مواقف وأقوال خالدة ..الحياة الخاصة للمايسترو صالح سليم
تحل اليوم الجمعة، الذكرى الـ90لميلاد المايسترو الراحل صالح سليم رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي،حيث في مثل هذا اليوم ولد أحد أبرز الأساطير الكروية والإدارية في مصر في 11 سبتمبر عام 1930.
كانت بداية صالح سليم الكروية في عام 1944، وهو في عمر الـ14 عاما عندما التحق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي، وكانت المفاجأة بانضمامه في نفس العام لصفوف الفريق الأول، ليخوض مسيرة طويلة تخطت 18 عاما حتى عام 1963، قبل أن يترك النادي للاحتراف في فريق جراتس بالنمسا، ثم عاد مرة أخرى للنادي الأهلي لإكمال مسيرته حتى الاعتزال عام 1967.
لعب صالح سليم أول مباراة له ضد نادي المصري عام 1948، كما لعب أول مباراة رسمية له مع الأهلي في أول بطولة دوري رسمية عام 1948 أمام نادي الجالية اليونانية بالإسكندرية، قبل أن يقرر الاعتزال عام 1967 ليبدأ رحلة كفاح إدارية، حيث عمل بالنادي كمدير للكرة عام 1971، ليقرر في العام التالي خوض انتخابات عضوية مجلس إدارة النادي الأهلي.
حصد صالح سليم 11 بطولة دوري من 15 بطولة شارك فيها، كما حقق مع النادي الأحمر بطولة كأس مصر 8 مرات، ولقب كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961، كما انضم للمنتخب الوطني منذ عام 1950، وكان قائد الفريق الذي فاز بكأس بطولة الأمم الأفريقية عام 1959 بالقاهرة، كما شارك مع المنتخب في دورة الألعاب الأوليمبية بروما عام 1960.
سجل صالح سليم خلال مسيرته الكروية 101 هدفا، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة احترافه في النمسا مع فريق جراتس، و92 هدفًا أحرزهم مع النادي الأهلي في بطولتي الدوري والكأس.
صالح سليم صاحب الرقم القياسى للتهديف الشخصى فى مباراة واحدة بتسجيل "7" أهداف فى شباك الإسماعيلى 1958، وصاحب الرقم القياسى فى الفوز المتتالى بلقب الدورى "9" مواسم بالمشاركة مع توتو لاعب الأهلى.
ويعد أسطورة الأهلى فى فترة الستينيات "صالح سليم" أبرز الرياضيين فى تاريخ مصر الذين نجحوا فى عالم السينما بدوره فى فيلم "الشموع السوداء"، الذى شهد على موهبته الفنية، لكنه تعرض لنقد شديد من أصحاب الأقلام السواء نقاد أو سينمائيين ما جعله يرفض استكمال مشواره فى السينما مكتفيا بـ3 أفلام فقط هم "السبع بنات، الباب المفتوح، الشموع السوداء".
كما تقلد صالح سليم منصب مدير الكرة ثم عضو مجلس إدارة ثم رئيس النادى الأهلى حتى وفاته فى مايو 2002.
وفي عام 1980، استطاع صالح سليم الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، حيث استمر في رئاسة المارد الاحمر حتى عام 1988 حين قرر الابتعاد عن الساحة وترك الفرصة للآخرين لخوض التجربة، إلا أنه لسوء نتائج النادي خلال أواخر الثمانينات كان من الضرورى عودة صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي ليعود للرئاسة عام 1990، ليستمر في رئاسة القلعة الحمراء حتى وفته المنية عام 2002.
خلال فترة رئاسته للنادي، أحرز الأهلي في عهده 53 بطولة، كما أحرز هو وجيله من اللاعبين الدوري ٩ مرات متتالية، وهو رقم لم يكسر حتى الآن.
وخلال مسيرته الإدارية اصيب المايسترو بالمرض اللعين ،حيث بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام ١٩٩٨ عندما كان يقوم بفحوصات دورية لدى طبيبه، وعلم أنه مصاب بمرض السرطان،واستمر مرضه وظل يتابع مع طبيبه باستمرار مقيما في لندن حتي وافته المنية صباح يوم السادس من مايو عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز ٧٢ عامًا.
