تفاصيل الرقصة الأخيرة لـ”أبى أحمد ” لإنقاذ رقبته من الشعب الإثيوبى
بعد أن انتهت جميع المسرحيات الهزلية للمشروعات الأثيوبية الوهمية التى نسجها رئيس الوزراء آبى احمد بات يعانى الأخير من مواقف حرجة لحكومته أمام شعبه .
يحاول أبى أحمد وفق تقارير معلوماتية حصلنا عليها إنقاذ مستقبله السياسى بإجراء اتصالات مكثفة مع بعد القوى الإقليمية التى وعدته من قبل بدعم كبير لمشروعات السد الأثيوبى إلا أنها تخلت عنه وجعلت حكومته فى مأزق حقيقى .
الحكومة الأثيوبية تحاول التفتيش عن دوائر ضوء لاسترضاء الشعب الأثيوبى الغاضب من الحكومة بعد إخفاقها فى عدة ملفات ولجوئها للقمع والاعتداء على المتظاهرين .
تغيرت أحقية آبي أحمد حسب دراسة للباحثة رحمة حسن بالمرصد المصري للدراسات الاستراتيجية بالحصول على جائزة نوبل بسبب توقيع اتفاقية السلام مع إريتريا عقب التصريحات الإريترية بوجود قوات إثيوبية في الأراضي الإريترية وتخوف آبي أحمد من سحب سحب الأراضي الحدودية من قومية الأمهرة، وإشارة إريتريا بأن السلام بين البلدين يمر بمرحلة إقليمية ودولية ومحلية محفوفة بالمخاطر، وترى أنها فشلت في تحقيق أهدافها، وربما رجع ذلك لعدم وجود مراقب دولي ومعاهدة تلزم الأطراف بالتنفيذ، فاستخدمت إثيوبيا أسلوبها المعتاد في المراوغة.
كما أظهرت حادثة اغتيال المطرب الشهير بغنائه السياسي هاشالو هونديسا، حالة الغضب الواسعة وحركت مشاعر الظلم الذي فاقمه على مدى عقود قمع الحكومة لجماعة الأورومو، وما يقولونه إنه إقصاء تاريخي لهم من السلطة السياسية.
وانتقلت الاحتجاجات من الداخل الإثيوبي في إقليم الأوروميا إلى الخارج، ففي وسط مدينة مينيابوليس مينيسوتا موطن أكبر عدد من سكان الولايات المتحدة من الإثنية أورومو حشد ما يقرب من 1500 شخص بالطريق السريع.
وتغير الشعار بدلاًمن “أورومو أولاً” إلى المطالبة برحيل آبي أحمد وإجراء انتخابات ديمقراطية، إذ أصبحت جماعة أورومو تضغط من أجل الحكم الذاتي للإقليم وجعل “عفان أورومو” لغة وطنية لهم.
كما تظاهر المئات من المتظاهرين البالغين من الشباب إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، مطالبين بالعدالة وإجراء تحقيق مستقل في مقتل هاشالو. وتجمع المئات أمام مركز نوبل للسلام في عاصمة النرويج للمطالبة بأن تقوم لجنة نوبل إما بشجب أو سحب جائزة السلام لعام 2019 التي منحتها لآبي، وسلموا رسالة شكوى لممثلي مركز السلام الذين خرجوا للقاء المتظاهرين، أوضحوا فيها “تراجع الديمقراطية وقمع الإعلام والمعارضة واستخدام القوة لتسوية الخلافات”. وشهدت عدة عواصم منها باريس تظاهرات ضد آبي أحمد واتهام الحكومة الفيدرالية بقتل هاشالو.
وكشف تقرير صادر عن إذاعة صوت أمريكا عن وقوع هجوم مدبر في 40 منطقة في منطقة أورومو بإثيوبيا، وتشير التقارير الأولية أن المذبحة كانت ذات دوافع سياسية، وأنها استهدفت الأشخاص على أساس العرق والدين، واعترفت السلطات الأمنية في المنطقة أن 166 شخصًا على الأقل قتلوا في المنطقة في غضون يومين أو ثلاثة أيام، وأن حجم تدمير الممتلكات لم يسبق له مثيل في تاريخ إثيوبيا، ففي بلدة شاشمين وحدها، تم تدمير أكثر من 20 مبنى، واشتغال مئات المساكن مما أدى إلى تشريد مئات العائلات، وهناك قصص مروعة عن عمليات القتل في المنطقة. ويزعم أن المهاجمين كانوا يغطون وجوههم لتجنب أن يلاحظوا. وشهد الإقليم المئات من عمليات الاعتقال والقتل على خلفية ارتفاع حدة النزاعات الناتجة عن مقتل هاشالو.ويتضح لنا أن المراوغة الإثيوبية لم تكن فقط في السياسة الخارجية، ولكن سياسة آبي أحمد في المراوغة ذات الصبغة الإصلاحية والديمقراطية تغيرت وفقًا لمصلحة كرسي الحكم واغتيال طموح الشعب الإثيوبي والتي بدأت من أول يوم ولكن ربما حادثة مقتل هاشالو جاءت لتوضح أن سياسة آبي أحمد المتغيرة ووعوده وشعاراته الزائفة تتغير بتغير المصلحة من السلام والوحدة إلى النزاعات وتفكك الدولة الهشة بالفعل، حتى الغرب لم يعد قادر على جذبه.