الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:37 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: أيام الحرب على القرضاوى وعصابة الإخوان


أوربا تبدأ حملات تطهير لذيول الجماعة
استجواب وزير الداخلية الفرنسى حول الدعم القطرى لتنظيم (سي أف سي أم)
ناتالى جوليه تفتح النار على تنظيمات الإرهاب فى باريس
المستشار الإسلامى الرسمي للحكومة الفرنسية متورط فى دعم الإرهابيين !
نائب بريطانى يسأل وزير الداخلية:
كيف اخترق القرضاوى شركات للهاتف المحمول !
الشركات القطرية التى تدعم الإرهاب تهدد أمن البلاد
وزير الداخلية البريطانى بريتى باتل يخضع للتحقيق بشأن وجود عناصر إرهابية تنتمى لتنظيم الإخوان
بعد طول انتظار، بدأت التحركات الأوروبية ضد نشاط جماعة الإخوان، في محاولة متأخرة لإنقاذ المجتمعات من خطر تلك الجماعة المتطرفة التي صار لديها لوبي فعال داخل معظم دول أوروبا. ونجحت تحت ستار المنظمات غير الحكومية في ترويج رؤيتها المتطرفة للإسلام الأصولي.
بريطانيا أصبحت تخشى من تزايد نشاط الإخوان على أراضيها، إضافةً إلى وجود عدة دول في الاتحاد الأوروبي بدأت تعيد النظر في نشاط الجماعة المنتشر فيها، أبرزها فرنسا التي قامت فيها ناتالي جوليه، النائبة بمجلس الشيوخ الفرنسي، بتوجيه سؤال لوزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير، حول دعم قطر لمنظمات إخوانية بفرنسا.
خلال إحدى جلسات مجلس الشيوخ الفرنسي، قالت النائبة: "بداية أحترم كثيرًا العمل الذي تقومون به في مجال مكافحة الإرهاب، حيث كنا جميعًا هنا في هذا المبنى متضامنون للغاية مع عمل الحكومات المعنية والمتعاقبة، الأمر ببساطة هو أنني أعتقد أننا نشهد في الوقت الحالي عددًا من أوجه القصور، وعندما طرحت هذا السؤال، وتم تسجيلي ضمن جدول الأعمال لم أكن أعلم أن رئيس الوزراء سيعلن حاليًا عن بعض الإجراءات بشأن الموضوع الذي نحن بصدده اليوم". وتابعت: "في الواقع لقد استطعت ملاحظة أن أحد المراكز الفكرية قام مؤخرًا بتنظيم عدد من الاجتماعات، والمدير التنفيذي لهذا المركز المعروف بتلقيه التمويل من دولة قطر، أوضح أن على المسلمين الفرنسيين تكوين قوائم على أساس طائفي، وأن عليهم أن يعرفوا أنهم يمتلكون 6 ملايين صوت وأوصاهم "بالعصف بصناديق الاقتراع"، لذا فإن هذا الموضوع يثير الجدل وكنت أريد سيادة الوزير أن أعرف موقفكم بخصوص هذا الشأن؟. وردًا على سؤال النائبة قال وزير الدولة المفوض لدى وزير الداخلية الفرنسي، لوران نونيز: "إن جمهوريتنا واحدة وغير قابلة للانقسام، وبالتالي فلن يوجد داخل بلدنا طائفتان ذات وجود قانوني منفصل على أساس عرقي ديني أو غير ذلك، وذلك انطلاقًا من المبدأ الذي تضمنته المادة الأولى من الدستور".
الثابت هو أن أغلب الجماعات والتنظيمات المتطرفة خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين. ومعظم أعضاء هذه التنظيمات كانوا أعضاء بجماعة الإخوان قبل أن يشكلوا تنظيمات مسلحة. و تربى أعضائها على كتب "سيد قطب" ومنهجه، وعلى رأسهم "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة. وتسعى جماعة الإخوان المسلمين فى أوروبا إلى استغلال أجواء الديمقراطية الأوروبية المتاحة للجميع لتنفيذ أجندتها داخل أوروبا. فى حين أنها ترفض من الأساس فكرة النظام الديمقراطي الحر. ويستغل التنظيم الدين لأغراض سياسية للتأثير على عقول الشباب الأوروبى والجاليات الإسلامية . ومن جهة أخرى تستغلّ بعض الدول الأوروبية تنظيم الإخوان المسلمين لبسط نفوذها على المنطقة، وتوسيع مناطق تغلغلها وحضورها وتأثيرها.
