ياسر بركات يكتب عن: صفقة القرن .. وغضب السماء
50 ألف فلسطيني يتضرعون إلى الله فى رحاب الأقصى
مدير مكتب رابين يفاجىء الجميع برفض بنود الصفقة ويؤكد :لاشأن لنا بها !
حوالي 50 ألف فلسطيني من القدس والأراضي العربية المحتلة منذ سنة 1948 أدوا صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى، رغم قيود قوات الاحتلال الصارمة، وأعلنوا رفضهم لخطة السلام الأمريكية، التي تتضمن شروطاً تعجيزية وستمنع إقامة دولة فلسطينية وتحمل اعترافاً أمريكياً بضم المستوطنات وغور الأردن وشمال البحر الميت لإسرائيل.
امتلأت مصليات الأقصى القبلي والقديم والرحمة بالمصلين الفلسطينيين والأجانب، تلبية لدعوات الفجر العظيم التي أطلقت منتصف الشهر الماضي نصرة للأقصى وضد الانتهاكات فيه، واقتحمت قوات الاحتلال الخاصة وكبار الضباط الأقصى وانتشروا في بعض الأماكن خاصة ساحة المصلى المرواني وعند مدخل سطح الصخرة المشرفة. وأصيب عشرات باختناق الغاز بعد قمع قوات الاحتلال لمسيرة دعت لها القوى الوطنية الفلسطينية أمام المدخل الشمالي لمدينة البيرة، رفضاً لخطة السلام الأمريكية، واعتدت قوات الاحتلال على المصلين في منطقة باب حطة، أحد أبواب المسجد الأقصى الخارجية، وفرضت مخالفات مالية تصل إلى 150 دولار على بعضهم. ولاحقتهم قبل الصلاة وبعدها.
مستوطنون إسرائيليون، اقتحموا تجمع جبل البابا البدوي السكني قرب بلدة العيزرية جنوب شرق مدينة القدس. وأفاد ممثل التجمع عطا الله مزارعة، بأن مستوطنين مسلحين اقتحموا التجمع وأرهبوا سكانه، مضيفا أنها المرة الأولى التي يقتحم فيها مستوطنون المكان.
جبل البابا أحد التجمعات البدوية في محيط القدس، ويسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى تهجير سكانه من أجل إقامة مشاريع استيطانية وربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس، وتنفيذ المخطط المعروف بـ (F1) الذي يهدف إلى فصل مدينة القدس المحتلة نهائيا وبشكل كامل عن امتدادها الفلسطيني.
في قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال النار ظهر الجمعة على مرصد للمقاومة شرق مدينة خانيونس. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال أطلقوا النار على مرصد يتبع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي دون الإعلان عن إصابات.
الاتحاد الأوروبي أكد أنه يتابع عن كثب التطورات الأخيرة في قطاع غزة وقال في بيان "ندعو كل الأطراف لتفادي أي عمل يزيد من التوتر ويصعد الوضع". مطالباً باحترام وقف إطلاق النار والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يساهم في تدهور الأوضاع ويؤثر على حياة السكان. بينما أكد بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الخطة الأمريكية مختلفة عن أي خطة تم طرحها في الماضي وتشكل فرصة تاريخية لإسرائيل، لأنها تفرض شروطاً متشددة وصارمة على الفلسطينيين مقابل صفقة مستقبلية، كما تلزم الخطة بتغيير أساسي للمجتمع الفلسطيني". وتابع أن "إسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان ستقرران ما إذا استوفى الفلسطينيون كافة الشروط، كالتوقف فوراً عن دفع رواتب (الأسرى وعائلات الشهداء) والتوقف عن أي محاولة للانضمام إلى منظمات دولية دون مصادقة إسرائيل".
نتنياهو أوضح أن "كل هذه الشروط المسبقة مطلوب من الفلسطينيين تنفيذها قبل الدخول لمفاوضات سياسية، ومن أجل إنهاء المفاوضات السياسية، عليهم استيفاء الشروط التالية: الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية، الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، الموافقة على سيطرة أمنية إسرائيلية على منطقة غرب نهر الأردن جواً وبحراً وبراً. ووقف التحريض ضد إسرائيل، بما يشمل المنهاج الدراسي في كتب التدريس وجميع مؤسسات السلطة الفلسطينية. ونزع كامل للسلاح في غزة ومن أيدي جميع الفلسطينيين. والتنازل كلياً عن حق العودة". وأضاف "إضافة إلى ذلك، بعد توقيع الصفقة، إذا لم ينفذ الفلسطينيون الشروط الأمنية المطلوبة منهم، سيكون بإمكان إسرائيل قلب الخطوات التي نص عليها الاتفاق".
كان "جو بايدن" أحد مرشحي الرئاسة للانتخابات التمهيدية ونائب الرئيس الأمريكي السابق (باراك أوباما) قد أعلن: "لا يمكن اتخاذ قرارات أحادية الجانب بضم أراض محتلة والعودة بنا إلى الوراء. لقد أمضيت حياتي أعمل على توفير الأمن والرخاء للدولة الإسرائيلية كي تحيا كدولة ديمقراطية. وما يقوم به ترامب ليس جيداً لإسرائيل". كما أدان 107 نواب ديمقراطيين في الكونجرس خطة ترامب، وحذروا من أنها "تهدد بتجدد العنف في إسرائيل والأراضي المحتلة، كما تهدد معاهدتي السلام بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر". واعتبر النواب الديمقراطيون أن الخطة "تمهد الطريق لاحتلال دائم للضفة الغربية، احتلال سيؤذي الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
مثل هذه الاستنتاجات، خلص إليها إسرائيليون بارزون: فمثلا، قال "شمعون شباص"، مدير عام سابق لمكتب رئيس الحكومة إسحاق رابين: "التداعيات صعبة على الطريق. صفقة القرن هي اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة وليست اتفاقاً بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. النقاشات بشأن تسوية أو صفقة لا يمكن أن تجري من طرف واحد، لأنها ستؤدي إلى خطوات من طرف واحد، ومن هناك إلى الفوضى". وأضاف: "نحن نتوجه نحو تصعيد، وبعده نحو ضم ثلاثة ملايين فلسطيني آخرين يعيشون في الضفة الغربية، سيكونون مواطنين في دولة ثنائية القومية، والمقصود هو نهاية الدولة اليهودية الديمقراطية وبداية دولة الآبارتايد".
من جانبها، استخلصت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أورلي أزولاي، أن "ترامب ليس الرئيس الأمريكي الأفضل بالنسبة لإسرائيل، وهذه ليست مفاجأة.. وفي النتيجة فإنه يلحق أضراراً بإسرائيل". وفي مقال كاشف، أوضح الكاتب الإسرائيلي "جدعون ليفي"، كيف أن "الرئيس ترامب أحد الأعداء الأكثر خطورةً لإسرائيل، فهو يفعل كل ما باستطاعته لإفسادها وجعل العالم المتنور يكرهها بشكل أكثر. ومن الصعب التفكير بنكتة أكثر مرارة من إعلان الولايات المتحدة الذي اعتبر الاحتلال لا يمثل خرقاً للقانون، وأصبح الطريق ممهداً له! هل سيتحول اغتصاب الأرض إلى أمر أكثر قانونية وأكثر أخلاقية؟ بالتأكيد لا. والمستوطنات أيضاً لن تصبح كذلك. لا يوجد رجل قانون دولي محترم يوافق على إعلان الولايات المتحدة".