الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 11:00 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: حفل توبيخ المغرور التركى فى واشنطن


خمسة أعضاء فى مجلس الشيوخ يفضحون جرائم أردوغان على الهواء
ـ رئيس لجنة العلاقات الخارجية: مزاجنا يتعكر بوجودك.. ولن تتسلم مقاتلات إف 35 حتى لا تقتل الأبرياء
ـ ويليام روبوك: أنت تمارس جرائم التطهيرالعرقى وكبح جماحك مهمة أمريكية بامتياز
المجنون التركى يعرض فيديو لتشويه الأكراد.. والسيناتور ليندسى جراهام يسخر منه: جيشك يسحل الأكراد!
رغم التوترات رحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان. وتناقض هذا الترحيب مع الغضب السائد فى الكونجرس الأمريكى حول الهجوم التركى فى شمال سوريا على فصيل كردى كان الشريك الرئيسى لواشنطن فى الحرب على تنظيم داعش.
فى كلمة ألقاها أردوغان لاحقا فى واشنطن قال إنه طلب من ترامب التوقف عن دعم وحدات حماية الشعب الكردية التى تعتبرها أنقرة قوة معادية لكنها تشكل العمود الفقرى لقوات سوريا الديمقراطية الشريك الرئيسى للولايات المتحدة فى سوريا فى محاربة "داعش". لكن فى اليوم السابق قال مسئولون كبار فى الإدارة ومسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية فى لقاءات منفصلة مع الصحفيين إن واشنطن ليس لديها نية إنهاء الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية. ودعا ترامب خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى البيت الأبيض لمحاورة أردوغان فيما يتعلق بأكراد سوريا ونظام الدفاع الصاروخى إس - 400. وعقب الاجتماع قال السيناتور ليندسى جراهام المقرب من ترامب والذى نادى بفرض عقوبات على تركيا بسبب توغلها فى سوريا إن المناقشة التى جرت فى البيت الأبيض مع أردوغان كانت "صريحة ومباشرة". وأضاف فى بيان "آمل أن ننقذ هذه العلاقة لكن الزمن وحده هو الذى سيكشف ما إذا كان ذلك ممكنا".
زيارة الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، إلى واشنطن، لم تخلُ من لحظات حرجة، فى الكواليس، رغم الود الذى أبداه دونالد ترامب، لضيفه، فى العلن، أمام الصحفيين. وطبقا لما ذكرته جريدة نيويورك تايمز، دخل أردوغان فى مشادات ونقاشات حادة، مع أعضاء بارزين فى الحزب الجمهورى، داخل المكتب البيضاوى، يوم الأربعاء، وتلقى الرئيس التركى، انتقادات حادة بسبب عمليته العسكرية، شمالى سوريا.
خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، حرصوا على إيصال رسائل واضحة وشديدة اللهجة، إلى أردوغان بشأن الاجتياح الذى قام به شمالى سوريا، فى أكتوبر الماضى. وأوردت "نيويورك تايمز"، أن أردوغان اصطحب معه جهاز "آيباد" إلى اجتماع البيت الأبيض، وعرض مقطع فيديو أظهر "جرائم" مزعومة لوحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستانى، على حد وصفه.
أنقرة تزعم أن وحدات حماية الشعب الكردية امتداد لحزب العمال الكردستانى الذى يسعى إلى الانفصال عن تركيا، وتصنفه السلطات التركية ضمن خانة المنظمات الإرهابية. وفى المقابل، تتعاون واشنطن بشكل وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية؛ وهو تحالف عسكرى يضم "وحدات حماية الشعب الكردية" التى لعبت دورا مهما فى الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابى.
ترامب أراد من هذا اللقاء الموسع الذى شمل أعضاء من مجلس الشيوخ، أن يوصل رسالة إلى أردوغان، مفادها أن البيت الأبيض يواجه ضغطا كبيرا من الكونجرس بسبب الغزو التركى وإقدام أنقرة على شراء منظومة الدفاع الصاروخية "إس 400" من روسيا، الخصم الاستراتيجى الأكبر للولايات المتحدة. ودعا ديمقراطيون وجمهوريون فى الكونجرس إلى فرض عقوبات على تركيا العضو فى حلف شمالى الأطلسى، التى أحدثت تغييرا كبيرا فى سياساتها بعهد أردوغان، تمثل بالتقارب مع روسيا والابتعاد عن نهج الديمقراطية ودولة القانون.
