ياسر بركات يكتب عن: الهيبة المصرية.. الشعب واجه بمفرده أشرس حرب إلكترونية ضد مصر وجيشها
الوعى بالمخطط الذى يستهدف البلاد كان أقوى أسلحة الجماهير
نحن لا نواجه الجزيرة وحدها.. هناك وكالات أنباء عالمية باعت ضميرها للإرهاب
ـ الأحداث تؤكد أن مصر تحتاج مراجعات إعلامية ومكاشفات واضحة
ـ القبضة الحديدية للدولة المصرية لابد أن تكون أقوى لمواجهة هذه المؤامرات التى تتم فى وضح النهار
ـ الشعب لن يواجه بمفرده ترسانة المخابرات الدولية التى تحاول تحطيم معنوياته
المطلوب دور أكبر للإعلام وإعادة تعظيم دور التلفزيون المصرى
حرب إعلامية وإلكترونية شرسة، تعرضت لها مصر مساء الجمعة الماضى، قد تكون هى الحرب الأشرس منذ قمنا بالإطاحة بتنظيم الإخوان الإرهابى.
لم تعد الحروب المباشرة هى الطريق لهدم الدول، ولهذا استعاضت عنها بالدس والتآمر من الداخل، وعبر التطرف والإرهاب. ولا نكشف سرا، لو قلنا إن دولاً كثيرة أدركت خطورة سيطرة وسائل الإعلام فى تشكيل الرأى العام، فقامت بتكوين وحدات خاصة داخل جيوشها تتعلق بحرب المعلومات وتحليلها وبثها عبر شبكة الإنترنت أو على القنوات التلفزيونية.
منذ أن أطاحت بها الثورة الشعبية فى 30 يونيو 2013 تسعى جماعة الإخوان والدول التى تدعمها أو تستخدمها إلى زعزعة الاستقرار فى البلاد، واستهدف إرهابها عناصر الجيش والشرطة والبنية التحتية، لكن وسط تضييق الخناق على مخططات الجماعة فى ظل تنسيق مصرى عربى لاحتواء خطرها دفعت الجماعة باتجاه خلق مناخ متوتر. وعلى الخط دخلت وسائل إعلام دولية يتنوع أداؤها بتنوع مجالات عمل الشركات التى تملكها. ولم يعد خافيا على أحد أن الهدف من امتلاك تلك الشركات لوسائل إعلام هو تأمين مصالحها الاقتصادية.
منذ 30 يونيو 2013 نخوض حرباً نفسية تعتمد على مجموعة من الخبراء والمحللين والمعلومات النفسية، إضافة عن وجود اقتصاديين واجتماعيين، بهدف وضع إستراتيجية وخطة متكاملة على المديين الطويل والقصير من أجل ترسيخ بيانات ومعلومات بعينها. ويرجع خطر العمليات النفسية إلى أنها غير محددة المصادر فالعدو غير معروف وغير محدد إذ تستهدف الجانب النفسى والمعنوى للأفراد للتأثير فى أفكارهم واتجاهاتهم كما تستهدف المدنيين والعسكريين ومرت هذه العمليات بثلاث مراحل هى مرحلة مزاولة العمليات النفسية دون علم أو دراية، والمرحلة الثانية مرحلة شن العمليات النفسية بناء على خطة فردية والثالثة مرحلة شن العمليات النفسية المخططة.
تابع الجزيرة وأخواتها والعديد من وسائل الإعلام الدولية، التى اعتادت أن تدس السم فى العسل، وقارن بين ما تنشره عن مصر بما يحدث فعلاً حولك، وستجد اختلافاً كبيراً.. ولو دخلت على موقع الوكالة ستضرب كفاً بكف لو قرأت تغطياتها لما فات من أحداث وستدرك أنها لعبة كبيرة، بل أكبر مما كنا نتخيل، تشارك فيها إمبراطوريات إعلامية تحتاج إلى وقفة من الدولة، بعد أن وجدنا أنفسنا أمام نوعين من الدعاية، دعاية سوداء وأخرى رمادية، كلاهما يضحى بالأخلاقيات المهنية والموضوعية، بهدف التخديم على أجندات خاصة تصب فى صالح من يدفع! وما من شك فى أن المياه التى يسبح فيها مثل ذلك الإعلام لن تكون أبداً صافية وشفافة، وإنما مياهاً عكرة، وتحتاج جهدا مضاعفا لمواجهتها أو لتقليل عكارتها فى أوقات الأزمات والمشاكل، وتحتاج أن يكون المواطن على قدر من الذكاء والمسئولية، لأن مساحة المياه العكرة كلما زادت، كانت فرصة التصيّد أكثر، وكانت نسبة الأضرار أكبر.
بشكل أو بآخر، نحن أمام حرب يجرى فيها استخدام جميع وسائل الإعلام والعمليات النفسية من خداع ودعاية وكذب وتضليل الرأى العام والشائعات. ونخطئ لو اعتقدنا أن كل تلك الخطوط والخيوط لا تقود فى النهاية إلى أجهزة مخابرات دول. تحديداً، إلى الوحدات المختصة بالشأن المصرى فى تلك الأجهزة، التى لا تعدم الخطط البديلة، والتى بدا وكأنها كانت مستعدة للتعامل مع فشل خطة السيطرة عبر الإخوان، بسيناريو بديل، يعتمد على إنتاج حالة من الارتباك السياسى والأمنى، الأمر الذى يتطلب مراجعة شاملة من كل الجهات المعنية. ولا نشك لوهلة أن أى محاولات لإخضاع مصر وتعطيل مسيرتها، ستبوء بالفشل وستتحطم أمام تماسك هذا الشعب الذى طالما ما تحطمت على يديه كل المكائد على مر التاريخ.