الموجز
السبت 9 نوفمبر 2024 04:19 صـ 8 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

صاحب تاكسي الغرام.. تزوج ٤مرات.. والعزلة أنهت حياته

محمود
محمود
"مرحب شهر الصوم"، و "يا نجف بنور يا سيد العرسان"، و "يا تاكسى الغرام يا مقرب البعيد"، و "منديل الحلو يا منديله"، و"شوف قلبى الملهوف بيقول يا صباح الفل" كل هذه أغاني نعرفها ونستمع إليها في مناسبات مختلفة ولا يعلم الكثير أن صاحب هذا الصوت هو مطرب وملحن وفنان سخر حياته للأغاني والفن و عبدالعزيز محمود الذى تحل ذكرى ميلاده اليوم في مثل هذا اليوم من عام ١٩١٤.
في قلب الصعيد وتحديدا في قرية الخناجرة بمحافظة سوهاج ولد عبد العزيز محمود عبد العال الخناجري، لعائلة ميسورة الحال، الابن الثانى بعد شقيقه عبدالحميد، لأسرة ميسورة الحال، أحب أصوات الربابة ومواويل الأفراح وغناء المسحراتى والباعة الجائلين.
أثناء التحاقه بالتعليم الابتدائى، توفى والده، وبسبب مشكلات الميراث أخذت الأم ولديها وانتقلت إلى بورسعيد مع عدد من أفراد عائلتها فى هجرة شبه جماعية، حيث فرص العمل فى الميناء والبحر.
وفى بورسعيد عمل عبدالعزيز محمود فى الميناء بإحدى الشركات الأجنبية للشحن والتفريغ وكان يغني لزملائه أثناء العمل.
وبالصدفة وأثناء غنائه فى فرح أحد زملائه، سمعه الموسيقار مدحت عاصم، وكان مديرًا للإذاعة حيناها، فأعجب بصوته، وتحدث معه، وأعطاه الكارت الخاص به، وقال له لو عاوز تشتغل فى الفن تعالى قابلنى فى القاهرة.
اكتملت الصدفة عندما كان عبدالعزيز محمود فى عرض البحر، وجمع زملاءه ليغنى لهم: «كانوا مزوغين وبيغنوا، ومشرف الشغل عرف فتتبعهم، وقفز من اللانش وأصيب فى ساقه فترك الشركة ولم يعد».
وقرر بعدها السفر من بورسعيد للقاهرة لمقابلة مدحت عاصم فى الإذاعة، ليشق طريقه الفنى، بينما استقرت والدته وشقيقه وباقى العائلة فى بورسعيد، وبدأت رحلة عبدالعزيز محمود فى الإذاعة عام 1934، ولحن له مدحت عاصم إيمانًا بموهبته، كما لحن له القصبجى وزكريا أحمد والسنباطي.
اجتمعت الصدفة والذكاء والموهبة لتشكل نجومية عبدالعزيز محمود، الذى كوّن الكثير من الصداقات الفنية، حيث تعرف فى بداية مشواره على المخرج سيد زيادة، ونصحه بأن يروّج لموهبته الغنائية من خلال الأفلام السينمائية، ولو بأغنية فى كل فيلم، فشارك بالغناء فى فيلم «عريس الهنا»، وهو أول فيلم يظهر فيه عبدالعزيز محمود عام 1944، وتوالت بعده العديد من الأفلام التى شارك فيها كبار النجوم، وأخرجها كبار المخرجين، وظهر فيها عبدالعزيزمحمود ليقدم أغنية أو عدة أغان.
ولكن النقطة الفارقة التى انطلقت منها شهرته كانت عام 1947، عندما شارك فى فيلم «قلبى دليلى»، وقدّم فيه أغنية «يا نجف بنور»، التى حققت نجاحًا وانتشارًا واسعًا، و كان هو السبب الرئيسي فى اكتشاف النجمة نعيمة عاكف، فكانت تعمل فى السيرك، وساعدها على أن تؤدى أول أدوارها فى فيلم «ست البيت»، الذى غنى فيه عام 1948 مجموعة من أجمل أغانيه التى رقصت عليها نعيمة عاكف.
فى هذه الفترة حقق عبدالعزيز محمود نجاحات فى السينما والإذاعة، وكان المطرب الأول للأفراح، فكما يقول ابنه: «كانت بتتحدد مواعيد الأفراح على أساس مواعيده، وطلبه أنور السادات لإحياء فرحه على جيهان بعدما طلبت أن يغنى مطرب يا نجف بنور فى فرحها».
شجعت هذه النجاحات والشهرة الواسعة نجم الشباك على أن يؤسس شركة إنتاج خاصة به عام 1951، وينتج من خلالها 4 أفلام، هى «خد الجميل، مقدر ومكتوب، علشان عيونك، تاكسى الغرام»، ويؤكد الابن أن والدته هى صاحبة الفضل فى فكرة تأسيس شركة إنتاج أفلام عبدالعزيز محمود.
تزوج عبد العزيز محمود أكثر من مرة حتي وصفوه بـ«شهريار»، وتزوج 4 مرات، الأولى من خارج الوسط الفنى، وهى مديرة مدرسة، وأنجب منها «حشمت» و«ولاء»، وطلقها بعد 3 سنوات، والثانية من السيدة اعتدال شاهين، وتنتمى للوسط الفنى، وأنجب منها ابنته «عزة»، قم تزوج من سيدة ظهرت في لقطة في فيلم "غزل البنات" مع ليلي مراد.
فى الثمانينيات عاني من العزلة وبدأت مرحلة انحسار الأضواء عن الفنان عبدالعزيز محمود، كما يؤكد ابنه هشام، قائلًا: «بدأ ظهور جيل جديد ومنهم عدوية وكتكوت الأمير، وبعده جيل مدحت صالح ومحمد منير، ولم يكن المسؤولون عن حفلات التليفزيون يستعينون بأبى الذى لم يكن يجامل أو يطبطب ليظهر فى أى حفلة، لأنه كان معتزًا بنفسه، ويرى أنه عبدالعزيز محمود ولا يحتاج لذلك، كما بدأ الإقبال عليه لإحياء الأفراح يقل، فشعر بأنها بداية انطفاء الأنوار، فكان آخر ظهور له فى فيلم «بياضة» عام 1980 عندما استعانت به تلميذته فاتن فريد منتجة الفيلم».
وبحسرة قال الابن: «عبدالعزيز محمود اللى موته حسرته على نفسه، بعد ما حققه من مجد وشهرة واسعة، وأصيب بأول جلطة فى القلب فى الثمانينيات».
وتوفى عبدالعزيز محمود بعد حياة حافلة بالفن والعطاء فى 25 أغسطس عام 1991.