جرى لقاء ترامب وأردوغان، بحضور خمسة أعضاء فى مجلس الشيوخ، وهم ليندسى جراهام، وجونى إرنست، وجيم ريتش، وتيد كروز وريك سكوت، وقد أجمع السياسيون المقربون من ترامب على انتقاد أردوغان. ويرى أيكان إرديمير، وهو عضو سابق فى البرلمان التركى وباحث فى الوقت الحالى بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فى واشنطن، أن هذا اللقاء أتاح للرئيس أردوغان أن يعرض وجهة نظره. وأضاف إرديمير، أن ترامب انتهز هذه الفرصة، حتى يضع أردوغان فى الصورة، وكى يخفض سقف التوقعات، بشأن ما يمكن أن يحصل عليه الرئيس التركى من الولايات المتحدة. وكشف السيناتور ريتش، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، أنه نقل رسالة إلى أردوغان مفادها أن مزاج الكونجرس ليس فى صالح تركيا، وهذا الأمر دفع أردوغان إلى "لهجة دفاعية". وأكد ريتش لأردوغان، أنه سيعمل فعليا على حرمان تركيا من استلام مقاتلات "إف 35"، ما دامت تركيا متمسكة بنظام الدفاع الصاروخى الروسى "إس 400".
خلال اللقاء حاول أردوغان أن يقنع المسئولين الأمريكيين، بأنه ليس مناوئا للأكراد، كما يجرى تصوير ذلك، وأكد أنه معاد فقط للجماعات الكردية التى تهدد الأمن القومى التركى، بحسب قوله. وقال أردوغان للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أثناء العودة إلى تركيا، إن نظيره الأمريكى فوجئ مما رأى فى مقطع الفيديو، لكن هذه المفاجأة التى تحدث عنها الرئيس التركى لم تمنع السيناتور الجمهورى البارز، ليندسى جراهام، من انتقاد الغزو التركى لشمالى سوريا. وكشف جراهام أنه وبخ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الخميس خلال اجتماع مغلق فى البيت الأبيض، حيث عرض أردوغان فيديو على الآيباد الخاص به لتشويه الأكراد، فرد عليه السيناتور قائلا من الممكن أن أحضر فيديوهات من الأكراد عن جرائم جيشك فى حقهم، كما رفض كلام أردوغان عن أن تركيا أكثر بلد حارب داعش.
جراهام استخدم عبارة "غزو" لوصف ما قام به الجيش التركى، شمالى سوريا، وقال لأردوغان "ما قمت به كان غزوا، لقد حذرتك وطلبت منك ألا تفعل ذلك، لكن كل ما كنت أخشاه حصل بالفعل". وكان النائب البارز عن الحزب الديمقراطى إليوت إنجلز رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى قد قال الأربعاء إن استضافة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى واشنطن كان خطأ من البداية وما كان يجب أن يحدث.
كانت جريدة "نيويورك تايمز" قد ذكرت أنها حصلت على مذكّرة داخليّة كتبها ويليام روبوك، نائب المبعوث الأمريكى الخاصّ إلى التحالف ضدّ تنظيم "داعش"، أشار فيها إلى أنّ الولايات المتحدة "لم تُحاول" اتّخاذ تدابير أقوى لكبح الرئيس التركى رجب طيّب أردوغان.
روبوك انتقد "الجهود الحثيثة للتطهير العرقى" من جانب تركيا وحلفائها بحقّ الأكراد فى سوريا التى "لا يُمكن تعريفها سوى بأنّها جرائم حرب أو تطهير عرقى"، وفقاً للصحيفة الأمريكيّة. وأضافت الصحيفة نقلاً عن المذكّرة: "يوماً ما، عندما يُكتَب التاريخ الدبلوماسى، سيتساءل المرء عمّا حدَث هنا ولماذا لم يقُم المسئولون بالمزيد لمنع هذا، أو على الأقلّ (لماذا لم) يتحدّثوا بقوّة أكبر للوم تركيا على سلوكها".
من جهتها، رفضت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الأمريكيّة مورجان أورتيجاس القول ما إذا كانت هذه "الاتّصالات الداخليّة الخاصّة المزعومة" صحيحة، أم لا. وصرّحت: "لقد أوضحنا أنّنا نختلف بشدّة مع قرار الرئيس أردوغان دخول سوريا، ولقد فعلنا كلّ شيء، باستثناء المواجهة العسكريّة، لمنع هذا". وأضافت أنّ الولايات المتحدة أخذت على محمل الجدّ تقارير تُفيد بأنّ مقاتلين مدعومين من تركيا ارتكبوا انتهاكاتٍ من بينها قتل مدنيين. وقالت: "هذه الأسئلة لا تزال قائمة، وقد أثرنا القضيّة على أعلى المستويات فى الدولة التركيّة".