ياسر بركات يكتب عن: توابع البريكست .. معركة المحمول فى صراع الجبابرة
هواوى تستفز الأمريكان بتصريحات عن شراكة مع بريطانيا فى الجيل الخامس
بينما كان البرلمان الأوروبي في بروكسل يودع النواب البريطانيين في برلمان ستراسبورج، حطّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رحاله في لندن للتجهيز لما بعد بريكست. وناقش بومبيو ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعزيز الروابط الثنائية عقب رحيل المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك التفاوض على اتفاقية للتجارة الحرة. وقال مكتب بومبيو في بيان، الخميس الماضي، إن الرجلين ناقشا أيضا أهمية الحفاظ على تكامل شبكات الاتصالات بعد أن تحدت بريطانيا الولايات المتحدة بأن منحت شركة هواوي الصينية دورا محدودا في بناء شبكتها لاتصالات الجيل الخامس.
المملكة المتحدة تسعى إلى عقد اتفاق تجاري طموح مع الولايات المتحدة يكون رمزا لاستعادتها حرية النشاط. لكن هذا التقارب الاقتصادي مع حليفها التاريخي تعقده عدة ملفات حاضرة في جدول نقاشات الزيارة. من أبرز تلك الملفات الدور الذي منحته بريطانيا الثلاثاء لهواوي في شبكة الجيل الخامس رغم تحذيرات واشنطن التي ترى أن الشركة مقربة أكثر من اللازم من الحكومة الصينية، مع ما يثيره ذلك من مخاطر تجسس.
الحكومة البريطانية قررت أن تسمح بمشاركة جزئية في شبكة الجيل الخامس للاتصالات لشركات تصنيع معدات الاتصالات التي ينطوي التعامل معها على "مخاطر"، وتعني بذلك شركة هواوي الصينية التي عبّرت عن ارتياحها للقرار البريطاني. وفي بيان لا يأتي على ذكر "هواوي" صراحة وصدر بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة بوريس جونسون، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام والاتصال الرقمي أنه سيتم استبعاد "الجهات عالية المخاطر... من الوصول إلى الأجزاء الحساسة في قلب شبكة 5" جي"، ولن تزيد مشاركتهم على 35% في الأجزاء غير الاستراتيجية منها، خاصة أبراج الهوائيات. وقال البيان: "اتفق الوزراء على أن يضع المشغّلون البريطانيون ضمانات إضافية ويستبعدوا مقدمي الخدمات الذين يمثلون مخاطر عالية من أجزاء معينة من شبكات الاتصالات الخاصة بهم والضرورية لأمنها". وسيتم لذلك "استبعاد مصنعي المعدات من المشاركة في كافة مرافق البنية التحتية الحيوية للأمن القومي"، ومن "الوظائف المركزية والحساسة للشبكة"، ومن "المناطق الجغرافية الحساسة، خاصة بالقرب من المواقع النووية والقواعد العسكرية"، على أن "تقتصر مشاركتهم على 35% في الشبكة الطرفية"، ويُعنى بذلك أبراج هوائيات نقل الإشارات.
شركة هواوي أعربت على الفور عن "اطمئنانها من تأكيد الحكومة البريطانية أنه يمكننا مواصلة العمل مع عملائنا لمواصلة نشر الجيل الخامس (5جي)". وتعمل شركة الاتصالات الصينية العملاقة في الشبكات البريطانية منذ 15 عاماً، ولا سيما في البنى التحتية للجيل الرابع لدى "فودافون" و"بريتش تلكوم". وقال مشغلو الاتصالات إن استثناء هواوي سيكون مكلفاً، وسيؤخر الانتقال إلى الجيل الخامس.
