ياسر بركات يكتب عن: أسطورة الموت البيولوجى صراع الكبار ..يهدد مستقبل البشرية
الخارجية الأمريكية تستدعى السفير الصينى !!
تصريحات مثيرة عن انتشار الفيروس القاتل بين جنود الجيش الأمريكى
الصين تعلن عثورها على دليل نقل العدوى من أمريكا إلى مدينة ووهان
ترامب يعلن حالة الطوارىء وتأجيل الانتخابات فى ولاية لويزيانا
ماكرون يستأذن مجموعة الدول السبع لعقد قمة استثنائية خلال ساعات
إيطاليا تستسلم وترفع الراية البضاء .. والهلع يصل إلى ألمانيا وإسبانيا وسويسرا وبريطانيا وهولندا.
.. الجحيم الذى ينتظر الجميع
كوفيد – 19
من دماء الخفافيش .. إلى مؤامرات العلم
العلماء حائرون بين توليد الفيروس فى المختبرات .. وبين التطور الطبيعى لمرض سارس الشهير
أوروبا صارت "بؤرة" وباء كورونا العالمي، بحسب منظمة الصحة العالمية التي قالت الجمعة الماضي إنه من "المستحيل" معرفة متى يبلغ الفيروس ذروته على المستوى العالمي. وقال تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، المدير العام للمنظمة إن "أوروبا حالياً هي بؤرة وباء (كوفيد - 19) العالمي"، مشيراً إلى أن عدد الحالات التي تسجل يومياً يفوق عدد الحالات اليومية التي سجلت في الصين خلال ذروة انتشار المرض.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن أيضا يوم الجمعة، حالة الطوارئ الوطنية، في مواجهة وباء "كوفيد - 19"، ما يتيح تفعيل قانون "روبرت ستافورد" الخاص بالإغاثة في حالات الكوارث والطوارئ، لتخصيص المزيد من المساعدة الفيدرالية بالنسبة إلى الولايات والبلديات. كما قررت السلطات في ولاية لويزيانا إرجاء الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي فيها، التي كانت مقررة مطلع أبريل لأكثر من شهرين بسبب وباء "كورونا"، لتصبح بذلك أول ولاية أمريكية تتخذ قراراً من هذا النوع.
من جهتها، تتخذ مزيد من الدول إجراءات عزل، وتجمد أنشطتها كإغلاق المدارس والحدود والأماكن العامة، وفرض قيود على التنقل، وإلغاء مناسبات رياضية أو ثقافية وتأجيل انتخابات، للتصدي لانتشار فيروس كورونا الجديد الذي تسبب حتى الآن في وفاة أكثر من 5 آلاف شخص حول العالم.
مع تسجيل 134 ألف إصابة في 121 بلداً ومنطقة، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الوباء، بأنه "أخطر أزمة صحية منذ قرن"، في إشارة إلى الإنفلونزا الإسبانية التي تفشت عام 1918، وقتلت 30 مليون نسمة. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن قادة دول مجموعة السبع سيعقدون قمة استثنائية عبر الفيديو، الاثنين، لمناقشة تنسيق جهودهم لمكافحة فيروس كورونا الجديد في قطاعات الصحة والاقتصاد والمال والبحث العلمي. وأضاف قصر الإليزيه أنه تم تنظيم القمة بمبادرة من الرئيس الفرنسي، الذي اتصل بنظيره الأمريكي، الذي تترأس بلاده مجموعة السبع هذا العام، وغيره من قادة الدول الأعضاء. وقال ماكرون، في تغريدة، إنه خلال هذه القمة الطارئة، "سننسق جهودنا في شأن اللقاح والعلاجات، وسنعمل على رد اقتصادي ومالي".
في المقابل، استمرّ التراشق الأمريكي - الصيني على خلفية أزمة تفشي الفيروس. واستدعت وزارة الخارجية الأمريكية، السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، للاحتجاج على تعليقات لمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قال فيها إن الجيش الأمريكي ربما يكون قد نقل "كوفيد - 19" إلى مدينة ووهان الصينية.
