ياسر بركات يكتب عن:بالدموع.. الدوحة تستجدى العالم للتصالح مع مصر
الرئيس الأمريكى وعد وزير خارجية قطر ببحث القضية
ـ البيت الأبيض يعطى تعليمات للجنرال جون أبى زيد بالتواصل مع الرياض والقاهرة
مفاجأة تؤكد الوساطة الأمريكية
محمد بن عبدالرحمن آل ثان: لن نتمسك بالإخوان ونخسر العالم!
منتصف نوفمبر، كشف مصدر حكومى فى العاصمة الأمريكية واشنطن لموقع «الحرة»، أن المصالحة الخليجية-الخليجية «بلغت مرحلة متقدمة»، وسط جهود تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين. وقال المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن هويته، إن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، كلف السفير الأمريكى فى الرياض، الجنرال المتقاعد جون أبى زيد، ودبلوماسيين آخرين فى وزارة الخارجية ومسئولين فى البيت الأبيض «تنسيق الأمور بعيدا عن الأضواء وفى شكل سرّى لتحقيق مصالحة خليجية - خليجية». وأضاف المصدر الأمريكى أن «مساعى ووساطات حصلت وتتواصل حتى الآن بين ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، والرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد».
المصدر الحكومى فى العاصمة واشنطن قال لموقع «الحرة» إن «الأمور بلغت مرحلة متقدمة» رغم الكثير من العراقيل، فإنها باتت «تحظى بتأييد مشروط من دول سلطنة عمان والكويت والإمارات وخصوصا مصر»، التى وافقت «ضمنيا على المبادرة وأيدتها». وجاءت هذه المعلومات بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية القطرى، محمد بن عبدالرحمن آل ثان، إلى واشنطن، حيث بحث مع نظيره الأمريكى، مايك بومبيو، «أهمية وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية». وفى تصريح عقب اللقاء، رد وزير الخارجية القطرى على سؤال «للحرة» بشأن المصالحة، إنه تم الحديث «عن الخلاف الخليجى المستمر منذ أكثر من سنتين». وأعرب محمد بن عبدالرحمن عن تقدير الدوحة للجهود الأمريكية «للمحافظة على وحدة مجلس التعاون»، مؤكدا أن دولة «قطر منفتحة دوما على الحوار وأبدت استعدادها لبدء حوار غير مشروط مبنى على احترام سيادة الدول».
مباحثات الوزير القطرى مع بومبيو جاءت بعد أيام على زيارة وزير الدفاع القطرى، خالد بن محمد العطية، لواشنطن، ما دفع مراقبين إلى اعتبار أن هذه الزيارات تأتى فى سياق الجهود الأمريكية الحثيثة لإنهاء الأزمة الخليجية. وقال مسئول آخر فى الحكومة الأمريكية «للحرة» إن «النزاع فى الخليج استمر لفترة طويلة»، مضيفا أن «الولايات المتحدة تعتقد أن حل هذا النزاع يصب فى مصلحة جميع الأطراف فى المنطقة وكذلك فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية». وشدد على أن هذا النزاع «يخدم خصومنا فقط ويضر بمصالحنا المشتركة»، قبل أن يستطرد قائلا «الآن أكثر من أى وقت مضى من الضرورى أن يتحد مجلس التعاون الخليجى ضد التهديدات الإقليمية وأن وحدة الخليج ضرورية لمواجهة النفوذ الإيرانى ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لجميع شركائنا الخليجيين». وختم المسئول الأمريكى «لدينا عمل مهم يجب القيام به معاً ونريد أن نرى الأطراف المعنية تقوم بحل هذا النزاع».
بعيدا عن واشنطن وأروقة الإدارة الأمريكية، شهدت الأيام الماضية تطورات فى منطقة الخليج، اعتبر أيضا أنها تأتى فى سياق المؤشرات على قرب انتهاء الأزمة. ومن بين هذه المؤشرات، تراجع السعودية والإمارات والبحرين عن مقاطعة البطولة الخليجية المقامة فى الدوحة، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها منتخبات هذه الدول فى بطولة مقامة على أراضى قطر منذ الأزمة. كما أثارت تغريدة لأستاذ العلوم السياسية فى الإمارات، عبدالخالق عبدلله، تفاعلا واسعا، إذ اعتبرت مؤشر جديد على قرب التوصل لمصالحة خليجية. وقال عبدالله، فى تغريدته: «أبشركم بتطورات مهمة لحل الخلاف الخليجى بقرب ما تتوقعون»، قبل أن يطلق سلسلة أخرى من التغريدات بشأن المصالحة المرتقبة.