تعقيباً على القرار البريطاني، قال مسئول أمريكي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة "تشعر بخيبة أمل". وأضاف هذا المسئول في بيان: "لا يوجد خيار آمن للبائعين غير الموثوق بهم للسيطرة على أي جزء من شبكة "5جي ". ويشار إلى أن واشنطن منعت شركة "هواوي" من عمليات طرح الجيل التالي من شبكة الهواتف المحمولة، التي تقدّم نقلاً فورياً تقريباً للبيانات بسبب المخاوف من أن تكون الشركة تحت سيطرة بكين. وقبل إعلان قرار لندن، قال مسئول كبير في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي لن يحظر شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي أو أي شركة أخرى في أوروبا، على الرغم من ضغوط واشنطن. ورغم عدم ذكر اسم هواوي صراحة، يكافح الاتحاد الأوروبي لإيجاد طريقة وسط للموازنة بين هيمنة هواوي الهائلة على قطاع الجيل الخامس والمخاوف الأمنية التي تبديها واشنطن.
لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة، قد تضطر المملكة المتحدة لقبول توريد بضائع بمعايير وقائية صحية وبيئية أدنى من معايير الاتحاد الأوروبي. واتهم حزب العمال المعارض بوريس جونسون بالتفاوض سرا مع الولايات المتحدة لفتح النظام العام للتغطية الصحية أمام شركات الأدوية الأمريكية في إطار اتفاق تجاري.
وقبل استقباله من رئيس الحكومة الخميس، بدأ بومبيو زيارته بلقاء نظيره دومينيك راب. ووصف بومبيو الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الخميس بأنه "التهديد الرئيسي في عصرنا" الذي يتحدى المبادئ الغربية. وقال بومبيو إن "الحزب الشيوعي الصيني يمثل التهديد الرئيسي في عصرنا" في كلمة تأتي في ظلّ توتر بين لندن وواشنطن بعدما سمحت السلطات البريطانية لشركة هواوي الصينية المشاركة بتطوير شبكة الجيل الخامس على أراضيها. وأضاف أن الصين "اقتصاد هائل، يرتبط به الاقتصاد الأمريكي بشكل وثيق. هذه فرصة هائلة لنا للعمل معاً"، لكن "النظام الشيوعي الصيني في ظل حكم الرئيس شي جين بينج لديه أهداف لا تتوافق مع القيم الغربية". وأعلن أنه يجب على الحلفاء الغربيين "ضمان أن تحكم القرن المقبل هذه المبادئ الديمقراطية الغربية". وأواخر أكتوبرالماضى، اتهم بومبيو الحكومة الصينية بأنها "حكومة معادية" للولايات المتحدة. وقال بعد شهر من ذلك إن الصين "لديها رؤية سلطوية جديدة". ودعته بكين حينها إلى "التخلي عن تلك الأحكام المسبقة الآيديولوجية وعقلية الحرب الباردة البالية".
ملفات أخرى أثارت توترات بين البلدين، مثل المشروع البريطاني لفرض ضرائب على الشركات الرقمية العملاقة، ما يدفع جونسون لأن يوازن العلاقة مع الأمريكيين والأوروبيين في الملفات الدولية الكبرى.
وقال بوريس جونسون، المناصر المتحمس لبريكست، في فيديو نشره على "تويتر" إن الخروج يمثل "لحظة تاريخية لبلدنا، لحظة حافلة بالأمل والفرص". ويساند الرئيس الأمريكي بريكست بحماس واقترح إبرام اتفاق تجاري ثنائي "رائع" مع بريطانيا. وقال بومبيو في تصريحات أدلى بها أثناء وجوده في الطائرة التي أقلته إلى لندن إنه "يوجد كثير من المواضيع المطروحة للنقاش مع المملكة المتحدة (انطلاقا من) لحظة دخولها مرحلة جديدة من السيادة". وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أيضا عن "قضايا تجارية كبرى" وكذلك "قضايا أمنية مهمة". وقال بومبيو أثناء حضوره نقاشا نظمه مركز بحثي، إن "المملكة المتحدة كانت مضطرة لفعل أشياء باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي وسيصير بمقدورها الآن فعلها بطريقة مختلفة". وأضاف: "سنعمل على بعض هذه الأشياء في اتفاق التجارة الحرة، وبعضها الآخر سيعمل عليه المستثمرون... سترون المنافع الكبرى لبلدينا نتيجة هذا".