في أسابيع قليلة ارتجت الملايين في كل القارات رعباً من قاتل غامض طار من مقاطعة ووهان الصينية، وحطَّ في كل العالم، وتسابقت وسائل الإعلام تعلن حجم الإصابات، وتتحدث عن الأعراض والإجراءات الاحترازية المطلوبة. إنه داء العولمة الرهيب.
في السنوات الماضية، تحدث العالم عن فيروس ضرب دولا في وسط أفريقيا، اسمه "إيبولا"؛ لكنه لم يرعب العالم؛ بل إن هناك من لم يسمع عنه؛ لأن البلدان التي تفشى فيها لا علاقة لها بأغلب الدول؛ بلدان فقيرة ومعزولة. فيروس الإنفلونزا الذي يُعدُّ ضحاياه بعشرات الآلاف، لم يهزُّ الدنيا، وحتى فيروس "سارس" الذي نشر الحذر لم يكن له مثل هذا التأثير.
العولمة غيرت كل شيء في العالم بما لها وعليها. الإصابات تجاوزت المائة ألف، والقتلى آلاف في كل أنحاء العالم. لأول مرة في التاريخ الإنساني يشترك العالم، البلدان المتقدمة والنامية، في حالة طوارئ واستنفار وتحالف، من أجل عدو واحد، هو وباء مرعب اسمه "كورونا". تقيد حركة النقل، وتقفل المدارس، وتلغى الأنشطة الرياضية والفنية، ويرتبك الاقتصاد العالمي.
تعد إيطاليا ثاني دولة في حجم الإصابة بالوباء، بعد الصين، وقد أغلقت جميع المدارس، وفُرضت قيود على الحركة في مناطق الشمال ثم في باقي أنحاء البلاد، ما يهدد السياحة التي هي المحرك الاقتصادي للبلد. ومثل الصين تقوم إيطاليا بتضحيات على المدى القصير في الاقتصاد للحفاظ عليه من التلف الذي يحدثه كورونا على المدى البعيد. والمثل الإيطالي يقول: طلبتَ الدراجة وعليك الآن امتطاءها! وقد امتطاها رئيس الوزراء "كونتي" ومدّ قيود الحجر عبر إيطاليا كلها، حيث ألغيت المباريات، والحفلات العامة، واتخذت حكومته إجراءات متشددة تخالف قيماً أساسية للغرب الديمقراطي الذي يواجه محنة تضاعف الإصابات خلال الأيام الأخيرة في فرنسا وألمانيا وإسبانيا وسويسرا وبريطانيا وهولندا.
تبنت إيطاليا إجراءات مشددة للغاية فيما يبدو للتصدي لانتشار مرض كوفيد-19 (كورونا) الذي أدى إلى وفاة 366 شخصاً في البلاد حتى الآن، ودخول 650 شخصاً آخرين إلى وحدات العناية المركزة. وهناك الآن 17 مليون شخص يخضعون للحجر في منطقة لومباردي الشمالية، وفي 14 منطقة أخرى من بينها فينيسيا (البندقية). وأغلقت الحكومة أيضا المناطق العامة، مثل صالات ممارسة الرياضة وبرك السباحة في هذه المناطق، وقيدت بشدة ارتياد المطاعم. وصالات العرض السينمائية والمسرحية ستُغلق على امتداد البلاد.