فى مداخلة على شاشة «الحرة» للتعليق على تغريدته، قال عبدالله إن «الخلاف الخليجى-الخليجى ربما بات فى دقائقه الأخيرة»، مشيرا إلى أن هذه الأزمة «امتدت طويلا.. وهناك الآن نية صادقة لحلحلة الخلاف». وأضاف إن قرار مشاركة السعودية والإمارات والبحرين فى «كأس الخليج 24» فى قطر يعتبر «بادرة مهمة جدا تعكس هذه النية الصادقة». وأكد عبدالله أن القرار ليس بـ«رياضى إطلاقا» بل هو «قرار سياسى فى المقام الأول»، معبرا عن أمله أن يفتح ذلك الباب لسفر الجماهير الرياضية لدعم منتخباتها فى الدوحة، ما يؤشر إلى رفع منع السفر إلى قطر. وأعرب عن اعتقاده أن المنطقة الخليجية باتت أمام «تطورات ربما مهمة.. أخيرا سنرى هذا الخلاف الخليجى وقد انطوى ونرى الأخوة الخليجية وقد تلاحمت من جديد». وردا على سؤال بشأن المؤشرات التى استند إليها، قال إن من أبرز هذه المعطيات «أن هناك قرارا مؤخرا لتخفيف أو حتى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة»، مضيفا أن هذا ما انعكس فعلا فى الفضاء الإعلامى التابع للدول المعنية بالأزمة.
الصورة باتت أكثر وضوحا حين نشرت جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الخميس، تقريرا عن زيارة محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، وزير خارجية قطر، غير المعلنة إلى الرياض ونقلت عن مسئول عربى أنه أعرب عن استعداد الدوحة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان، وزعم هذا المسئول أن السعودية تدرس اقتراح قطر. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الطرفان سيتفقان، بينما عبّر بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين، إلى جانب مسئولين من المنطقة، عن شكوكهم حول إمكانية انتهاء الخلاف فى المستقبل القريب.
الجريدة نقلت أيضا عن أشخاص مطلعين على هذه المسألة أن زيارة محمد بن عبدالرحمن آل ثانى إلى الرياض، التى لم يُبلغ عنها سابقاً، سبقتها عدة جولات دبلوماسية مكثفة، توسطت الكويت فى الكثير منها. وقد عُقدت بعض الاجتماعات على هامش قمة مجموعة العشرين فى اليابان هذا الصيف، دون تقديم تفاصيل. وأوردت الجريدة أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين جنبا إلى جنب مع مصر، التى قاطعت قطر فى يونيو 2017، أصدرت قائمة مكونة من 13 مطلبا تتضمن وقف قطر لتمويل الإرهاب، وإغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة الفضائية، وتقليص العلاقات مع إيران. وأضافت الجريدة أن قطر لا تعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعةً إرهابية. وأشار المسئول العربى إلى أن اقتراح قطر إنهاء علاقاتها بهذه الجماعة يمثل الفرصة الواعدة حتى الآن لإنهاء العداوة، حيث صرح قائلا: «أعتقد أن هذا عرض جاد وغير مسبوق. وبما لن هناك مستوى من الشكوك، فإنه لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لإظهار مدى جدية العرض».
عند سؤاله عن التطورات الدبلوماسية، أضافت وول ستريت جورنال، قال مسئول قطرى كبير إنه منذ بداية الأزمة «رحبنا بكل فرصة لحل الحصار المستمر من خلال الحوار المفتوح والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة». أما فيما يتعلق بعلاقات قطر مع مجموعات مثل جماعة الإخوان المسلمين، أورد المسئول القطرى: «توجهت التزاماتنا دائماً نحو دعم القانون الدولى وحماية حقوق الإنسان وليس نحو حزب أو جماعة معينة». وأضاف قائلا: «لقد أسيئ فهم الدعم الذى نقدمه من قبل أولئك الذين يسعون إلى عزل قطر، ولكن الحقائق توضح موقفنا». ومن جهتها، لم تستجب السفارة السعودية فى واشنطن لطلب التعليق على هذه المسألة. وأشارت الجريدة إلى أن المسئولين السعوديين والقطريين يستعدون لعقد لقاء آخر لمناقشة التفاصيل التى ستحدد بالضبط ما ترغب الدوحة فى فعله لقطع العلاقات مع مختلف جماعات الإخوان المسلمين. وحيال هذا الشأن، قال المسئول العربى «توجد قوة تدفعنا إلى الأمام، لكننا لن نبدأ من مكان يثق فيه الجميع». وتابع قائلا «نحن بحاجة إلى مواصلة التفاوض وكسب الثقة حتى نصل إلى مستوى جيد من التفاهم».