بينما كان البرلمان الأوروبي في بروكسل يودع النواب البريطانيين في برلمان ستراسبورج، حطّ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رحاله في لندن للتجهيز لما بعد بريكست. وناقش بومبيو ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعزيز الروابط الثنائية عقب رحيل المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك التفاوض على اتفاقية للتجارة الحرة. وقال مكتب بومبيو في بيان، الخميس الماضي، إن الرجلين ناقشا أيضا أهمية الحفاظ على تكامل شبكات الاتصالات بعد أن تحدت بريطانيا الولايات المتحدة بأن منحت شركة هواوي الصينية دورا محدودا في بناء شبكتها لاتصالات الجيل الخامس.
المملكة المتحدة تسعى إلى عقد اتفاق تجاري طموح مع الولايات المتحدة يكون رمزا لاستعادتها حرية النشاط. لكن هذا التقارب الاقتصادي مع حليفها التاريخي تعقده عدة ملفات حاضرة في جدول نقاشات الزيارة. من أبرز تلك الملفات الدور الذي منحته بريطانيا الثلاثاء لهواوي في شبكة الجيل الخامس رغم تحذيرات واشنطن التي ترى أن الشركة مقربة أكثر من اللازم من الحكومة الصينية، مع ما يثيره ذلك من مخاطر تجسس.
الحكومة البريطانية قررت أن تسمح بمشاركة جزئية في شبكة الجيل الخامس للاتصالات لشركات تصنيع معدات الاتصالات التي ينطوي التعامل معها على "مخاطر"، وتعني بذلك شركة هواوي الصينية التي عبّرت عن ارتياحها للقرار البريطاني. وفي بيان لا يأتي على ذكر "هواوي" صراحة وصدر بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة بوريس جونسون، أعلنت وزارة الثقافة والإعلام والاتصال الرقمي أنه سيتم استبعاد "الجهات عالية المخاطر... من الوصول إلى الأجزاء الحساسة في قلب شبكة 5" جي"، ولن تزيد مشاركتهم على 35% في الأجزاء غير الاستراتيجية منها، خاصة أبراج الهوائيات. وقال البيان: "اتفق الوزراء على أن يضع المشغّلون البريطانيون ضمانات إضافية ويستبعدوا مقدمي الخدمات الذين يمثلون مخاطر عالية من أجزاء معينة من شبكات الاتصالات الخاصة بهم والضرورية لأمنها". وسيتم لذلك "استبعاد مصنعي المعدات من المشاركة في كافة مرافق البنية التحتية الحيوية للأمن القومي"، ومن "الوظائف المركزية والحساسة للشبكة"، ومن "المناطق الجغرافية الحساسة، خاصة بالقرب من المواقع النووية والقواعد العسكرية"، على أن "تقتصر مشاركتهم على 35% في الشبكة الطرفية"، ويُعنى بذلك أبراج هوائيات نقل الإشارات.
شركة هواوي أعربت على الفور عن "اطمئنانها من تأكيد الحكومة البريطانية أنه يمكننا مواصلة العمل مع عملائنا لمواصلة نشر الجيل الخامس (5جي)". وتعمل شركة الاتصالات الصينية العملاقة في الشبكات البريطانية منذ 15 عاماً، ولا سيما في البنى التحتية للجيل الرابع لدى "فودافون" و"بريتش تلكوم". وقال مشغلو الاتصالات إن استثناء هواوي سيكون مكلفاً، وسيؤخر الانتقال إلى الجيل الخامس.