هذه الإجراءات التي جاءت بعد قرار سابق بإغلاق المدارس على امتداد البلاد هي الأشد صرامة في أوروبا، ما يعكس ضخامة المشكلة في إيطاليا، لكنها أقل بكثير من الإجراءات التي اتخذتها الصين في يناير لاحتواء انتشار المرض في مدينة ووهان ومنطقة هوبي المحيطة. وهذا يوضح الحد الذي قد تصل إليه الدول الديمقراطية في تقييد حريات مواطنيها عند التعامل مع حالة طبية طارئة، ويثير أسئلة بشأن مدى فاعلية هذه الإجراءات. وأصدرت الحكومة الإيطالية مرسوما في الأيام القليلة الماضية يلزم الأشخاص الذين يعيشون في منطقة تمتد من وسط إلى شمال البلاد بالبقاء في مناطقهم حتى الثالث من أبريل. وهؤلاء المواطنون طُلب منهم البقاء في منازلهم والاكتفاء بالذهاب إلى العمل أو الخروج لقضاء حاجاتهم الأساسية. ومسموح بفتح المتاجر ومكاتب المصالح العامة، لكن يتعين التأكد من توفير مساحة كافية تفصل الأشخاص عن بعضهم بعضاً.
الهدف الرئيسي لهذه الإجراءات هو إبطاء انتشار الفيروس واحتواؤه، بعد أن أصاب أكثر من 7000 شخص. وانتشار المرض يمثل ضغطاً شديداً على المستشفيات، وبخاصة وحدات العناية المركزة في منطقة لومباردي، التي فيها واحد من أفضل أنظمة الرعاية الصحية في البلاد. ويُخشى أن يخرج انتشار الوباء عن السيطرة، ويصل إلى الجنوب الذي به مستشفيات أقل استعداداً. والأمل يتعلق بتكرار تجربة الصين الناجحة التي استطاعت احتواء انتشار الفيروس في ووهان بفضل طائفة من الإجراءات بالغة الصرامة. وهذا تضمن قيوداً صارمة للغاية على السفر، وتقييد للحركة في المدينة.
لكن الإجراءات التي اتخذتها إيطاليا أقل تقييداً بكثير مما يحتمل أن يتوقعه المرء. فالحكومة سمحت للناس بالحركة في المناطق التي ظهرت فيها حالات إصابة أو حتى مغادرة هذه المناطق من أجل العمل أو لأسباب تتعلق بالعمل. وأعلنت روما أنها ستفرض غرامة أو تعتقل الذين ينتهكون القواعد، لكن من الصعب فرض قواعد في منطقة شاسعة. وليس على الأفراد إلا الحصول على وثيقة تثبت أنهم يسافرون من أجل العمل، وهذا يفتح الباب للانتهاكات. وهذه الصعوبات تشير إلى المشكلة الرئيسة في إخضاع مثل هذا الوباء الخطير للسيطرة في بلد ديمقراطي يقدر قيمة الحريات الأساسية مثل حرية الأفراد في الانتقال.
الحكومة الإيطالية تريد أيضاً حماية اقتصاد البلاد الذي يعاني بالفعل من تقلص حاد في الطلب الداخلي والخارجي، ولذا ترغب في السماح بحرية السفر من أجل العمل أو الذهاب للعمل كالمعتاد. ومرسوم تقييد الحركة أكثر قرباً من كونه محاولة لإقناع الناس بالعثور على وسائل للبقاء في المنزل بقدر الإمكان وليس كقائمة إجراءات قابلة للتنفيذ. وهذا يجعل الأمر مختلفاً للغاية، ومن المحتمل أن يكون أقل فعالية من حملة الصين المشددة في ووهان. ومع انتشار المرض في دول غربية أخرى-الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا- ستواجه هذه الدول معضلة إيطاليا نفسها. فمع كل قدرة الحكومات في هذه الدول على الإقناع، ستحتاج الحكومات تعاوناً أساسياً من مواطنيها حتى تستطيع إبطاء انتشار الفيروس والعودة إلى الحياة الطبيعية. فالديمقراطيات تثق في مواطنيها، وقد حان الوقت كي نكون جديرين بهذه الثقة.
منذ الأيام الأولى لوباء "كوفيد - 19" (COVID - 19)، انتشرت النظريات والشائعات حول أصل فيروس كورونا الجديد، الذي تسبب في حدوث المرض، وهو "سارس - 2" (COV - 2). ومن الشائعات البارزة أنه تم تصميمه وراثياً، ليكون سلاحاً بيولوجياً. لكن العلماء يقولون إنه على الرغم من عدم وجود معلومات كافية لتحديد من أين أتى الفيروس، فإنه لا يوجد دليل على أن الفيروس تم صنعه في معامل أو مختبرات.
