ياسر بركات يكتب عن: ترامب : بكين تقتل العالم لكى أخسر الانتخابات!
أسرار الصراع السياسى مع جو بايدن
الواشنطن بوست تنشر وثيقة خطيرة
وقائع اتهام معمل صينى قديم بتصدير الفيروس للعالم
واشتعال الحرب من جديد بين واشنطن وبكين
جريمة التعديل الوراثى
العلماء والخبراء :
نحتاج تطوير مناعة ثلث سكان الأرض قبل فصل الشتاء
توقعات بظهور موجة جديدة من الفيروس
منظمة الصحة العالمية تطالب الصين بالبحث عن المصدر الحيوانى لكورونا
ـ مختبرات العالم تأمل فى صناعة لقاحات جديدة قبل نهاية 2020
يختلف الأمن البيولوجي عن الأمن الصحي في كونه معنياً بالتدابير والإجراءات الهادفة إلى تجنب خطر انتقال الأمراض المعدية، سواء للإنسان أو للمحاصيل أو للحيوانات، سواء من جراثيم طبيعية، أو من تلك التي تم تعديلها وراثياً. ومنذ عقد التسعينات، وكنتيجة للمخاوف من الإرهاب البيولوجي، اشتمل مجال الأمن البيولوجي على الإجراءات والتدابير التي تمنع سرقة المواد البيولوجية من معامل الأبحاث.
مؤخراً تناولت وسائل الإعلام، وخصوصاً الأمريكية الموالية لدونالد ترامب، نظرية تطرح مزاعم مفادها أن فيروس الكورونا الحالي لم ينتقل إلى البشر من حيوان بري في إحدى أسواق مدينة ووهان الصينية، وإنما خرج من معمل صيني متخصص في أبحاث ودراسات الفيروسات. وحسب تقرير نشرته "واشنطن بوست" مؤخراً، تدعم هذه المزاعم مراسلات من البعثة الدبلوماسية الأمريكية عام 2018، أظهرت قلق المسئولين في السفارة من مستوى الأمن والسلامة في المعهد المذكور، مطالبين الحكومة الأمريكية بتوفير المزيد من الدعم المالي والفني للمعهد.
الجريدة زعمت أيضا أن المسئولين الأمريكيين أبدوا عميق قلقهم، من أن الأبحاث التي يجريها المعهد، على أحد أنواع فيروسات الكورونا ينتشر بين الخفافيش، يمكن أن يؤدي إلى وباء عالمي مشابه لوباء السارس.
هذا السيناريو محتمل طبعاً، ولكنه ليس مؤكداً، ويخضع للفحص والتمحيص، مثله مثل النظريات الأخرى المتعلقة بمنشأ الفيروس. فحتى الاعتقاد الشائع بأن الفيروس قفز من حيوان إلى إنسان في أحد الأسواق، لا تزيد حتى الآن عن كونها نظرية، ناهيك عما قاله المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الصينية من أن منشأ الفيروس، هو جنود أمريكيون كانوا في زيارة للمدينة المنكوبة، وإن كان ليس من الواضح في ادعائه إذا ما كان ذلك عمداً أو عن غير قصد.
نظرية المعمل تلقي الضوء على قضية امتلاك بعض معامل الأبحاث لعينات من فيروسات قاتلة ورهيبة، مثل فيروس الجدري الذي تم القضاء عليه تماماً في الطبيعة، ولكن لا زال هناك عينات منه في معملين، واحد في الولايات المتحدة والآخر في روسيا. وسيناريو هروب هذا الفيروس من أحد المعملين، أو غيره من الفيروسات التي تم تعديلها وراثيا للاستخدام كسلاح بيولوجي، سيشكل كارثة غير مسبوقة، قد تهدد بسقوط الضحايا بالملايين، كما كان العهد دائماً مع فيروس الجدري والذي يقدر أنه قتل 300 مليون شخص خلال القرن العشرين فقط.
انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً تعامل الصين مع أزمة تفشّي فيروس "كورونا"، متهماً إياها بأنها تودّ أن تراه يخسر في الانتخابات الرئاسية العامة التي ستجرى في نوفمبر المقبل. وقال ترامب في مقابلة مع وكالة "رويترز" بالبيت الأبيض، إن بكين ستفعل أي شيء لكي أخسر في انتخابات 2020، مضيفاً أنه يعتقد أنها تفضل فوز خصمه الديمقراطي جو بايدن، من أجل تخفيف الضغوط التي فرضها على الصين، فيما يتعلق بالتجارة وقضايا أخرى.
الصين نفت بلسان المتحدث باسم وزارتها للخارجية هذه الاتهامات، قائلة إنه ليست لديها مصلحة في ذلك، وإن الانتخابات الأمريكية شأن داخلي. غير أن ترامب قال إن الاتفاق التجاري الذي أبرمه مع الرئيس الصيني شي جين بينج قد اختل اختلالاً شديداً، بسبب تداعيات الوباء. ونقلت "رويترز" عن مسئول كبير في إدارة ترامب قوله إن "الهدنة" الإعلامية غير الرسمية التي اتفق عليها الزعيمان، في مكالمة هاتفية أواخر مارس الماضي، يبدو أنها قد انتهت. وأكد ترامب أنه يبحث مجموعة من الخيارات لمحاسبة الصين، بسبب تعاملها مع تفشي الفيروس، قائلاً: "يمكنني أن أفعل الكثير"، من دون أن يحدد تلك الخيارات.
من جهة أخرى؛ قال ترامب إنه فوجئ باستطلاعات الرأي التي تتحدث عن تقدم منافسه الديمقراطي جو بايدن عليه، ونقلها مساعدوه إليه الأربعاء، بحسب وسائل إعلام أمريكية عدة. وأكد ترامب في مقابلته مع "رويترز" أنه لا يؤيد نتائج استطلاعات الرأي بتقدم منافسه، قائلاً: "إنه لا يرى أن الانتخابات ستتحول إلى (استفتاء) حول كيفية تعامله مع أزمة فيروس (كورونا) المستجدّ"، رغم اعترافه بأنه فوجئ بالأداء الحسن. وأشار إلى أنه فوجئ بالأداء الحسن لبايدن في استطلاعات الرأي. وقال ترامب: "أعتقد أن شعب هذا البلد أذكياء، ولا أظن أنهم سيختارون رجلاً غير كفء لمنصب الرئاسة" بحسب تعبيره.
أداء ترامب فيما يتعلق بمواجهة الوباء تعرض للانتقاد، وأظهر استطلاع أجرته "رويترز إبسوس" يومي 27 و28 أبريل الماضي، أن 43% فقط من الأمريكيين راضون عن إدارته أزمة "كورونا". وفي حين نقلت وسائل إعلام أمريكية مساء الأربعاء أن دواء "رمديسيفير" الذي تنتجه شركة "جلعاد ساينسز"، يحقق نتائج واعدة في معالجة مرضى الوباء، أكد ترامب في المقابلة مع "رويترز" أنه يسعى للتعجيل بتطوير لقاح للفيروس، وقال: "أعتقد أن الأمور تسير على ما يرام".
ترامب أبدى حزنه على ما آل إليه الاقتصاد الأمريكي الذي كان قوياً قبل انتشار الفيروس، بعدما فقد الملايين وظائفهم وأعمالهم، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي. وقال: "كنا نرقص طرباً عندما حدث كل ذلك، كان لدينا أعظم اقتصاد في التاريخ". وأكد أنه راض عن الأسلوب الذي يعمل به عدد كبير من حكام الولايات تحت وطأة الفيروس، لكنه قال إن البعض بحاجة ماسة لتحسين أدائهم، من دون أن يذكر أسماء محددة.
