الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:52 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: المجد للصامدين.. خمس خطوات لكشف أكاذيب عصابة حسن البنا


ـ حرب الشائعات تبدأ بخبر مجهول المصدر تتناقله الصحف والمواقع ويصبح حديث الناس!!
ـ احتلال العراق بدأ من "الجزيرة" بأخبار مفبركة كان يرسلها البنتاجون
ـ الحديث عن ميزانية الجيش ورواتب الضباط .. أهم وسيلة لسرقة العقل والسيطرة عليه
ـ صحف العالم كله تتحدث عن مراوغات الإخوان وترويجهم للشائعات .. ونحن لا نقرأ !!
ـ الدولة الدينية وتبرير القتل والإرهاب .. الهدف الرئيسى لكل هذه التحركات الشيطانية
لا يزال أعداء مصر يصنعون الأكاذيب ويؤلفون الروايات، معتمدين على كوادر تم تدريبها على كيفية اختلاق الشائعات، وإدارة حرب نفسية بلا هوادة على الجميع، عسكريين ورجال حكم ومدنيين، كتمهيد سيكولوجي طويل الأمد في محاولتها الرامية لإسقاط البلاد.
الدعاية التي يمارسها الإخوان من الأساليب العقيمة التي لجأوا إليها من أجل زعزعة الأمن والاستقرار ولخلق مناخ معاد للرئيس من أجل زلزلة الأرض تحت قدميه بدعم وتخطيط من قوي خارجية، الأمر الذي يتطلب مراجعة شاملة من كل الجهات المعنية. ولا نشك لوهلة أن أية محاولات لإخضاع مصر وتعطيل مسيرتها، ستبوء بالفشل وستتحطم أمام تماسك هذا الشعب الذي طالما ما تحطمت على يديه كل المكائد على مر التاريخ.
هناك وسائل متعددة يلجأ إليها الإخوان فى الترويج لشائعاتهم بداية من نشر أخبار مغلوطة وصور مفبركة، وكلمات محددة يتفقون على نشرها فى وقت واحد على شبكات التواصل الاجتماعي, حتى تأخذ صدى أوسع كأنها حقائق ومعلومات مؤكدة، على الرغم من أنهم لا ينشرون أي دليل على صدق ما يدعون. ويعتمدون على خزان ممتلىء بالشائعات والأكاذيب، التي يرددها أعضاء الجماعة أو المتعاطفين معهم. وإعلام التنظيم الدولي الذي لم يتوقف عن بث روايات التشكيك في كل شيء.
تلك هي الصيغة الأخطر من حرب جماعة الإخوان التي حاولت أن تشنها على مصر، والتي استخدمت فيها الشباب المضلل، وعددًا من وسائل الإعلام المشبوهة التي يعمل بها عدد من الإعلاميين المنتفعين، لتخوض بهم أبشع أنواع حروب الشائعات.
معروف أن الجماعة أنشأت وحدة خاصة هدفها نشر الشائعات وفبركة الأخبار، وتنقسم تلك الوحدة إلى وحدة داخلية تهدف إلى نشر الشائعات والأخبار المغلوطة بوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية والناطقة باللغة العربية، ووحدة أخرى تقوم بنفس المهمة.. لكن باللغة الانجليزية، وتقوم بإرسال ما تنتجه من أخبار ومعلومات لوسائل الإعلام والصحف ووكالات الأنباء العالمية.
منذ 30 يونيو والجماعة تواصل الكذب وترويج الشائعات، بدءا من شائعة حدوث انقسامات في الجيش المصري وهو مخطط مكشوف خاصة بعد أن قاموا بتصنيع ملابس الجيش المصري من قبل ومحاولة تهريبها إلي قطاع‮ ‬غزة‮‬،‮ ‬ثم جاء بعد ذلك الترويج لشائعة انشقاق قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي وإعلان ولائه لمحمد مرسي وهو ما ثبت تزييفه بعد أن خرج اللواء احمد وصفي إلي وسائل الإعلام وأعلن تأييده للشعب وانحيازه لقرارت القيادة العامة للقوات المسلحة‮.‬
والخطر في حرب الشائعات أنها تبدأ بنصف معلومة حقيقية وباقي المعلومات شائعة وهو ما يؤثر علي الأمن القومي في مصر ويعرضة للخطورة‮‬،‮ ‬ومنذ بداية الحرب العالمية الثانية اثرت الشائعات في الأمن القومي للدول‬،‮ ‬حيث تمتلك بعض الدول أجهزة خاصة لكيفية ترويج‮ ‬الشائعات بطريقة صحيحة حتي يصدقها الشعب‮ .
وحرب الشائعات هي حرب نفسية من الطراز الأول، لا يستخدم فيها الأسلحة التقليدية للحرب من دبابات أو بنادق أو صواريخ أو غيرها، ومن ملامحها حرب الصورة وحرب الخبرثم يأتي تزوير الصورة وتلفيق الخبر أي هي العودة لحرب الشائعات، وهي حرب قديمة لا تزال عميقة التأثير فيما يسمي بالحرب النفسية، ولكنها تطورت الآن لتدخل فيها فنون التآمر وبالونات الاختبار، والتصريحات المجهّلة المصدر والأخبار المصنوعة المفبركة، والتصريحات التي يمكن التراجع عنها بعد أن ينتهي مفعولها أو تضر صاحبها. ثم دخل العالم في نوعية جديدة من الحرب، هي الحرب الإعلامية بالصورة، ولقد كان معروفا استخدام الصورة الصحفية، ولكن عصر الإنترنت الذي جعل الكرة الأرضية غرفة محكمة الاتصالات بين أفرادها دخل بالحرب الإعلامية منعطفا هائلا. صورة الراحل خالد سعيد بعد قتله تعذيبا حرّكت الملايين وأججت الثورة في مصر، ومثلها في تونس صورة بوعزيزي وهو يحترق احتجاجا، ويأتي قرين الصورة (الخبر) الذي يتم تداوله في نفس اللحظة بين مئات الآلاف من الأشخاص بعيدا عن سيطرة المستبد الذي أفقدته ثورة الاتصالات والمعلومات عصره الذهبي حين كان يحيط شعبه بسور ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.
ولعل النموذج الأبرز لنجاح حرب الشائعات ظهر في الغزو الأمريكي للعراق، والذي بدأ الحرب بداية نفسية تمثلت في شائعة اغتيال صدام حسين. وهي الشائعة التي استمرت لبضعة أيام تمكن الإعلام الأمريكي خلالها من الإبقاء على غموض الخبر. ونظراً لكفاءة هذه الشائعة وفعاليتها فقد أعيد استغلالها خلال الأيام الأخيرة للحرب تحديدا عقب قصف مقر اجتماع القيادة العراقية في حي المنصور. حيث كان لتكرار الشائعة فعالية مضاعفة لحدوث التكرار في ظروف القصف الأمريكي المكثف والصادم لبغداد. وكذلك في ظروف معاناة العراقيين.
والملفت في تفاصيل الحرب النفسية الأمريكية هو ظاهرة تقاسم الأدوار. حيث كانت الـCNN تنقل الشائعة وتنسبها إلى قائد ميداني أمريكي، ثم تتلقى قاعدة السيلية (في قطر) الخبر لتذيعه الجزيرة على شكل معلومات واردة من الجبهة. أما البنتاجون فيعلن بأنه سمع هذا الخبر لكنه لا يملك ما يؤكده. وهكذا يتسرب الخبر أو الشائعة. ومهما بلغت درجة الشك في هذا الخبر فإنه يبقى مطروحاً لانعدام إمكانية التحقق منه. وهذا الجو من الغموض هو المناخ الأكثر ملاءمة لزراعة الشائعة. وهكذا تدفقت الشائعات الأمريكية على شكل سيول معلومات غامضة غير قابلة للتحقق منها. وكانت الشائعة الأبرز هي تلك المرتبطة بتبرير الحرب على العراق، شائعة أسلحة الدمار الشامل والتحالف مع القاعدة وتهديد الأمن القومي الأمريكي وأمن دول الجوار.
حرب الشائعات التي تمارسها جماعة الإخوان لا تختلف من بلد إلى أخرى، ويمكن مشاهدة هذه النهج في الداخل المصري بكل وضوح، حيث تلجأ حاليا عناصر الإخوان في مصر إلى وسائل متعددة بهدف الترويج لشائعاتهم بداية من نشر أخبار مغلوطة وصور مفبركة، وكلمات محددة يتفقون على نشرها في وقت واحد على وسائل إعلام لهم يد فيها، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، حتى تأخذ اتساعا أكبر تخدع بوحدة أفكارها ومعلوماتها الرأي عام وترى على أنها حقائق ومعلومات مؤكدة، على الرغم من عدم قدرتهم على نشر أى دليل على صدق ما يلفقونه.
وفي الآونة الأخيرة بدأوا يروجون لفكرة وجود خسائر كبيرة في شركات المقاولات الوطنية الخاصة بمشروعات الطرق والجسور، بغرض إثارة الفوضى ونشر البلبلة كنوع من الحرب النفسية والإعلامية ضد الحكومة المصرية، وكذلك الترويج لفكرة سيطرة المؤسسة العسكرية على البلاد من خلال نشرهم إشاعات رفع رواتب القوات المسلحة فقط، على الرغم من أن الحكومة المصرية رفعت نحو 10% من معاشات المدنيين قبل العسكريين، وتحاول جماعة الإخوان المسلمين شحن عقول الناس على الجيش والنظام المصري بنشر أخبار مفبركة حول تأثير سلبي لميزانية الجيش والتسليح على الاقتصاد المصري وحياة المواطنين، وغيرها الكثير من الشائعات التي تحاول جماعة الإخوان بثها بين صفوف المواطنين وفي أفكار الرأي عام لنشر الإحباط واليأس في نفوس الشعب وزرع بذرة الكراهية تجاه الحكومات والأنظمة القائمة وخلط الأوراق لإشاعة الفوضى ووقف المشاريع التنموية.
هناك محاور حددتها دوائر العنف بالإخوان، ومن أجلها لجأت لتجنيد وتجييش أعضائها عبر مدهم بمثل تلك الكتب، لتنفيذ خطتها على مراحل، في مقدمتها الإساءة لسمعة الدولة بالخارج؛ وتحريك الغضب داخل أعضاء الجماعات الإسلامية المتعاطفة معها، والمحافظة على حالة الشحن الديني عبر تعريضهم يوميا لمشاهد الدماء المستندة إلى زجر ولعن وفتاوى التفسيق والتكفير. وفي نفس السياق، تسعي الأجنحة العسكرية للجماعة وعبر بث فيديوهات دعائية لأنشطتها الإرهابية لخلق هالة من الترهيب والتخويف على الطريقة الداعشية، بسبب وحشية القتل وتصوير الجثث مضرجة بالدماء، وإصدار بيانات شبه عسكرية، وترويجها على وسائل التواصل الاجتماعي، لتجسيد صورة خرافية لقوة الردع الإخوانية، في مواجهة الدولة بكل هيئاتها، ما يجعل هناك ــ حسب ظنهم ـــ حالة من الرعب تمّكن لهم باعتبارهم الطرف الأقوي في الصراع، على الأقل بالنسبة لجماهيرهم التي تنتظر لحظة الخلاص.
هكذا، وجدت جماعة الإخوان في بث الفوضى، والشائعات، سلاحًا لنشر أفكارها المغلوطة لخداع الرأى عام، ومحاربة الدولة إعلاميًا، ونفسيًا، في إطار سياساتها الرامية إلى تدميرها والتي تهدف بشكل واضح إلى إدخال البلاد فى فوضى، ودمار.
وقد أشار موقع "كندا فرى برس" فى تقرير له إلى أن جماعة الإخوان تستخدم واحدة من أكثر الأسلحة خطرًا، وتأثيرًا، وهو نشر الشائعات، والأكاذيب، واللعب بعقول أتباعها، عبر وسائل الإعلام الدولية القوية، وشبكات التواصل الاجتماعي كـ"فيس بوك"، و"تويتر" عن طريق ما وصفه الموقع بالميليشيات الإلكترونية، للوصول إلى هدفهم. وقال التقرير: "من المعروف جيدًا أن وسائل الإعلام تستخدم كسلاح من قبل وكالات المخابرات، سواء كانت عسكرية أو عامة، للتأثير فى الأعداء، وغيرها من البلدان، ومع ذلك فإن الإخوان يدعون أنهم يدافعون عن الإسلام، وإيصال كلمة الله إلى الجماهير، عن طريق تلك الوسائل، والتاريخ الطويل للإخوان أعطاهم خبرة وبراعة في عملية نشر الشائعات، والأكاذيب.
نحن بالفعل، ومنذ 30 يونيو 2013 نخوض حربًا نفسية تعتمد على مجموعة من الخبراء والمحللين والمعلومات النفسية، إضافة عن وجود اقتصاديين واجتماعيين، بهدف وضع إستراتيجية وخطة متكاملة على المديين الطويل والقصير من أجل ترسيخ بيانات ومعلومات بعينها. ويرجع خطر العمليات النفسية إلى أنها غير محددة المصادر فالعدو غير معروف وغير محدد إذ تستهدف الجانب النفسي والمعنوي للأفراد للتأثير في أفكارهم واتجاهاتهم كما تستهدف المدنيين والعسكريين ومرت هذه العمليات بثلاثة مراحل هي مرحلة مزاولة العمليات النفسية دون علم أو دراية، والمرحلة الثانية مرحلة شن العمليات النفسية بناء على خطة فردية والثالثة مرحلة شن العمليات النفسية المخططة.
بشكل أو بآخر، نحن أمام حرب يجري فيها استخدام جميع وسائل الإعلام والعمليات النفسية من خداع ودعاية وكذب وتضليل الرأي عام.