الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:43 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: إرهابيون وقتلة أسرار قمة المجرمين فى ماليزيا


مهاتير يدعو أئمة الإرهاب لمؤتمر عن الإسلام !
أردوغان وتميم وقيادات الإخوان يعلنون الحرب على الإسلام من كوالالمبور
مرشد الاخوان فى الجزائر يترأس مجلس الأمناء ..واختيار الشيخة موزة ضمن أمناء الدورة المقبلة !
ـ قيادات الإرهاب فى ليبيا والسودان ... أبرز الحضور
ـ وجود زوجة أمير قطر السابق وصهر أردوغان فى أمانة الدورة المقبلة يؤكد الرغبة فى تهديد استقرار الدول وتمويل التنظيمات الإرهابية
ـ تحويل القمة إلى مؤسسة بداية من العام المقبل يضمن تمويل التنظيمات الإرهابية
القمة الإسلامية المصغرة، التي دعا إليها الرئيس الماليزي مهاتير محمد، لم يشارك فيها غير الرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني. بالإضافة إلى شخصيات تنتمي لجماعة الإخوان، أو غيرها من الجماعات الإرهابية.
سنة 2014، وبعد شهور من سقوط الإخوان في مصر، أسس "مهاتير محمد"، وكان وقتها خارج السلطة "منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة"، تولى رئاسته، واستضاف في ماليزيا الدورتين الأولى والثانية منه ثم انعقدت الدورة الثالثة في تركيا والرابعة في السودان، واقتصر الحضور على قيادات وأعضاء التنظيمات والحركات الإسلامية، وعلى رأسهم قادة جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي.
على هذا الأساس، انعقدت قمة كوالالمبور من 18 إلى 21 ديسمبر الجاري، وكان من المفترض أن يشارك فيها رؤساء 5 دول هي تركيا وقطر وإندونيسيا وباكستان، ثم تم الإعلان عن مشاركة إيران، قبل أن تقرر كل من "إندونيسيا وباكستان" التراجع. وبالإضافة إلى أردوغان وروحانى وتميم، كان من بين الحضور الداعية "السوداني"، عضو جماعة الإخوان المسلمين "عبد الحي يوسف والإخواني الليبي "علي محمد الصلابي"، المصنف على قائمة الإرهاب، والمرتبط بعناصر وقيادات الجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم القاعدة، وعضو اتحاد علماء المسلمين. بالإضافة إلى وفد كبير من حركة حماس برئاسة "موسى أبو مرزوق"، وأعضاء من المكتب السياسي، "خليل الحية"، و"عزت الرشق"، و"حسام بدران"، بالإضافة إلى القيادي في حركة حماس "خالد مشعل"، ومسئولين آخرين في الحركة من بينهم "أسامة حمدان" و"سامي أبو زهري" ، و"جمال عيسى".
انطلقت جلسات القمة صباح الخميس، وأكد في بدايتها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد على أنّ القمة التي تستضيفها بلاده والتي تحمل عنوان "دور التنمية في تحقيق السيادة الوطنية"، لا تهدف إلى مناقشة الأديان، إنما كل تركيزها على مناقشة أوضاع المسلمين في العالم. وقبل انطلاق الجلسة الافتتاحية حرص القادة المشاركون في القمة، على التقاط صور تذكارية جماعية عقب وصولهم إلى مركز كوالالمبور للمؤتمرات الذي يستضيف هذا الحدث. ثم تم الإعلان عن مشرعات وشراكات جديدة بين تركيا وماليزيا، أبرزها تشكيل المجموعة الصناعية للتكنولوجيا العالية من أجل الصناعات الكيمياوية والعلمية. كما أكد المشاركون أيضا على تعاون أنقرة وكوالالمبور في مجال التبادل الطلابي والبحث العلمي، وذلك عن طريق مركز الامتياز في العالم الإسلامي، والذي سيهتم بمجال تطوير المهارات والاكتشافات العلمية والتكنولوجية الحديثة. ووقعت تركيا مع ماليزيا على اتفاقية عاجلة لتأسيس مركز لمكافحة الإسلاموفوبيا، وتحسين صورة الإسلام في العالم، فيما خلصت الجلسة كذلك إلى توقيع اتفاقية في مجال الصناعات الفضائية والتطوير التكنولوجي، لزيادة الدخل العام للدول المسلمة.
الأوضاع في الدول الأربع (تركيا، إيران، قطر، ماليزيا) لا تبشر كثيراً بقدرتها على القيام بهذه المهمة. ففي تركيا، تواجه حكومة أردوغان وضعاً داخلياً مربكاً وتفجراً للأزمات في محيطها وحول حدودها نتيجة السياسات المتخبطة المدفوعة بهستيريا نزعة الاستحواذ والسيطرة، حيث تمتد الأزمات التركية من حدود سوريا البرية إلى أعماق البحر الأبيض المتوسط. وتعد قطر الضلع الأكثر هشاشة في الكيان الجديد، حيث أسفرت سياسات تنظيم الحمدين عن إغراق الدوحة في بحر من المشاكل، ليس أقلها تهم رعاية الإرهاب التي تلاحقها في مختلف أنحاء العالم. ولا تبشر الأوضاع بخير في ماليزيا، حيث يشهد البلد صعوبات اقتصادية وتطال أجهزة الحكومة اتهامات واسعة بالفساد والرشوة. وفي أحدث مؤشرات هذه الصعوبات، حذر صندوق النقد الدولي الأربعاء من أن ماليزيا معرضة لتصاعد التوترات التجارية، وسط مخاطر سلبية فيما يتعلق بتوقعات النمو.
