ماهى الصلاة الوسطى ولماذا اختصها الله تعالى فى القرآن الكريم ؟.. إليك الإجابة
يتساءل الكثيرون على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي حول الصلاة الوسطى ولماذا اختصها الله تعالى فى القرآن الكريم فى قوله تعالى « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ».
ورغم أن أحكام صلاة العصر من وقت وعدد ركعات وكيفية صلاتها وفضلها وما نحوها تعد من الأمور المعلومة للجميع إلا أنه لايزال هناك بعض الأسرار المتعلقة بتلك الصلاة خاصة وأنها الصلاة الوسطى التي خصها الله تعالى ورسوله الكريم بمزيد من الفضل والحث عليها كما ورد في الكتاب العزيز بقوله تعالى : « حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ » الآية 238 من سورة البقرة من هنا تأتي أهمية معرفة لماذا خص الله الصلاة الوسطى ؟.
ورد أنه دعا القرآن الكريم إلى المحافظة على أداء الصلوات وخص بالذكر الصلاة الوسطى وفي ذلك قال الله تبارك وتعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ» الآية 238 من سورة البقرة وأجمعت أقوال العلماء على أن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى لثبوت الأحاديث النبوية الصحيحة في ذلك منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً».
وورد أنه في هذه الآية الكريمة أيضاً وجه من الإعجاز العلمي في القرآن فقد أثبت العلم الحديث أن في وقت صلاة العصر تقع عدة تغييرات في الجسم حيث إن الإيقاع البيولوجي لعدة أنظمة في الجسم تبلغ ذروتها في هذا الوقت ومن هذه الأنظمة نظام الدورة الدموية والقلب وما يتصل بهما وثبت علميًا أن «الأدرينالين» يرتفع بعد الزوال إلى حد الذروة مع ما يتبع ذلك من كثافة في عمل القلب سواء كان ذلك في حالة الاسترخاء أو حالة التوتر المتواصل وسواء كان الإنسان سليمًا أو يعاني من أزمات في القلب وارتفاع ضغط الدم.
كما ورد أيضاً أن المحافظة على أداء الصلاة الوسطى في وقتها أمراً له فائدة قصوى للوقاية من مضاعفات الانشغال بالأعمال اليومية الأخرى في هذه الفترة ولتجنب مفاجآت ومجهودات غير مرغوب فيها وقد تؤدي إلى الضرر مع طول الزمن ويتضح من الآية الكريمة «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين» التأكيد على المحافظة على الصلاة الوسطى وأن المسلم مطالب في هذه الفترة بالانشغال عن كل المسائل الدنيوية مع السجود والدعاء والخشوع في الصلاة بقصد إعطاء فرصة لراحة القلب لأن توقيت صلاة العصر يوافق ذروة النشاط القلبي وبالتالي تمنع الصلاة من زيادة الأدرينالين ومجهود القلب أكثر من القدر الطبيعي وتحافظ عليه في حدوده الطبيعية.
و ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة البقرة “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ” وقد حدث خلاف بين العلماء حول تحديد هذه الصلاة حيث تعددت الآراء التي بلغت عشرين رأيًا تبعًا لما ورد في فتح الباري ومن أهمها قول البعض بأنها صلاة الصبح وهو رأي مالك والشافعي ولكن الرأي الذي أخذ به معظم أهل العلم هو القول بأنها صلاة العصر ومن الوارد في ذلك رواية الترمذي والنسائي عن زر بن حبيش قال : قلنا لعبيدة : سل عليًا عن الصلاة الوسطى فسأل عليًا فقال : كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب “شغلونا عن الصلاة الوسطى ؛ صلاة العصر”.
كما ورد أن صلاة العصر وسطى في الوجوب حيث أن الصلوات الخمس بالوجوب هي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ولذلك كانت صلاة العصر وسطى بالوجوب وذلك لوضعها بين الصلوات الخمس وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شدّد على أهمية إقامة صلاة العصر في وقتها وذلك ما ورد في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام “من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله”.