كانت نظرية الهروب من المعامل أو المختبرات تدور على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي لعدة أسابيع، ولكنها اكتسبت وضوحاً كبيراً في مقال نشر في صحيفة "نيويورك بوست"، في أواخر فبراير الماضي، عندما لخص ستيفن موشر، عالم الاجتماع ورئيس معهد أبحاث السكان في فرونت رويال، فرجينيا، سبب اعتقاده أن "كوفيد - 19" انتشر عن طريق الخطأ من المختبر الوطني للسلامة البيولوجية في الصين في "معهد ووهان" لعلم الفيروسات، حيث إن الباحثين هناك كانوا يدرسون فيروسات "كورونا" في الخفافيش.
يبعد المختبر أقل من 16 كيلومترا عن سوق المأكولات البحرية، حيث تم اكتشاف مجموعة من حالات "كوفيد - 19"، لأول مرة. تجدر الإشارة إلى أنه، وبعد اندلاع مرض "سارس" عام 2003، تأكد للباحثين أن فيروس "سارس" قد هرب من مختبرات الفيروسات عدة مرات.
إلا أن الدكتور يحيى مكي عبد المؤمن رئيس قسم الفيروسات التنفسية والسرطانية، في المعهد الطبي الفرنسي التابع للمستشفى الجامعي "كلود برنار" في مدينة ليون الفرنسية، صرح، في حديث إعلامي، بأنه لا يتفق مع الرأي القائل بأن فيروس كورونا مطور في المختبر كسلاح بيولوجي. ويقول إنها نظرية غير منطقية، فكيف يعقل تطوير فيروس نتج عنه شلل في القطاعات الحيوية في مختلف دول العالم، وأزمة اقتصادية، وانهيار للبورصات الغربية، على وجه الخصوص؟ ويضيف أن هذا الفيروس ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، ولا دخل للمختبرات والمؤامرات في انتشاره.
إحدى المشكلات التي أدت إلى الكثير من المخاوف والتكهنات حول فيروس كورونا الجديد هي أن العلماء "لا يعرفون ما هو المصدر الفعلي للفيروس"، كما يقول أنتوني فير، باحث في فيروس كورونا بجامعة كانساس في الولايات المتحدة، في حديثه إلى مجلة "ساينتست" (The Scientist)، بالإضافة إلى ذلك، لا يعرف الباحثون ما إذا كان قد بدأ انتشار الفيروس على الفور في البشر بعد انتقاله من الحيوان، أو إذا كان قد انتقل عدة مرات من حيوان إلى آخر بين مجموعة من الحيوانات المصابة والبشر.
وعلى الرغم من أن هناك تساؤلات كثيرة حول مصدر المرض، لكن يبدو أنه جاء أصلاً من الحياة البرية، وفقاً لفريق من علماء الصحة العامة الدوليين الذين كتبوا بياناً نُشر في مجلة "لانسيت" (The Lancet). يشير تحليل جينوم "كوفيد - 19" في معهد ووهان لعلم الفيروسات إلى أن جينوم الفيروس يشبه بنسبة 96 في المائة، فيروس كورونا الموجود في الخفافيش. لكن ستيفن موشر يؤكد مع ذلك على أن الفيروس هو في الأصل حيواني، قد تم جمعه ونقله إلى المختبر، وهرب من المختبر عند إجراء الاختبارات عليه، وأن الصين تجمع مسببات الأمراض الخطيرة، ولديها تاريخ في السماح لتلك المسببات بالهروب من المختبر.
انتقال الفيروس من الحيوان، دون تجربة مختبرية أو معالجة وراثية يتناسب تماماً مع ما يعرفه العلماء عن كيفية انتقال فيروسات "كورونا" الأخرى إلى البشر.
