عمره 44 و قلبه توقف فجأة ..معلومات لا تعرفها عن ”مريض كورونا ” العائد من الموت
وسط الزحام، شقت سيارة إسعاف طريقها في شوارع محافظة المنوفية بعد تلقيها إخطارا بوفاة مصاب بفيروس كورونا المستجد داخل مستشفى خاص.
لكن المفاجأة كانت تنتظر الفريق المكلف بدفن جثمان المتوفي لدى وصوله: الرجل عاد إلى الحياة من جديد.
يقول مدير مرفق الإسعاف بالمنوفية أمجد عبد الحميد لموقع "سكاي نيوز ": "بعد إبلاغنا بتوقف قلب مريض داخل إحدى المستشفيات إثر تعرضه لنزيف في المخ، انتقلت سيارة إسعاف (إلى المستشفى) من أجل نقله إلى مدافن الأسرة أو قرية المتوفى".
ويضيف عبد الحميد: "في الوقت نفسه أجرى الأطباء محاولات عديدة لإجراء إنعاش قلب للرجل المتوفى لعلها تأتي بنتيجة، وبعد مرور دقائق انتظمت نبضاته. استعدناه مرة أخرى، تلقينا الخبر بسعادة بالغة".
ويتحدث الدكتور عبد الباري العجيزي مدير عام الطب العلاجي في المنوفية عن تلك الواقعة، قائلا إن الرجل يبلغ من العمر 44 عاما، وكان يتلقى العلاج في مستشفى خاص بمدينة شبين الكوم من جراء إصابته بمرض "كوفيد 19"، الذي يسببه فيروس كورونا.
ويتابع العجيزي: "لدينا بروتوكول علاجي يتم إتباعه في حالة توقف قلب المريض من خلال طاقم الأطباء والممرضين، وهو (عملية إنعاش القلب الرئوي CBR من خلال جهاز الصدمات الكهربائية وعدد من الأدوية)، وهو ما جرى مع المريض".
ويضيف: "إنها مسألة حياة أو موت. لحظات يمكن فيها إعادة مريض إلى الدنيا بعد توقف أجهزته الحيوية، لذلك تسارع الأجهزة الطبية في إجراءات الإنعاش ولا يمكن التباطؤ فيها".
بعد التقاط الأنفاس عقب التجربة المثيرة، كان على الأجهزة الطبية نقل المريض إلى مستشفى آخر يحتوي على وحدة عناية مركزة نظرا لحالته الصحية الحساسة وحاجته الشديدة لجهاز تنفس اصطناعي، وفقا لمدير مرفق الإسعاف بالمحافظة.
ويؤكد عبد الحميد على حرص وزارة الصحة على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية أثناء تحويل المصابين بفيروس كورونا من مكان لآخر، مشددا على أن "رجال الإسعاف خلال التعامل مع حالة المريض العائد للحياة ارتدوا بدلات واقية تستخدم لمرة واحدة".
ويستطرد المسؤول الصحي: "وضعنا الرجل داخل سيارة الإسعاف وانطلقت في اتجاه مستشفى جراحة المخ والأعصاب التي استقبلت الحالة في قسم الطوارئ وتعاملت معه على الفور، وانتهى دورنا عند تلك النقطة".
حالة لا تتكرر كثيرا
وتحت إشراف طاقم طبي متعدد التخصصات، خضع المريض إلى فحوص مختلفة للتعرف على تفاصيل حالته واتخاذ القرارات الأمثل للتعامل معه، كما يؤكد الدكتور جلال الديب مدير مستشفى جراحة المخ والأعصاب بالمنوفية
وينوه الديب إلى إجراء كافة الإسعافات الأولية للرجل، فضلا عن عرضه على أطباء المخ والأعصاب من أجل التدخل لوقف النزيف الذي أصيب به قبل ساعات، ثم جرى نقله إلى وحدة العناية المركزة ووضعه على جهاز تنفس اصطناعي، ومباشرة حالته بصورة مستمرة.
ويستطرد الطبيب": "حالة المريض الآن مستقرة. وظائف القلب تعمل بشكل جيد لكنه لا يزال يحتاج إلى جهاز التنفس الاصطناعي. نتمنى له الشفاء وأن يصبح في حالة أفضل".
تلك الواقعة التي شهدتها المنوفية لا تتكرر كثيرا، لكن تحسبا للتعرض لها أو مواقف مشابهة، درب مرفق الإسعاف في المحافظة رجاله كما ينوه عبد الحميد من أجل تأدية واجبهم على أكمل وجه وإنقاذ المرضى من خلال جهاز صدمات كهربائية متوفر داخل سيارات وزارة الصحة.
ويضيف مدير المرفق: "وفقنا الله في عدد من الحالات التي اعتقدنا أنها توفيت، ونجحنا في إعادة النبض إلى أجسادها بعد استخدام جهاز الصدمات الكهربائية. تلك لحظات فريدة لا تسقط من الذاكرة أبدا".