الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 01:11 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

الشرق الأوسط: كلينتون: نخشى انتشار اضطرابات ”ربيع العرب”

نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الأربعاء خبر ما قالته هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة ستظل تدعم الديمقراطية في دول «ربيع العرب»، لكن، عبرت عن خشية الولايات المتحدة أن «ربيع العرب» سيكون سبب أعمال عنف واضطرابات متزايدة، لا تبقى في دولة معينة، ولا تبقى في المنطقة، بل «تتوسع إلى خارج المنطقة».
وقالت كلينتون إن هذا هو سبب الاهتمام العالمي بما يحدث في دول المنطقة. وأشارت إلى الأحداث الأخيرة في مالي والجزائر وليبيا، معتبرة أن أعمال العنف والاضطرابات هناك تدعو للقلق بسبب قدرة جماعات إرهابية على نشر الرعب والفوضى في دول كثيرة، وعلى تهديد، ليس فقط أمن هذه الدول، ولكن، أيضا، أمن المنطقة كلها، والأمن العالمي.
وقالت إن التغيير في دول «ربيع العرب» ليس سهلا. وإن دولا في المنطقة عبرت عن قلقها، وإن الولايات المتحدة قلقة أيضا. وأضافت أن الاضطرابات وأعمال العنف «صارت خطرا على المنطقة. ولم يكن هذا هو ربيع العرب.. وهناك قلق في المنطقة بسبب الذين يريدون فرض آرائهم المتطرفة بدلا عن الإسهام في العملية الديمقراطية».
واعترفت كلينتون بأن الولايات المتحدة لم تهتم كثيرا بأفريقيا في الماضي، على الرغم من أن دولا أفريقية كثيرة لم تتحول فقط إلى الديمقراطية، ولكن، أيضا، حققت نسب نمو عالية. وأن الولايات المتحدة، لهذا ولأسباب أخرى، لا تريد للعنف أن ينتقل إلى هناك.
وأضافت: «نحن نعيش في عالم خطير». لكن، لا تريد الولايات المتحدة «إغلاق الأبواب علينا، والعيش في خنادق». وتريد الانفتاح على العالم، ومساعدة حكومات العالم لضمان الأمن لمواطنيها، وللعالم. ولا «نقدر على الانسحاب من المسرح العالمي».
وفي إجابة على سؤال عن ما لم تقدر على تحقيقه خلال سنوات عملها في الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط، أشارت إلى السلام، وحقوق المرأة.
وفي إجابة على سؤال من طالب في الجامعة الأميركية في بيروت عن المظاهرات والتوترات في الدول العربية، قالت إن الأسباب هي أن ربيع العرب وعد الشعوب بأشياء كثيرة، لكن التجارب والإمكانات محدودة. كما أن وقتا يجب أن يمر قبل أن تتعود شعوب ربيع العرب على الحرية والديمقراطية. وأن من المشكلات حقيقة أن بعض الناس هناك لا يؤمنون بالحرية، وبحقوق المرأة، وباحترام وحماية الأقليات.
وأضافت كلينتون أن كل دولة من دول ربيع العرب ستمر بتجربة مختلفة. لكن، لا بد من منع «اختطاف» هذه الثورات، داخليا أو خارجيا، ولا بد من وضع أسس للثقافة الديمقراطية، وليس فقط العملية الديمقراطية.
وفي إجابة على سؤال من طالب من نفس الجامعة عن تلكؤ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق السلام مع الفلسطينيين، قالت كلينتون إن نتائج الانتخابات الأخيرة في إسرائيل أوضحت أن هناك «نسبة كبيرة» من الإسرائيليين تريد حل المشكلة حلا «مختلفا» عن إسرائيل، وعن المنطقة. وقالت كلينتون إنها، حسب تجاربها، وصلت إلى قناعة بأن غياب الثقة عند الجانبين تجاه الآخر هو السبب الأساسي لعدم تحقيق السلام. وأضافت أنها تتوقع من وزير الخارجية الأميركي المقبل، جون كيري، حسب توجيهات الرئيس باراك أوباما، أن يواصل الجهود الأميركية.
وعن إيران، وفي إجابة على سؤال بالإنترنت من الشرق الأوسط عن «أين إنسانيتك؟.. لماذا تعاقبين الشعب الإيراني؟»، قالت كلينتون إن العقوبات لا تشمل المواد الطبية والأغذية. وقالت: «لا نريد للشعب الإيراني أن يعاني». وأضافت: «هذه معضلة بالنسبة لنا (الولايات المتحدة، والأمم المتحدة، وغيرهما) وذلك لأن حكومة إيران تدعم الإرهاب. وأيضا، تصر حكومة إيران على إنتاج أسلحة نووية. وحكومة إيران رفضت مبادرات بدأ بها الرئيس أوباما رئاسته الأولى» سنة 2009. وقالت إنها تأمل أن يقدر الشعب الإيراني على الضغط على حكومته لتغير سياساتها، حتى تنتهي معاناة شعبها.
وعن رفض التعاون مع حماس، في إجابة على سؤال عن «لماذا لا تتعاون الولايات المتحدة مع منظمة انتخبت انتخابا ديمقراطيا؟»، قالت كلينتون إن حماس «لا ترغب في الديمقراطية، وتريد أن تظل مجموعة عسكرية».
وفي إجابة على سؤال من شابة بريطانية من أصول باكستانية عن أسوأ ما حدث لها خلال سنوات عملها في الخارجية، أشارت إلى الهجوم الإرهابي على بنغازي، في ليبيا، في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث قتل السفير الأميركي في ليبيا، وثلاثة من مساعديه الأميركيين. وأشارت إلى أنها بذلت كل ما تقدر لوقف العنف في سوريا، والكونغو، وغيرهما. وتحاشت كلينتون الإجابة على سؤال من الهند إذا ستترشح لرئاسة الجمهورية سنة 2016، وهو السؤال الذي يلاحقها منذ سنوات.
وكانت كلينتون قد ترأست أول من أمس حفلا في وزارة الخارجية الأميركية حضره عدد من كبار المسؤولين في الوزارة وسفراء من الدول العربية، ومسؤولون جاءوا من دول عربية. وأعلنت كلينتون عن إطلاق «مشروع الكتاب المفتوح». وقالت إن المشروع بهدف دعم تطوير الإمكانات الثقافية والتربوية والعلمية في الدول العربية. وركزت على أن المشروع مجاني، وذو جودة عالية، ويفتح مجالات هائلة لنشر المعلومات باللغة العربية، ويركز على الوصول إلى الشعوب العربية عن طريق الإنترنت. وأشادت كلينتون بالتعاون بين الحكومة والمؤسسات الأميركية والدول والمؤسسات العربية لإنجاح البرنامج. وقالت إن هذا التعاون، وخاصة بين الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية «جاء لمواجهة ظروف المنطقة العربية المتطورة». وإنه يركز على التطور التكنولوجي، ويركز على مخاطبة الجيل الجديد.
وقالت إنها سعيدة أن تكون من بين مشاريعها الأخيرة في الخارجية هذه المبادرة، موضحة أنها بمشاركة من الخارجية الأميركية والمنظمة العربية للتعليم والثقافة والعلوم (إسيسكو). الموارد التعليمية المفتوحة باللغة العربية، مع تركيز على العلوم والتكنولوجيا والتعلم عبر الإنترنت.
وقالت: «نحن نعيش أوقاتا فيها تعطش من جانب الشعوب لمزيد من المعلومات. وآمل أنه، بعد ذهابي لفترة طويلة جدا، سيستمر المشروع ويزدهر».