في الماضي، انتشرت هذه الفيروسات من خلال الخفافيش البرية التي تصيب أنواعاً أخرى من الحيوانات، أو ما يعرف بالمضيف الوسطي، ثم انتشر بعد ذلك إلى البشر، فعلى سبيل المثال، تم نقل مرض "السارس" من الخفافيش إلى قط الزباد للبشر، في حين أن الجمال كانت مضيفة وسيطة في "ميرس" (MERS)، ووفقاً لمجلة "كونتا" (Online Magazine Quanta) في فبراير 2020، كانت نسخة قط الزباد من "السارس" مماثلة لتلك الموجودة في البشر بنسبة 99.8 بالمائة. ووفقاً لمجلة "نيتشر" (Nature)، يعتقد الباحثون أن فيروس كورونا الجديد أصاب أيضاً نوعاً آخر من الحيوانات في طريقها من الخفافيش إلى البشر، لكنهم لم يجدوا ذلك الحيوان حتى الآن.
لم يرصد العلماء أي علامات هندسية في جينوم "كورونا" الجديد. وقال ديميتريوس باراسكيفيس عالم وبائيات في جامعة "كابوديستريان" الوطنية في أثينا في اليونان، لمجلة "ساينتست" (The Scientist)، إن بعض نظريات المؤامرة افترضت أن فيروس كورونا الجديد قد تم تصميمه وراثياً في المختبر، في حين أن الباحثين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة والصين يؤكدون على عدم وجود دليل على أن فيروس كورونا الجديد قد تم تصميمه وراثياً.
وتقوم فيروسات "الحامض النووي الرايبوزي" (RNA)، التي تشمل فيروسات كورونا، بطفرات بمعدل أسرع بمليون مرة عندما تستفيد من الحامض النووي البشري (DNA)، مما يمنحها القدرة على البقاء على قيد الحياة ضد الاستجابة المناعية. ويضيف الباحث أنه وفي حين أن فيروس كورونا الجديد لديه بعض الاختلافات الوراثية عن الفيروسات المعروفة الأخرى بسبب الطفرات، إلا أنه لا يوجد أي دليل على أن هذا هو نتيجة للتجربة البشرية، مشيراً إلى أنه لو تم تصميم الفيروس، فإن العلماء يتوقعون رؤية مواد وراثية إضافية في "جينومه".
كل ساعة تمر في فرنسا، تأتي بجديد على صعيد مواجهة ما سماه الرئيس إيمانويل ماكرون "أسوأ أزمة صحية" تواجهها البلاد منذ قرن. فبعد أن أعلن الأخير إغلاق المدارس والجامعات على كل الأراضي الفرنسية وتعبئة الجسم الطبي، والطلب من كبار السن البقاء في بيوتهم ومن المواطنين كافة الإقلال من تنقلاتهم، كشف رئيس الحكومة إدوار فيليب في مقابلة تلفزيونية عن إجراء يقضي بمنع التجمعات التي تزيد على مائة شخص.
ويعني هذا التدبير عملياً إغلاق صالات السينما والمسارح، وكل أماكن التجمع كالمؤتمرات واللقاءات، وربما أيضاً المحال التجارية الكبرى في المدن ناهيك عن الشركات والمسابح.
ويأتي ذلك بعد أن علقت المباريات الرياضية والتجمعات السياسية، وأغلقت المتاحف وأماكن اللهو الجماهيرية، مثل ديزني لاند وخلافها. لكن ما لم يفهم من كلام فيليب مصير وسائل النقل العام، خصوصاً القطارات ومترو الأنفاق التي يتجمع فيها مئات الأشخاص، فضلاً عن الساحات والجادات التي تشهد عادة تواجد آلاف الأشخاص.