الجريدة أوضحت أن جهود المملكة العربية السعودية الدبلوماسية تمثل جزءا من خطوة أوسع من جانب الرياض لحل الخلافات الإقليمية التى شوهت صورة المملكة على الصعيد الدولى. وتعمل الرياض على تخليص نفسها من الحرب فى اليمن والشروع فى محادثات جديدة مع إيران، التى اتُهمت بتنفيذ سلسلة من الهجمات المزعزعة للاستقرار فى جميع أنحاء المنطقة، بما فى ذلك غارة جوية شنتها الطائرات دون طيار فى 14 سبتمبر التى ضربت قلب صناعة النفط السعودية. وحسب أشخاص مطلعين على القضية فإنه على الرغم من أن السعوديين قد يوافقون على المصالحة مع قطر، فأن الإمارات العربية المتحدة وزعيمها ولى عهد أبوظبى الأمير محمد بن زايد، لا يزالون متشككين. ووفقا لجيرالد فايرستاين، وهو مسئول سابق رفيع المستوى فى وزارة الخارجية وسفير فى اليمن، يوجد بعض الأمل بأن تقل حدة الخلافات فى العلاقات الخليجية. وفى حين توجد مؤشرات على التقارب بين السعوديين والقطريين، فليس من الواضح تماماً أن يحصل ذلك فى الواقع بين الإماراتيين والقطريين، على حد قول فايرستاين. وأفادت الجريدة بأن أحد المؤشرات العلنية الدالة على التقارب بين البلدين تأتى فى شكل «دبلوماسية كرة القدم» خلال هذا الأسبوع، عندما وصلت فرق من البلدان التى قاطعت قطر إلى المنافسة فى بطولة كأس الخليج فى الدوحة.
ـ البيت الأبيض يعطى تعليمات للجنرال جون أبى زيد بالتواصل مع الرياض والقاهرة
مفاجأة تؤكد الوساطة الأمريكية
محمد بن عبدالرحمن آل ثان: لن نتمسك بالإخوان ونخسر العالم!
منتصف نوفمبر، كشف مصدر حكومى فى العاصمة الأمريكية واشنطن لموقع «الحرة»، أن المصالحة الخليجية-الخليجية «بلغت مرحلة متقدمة»، وسط جهود تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين. وقال المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن هويته، إن الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، كلف السفير الأمريكى فى الرياض، الجنرال المتقاعد جون أبى زيد، ودبلوماسيين آخرين فى وزارة الخارجية ومسئولين فى البيت الأبيض «تنسيق الأمور بعيدا عن الأضواء وفى شكل سرّى لتحقيق مصالحة خليجية - خليجية». وأضاف المصدر الأمريكى أن «مساعى ووساطات حصلت وتتواصل حتى الآن بين ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، والرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد».
المصدر الحكومى فى العاصمة واشنطن قال لموقع «الحرة» إن «الأمور بلغت مرحلة متقدمة» رغم الكثير من العراقيل، فإنها باتت «تحظى بتأييد مشروط من دول سلطنة عمان والكويت والإمارات وخصوصا مصر»، التى وافقت «ضمنيا على المبادرة وأيدتها». وجاءت هذه المعلومات بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية القطرى، محمد بن عبدالرحمن آل ثان، إلى واشنطن، حيث بحث مع نظيره الأمريكى، مايك بومبيو، «أهمية وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية». وفى تصريح عقب اللقاء، رد وزير الخارجية القطرى على سؤال «للحرة» بشأن المصالحة، إنه تم الحديث «عن الخلاف الخليجى المستمر منذ أكثر من سنتين». وأعرب محمد بن عبدالرحمن عن تقدير الدوحة للجهود الأمريكية «للمحافظة على وحدة مجلس التعاون»، مؤكدا أن دولة «قطر منفتحة دوما على الحوار وأبدت استعدادها لبدء حوار غير مشروط مبنى على احترام سيادة الدول».
