ياسر بركات يكتب عن حكومة القتلة غليان فى تل أبيب .. وغياب مريب لـ”الحمائم ” ..والمتاجرة بالصراع مع الفلسطينيين شعار كل المراحل
نتنياهو يقاتل على "السلطة" لحماية رقبته من المساءلة عن الفضائح والصفقات المشبوهة
الإسرائيليون يتخبطون. وبينما يحاولون تسوية خلافاتهم والتوصل إلى اتفاق بين الأطراف على تشكيل حكومة، أعلن إيال ينون، المستشار القضائي للكنيست (البرلمان)، الجمعة، أنه في حال فشل تشكيل الحكومة فإنه سيخصص يوم 3 مارس القادم لإجراء انتخابات جديدة، ستكون الثالثة خلال أقل من سنة.
جريدة "معريب"، نشرت نتائج استطلاع رأي أجرته، تدل على أن معسكر الوسط واليسار والعرب سيحافظ على قوته وأن معسكر اليمين سيخسر مقعدا واحدا، في حال استمرار نتنياهو في قيادته، فيما يظل أفيجدور ليبرمان لسان الميزان. وعمليا، تكون النتائج نفسها، التي أحرزت في الانتخابات الأخيرة في سبتمبر الماضي. وقال يانون، خلال مؤتمر في مدينة حيفا، الجمعة، إن "إسرائيل في أزمة سياسية عميقة لم نشهد مثلها من قبل، وعلينا أن لا نكون هادئين إزاءها". وأعرب عن أمله "الذي هو أمل غالبية الإسرائيليين أن نتلقى يوم الأربعاء القادم، عند الساعة 23:59 بيانا مفاجئا، يبشرنا بوجود حكومة. فإن لم يحصل، يحل الكنيست نفسه بنفسه ونتجه نحو انتخابات. عندها سيعمل الكنيست ساعات إضافية لإجراء ما ينبغي اتخاذه من تعديلات قانونية. وستقام جولة الانتخابات في الثالث من مارس.
على الرغم من أن الجهود لتشكيل الحكومة لم تتوقف، فإن الأحزاب لا تخفي جهودها للاستعداد للانتخابات القادمة. والهم الأول هو إقناع الناخبين بأن "الطرف الآخر هو الذي جر إسرائيل إلى انتخابات برلمانية ثالثة في أقل من سنة". فقال نتنياهو، خلال عودته من لشبونة، إن جانتس هو المسؤول عن التدهور إلى الانتخابات، "فلو قبل بالمقترح الذي طرحه رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، ووافق على أن أتولى رئاسة الحكومة في المرحلة الأولى من التناوب، لما كانت مشكلة. وادعى أن الوقت لم يفت بعد وما زال هناك مجال للاتفاق على حكومة كهذه.
نتنياهو نفى أن يكون قد وافق على أن يتولى رئاسة حكومة وحدة لنصف سنة فقط، وقال إنه يريدها لسنتين. ونفى أن يكون موقفه مبنيا على تشبثه بالحكم. وقال إن وجوده في الحكم ضروري، أولا لأنه الوحيد القادر على التعامل الإيجابي مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: "فهو صديقي. وسيدعمني في كل قراراتي؛ خصوصاً تمرير قانون بضم جور الأردن وشمالي البحر الميت إلى إسرائيل". ورد جانتس قائلا إن نتنياهو يقود طريقا مدمرا لإسرائيل، السطر الأخير فيه هو: "أنا فوق إسرائيل وكل شيء"، وأنا أقود طريقا يقول إن إسرائيل فوق أي شيء. وهذا هو سبب عدم تشكيل حكومة وحدة. فلا يعقل أن يستوي الأناني مع الوطني. وكما يبدو فإنه لم يعد مفر سوى التوجه لانتخابات جديدة، مع العلم أننا تنازلنا كثيرا عن مواقفنا حتى نمنعها". وقال جانتس إنه "في انتخابات أبريل فشل نتنياهو.
في انتخابات سبتمبر هزم نتنياهو. وفي انتخابات مارس القادمة، سنحقق الانتصار عليه وعلى طريقه. أنا لم أشعر بأننا نؤدي رسالة وطنية بقدر ما أشعر في هذه الانتخابات. فإسرائيل انتكبت برئيس حكومة فاسد، وتحتاج إلى من ينفض عنها الغبار وينقذها من نتنياهو وأمثاله في الحلبة السياسية". أما ليبرمان، الذي يتهمه اليمين بالمسؤولية عن إفشال تشكيل حكومة يمين ضيقة، رد قائلا إن "قادة الليكود يتصرفون كالأرانب. يهربون من المعركة الحقيقية داخل حزبهم ويتهجمون على من قدم لهم حبل النجاة ولم يمدوا أيديهم للإمساك به. وبعد ذلك يشكون ويولولون".
في هذه الأثناء، أشار استطلاع للرأي العام نشرته جريدة "معريب"، إلى أنه لو أجريت الانتخابات اليوم وبقي نتنياهو في رئاسة الليكود لكان تقاسم المقاعد قريبا جدا للوضح الحاليا. ويعني هذا أن الانتخابات لن تحدث تغييرا في توازن القوى، ولو أنها تزيد وتنقص عدد المقاعد لهذا الحزب أو ذاك. وفي النتائج التفصيلية: كحول لفان 35 (له اليوم 33)، الليكود 33 (32)، القائمة المشتركة 13، حزب المتدينين اليهود الشرقيين (شاس) 8، اليهود الغربيين المتدينين "يهدوت هتوراة" 7، إسرائيل بيتنا 8، اليمين الجديد 6، العمل - جيشر 5، المعسكر الديمقراطي 5، فيما لا يجتاز حزبا البيت اليهودي والاتحاد القومي نسبة الحسم. أما إذا تنازل الليكود عن نتنياهو وترأسه جدعون ساعر، فإن الليكود سيهبط إلى 31 مقعدا، لكن مجموع نواب معكر اليمين سيرتفع إلى 56 مقعدا، فيما سينخفض معسكر اليسار الوسط والقائمة المشتركة إلى 57 مقعدا وينخفض "إسرائيل بيتنا" 7 مقاعد.