الموجز
الأربعاء 13 نوفمبر 2024 02:07 صـ 12 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

حكاية ”الطربوش” الذى تسبب فى أزمة دبلوماسية بين مصر وأجداد أردوغان

‏الطربوش كلمة ارتبطت بالمصريين، وكان يعبر عن الهوية العربية، ورمزا للوطنية فلم يخلو منزل فى مصر منه، وكان يرتديه البشوات وأصحاب المقام الرفيع، وكان دليلا على الوقار والهيبة والذوق الرفيع، وبعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، انتشر بشكل كبير فى جميع الدول العربية، وإهانته كانت تعد جريمة كبرى، وقد تسبب الطربوش فى أزمة دبلوماسية مع تركيا، انتهت باعتذار الأخيرة لمصر، والسطور التالية تستعرض تفاصيل تلك الأزمة ولماذا بدأت وكيف انتهت ؟ .

ظلت مصر تستورد الطربوش من الخارج ، إلى أن تولى محمد علي باشا حكم ‎مصر عام 1805، وأمر بإنشاء مصنع خصيصا لصناعة الطرابيش، في مدينة فوة بكفر الشيخ، وظل المصنع يعمل إلى أن تفككت دولة محمد علي في القرن التاسع عشر، و تم بعدها إغلاق المصنع وعادت مصر لاستيراد الطربوش من جديد.

‏⁦حدثت أزمة دبلوماسية كبيرة بين ‎مصر و ‎تركيا سنة 1925، بسبب الطربوش عندما أصدر مصطفى كمال اتاتورك، قرارا بإلغاءأنه الطربوش من الزي الرسمي التركي، و أصدر قانون اسمه " قانون القبعة " و الذى بموجبه تم منع إرتداء الطربوش، وبعد مرور خمس سنوات على إصدار قرار أتاتورك، كان الطربوش جزء من الزي الرسمي في ‎مصر.

‏وفي 29 أكتوبر 1932 في العيد الوطني التركي قام أتاتورك بعمل مأدبة عشاء حضرها دبلوماسيين وسياسيين من جميع بلاد العالم، وفي وسط الحفل مر أتاتورك من جانب السفير المصري، ورآه مرتدياً الطربوش فأمره بخلعه أمام جميع الحضور، و قرر السفير إحترام الرئيس التركي و قتها كامل الإحترام لوجوده في منزله ‏وخلع الطربوش و سلمه لأحد الخدم ، وبعدها بقليل غادر السفير المصري الحفلة بدون توديع الحاضرين و بدون الإستذان من أتاتورك .

وفي اليوم الثاني قدم وزير تركيا توفيق رشدي إعتذاره الرسمي للسفارة المصرية في تركيا ؛ وأكد للسفير بأنه لم يقصد إهانته و أنه كان يتحدث معه بأخوية و لطف، ‏وعندما وصل الخبر لمصر، قامت الصحافة بمهاجمة تركيا و وصفت ما حدثبأنه يعتبر إهانة لرمز الدولة، وأمر الملك فؤاد وقتها بسحب السفير المصري من تركيا إحتجاجاً على إهانة الطربوش الذي كان يرمز للهوية المصرية .

واستمر الطربوش جزء لا يتجزأ من الزي الرسمي المصرى حتى قيام ثورة يوليو عام 1952، بدأت مرحلة جديدة فى التاريخ المصري ‏و تحديدا في عام 1958، أعلن الرئيس جمال عبدالناصر إلغاء الطربوش .