أثيوبيا تحترق .. قوات تيجراى تقترب من أديس أبابا والعالم يهرب من بؤرة الموت
رغم مرور عام على معارك إقليم تيجراى، إلا أن الوضع فى الإقليم الواقع شمال إثيوبيا، أصبح كارثيا أكثر من أى وقت مضى، الأمر الذى خلق معاناة كبيرة لأهالى الإقليم ولاتزال، حيث دخلت البلدة الإفريقية ذات العرقيات المتعددة فى حالة حرب أهلية متعددة الأطراف، فقد تصاعد العنف والدمار فى البلاد واقترب إلى حد ينذر بانهيار تام، بما يهدد بقاء إثيوبيا كدولة موحدة.
وفى تطور خطير للأحداث فى الداخل الإثيوبى، ومع التصعيد وفرض الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ فى البلاد، عبرت معظم السفارت الأجنبية المتواجدة على الأراضى الإثيوبية عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف، ودعت رعاياها لمغادرة البلاد، ومغادرة طواقمها الدبلوماسية.
كندا تسحب عائلات موظفى سفارتها من إثيوبيا
أعلنت الحكومة الكندية، سحب عائلات موظفى السفارة الكندية والموظفين غير الأساسيين من إثيوبيا.
وأصدرت الخارجية الكندية بيانا قالت فيه: "الوضع فى إثيوبيا يتطور ويتدهور بسرعة.. تعتبر سلامة الكنديين من أهم أولوياتنا، ونتيجة لذلك، تم اتخاذ القرار بسحب جميع أفراد عائلات موظفى السفارة وكذلك الموظفين الكنديين غير الأساسيين من إثيوبيا".
وأضاف البيان: "نشجع جميع الكنديين فى إثيوبيا على التحقق من نصائح وإرشادات السفر الخاصة بنا كثيرا، والتسجيل فى سجل الكنديين فى الخارج".
وأكدت الخارجية أن السفارة الكندية فى أديس أبابا مفتوحة، والموظفون القنصليون على استعداد لمساعدة الكنديين الذين يحتاجون إلى مساعدة طارئة.
لبنان يدعو رعاياه إلى مغادرة إثيوبيا
كما نصح لبنان رعاياه فى إثيوبيا وخصوصا العائلات بمغادرة البلاد فى أقرب فرصة ممكنة، لحين زوال الخطر وعودة الأمور إلى طبيعتها.
ودعت الخارجية اللبنانية، رعاياها إلى الحذر خلال التجول ليلا، وتأمين ما يلزمهم من غذاء ودواء للاستهلاك الشخصى عند الضرورة.
دعوة لبنان لرعاياه جاءت بعد قيام أمريكا والسعودية بتوجيه نفس الرسالة إلى مواطنيهم فى إثيوبيا، إذ نصحت السفارة الأمريكية فى أديس أبابا، جميع المواطنين الأمريكيين بمغادرة إثيوبيا فى أقرب وقت ممكن بعد أن هدد تحالف مقوت تيجراى بالزحف صوب العاصمة.
وقال بيان نُشر على الموقع الإلكترونى للسفارة "الوضع الأمنى فى إثيوبيا غير واضح تماما. ننصح المواطنين الأمريكيين الموجودين فى إثيوبيا بمغادرة البلاد فى أسرع وقت ممكن".
وأضافت السفارة فى بيان، إن الاضطرابات قد تؤدى إلى شح فى الإمدادات وتصاعد فى العنف، ودعت المواطنين الأمريكيين الذين لن يغادروا البلاد إلى تخزين المؤن.
نداء عاجل من السعودية
كما دعت السفارة السعودية، عبر حسابها على تويتر، جميع رعاياها المتواجدين فى إثيوبيا بـ"ضرورة المغادرة فى أقرب فرصة ممكنة وذلك نظرا للظروف الحالية التى تمر بها إثيوبيا"، وحثت السفارة جميع المواطنين السعوديين المتواجدين فى إثيوبيا على أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
كذلك، دعت أيضا وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين فى إثيوبيا إلى توخى أقصى درجات الحيطة والحذر، والعمل على مغادرة البلاد بأقرب فرصة ممكنة نظراً للظروف والأوضاع الطارئة فى جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية وإعلان حالة الطوارئ، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأردن.