مباحثات الوزير القطرى مع بومبيو جاءت بعد أيام على زيارة وزير الدفاع القطرى، خالد بن محمد العطية، لواشنطن، ما دفع مراقبين إلى اعتبار أن هذه الزيارات تأتى فى سياق الجهود الأمريكية الحثيثة لإنهاء الأزمة الخليجية. وقال مسئول آخر فى الحكومة الأمريكية «للحرة» إن «النزاع فى الخليج استمر لفترة طويلة»، مضيفا أن «الولايات المتحدة تعتقد أن حل هذا النزاع يصب فى مصلحة جميع الأطراف فى المنطقة وكذلك فى مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية». وشدد على أن هذا النزاع «يخدم خصومنا فقط ويضر بمصالحنا المشتركة»، قبل أن يستطرد قائلا «الآن أكثر من أى وقت مضى من الضرورى أن يتحد مجلس التعاون الخليجى ضد التهديدات الإقليمية وأن وحدة الخليج ضرورية لمواجهة النفوذ الإيرانى ومكافحة الإرهاب وضمان مستقبل مزدهر لجميع شركائنا الخليجيين». وختم المسئول الأمريكى «لدينا عمل مهم يجب القيام به معاً ونريد أن نرى الأطراف المعنية تقوم بحل هذا النزاع».
بعيدا عن واشنطن وأروقة الإدارة الأمريكية، شهدت الأيام الماضية تطورات فى منطقة الخليج، اعتبر أيضا أنها تأتى فى سياق المؤشرات على قرب انتهاء الأزمة. ومن بين هذه المؤشرات، تراجع السعودية والإمارات والبحرين عن مقاطعة البطولة الخليجية المقامة فى الدوحة، وهى المرة الأولى التى تشارك فيها منتخبات هذه الدول فى بطولة مقامة على أراضى قطر منذ الأزمة. كما أثارت تغريدة لأستاذ العلوم السياسية فى الإمارات، عبدالخالق عبدلله، تفاعلا واسعا، إذ اعتبرت مؤشر جديد على قرب التوصل لمصالحة خليجية. وقال عبدالله، فى تغريدته: «أبشركم بتطورات مهمة لحل الخلاف الخليجى بقرب ما تتوقعون»، قبل أن يطلق سلسلة أخرى من التغريدات بشأن المصالحة المرتقبة.
فى مداخلة على شاشة «الحرة» للتعليق على تغريدته، قال عبدالله إن «الخلاف الخليجى-الخليجى ربما بات فى دقائقه الأخيرة»، مشيرا إلى أن هذه الأزمة «امتدت طويلا.. وهناك الآن نية صادقة لحلحلة الخلاف». وأضاف إن قرار مشاركة السعودية والإمارات والبحرين فى «كأس الخليج 24» فى قطر يعتبر «بادرة مهمة جدا تعكس هذه النية الصادقة». وأكد عبدالله أن القرار ليس بـ«رياضى إطلاقا» بل هو «قرار سياسى فى المقام الأول»، معبرا عن أمله أن يفتح ذلك الباب لسفر الجماهير الرياضية لدعم منتخباتها فى الدوحة، ما يؤشر إلى رفع منع السفر إلى قطر. وأعرب عن اعتقاده أن المنطقة الخليجية باتت أمام «تطورات ربما مهمة.. أخيرا سنرى هذا الخلاف الخليجى وقد انطوى ونرى الأخوة الخليجية وقد تلاحمت من جديد». وردا على سؤال بشأن المؤشرات التى استند إليها، قال إن من أبرز هذه المعطيات «أن هناك قرارا مؤخرا لتخفيف أو حتى وقف الحملات الإعلامية المتبادلة»، مضيفا أن هذا ما انعكس فعلا فى الفضاء الإعلامى التابع للدول المعنية بالأزمة.
الصورة باتت أكثر وضوحا حين نشرت جريدة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الخميس، تقريرا عن زيارة محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، وزير خارجية قطر، غير المعلنة إلى الرياض ونقلت عن مسئول عربى أنه أعرب عن استعداد الدوحة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان، وزعم هذا المسئول أن السعودية تدرس اقتراح قطر. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الطرفان سيتفقان، بينما عبّر بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين، إلى جانب مسئولين من المنطقة، عن شكوكهم حول إمكانية انتهاء الخلاف فى المستقبل القريب.
