معركة التل الكبير .. عندما تسببت الخيانة في هزيمة عرابي ودخول الإنجليز مصر
تمر اليوم ذكرى معركة سجلها التاريخ من أهم المعارك المصرية التي انتهت بدخول الاحتلال الإنجليزي إلي مصر وكانت الخيانة السبب الرئيسي في ذلك.
ففي شهر سبتمبر من عام 1882 تلقت القوات المصرية بقيادة “أحمد عرابي” هزيمة ساحقة جاء على إثرها الاحتلال البريطاني لمصر والذى دام حوالى 72 عاماً.
وكان التدخل الأجنبي في مصر سبباً لقيام الثورة العُرابية على الإنجليز و”الخديوي توفيق” نتيجة لسوء الأحوال الاقتصادية وزيادة التدخل الأجنبي في شؤون البلاد واضطهاد الضباط المصريين في الجيش.
وبادر “الخديوي توفيق” بمحاولة تحريض الإنجليز ضد “عرابي”، الذى كان قد تزعم الثورة ضده مما شكل خطراً كبيراً عليه، فقام “توفيق” بالمبالغة في وصفه للزعيم عرابي ولموقفه من الإنجليز، حيث وصفه بأنه وطني متطرف يكره الأجانب ويسعى إلى طردهم من مصر.
مما سهل الأمر على الإنجليز ليجدوا سببًا للدخول إلى مصر التي طالما حلموا بالاستيلاء عليها فزعموا أن سبب دخول القوات البريطانية هو حماية الإنجليز في مصر.
وحاولت القوات البريطانية الدخول إلى مصر عن طريق الإسكندرية إلا أن مواجهة قوات أحمد عرابي لها في الإسكندرية منعتها من الدخول من هناك.
بعدها توجهت القوات البريطانية إلى محافظة الإسماعيلية بالقرب من مدينة القصاصين ودارت معركة بينهم وبين قوات أحمد عرابي عُرفت باسم “معركة القصاصين”، حيث كان عرابي يهدف إلى استرداد قناة السويس، التي استولت عليها القوات البريطانية بعد مغادرة الإسكندرية، إلا أن المعركة انتهت بتراجع قوات الجيش المصري بعدما وصلت إمدادات للقوات البريطانية أثناء المعركة.
ولعبت الخيانة دوراً بارزاً في معركة “التل الكبير” التي قامت بعد يومين من معركة “القصاصين”، فقد قام البدو في الصحراء باطلاع الإنجليز على مواقع الجيش المصري بمنطقة التل الكبير الواقعة بمحافظة الإسماعيلية.
ذلك إلى جانب خيانة بعض الضباط المصريين الذين أمدّوا الإنجليز بمعلومات وخطة المعركة، بالإضافة إلى تسهيل المهندس الفرنسي ورئيس شركة قناة السويس “فرديناند دليسبس” مرور الإنجليز عبر القناة على الرغم من رفضه ردمها عندما طلب “عرابي” منه ذلك لمنع الاحتلال الإنجليزي لمصر.
واستغل الإنجليز الليل للهجوم على الجيش المصري لضمان عدم استعداده، فعند الساعة الواحدة والنصف صباحاً، بينما كانت القوات المصرية نائمة، هجم الإنجليز عليهم في “معركة التل الكبير”، التي استغرقت أقل من 30 دقيقة والتي عُرفت كأقصر معركة عرفها التاريخ.
مما أسفر عن الهزيمة وإلقاء القبض على “أحمد عرابي” وزملائه قادة الثورة والحكم عليهم بالإعدام، ثم بعد ذلك تم تخفيف العقوبة بالنفي المؤبد إلى جزيرة سيلان بالمحيط الهندي.
وبعدها بدأ توافد الإنجليز على مصر في الفترة من ديسمبر 1914 وحتى فبراير 1922، وتم تغيير اسم الدولة لتصبح السلطنة المصرية الواقعة تحت الاحتلال البريطاني.