وأهابت الوزارة بالمواطنين الأردنيين بعدم السفر إلى إثيوبيا فى هذه الفترة. وأضافت فى بيان، أنه ولطلب المساعدة، بإمكان المواطنين الأردنيين التواصل مع السفارة فى أديس أبابا على الخط الساخن (00251904049070) أو مركز عمليات الوزارة (00962795497777).
إسرائيل تحذر رعاياها من السفر إلى إثيوبيا
من جانبها، دعت الخارجية الإسرائيلية رعاياها إلى عدم السفر على الإطلاق إلى إثيوبيا، فى ظل استمرار التوترات هناك.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن وزارة الخارجية بدأت إجلاء عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين من إثيوبيا.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الوزارة ليور حيات القول، إن دبلوماسيين إسرائيليين يقيمون فى مقر السفارة فى العاصمة أديس آبابا.
وحثت الخارجية أمس الإسرائيليين على الامتناع بصورة تامة عن السفر إلى إثيوبيا، كما طالبت رعاياها الموجودين هناك إلى المغادرة على الفور.
فى السياق ذاته، أهابت السفارة المصرية بأديس أبابا بأعضاء الجالية اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر فى ظل الظروف التى تشهدها، تزامنا مع إصدار الحكومة الإثيوبية قرارا بفرض حالة الطوارئ فى أنحاء البلاد.
ودعت السفارة المصرية بإثيوبيا أبناء الجالية المصرية إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات والتعليمات المحلية.
وأشارت السفارة المصرية إلى أنه وفى حالة الطوارئ يرجى الاتصال على الرقم :+251944342108.
وضع كارثى
كذلك، أكدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليت، أن الصراع القائم فى إثيوبيا يدفع بالوضع الإنسانى الكارثى بالفعل فى المنطقة إلى "حافة الهاوية"، داعية جميع الأطراف المشاركة فى الصراع المتصاعد فى تيجراى إلى وقف القتال على الفور.
وقالت باشليت: "المخاطر جسيمة، وبعيدًا عن استقرار الوضع، فإن هذه الإجراءات الواسعة للغاية - والتى تشمل سلطات واسعة للاعتقال والاحتجاز - ستعمل على تعميق الانقسامات، وتعرض المجتمع المدنى والمدافعين عن حقوق الإنسان للخطر، وتؤدى إلى صراع أكبر وتزيد المعاناة الإنسانية القائمة بالفعل"، داعية إلى إعطاء الأولوية لحماية المدنيين، حسبما نقلت صحيفة "مودرن ديبلوماسى" الأمريكية.
وشهد إقليم تيجراى، فى نوفمبر الماضى، مواجهات عسكرية استمرت لنحو 3 أسابيع أطاحت بجبهة تحرير تيجراى عقب دخول قوات الجيش الإثيوبى، فيما تصاعد التوتر من جديد فى إثيوبيا خلال الأيام الأخيرة بعدما سيطرت قوات تيجراى على مدينتى "كومبولوتشا" و"ديسى" الاستراتيجيتين قبل أيام، مما استدعى حالة من الاستنفار داخل الحكومة الفيدرالية التى حثت المواطنين فى العاصمة الإثيوبية على التسلح لمقاتلة قوات تيجراى المتجهة صوب أديس أبابا، وسط فشل الجهود الدولية الرامية إلى فرض وقف لإطلاق النار.
وعلى خلفية هذه التطورات، أعلنت الحكومة الإثيوبية إلغاء وقف إطلاق النار، وإعلان حالة الاستنفار فى كامل البلاد، وبدأ الجيش الإثيوبى عمليات عسكرية ضد جبهة تحرير تيجراى، لإجبارها على الانسحاب من المناطق التى سيطرت عليها بالإقليمين.
وتكبدت أديس أبابا خسائر تقدر بـ 2.3 مليار دولار منذ اندلاع الصراع فى تيجراى فى نوفمبر 2020، لكن هذه التكلفة لم تأخذ فى الاعتبار الإنفاق العسكرى أو فقدان سبل العيش والوفيات والإصابات بين المدنيين، فضلا عن فقدان ساعات من الإنتاجية الاقتصادية بسبب فرار المدنيين من الخطر.