كعادته، أطلق الرئيس التركي، عددا من الأكاذيب أبرزها اتهامه للملكة العربية السعودية بممارسة ضغوط على دول بعدم المشاركة. زاعما أنها هددت باكستان بسحب الودائع السعودية من البنك المركزي الباكستاني، كما هددوا بترحيل"4 ملايين باكستاني يعملون في السعودية" واستبدالهم بالعمالة البنغالية. وأوضح أن باكستان التي تعاني من أزمات اقتصادية كبيرة، اضطرت لاتخاذ موقف بعدم المشاركة في القمة الإسلامية، في ظل هذه التهديدات والضغوط.
ردا على هذه المزاعم، نفت "الخارجية" الباكستانية، يوم السبت، الأنباء التي تروّج لها بعض الجهات حول ضغوط "مزعومة" مُورست على باكستان من قِبل السعودية؛ لثنيها عن المشاركة في القمة الإسلامية المصغرة التي عُقدت في ماليزيا. ولفتت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الباكستانية، عائشة فاروقي؛ في مجمل ردها على أسئلة وسائل الإعلام في باكستان عن عدم مشاركة بلادها في القمة المصغرة التي استضافتها ماليزيا، إلى أن إسلام أباد لم تشارك في قمة كوالالمبور؛ لأن الوقت والجهد ضروريان لمعالجة مخاوف الدول الإسلامية الكبرى فيما يتعلق بالانقسام المحتمل في الأمة.
كانت سفارة المملكة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد قد أكدت أيضا، في بيان، "عدم صحة الأنباء التي تروّج لها بعض الجهات حول ضغوط مزعومة مُورست على باكستان من قِبل المملكة؛ لثنيها عن المشاركة في القمة المصغرة التي عُقدت في ماليزيا". وأضاف البيان الذي نشره حساب السفارة على "تويتر": "هذه الأنباء المغلوطة تنفيها طبيعة العلاقات الأخوية الصلبة بين البلدين الشقيقين، وتوافقهما حول أهمية وحدة الصف الإسلامي والحفاظ على دور منظمة التعاون الإسلامي، والاحترام المتبادل لسيادتهما واستقلال قرارهما، الذي يعد سمة رئيسة في العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع بينهما".
بدءًا من العام القادم، 2020، سنعقد المؤتمر تحت اسم "مؤسسة بيردانا لحوار الحضارات"، برئاسة رئيس الوزراء الماليزي، و5 نواب للرئيس. وهم كل من: "أحمد سرجي" الأمين العام للحكومة الماليزية، و"الشيخة موزة بنت ناصر المسند"، زوجة أمير قطر السابق "حمد بن خليفة آل ثاني"، وأم الأمير الحالي، و الموريتاني "محمد ولد الددو الشنقيطي" عضو مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قطر، وصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بيرات البيرق"، و"محمد عزمين" وزير الشؤون الاقتصادية بماليزيا، وتولى مرشد الإخوان في الجزائر رئاسة مجلس أمناء قمة كوالالمبور "عبد الرزاق مقري"، والماليزي "شمس الدين".
كما ضم مجلس الأمناء الجزائري "عبد الرزاق مرقي" ، وهو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في الجزائر ومرشحها الرئاسي، ويتولى "مرقي" رئاسة أكبر الأحزاب السياسية التابعة للإخوان وهي "حركة حمس"، ومؤسس مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق في قطر ولبنان والأردن وسوريا في العام 2012. وسبق أن دافع "مقري" عن استضافته لنائب رئيس الجبهة "علي بن حاج "، في إطار تجمع شعبي نظمته الحركة في 2014، قائلا: "إن الشيخ محفوظ نحناح برّأ علي بن حاج وعباس مدني من دماء الجزائريين، ونحن سائرون على خطى الشيخ محفوظ، فكيف لنا أن نقصي جزائريا من أن يحضر لقاءاتنا".
هذا المحور ليس مجرد تحالف سياسي قائم على المصالح التي تسعى كل الدول إلى اقتناصها في سياساتها الخارجية، لكنه مشروع توسعي يعبر عن رغبة في الهيمنة عبر تقويض استقرار الدول، من خلال دعم الميليشيات والتنظيمات الإرهابية، أو عبر رعاية المعارضات السياسية التقويضية. محور أردوغان تشكل بعد صعود الإسلام السياسي وجماعة الإخوان، كأحد أكبر الكتل السياسية الفاعلة، وبرغبة غربية آنذاك في إعطائه الفرصة، واستبدال من وصفوا بالمعتدلين بالأنظمة السياسية في مشروع الشرق الأوسط الكبير، ثم زلزال الربيع العربي الذي لم يكن سوى محاولة تمكين لهذا الصعود، حتى لو كانت شرارة البدء بسبب احتجاجات مشروعة تم تصعيدها، ليس لإسقاط الأنظمة بل انهيار الدول ومؤسساتها.
منظمة التعاون الإسلامي، وهي التجمع الإسلامي الدولي المعترف به إقليميًّا وعالميًّا، كان لها وقفة مهمة قبل 6 أشهر تقريبًا بإصدار إعلان مكة في القمة الإسلامية التي جرت أحداثها في مدينة المسلمين المقدسة (مكة المكرمة)، وأكدت من خلالها مركزية قضية فلسطين وقضية القدس بالنسبة للأمة الإسلامية، ودعم الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة، بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس. كما دعمت حق الشعوب العربية في نيل مطالبها، وتحقيق الاستقرار في الدول الإسلامية.