من جهة أخرى، أكد ترامب مساء الأربعاء في تصريحات منفصلة، أنه يخطط لمعاودة رحلاته الجوية داخل الولايات المتحدة، لإعادة إطلاق حملته الانتخابية واللقاء مع جمهوره. وقال إنه يخطط الأسبوع المقبل لزيارة ولاية أريزونا، حيث سيعقد لقاءً انتخابياً، ولم تعرف بعد تدابير الوقاية التي سيتم اتخاذها، حفاظاً على قواعد التباعد الاجتماعي وتقييد التجمعات بعدد لا يتجاوز 10 أشخاص. وفي نهاية مقابلته مع "رويترز"، تطرق ترامب إلى مقطع الفيديو الذي نشرته البحرية الأمريكية قبل أيام، وتظهر فيه أجسام طائرة مجهولة. وقال مازحاً: "أتساءل عمّا إذا كان ذلك حقيقياً. هذا الفيديو تقشعر له الأبدان".
بالتزامن، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أنها تأمل بتلقي دعوة من بكين للمشاركة في تحقيقاتها بشأن "المصدر الحيواني" لفيروس "كورونا" المستجد. وقال المتحدث باسم الهيئة الدولية طارق ياساريفيتش، إن "منظمة الصحة العالمية ستكون متحمسة للعمل مع الشركاء الدوليين، وبدعوة من الحكومة الصينية للمشاركة في التحقيق بشأن المصادر الحيوانية" للفيروس، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الفرنسية.
جاء ذلك في الوقت الذي توقعت فيه دراسة أمريكية أن يستمر انتشار وباء "كوفيد- 19" لفترة طويلة تتراوح بين 18 شهراً وعامين، مستبعدة السيطرة عليه دون تطوير ثلثي سكان العالم مناعة ضده. ورجَّحت دراسة مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، أن تكون السيطرة على "كورونا" أصعب من الإنفلونزا التي كانت وراء غالبية الأوبئة في التاريخ الحديث، بسبب قدرة مصابين لم يظهروا أي أعراض مرضية على نقل العدوى. ونقلت "بلومبيرج" أن "المصابين قد يكونون في الواقع في أشد حالات العدوى قبل ظهور الأعراض عليهم".
الخبراء دعوا في دراستهم الولايات المتحدة للاستعداد للسيناريو الأسوأ الذي يتضمن موجة ثانية ضخمة من الإصابات بفيروس "كورونا" في فصلي الخريف والشتاء، محذرين من أن مزيداً من الأشخاص سيموتون "في أفضل السيناريوهات"، وفق شبكة "سي إن إن". وشارك في كتابة الدراسة كل من مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، مايك أوسترهولم، وعالم الأوبئة في جامعة هارفارد، مارك ليبسيتش، والمديرة في مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية، كريستين مور، والمؤرخ جون بيري الذي نشر كتاباً في عام 2004 تناول انتشار الإنفلونزا في عام 1918.
شبكة "سي إن إن" نقلت عن أوسترهولم، قوله إن الفيروس "لن يتوقف حتى يصيب 60 إلى 70% من الناس"، بينما شدد الخبراء الذين شاركوا في الدراسة على أن "تتضمن الرسائل التي يوجهها المسئولون الحكوميون لمواطنيهم مفهوم أن هذا الوباء لن ينتهي قريباً، وأن الناس بحاجة إلى الاستعداد لاحتمال ظهور المرض مرة أخرى على مدار العامين المقبلين". ورجَّحوا أن يستمر الفيروس في الانتشار عبر موجات عدَّة قد تستمر حتى عام 2022، أي "حتى تطور المجتمعات مناعة القطيع"، مستندين في توقعاتهم على نماذج مقدمة من مراكز بحثية في جامعة واشنطن الأمريكية، وكلية "إمبيريال" في لندن، والتي أظهرت أرقامها أن الفيروس سيتسبب في وفاة الملايين.
أخيرا، وفي حين تسارع مختبرات العالم إلى صنع لقاحات قد تكون متاحة بكميات صغيرة في وقت مبكر من هذا العام، فإن إتاحتها بشكل واسع قد يستغرق شهوراً. رغم ذلك، لفتت الدراسة إلى أن كميات كبيرة من اللقاحات ضد جائحة إنفلونزا 2009 - 2010 لم تكن متاحة إلا بعد أن تجاوز المرض ذروته في الولايات المتحدة، إلا أن الكميات الصغيرة المتاحة مبكراً حالت دون إصابة 1.5 مليون حالة ووفاة 500 شخص.