وتصب هذه التدابير كافة فيما يسمى في فرنسا "المرحلة الثالثة" والأخيرة من مواجهة وباء "كورونا" المستجد. إلا أن ماكرون وفيليب حرص كلاهما على الامتناع عن التلفظ بهذه العبارة، ربما خوفاً من إثارة قلق المواطنين الذين هم قلقون أصلاً، والدليل على ذلك أن 22 مليون شخص استمعوا لكلمة الرئيس ماكرون ليلة الخميس – الجمعة، وأن الفرنسيين "هجموا" على مخازن للتزود بالمواد الغذائية خوفاً مما هو آت.
تجاوزت أعداد المصابين الـ3000 شخص، في حين بلغ عدد المتوفين 61 شخصاً. والمقلق بالنسبة للمسؤولين السياسيين وللقطاع الصحي الزيادات الكبيرة في الإصابات التي بلغت في الساعات الـ24 الماضية 600 إصابة. وقال ماكرون، إنه يتوجب على فرنسا التهيؤ لما سماه "الموجة القادمة" من الفيروس التي من المنتظر أن تحل بعد أسبوعين ما يعيد إلى الأذهان "السيناريو الإيطالي" الذي يتخوف منه الكثيرون.
في "المرحلة الثانية"، كانت فرنسا تعمل على "احتواء" الفيروس، أما اليوم، فإنها تعمل، بحسب ماكرون وفيليب، على "إبطاء انتشاره" وعلى "كسب الوقت" للتهيؤ بشكل كاف لمواجهته. وهذه المواجهة تمر عبر "تعبئة" القطاع الطبي بمكوناته كافة "مستشفيات حكومية وخاصة، أطباء، ممرضون، بلديات، أطباء متقاعدون، طلاب الكليات الطبية....". والتخوف الرئيسي عنوانه نقص قدرات الاستيعاب في المستشفيات المتخصصة في حال تكاثرت الحالات التي تتطلب إبقاء المصابين في غرف العناية. لذا؛ طلب ماكرون من المستشفيات تأجيل العمليات الجراحية غير الملحة لإفساح المجال أمام المصابين بالفيروس.
كذلك، فإن المواجهة تمر عبر التعاون الأوروبي في ميدان مكافحته، لكن أيضاً في ميدان إطلاق خطط اقتصادية مشتركة لدعم الاقتصاد المتهالك تحت وطأة الوباء وشبه توقف الحركة الاقتصادية. وقال ماكرون، إنه سيتواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبحث في هذا الأمر، علماً بأنه ضمن كلمته انتقادات مغلفة لترامب وطريقة تعاطيه مع هذه الأزمة.
من جانب آخر، قررت باريس مساعدة شركاتها على مواجهة الأوضاع الجديدة الحرجة عن طريق مساعدتها مالياً "إعطاءها مهلاً لدفع ضرائبها ومساهماتها الاجتماعية" ودفع رواتب الموظفين والعمال الذين سيتوقفون عن العمل بسبب الوباء. وأقر وزير الاقتصاد برونو لو مير بأن هذه المساعدات ستكلف الدولة "عشرات المليارات" ما سيلزمها بتخطي المعايير المعمول بها على صعيد الاتحاد الأوروبي لجهة نسب العجز في الميزانيات التي لا يتعين أن تتخطى حاجز الـ3 في المائة.
وأخيرا فإن "الجزع الذي يثيره الفيروس يسبب مجزرة مالية"، حسب تقرير لـ"نيويورك تايمز" ذَكر أن "اندلاع الوباء مخاطرة لم يتدرب المستثمرون على مواجهتها". والحديث هنا ليس فقط عن تهاوي الأسواق المالية وأسعار البترول، بل تهاوٍ متتابع مثل قطع الدومينو، شمل صناعات الطيران والسياحة، وحتى الحفلات الفنية العامة، والمباريات الرياضية. وتعطلت الدراسة في المدارس. أعلنت ذلك "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" (اليونسكو)، وذكرت توقف 300 مليون طفل حول العالم عن الدراسة. والعبء المالي والاجتماعي لذلك باهظ على الأسر والأمهات خصوصاً.