الجريدة نقلت أيضا عن أشخاص مطلعين على هذه المسألة أن زيارة محمد بن عبدالرحمن آل ثانى إلى الرياض، التى لم يُبلغ عنها سابقاً، سبقتها عدة جولات دبلوماسية مكثفة، توسطت الكويت فى الكثير منها. وقد عُقدت بعض الاجتماعات على هامش قمة مجموعة العشرين فى اليابان هذا الصيف، دون تقديم تفاصيل. وأوردت الجريدة أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين جنبا إلى جنب مع مصر، التى قاطعت قطر فى يونيو 2017، أصدرت قائمة مكونة من 13 مطلبا تتضمن وقف قطر لتمويل الإرهاب، وإغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة الفضائية، وتقليص العلاقات مع إيران. وأضافت الجريدة أن قطر لا تعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعةً إرهابية. وأشار المسئول العربى إلى أن اقتراح قطر إنهاء علاقاتها بهذه الجماعة يمثل الفرصة الواعدة حتى الآن لإنهاء العداوة، حيث صرح قائلا: «أعتقد أن هذا عرض جاد وغير مسبوق. وبما لن هناك مستوى من الشكوك، فإنه لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لإظهار مدى جدية العرض».
عند سؤاله عن التطورات الدبلوماسية، أضافت وول ستريت جورنال، قال مسئول قطرى كبير إنه منذ بداية الأزمة «رحبنا بكل فرصة لحل الحصار المستمر من خلال الحوار المفتوح والاحترام المتبادل لسيادة كل دولة». أما فيما يتعلق بعلاقات قطر مع مجموعات مثل جماعة الإخوان المسلمين، أورد المسئول القطرى: «توجهت التزاماتنا دائماً نحو دعم القانون الدولى وحماية حقوق الإنسان وليس نحو حزب أو جماعة معينة». وأضاف قائلا: «لقد أسيئ فهم الدعم الذى نقدمه من قبل أولئك الذين يسعون إلى عزل قطر، ولكن الحقائق توضح موقفنا». ومن جهتها، لم تستجب السفارة السعودية فى واشنطن لطلب التعليق على هذه المسألة. وأشارت الجريدة إلى أن المسئولين السعوديين والقطريين يستعدون لعقد لقاء آخر لمناقشة التفاصيل التى ستحدد بالضبط ما ترغب الدوحة فى فعله لقطع العلاقات مع مختلف جماعات الإخوان المسلمين. وحيال هذا الشأن، قال المسئول العربى «توجد قوة تدفعنا إلى الأمام، لكننا لن نبدأ من مكان يثق فيه الجميع». وتابع قائلا «نحن بحاجة إلى مواصلة التفاوض وكسب الثقة حتى نصل إلى مستوى جيد من التفاهم».
الجريدة أوضحت أن جهود المملكة العربية السعودية الدبلوماسية تمثل جزءا من خطوة أوسع من جانب الرياض لحل الخلافات الإقليمية التى شوهت صورة المملكة على الصعيد الدولى. وتعمل الرياض على تخليص نفسها من الحرب فى اليمن والشروع فى محادثات جديدة مع إيران، التى اتُهمت بتنفيذ سلسلة من الهجمات المزعزعة للاستقرار فى جميع أنحاء المنطقة، بما فى ذلك غارة جوية شنتها الطائرات دون طيار فى 14 سبتمبر التى ضربت قلب صناعة النفط السعودية. وحسب أشخاص مطلعين على القضية فإنه على الرغم من أن السعوديين قد يوافقون على المصالحة مع قطر، فأن الإمارات العربية المتحدة وزعيمها ولى عهد أبوظبى الأمير محمد بن زايد، لا يزالون متشككين. ووفقا لجيرالد فايرستاين، وهو مسئول سابق رفيع المستوى فى وزارة الخارجية وسفير فى اليمن، يوجد بعض الأمل بأن تقل حدة الخلافات فى العلاقات الخليجية. وفى حين توجد مؤشرات على التقارب بين السعوديين والقطريين، فليس من الواضح تماماً أن يحصل ذلك فى الواقع بين الإماراتيين والقطريين، على حد قول فايرستاين. وأفادت الجريدة بأن أحد المؤشرات العلنية الدالة على التقارب بين البلدين تأتى فى شكل «دبلوماسية كرة القدم» خلال هذا الأسبوع، عندما وصلت فرق من البلدان التى قاطعت قطر إلى المنافسة فى بطولة كأس الخليج فى الدوحة.