمال لأن الشمال لم يكن مثل الجنوب حيث أسسوا سلطتهم بالفعل، ففي هلمند على سبيل المثال، تم إرساء السلطة خطوة خطوة عبر الإقليم، وتشكيل علاقة قوية مع الناس."

وأشار إلى أن ما تقدم جعل طالبان أكثر عرضة لمواجهة تحديات محلية، لافتا إلى عدم قدرته على تأكيد السبب وراء اعتقال علم، لكن "تلاعب المرؤوسين بالواقعة وجعلوها مرتبطة بالانتماء العرقي أكثر من سبب الاعتقال."