ياسر بركات يكتب عن: نتنياهو..يعلن شمال البحر الميت مستوطنة إسرائيلية !!
أنشغل العرب بالشائعات .. فضاعت آخر أوراق القضية !
لماذا لم يعلق أصحاب الفخامة والجلالة على تصريحات القاتل الصهيونى بإحتلال جور الأردن ؟!
زوبعة كبيرة أثارها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بـ"تصريح دراماتيكي" تعهد فيه للمستوطنين في الضفة الغربية بأنه سيعمل على ضم كل مستوطناتهم، وكذلك منطقتا جور الأردن وشمالي البحر الميت إلى السيادة الإسرائيلية بُعيد الانتخابات، التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل.
هاجمه اليمين المتطرف بدعوى أنه يحاول خطف الأصوات من أحزابه النشيطة بشكل خاص في المستوطنات، وهاجمته قوى اليسار التي اعتبرت تصريحاته توسعية يمكن أن تتسبب في حرب أو انتفاضة، وهاجمته أيضاً "القائمة المشتركة" التي تضم الأحزاب العربية قائلة إنه يبشّر العالم بأنه سيدير نظام أبرتهايد (فصل عنصري) ضد الفلسطينيين ولصالح المستوطنين اليهود. واستخفت وسائل إعلام إسرائيلية بتصريحات نتنياهو، وقدمت شهادات بالصوت والصورة تبين أنه تعهد بالأمور نفسها في السابق ولم يأتِ بجديد.
نتنياهو قال في خطاب بثته قنوات التلفزيون الإسرائيلية على الهواء مباشرة: "اليوم أعلن عزمي، بعد تشكيل حكومة جديدة، تطبيق السيادة الإسرائيلية على جور الأردن وشمال البحر الميت". لكن الجديد في تصريحه، هو أنه اعتبر أن هذا التعهد يساعد الرئيس، دونالد ترامب، قبل إعلانه خطة التسوية الأمريكية للصراع في الشرق الأوسط، المعروفة باسم "صفقة القرن"، بعد أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، أي في خلال الشهر الحالي.
كان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية حذّرفي تصريحات من إمكانية إعلان إسرائيل ضم مناطق من الضفة الغربية ضمن محاولات نتنياهو كسب الأصوات في الانتخابات الوشيكة. وجاء ذلك خلال لقاء أشتية في مكتبه برام الله، القنصل الإسباني في القدس اجناسيو جارسيا هولديكاساس، حيث أطلعه على آخر التطورات والمستجدات السياسية الفلسطينية. وقال أشتية إن "أرض فلسطين ليست جزءاً من الحملة الانتخابية لنتنياهو، وإذا كان يعتقد أنه بضم الكتل الاستيطانية سيربح الأصوات الانتخابية على المدى القريب، فهو وإسرائيل الخاسران على المدى البعيد". وتابع أشتية أن "نتنياهو هو المدمر الرئيسي لعملية السلام، وأي حماقة يرتكبها ستعكس نفسها سلباً عليه محلياً ودولياً".
هناك تقارير متزايدة حول سعي نتنياهو إلى جلب تأييد أمريكي لخطته. وتعهد نتنياهو بداية الشهر الحالي بـ"فرض السيادة اليهودية على جميع المستوطنات" في الضفة الغربية المحتلة، وضمها إلى تخوم إسرائيل بشكل رسمي. وجاءت تصريحات نتنياهو بعد وقت قصير من تقارير قالت إنه يسعى إلى دعم علني من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطوة فرض السيادة على المستوطنات في الضفة الغربية قبل الانتخابات التي تجري في 17 سبتمبر الجاري. وتحدث نتنياهو عن الأمر للمرة الأولى خلال حملته الانتخابية في أبريل الماضي. وقال إنه ينوي فرض القانون الإسرائيلي بشكل تدريجي في مستوطنات الضفة الغربية.
تجرى الانتخابات العامة في إسرائيل، كما قلنا يوم الثلاثاء 17 سبتمبر، ويواجه نتنياهو، الذي يتزعم حزب "الليكود"، في هذه الانتخابات تحديا صعبا بوقوفه أمام رئيس هيئة الأركان السابق بيني جانتس وتحالفه الوسطي الممثل بحزب "أزرق أبيض". وبحسب تقرير نشرته جريدة "نيويورك تايمز"، أكد عدد من الناخبين، بمن فيهم مؤيدو نتنياهو، أن الكثير من الوعود السابقة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تتحقق وأنه تراجع عن الكثير منها.
في عام 2009. دعا نتنياهو إلى تدمير حركة "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أنه في الوقت الحالي، خفف من حدة هذه التصريحات السابقة بقوله إنه سيعمل على "إضعاف واحتواء حماس". والثلاثاء الماضي اضطر نتنياهو إلى قطع كلمة كان يلقيها في تجمع انتخابي في جنوب إسرائيل وترك المنصة لفترة وجيزة، وذلك بعد دوي صفارات الإنذار للتحذير من هجوم صاروخي محتمل من غزة.
تعليقا على الهجوم، قال منافس نتنياهو الرئيسي "بيني جانتس: " ، رأينا كيف تترجم الكلمات الكبيرة إلى صفر. بدلاً من إصدار تصريحات فارغة بشأن جور الأردن، يجب حماية سيادتنا في الجنوب". ومن جهتها، كتبت سيما كادمو، الكاتبة السياسية في جريدة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن هذا الموقف يؤكد فشل نتنياهو في حفظ الأمن، مضيفة "عند حديثه عن الأمن والتصدي لحماس مستقبلا سنظل نتذكر هذا المشهد الدرامي الذي كاد فيه صاروخ حماس أن يقع فوق رأسه".
بالإضافة إلى ذلك، شكك أحد شركاء ائتلاف نتنياهو من اليمين المتطرف في صدق رئيس الوزراء قائلا إنه لم يتخذ أي تحرك بشأن مسألة جور الأردن خلال عشر سنوات قضاها في السلطة. وقال بتسلئيل سموتريش، لراديو "الجيش الإسرائيلي": "كيف تظهر مسألة الضم الآن، قبل أسبوع من الانتخابات؟".
عدد من المحللين السياسيين أكدوا أن تصريح ضم جور الأردن كان مجرد محاولة من نتنياهو لمغازلة قاعدة المصوتين اليمينيين المتشددين. كما لم تكن هذه التصريحات التي أطلقها نتنياهو محل ثقة المواطنين الإسرائيليين العاديين أيضا، فالكثير منهم لا يصدقون وعود نتنياهو، رغم تأييدهم له، وقد قال شلومو زاديك (70 عاماً)، وهو إسرائيلي كان مقيما في السابق في إحدى مستوطنات جور الأردن "نتنياهو تطرق إلى قضية كانت مهمة بالنسبة لي لفترة طويلة وهي ضم جور الأردن. سأصوت له أملا في أن يفي بوعده، وليس لثقتي بأنه سيفعل ذلك".
مواطنون إسرائيليون آخرون أشاروا إلى تعهد نتنياهو في الماضي ببناء ثلاثة آلاف مستوطنة في منطقة E1 المثيرة للخلاف في الضفة الغربية، قائلين إنه تراجع عن هذا التعهد تحت الضغط الدولي. وبالإضافة إلى ذلك، يقول الكثير من الناخبين بأنه لم يفِ أيضا بالتزام صادر عن المحكمة العليا بإخلاء قرية خان الأحمر البدوية، الواقعة على بعد 10 كيلومترات من شرق القدس قائلين إن عدم التزامه بهذا القرار جاء نتيجة حملة فلسطينية ودولية ضده.
بنيامين نتنياهو بقيادته اليمينية، تربع لأطول فترة على سدة الحكم في إسرائيل عبر لجوئه إلى فن مفاجأة خصومه بخطواته السياسية، وقبل أيام من الانتخابات التشريعية المرتقبة الثلاثاء، يسود الترقب لمعرفة التكتيك الذي سيعتمده للبقاء في السلطة. نتنياهو البالغ من العمر 69 عاماً، القوي البنية بشعره الفضي وصوته الأجش، في قلب النظام السياسي في إسرائيل كما لو كان دائماً هناك، ويتطلع لولاية سادسة. ومع ذلك فهو الوحيد بين جميع رؤساء الوزراء في تاريخ إسرائيل، الذي ولد بعد قيام الدولة العبرية في مايو 1948.
كان حزب العمل بتسمياته المختلفة يهيمن على السياسة الإسرائيلية لنحو 3 عقود، إلى أن نجح حزب الليكود بقيادة مناحيم بيجن في عام 1977 ما ساعد على انطلاقة المسيرة السياسية لنتنياهو الذي بدأت مسيرته بعمله في سفارة إسرائيل في واشنطن، ثم مندوباً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة. أصبح أصغر رئيس وزراء عام 1996 عندما كان عمره 46 عاماً، ثم ما لبث أن هزم في انتخابات عام 1999.
عاد نتنياهو إلى السلطة عام 2009 ولا يزال. ومنذ سنوات وعملية السلام متوقفة مع الفلسطينيين الذين تجاهل نتنياهو مطلبهم بوقف وتجميد الاستيطان. آخر خطواته في هذا الصدد كان تعهده الثلاثاء بإقرار السيادة الإسرائيلية على جور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، وبالتالي ضم هذه المنطقة، في حال أعيد انتخابه في 17 سبتمبر، في حين اعتبر الفلسطينيون هذا الكلام "مدمراً لكل فرص السلام". وسعى في كثير من الأحيان لتجنب الحديث عن الفلسطينيين بمعزل عن العمليات الأمنية.
لم تكن هناك مفاجآت في كيفية إطلاق حملته الانتخابية، إذ أشار إلى الضربات الإسرائيلية في سوريا والعراق ضد ما يقول إنها أهداف عسكرية إيرانية وعملية أخرى في لبنان، قال إنها ضد "حزب الله". ورغم نمو الاقتصاد في عهده وتشديده على الأمن، يقول كثيرون إن سياساته تعمق الانقسام ويتهمونه باتباع أساليب التخويف وتأليب الإسرائيليين ضد بعضهم البعض بانتقاده من يخالفونه الرأي.