تغفر الذنوب وتقي من المعاصي.. تعرف على أفضل حالات ذكر الله
يعتبر ذكر الله من أيسر العبادات على المسلم، وهو أحب الأعمال إلى الله عز وجل، التي تحقق مكاسب وفوائد عظيمة لمن يحافظ عليه، والذكر له حالات خاصة مع المؤمنين ذكرت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة .
فقد تحدث الشيخ سامح عثمان سليمان من علماء وزارة الأوقاف، عن أثرا عن الصحابي أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ عَلَى سَبِيلٍ وَسُنَّةٍ ذَكَرَ الرَّحْمَنَ وَاقْشَعَرَّ جِلْدُهُ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا كَانَ مَثَلُهُ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ يَبِسَ وَرَقُهَا فَهِيَ كَذَلِكَ إِذَا أَصَابَهَا رِيحٌ فَتَحَاتَّ عَنْهَا وَرَقُهَا إِلَّا تَحَاتَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ورقها".
وقال في حلقة من برنامج (مع الصحابة والتابعين) بإذاعة القرآن الكريم، إن هذا الأثر يتناول حال المؤمنين عند الذكر فنعتهم الله تارة بالوجل كما فى قوله تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ"، ونعتهم تارة أخرى بالخشوع كما فى قوله تعالى "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ"،
ونعتهم الله بالطمأنينة كما فى قوله تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّه أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
وذكر أن الله قد جمع بين الأمرين فى كتابة فقال الله تعالى "ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَٰبًا مُّتَشَٰبِهًا مَّثَانِىَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ".
وأوضح أن الوجل هو الخوف والخشية من الله، وما يكون فى القلب من الرهبة عند ذكر عظمة الله وذكر أمر الآخرة لما فيها من الحساب والعقاب فيقشعر الجلد بسبب الخوف عند تذكرهم لما وقعوا فيه من المعصية والتفريط فى حق الله، وقد تصحب الخشية البكاء وفيض الدمع لقوله تعالى "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا".
وفى نهاية حديثه لخص الدروس المستفادة من هذا الأثر وهى؛ أن الوجل خوف من الله عز وجل يدفع إلى فعل أوامره واجتناب معاصية، وكذلك فإن الوجل يوجب خشية الله ومن ثم الكف عن محارمه، والوجل أيضا عند ذكر الله يغفر الذنوب، فضلا عن أن الوجل عند ذكر الله دليل على قوة الإيمان.