تعقيباً على القرار البريطاني، قال مسئول أمريكي رفيع المستوى إن الولايات المتحدة "تشعر بخيبة أمل". وأضاف هذا المسئول في بيان: "لا يوجد خيار آمن للبائعين غير الموثوق بهم للسيطرة على أي جزء من شبكة "5جي ". ويشار إلى أن واشنطن منعت شركة "هواوي" من عمليات طرح الجيل التالي من شبكة الهواتف المحمولة، التي تقدّم نقلاً فورياً تقريباً للبيانات بسبب المخاوف من أن تكون الشركة تحت سيطرة بكين. وقبل إعلان قرار لندن، قال مسئول كبير في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي لن يحظر شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي أو أي شركة أخرى في أوروبا، على الرغم من ضغوط واشنطن. ورغم عدم ذكر اسم هواوي صراحة، يكافح الاتحاد الأوروبي لإيجاد طريقة وسط للموازنة بين هيمنة هواوي الهائلة على قطاع الجيل الخامس والمخاوف الأمنية التي تبديها واشنطن.
لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة، قد تضطر المملكة المتحدة لقبول توريد بضائع بمعايير وقائية صحية وبيئية أدنى من معايير الاتحاد الأوروبي. واتهم حزب العمال المعارض بوريس جونسون بالتفاوض سرا مع الولايات المتحدة لفتح النظام العام للتغطية الصحية أمام شركات الأدوية الأمريكية في إطار اتفاق تجاري.
وقبل استقباله من رئيس الحكومة الخميس، بدأ بومبيو زيارته بلقاء نظيره دومينيك راب. ووصف بومبيو الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الخميس بأنه "التهديد الرئيسي في عصرنا" الذي يتحدى المبادئ الغربية. وقال بومبيو إن "الحزب الشيوعي الصيني يمثل التهديد الرئيسي في عصرنا" في كلمة تأتي في ظلّ توتر بين لندن وواشنطن بعدما سمحت السلطات البريطانية لشركة هواوي الصينية المشاركة بتطوير شبكة الجيل الخامس على أراضيها. وأضاف أن الصين "اقتصاد هائل، يرتبط به الاقتصاد الأمريكي بشكل وثيق. هذه فرصة هائلة لنا للعمل معاً"، لكن "النظام الشيوعي الصيني في ظل حكم الرئيس شي جين بينج لديه أهداف لا تتوافق مع القيم الغربية". وأعلن أنه يجب على الحلفاء الغربيين "ضمان أن تحكم القرن المقبل هذه المبادئ الديمقراطية الغربية". وأواخر أكتوبرالماضى، اتهم بومبيو الحكومة الصينية بأنها "حكومة معادية" للولايات المتحدة. وقال بعد شهر من ذلك إن الصين "لديها رؤية سلطوية جديدة". ودعته بكين حينها إلى "التخلي عن تلك الأحكام المسبقة الآيديولوجية وعقلية الحرب الباردة البالية".
ملفات أخرى أثارت توترات بين البلدين، مثل المشروع البريطاني لفرض ضرائب على الشركات الرقمية العملاقة، ما يدفع جونسون لأن يوازن العلاقة مع الأمريكيين والأوروبيين في الملفات الدولية الكبرى.
وقال بوريس جونسون، المناصر المتحمس لبريكست، في فيديو نشره على "تويتر" إن الخروج يمثل "لحظة تاريخية لبلدنا، لحظة حافلة بالأمل والفرص". ويساند الرئيس الأمريكي بريكست بحماس واقترح إبرام اتفاق تجاري ثنائي "رائع" مع بريطانيا. وقال بومبيو في تصريحات أدلى بها أثناء وجوده في الطائرة التي أقلته إلى لندن إنه "يوجد كثير من المواضيع المطروحة للنقاش مع المملكة المتحدة (انطلاقا من) لحظة دخولها مرحلة جديدة من السيادة". وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أيضا عن "قضايا تجارية كبرى" وكذلك "قضايا أمنية مهمة". وقال بومبيو أثناء حضوره نقاشا نظمه مركز بحثي، إن "المملكة المتحدة كانت مضطرة لفعل أشياء باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي وسيصير بمقدورها الآن فعلها بطريقة مختلفة". وأضاف: "سنعمل على بعض هذه الأشياء في اتفاق التجارة الحرة، وبعضها الآخر سيعمل عليه المستثمرون... سترون المنافع الكبرى لبلدينا نتيجة هذا".