ورغم وفاة صالح سليم منذ 17 عاما، إلا ما زال يحتل مكانة كبيرة في قلوب جماهير النادي الأهلي وشعبية طاغية بين الجماهير الحمراء، التي تترحم على أيامه في أي انتكاسة للنادي فنية أو إدارية، حيث يعد صالح سليم، واحدا من أعظم الرياضيين في تاريخ مصر، إلا أنه اكتسب شهرة كبيرة على المستوى الإداري كواحد من أنجح رؤساء الأندية في تاريخ الكرة المصرية والنادي الأهلي، ليصبح أحد أشهر أساطير الإدارة في مصر حيث تولى رئاسة النادي الأهلي 18 عاما.
وكان الحياة الخاصة لصالح سليم لم تكن منتهكه من الإعلام وكان يفرض عليها حظر تجول ويفرض عليها سياج من السرية،وذلك يرجع الي الكاريزما الخاصة به وشخصيته المعروفة.
وسوف نستعرض لكم بعض العبارات الشهيرة وبعض المواقف في آلحياة الخاصة التي تعرفكم علي شخصية المايسترو التي صنعت له حبه مع الجماهير وتخليد ذكراه حتي الان،ويعد أبرزها "الأهلي فوق الجميع" الذي اتخذه شعارا له في الانتخابات وحتى الآن شعارا للقلعة الحمراء، بجانب تأكيده على أن الأهلي لا يقف على أي لاعب مهما كان قائلا "الباب يفوت جمل"، ومطالبته اللاعبين بالانصياع للحكام وعدم التركيز معهم قائلا "إحنا خدامين الحكام"، ومقولات أخرى خالدة على رأسها "أتنازل عن حقوقي ولا أفرط في حقوق الأهلي"، و"المبادئ لا ينبغي أن تدوسها الأقدام والأخلاقيات لا يجب أن تسقط من أجل لاعب أو نتيجة مباراة"، و"كان أفضل نادٍ في أفريقيا طيلة المائة سنة الماضية وسيبقي كذلك بأبنائه ولاعبيه وجماهيره".
وبعد رصد الاقوال الخالدة للراحل صالح سليم ،نعرض لكم اشهر المواقف للمايسترو التي دلت علي كبرويأه وشموخه وصنعت الأسطورة صالح سليم،لعل أبرزها وأشهرها رفضه استقبال طائرة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حيث طلب منه التواجد بملعب التتش لاستقبال مبارك الذي كان يستعد للهبوط بطائرته في ملعب التتش لافتتاح دار الأوبرا المواجهة للنادي الأهلي وكان نزوله باستاد التتش إجراء أمنيًا، وتم إبلاغ المايسترو بذلك الأمر إلا أنه رفض تماما بحجة أن الأهلي ليس قنطرة أو مطار مؤقت، وأكد خلال تواجده في مكتبه "لست مضطرًا لاستقباله ولو كان مبارك قادمًا لزيارة الأهلي لخرجت لمقابلته في وسط الطريق".
موقف آخر كشف كبرياء صالح سليم حتى في مواجهة حسني مبارك رئيس الجمهورية وقتها، عام 1995 خلال نهائي البطولة العربية للأندية بين الأهلي المصري والشباب السعودي بإستاد القاهرة، وقبل انطلاقها غضب المايسترو لاكتشافه أن رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك اختاروا له مقعدًا في نهاية الصف الأمامي من المقصورة الرئيسية لملعب القاهرة خلف الوزراء والضيوف وممثلي النادي السعودي، فغضب وقرر الانسحاب ومغادرة الإستاد من أجل كرامة النادي الأهلي، خاصة أن النادي الأحمر كان منظم البطولة وليس من المنطقي أن يجلس رئيسه في مؤخرة الصفوف، ورغم الضغوط التي مارسها بعض قيادات نظام مبارك وقتها من أجل تمرير الأمر، إلا أصر على موقفه وانتصر بعدما جلس المايسترو بجانب مبارك الذي علم بكواليس ما حدث وطلب مصالحة رئيس الأهلي.
وفي عام 2002، كان هناك موقف آخر بين صالح سليم ورجال نظام مبارك، حيث اتفق مبارك مع إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام في ذلك الوقت خلال تواجدهما في واشنطن، على إقامة مباراة بين الأهلي والزمالك لصالح ضحايا حادث قطار الصعيد، إلا أن صالح سليم رفض خوض المباراة لعدم إبلاغه وأخذ رأيه، وتم الإعلان عن المباراة ونشر الخبر في جريدة الأهرام ووقتها عرف صالح الخبر فرفض إقامة المباراة وأكد أنه لن يخوض المباراة حتى لو وصل الأمر إلى حل المجلس أو القبض عليه شخصيًا، مؤكدًا "مش هييجى اليوم اللى أعرف فيه أن الأهلي هيلعب ماتش من الجرايد".