وتبدو السلطات البريطانية عاجزة عن اتخاذ أي إجراء تجاه جماعة الإخوان المسلمين . حيث لا تزال تحتضن قيادات جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها .ولكن تدفع بريطانيا ثمنا باهظا لاحتضانها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وغض الطرف عن سياستهم. وبالفعل هناك العديد من الجهات المرتبطة بالإخوان في الحكومة البريطانية تتراخى في التدقيق على جماعة الإخوان المسلمين، من خلال طلبات الحصول على تأشيرات الدخول، وعملها الخيري، وروابطها الدولية. وتتمثل تداعيات توفير الحماية لجماعة الإخوان في أن منفذي بعض الهجمات الإرهابية ثبت أنهم متأثرين فكريا بتنظيم الإخوان المسلمين.
جماعة الإخوان - التي تم إدراجها كجماعة إرهابية في مصر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والبحرين، وروسيا، والإمارات، لها صلات مالية وثيقة بالمجتمعات والجماعات الإسلامية الوطنية والإقليمية في فرنسا، وأحد هذه المنظمات هي المجلس الفرنسي للإيمان الإسلامي - (سي أف سي أم) والذي تعد المستشار الرسمي للحكومة الفرنسية في تعاملها مع الإسلام داخل فرنسا.
جريدة "ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال - تي آي چيه" البريطانية نشرت أحدث تقاريرها الموثقة عن نشاط الجماعات المتطرفة في فرنسا، ووفقًا للتقرير فإن جماعة الإخوان الإرهابية تستخدم المنظمات غير الحكومية المعترف بها رسميًا من قبل الحكومة الفرنسية كستار للترويج لتيار شديد الخطورة من الإسلام المتطرف داخل فرنسا. ووفقًا لتقرير تي آي چيه، فإن الإخوان من خلال ذراعهم الدولي اخترقوا كيانات غير هادفة للربح عن طريق تقديمهم دعما نقديا لتلك المنظمات وأيضًا من خلال زرع قادة الجماعة داخل تلك المنظمات الفرنسية.
تعاني بريطانيا من اختراق التنظيم الإرهابي؛ حيث يسيطر الإخوان في المملكة المتحدة على أكثر من 39 مؤسسة إعلامية وسياسية وتعليمية. ومنذ أيام، دعا أعضاء في البرلمان البريطاني إلى حظر جماعة الإخوان المسلمين وتصنيفها كجماعة إرهابية، خلال جلسة عقدها البرلمان حول تورط الجماعة في أعمال عنف قال إيان بيسلي النائب عن الحزب الوحدوي الديمقراطي بآيرلندا الشمالية، إنه سيتم تقديم توصية إلى وزير الداخلية البريطاني بريتي باتل خلال أيام. وطالب الحكومة التحرك لحظر جماعة الإخوان، لأنها تبعث على الكراهية والهجمات على المسيحيين في الداخل والخارج". وكشف النائب البريطاني عن إطلاق تطبيقات على الهاتف المحمول في أوروبا من قِبل شركة يرأسها يوسف القرضاوي ومقرها قطر.
بدوره، قال بوب ستيوارت ، وهو نائب من حزب المحافظين الحاكم ، إنه يجب الانتباه إلى الطبيعة المزدوجة لجماعة الإخوان المسلمين ، مشيرًا إلى أنه زار مصر في عام 2011 للقاء أعضاء الإخوان بعد إقالة الرئيس حسني مبارك. وأضاف: "أكدوا لي أنهم ليس لديهم نوايا سياسية في حكم مصر، وأنهم لا يريدون أن يحكموا البلاد. لكنهم فعلوا العكس واضطهدوا المسيحيين في مصر".
وبالرغم أن السلطات البريطانية كانت على علم بسلوكهم، لكنها لم تتخذ إجراءات ضدهم. وأصبحت تلك الجمعيات والمؤسسات التابعة للإخوان المسلمين حاضنات للفكر المتشدد ومن هنا عرف العديد من الشباب البريطاني طريقه إلى التطرف. وتم ترجمته بالانضمام إلى تنظيم "داعش". وباتت عودتهم بعد القضاء على "داعش" في سوريا والعراق تشكل تهديدا للأمن القومي البريطاني .وفي حال أن قررت بريطانيا إدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب تتصاعد مخاطر نشاطات الإخوان على أراضيها، وتهديد مصالحها الخارجية ،مما سيكون لذلك تأثير على بقية الدول الأوروبية.
الآن، وبعد سبات طويل، بدأت أوروبا تتحرك ربما بسبب الضغوط الانتخابية أو نتيجة معلومات صادمة عن الأشخاص والأموال والدول التي تقف وراء هذه الجماعات. والمؤكد هو إن حظر هذه الجماعات ينقذ المسلمين في الغرب وينقذ الغرب منهم ومن نفسه.