بعد فوزها بولاية ثانية.. محطات فى حياة «قاهرة الأزمات» جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا
فازت جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا بولاية ثانية بعدما حقق حزب العمال فوزًا ساحقًا تاريخيًا في الانتخابات التشريعية، وجاء حزب العمال (يسار وسط)، الذي تنتمي إليه أردرن في الطليعة بنسبة 49.2%، وسيشغل 64 من أصل 120 مقعداً في البرلمان.
ويعني هذ التفويض أن بإمكان أردرن (40 عامًا) تشكيل أول حكومة يشكلها حزب بمفرده في نيوزيلندا منذ عشرات، وعلى مدار فترة ولايتها السابقة أثارت أردرن الإعجاب بطريقة تعاملها مع الأزمات التى واجهتها.
وخلال السطور القادمة سيلقى "الموجز" الضوء على نشأة "قاهرة الأزمات" جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا وأبرز المشكلات التى واجهتها وطريقة تعاملها معها.
نشأتها
ولدت جاسيندا كيت لوريل أردرن في 26 يوليو 1980 في هاميلتون بنيوزيلندا، لوالد يعمل ضابط شرطة ووالدة تعمل عاملة مطبخ في مدرسة.
ودخلت أردرن عالم السياسة بفضلِ خالتها ماري أردرن، التي شغلت منصبَ عضوٍ في حزب العمال لفترة طويلة، وكانت ماري قد دفعت ابنة أختها وهي في سنّ المراهقة للمُشاركة في حملة النائب هاري ديونهيفن خلال إعادة انتخابه في الانتخابات العامة في عام 1999.
انضمت جاسيندا إلى حزب العمال النيوزيلندي وأصبحت عضوًا نشطًا في حركة العمال الشباب في مرحلة مبكرة من حياتها.
تخرجت أردرن في جامعة وايكاتو وحصلت على درجة البكالوريوس في السياسة والعلاقات العامة.
سعت عقب التخرج للعيش في الخارج وقضاء الوقت بعيدًا عن بلدها الأم.
وفي بداية 2006 عملت "أردرن" بمطعمٍ لخدمة الفقراء في ولاية نيويورك الأمريكيّة، كما كانت متطوعةً في حملة لحقوق العمال، وكانت آنذاك عاملةً غير قانونيّة في أمريكا، ثم انتقلت إلى لندن للعمل كمستشار سياسي أول لتوني بلير.
عادت إلى نيوزيلندا لتصبح أصغر نائبة في البرلمان في عام 2008 حيث ارتقت بسرعة في المناصب لتصبح زعيمة للمعارضة بحلول أغسطس2017.
وتعتبر جاسيندا أردرن ثالث امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في بلدها، فالأولى كانت جيني شيبلي التي تولت المنصب في الفترة من 8 ديسمبر 1997 إلى 5 ديسمبر 1999م، والثانية هي هيلين كلاريك التي خلفتها على المنصب في الفترة وهي أول امرأة تنتخب للمنصب، وذلك من عام 1999 إلى 2008م.
أردرن قاهرة الأزمات
تولت جاسيندا أردرن رئاسة وزراء نيوزيلندا في العام 2017 جاعلةً من التفكير "الإيجابي" محور ولايتها، وهو نهج يبدو أنه كان في محله في السنوات الثلاث الماضية التي شهدت خلالها نيوزيلندا أزمات غير مسبوقة.
استطاعت الزعيمة العمالية إلى إدارة أزمة ناجمة عن أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ الأرخبيل، والتعامل مع انفجار بركاني كان الأكثر فتكاً، وأخطر ركود في تاريخ البلاد منذ 30 عاماً، بالإضافة إلى التحدي التاريخي المتمثل بوباء كوفيد-19.
وظهرت كفاءة أردرن في مارس 2019 عقب هجوم شخص، يؤمن بتفوق العرق الأبيض، على مسجدين في كرايستشرش في جنوب البلاد مودياً بحياة 51 مصلياً.
وكان لرد أردرن السياسي على المجزرة وقع إيجابي في الداخل والخارج، إذ فرضت قيوداً على حمل السلاح وحثت على ضرورة أن تحظر مواقع التواصل الاجتماعي المحتوى الداعي إلى التطرف، غير أنها كسبت قلوب كثيرين من خلال إظهار تعاطفها مع الضحايا والتضامن معهم ومشاركتهم ألمهم، فظهرت مرتدية الحجاب في أعقاب المجزرة.
وخلال الأشهر السابقة، تحديدًا خلال حملتها الانتخابية، ركزت أردرن على نجاحها في التعامل مع تحد خطير آخر خلال ولايتها، وهو فيروس كورونا الذي أدى إلى وفاة 25 شخصاً فقط في الأرخبيل البالغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة.
وعادت الحياة في نيوزيلندا بالمجمل إلى طبيعتها بعد الإغلاق الصارم الذي طبّقته البلاد في وقت سابق من العام، باستثناء تفش محدود للفيروس في أوكلاند تمّت السيطرة عليه.
في 19 يناير عام 2018 أعلنت أردرن أنها حامل وكلّفت وينستون بيترز بدور رئيس الوزراء بالنيابة.
وبحلولِ 24 سبتمبر أصبحت جاسيندا أرديرن أول رئيسة وزراء تحضرُ الجمعية العامة للأمم المتحدة مع طفلتها الرضيعة، كما تحظى باحترام وتقدير الكثيرين داخلَ الجمعية العامة وخارجها لجهودها في دعم شباب العالم والدعوة إلى الاهتمام بالمناخ وآثارهِ إلى جانبِ حرصها على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل.