ياسر بركات يكتب عن: فيديوهات التاسعة مساء بين ترامب وبيلوسى
تهديدات بعزل الرئيس الأمريكى بعد تسريبات رئيسة مجلس النواب
ـ أشباح مونيكا لوينسكي تظهر فى البيت الأبيض
ـ انشقاق فى البيت الأبيض حول قرار "العزل "
ـ المؤيدون يلجأون لوثيقة فيلادليفيا ويحرضون مجلس النواب على التصويت .. وترامب يسخر على تويتر !
ـ الأمبراطورية اليابانية تستقبل ترامب بزلزال يهز مبانى تشيبا
ـ تخوفات من السيطرة الأمريكية على شركات تويوتا ونيسان وهوندا
سلسلة من الاتهامات وتراشقات بالألفاظ تبادلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس الماضي، مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، على خلفية اتهامها له بالانخراط في عملية تستر. وبدأ ترامب بنشر تغريدة على "تويتر" أثارت جدلاً واسعاً، حيث تضمنت مقطع فيديو يظهر لحظات تعثرت فيها بيلوسي في حديثها خلال مؤتمر صحافي عقدته يوم الخميس. وقام ترامب بنشر الفيديو في نحو الساعة 9 مساءً، وعلق عليه بعبارة "بيلوسي تتهته خلال مؤتمر صحافي".
في تغريدة منفصلة، كتب ترامب: "لا ينبغي أن تكون نانسي بيلوسي موجودة هناك لتفعل الأشياء التي تقوم بها حالياً... سوف تقلل من نفسها ومن عضويتها. إنها لا تستطيع وضع فاعل وخبر في الجملة نفسها. ما الذي يحدث؟". وجاء رد بيلوسي سريعاً، بأن غردت في حسابها على "تويتر" قائلة: "إنه - الرئيس - يصرف الانتباه عن الإنجازات العظيمة التي حققها الديمقراطيون في مجلس النواب. نكرر، نتمنى أن تتدخل أسرته أو إدارته أو موظفوه من أجل مصلحة البلد". وخلال الأسبوع الماضي، تم تداول عدة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر فيها بيلوسي وهي في حالة سكر، الأمر الذي أثار غضب الديمقراطيين.
وانتقد ترامب، اتهامات بيلوسي له، بأنه خرج من غرفة الاجتماعات، بصورة غير لائقة، خلال لقائهما المضطرب في البيت الأبيض، قبل يومين. وذهب إلى أبعد من ذلك، حيث اتهم بيلوسي بالجنون، وقال في تغريدة مساء الخميس: "كنت هادئاً للغاية. الباكي تشيك، والمجنونة نانسي... شاهدتها لفترة طويلة من الزمن... إنها ليست الشخص نفسها. لقد فقدت صوابها"، وتابع: "أنا عبقري مستقر للغاية". وردت بيلوسي في تغريدة قائلة: "عندما يبدأ (العبقري المستقر للغاية) في العمل بشكل رئاسي أكثر، سأكون سعيداً بالعمل معه على البنية التحتية والتجارة وغيرها من القضايا".
ترامب جدد دعوته للديمقراطيين لإنهاء التحقيقات الجارية، والعودة مرة أخرى إلى تشريع القوانين التي تهم المواطن الأمريكي، وقال في تغريدة منفصلة: "لا أدري لماذا يريد ديمقراطيو اليسار الراديكالي أن يدلي بوب مولر بشهادته، بعدما أصدر تقريراً بلغت تكلفته 40 مليون دولار، والذي أكد، بصوت عالٍ وواضح ومن أجل أن يسمع الجميع، أنه لا تواطؤ ولا إعاقة (كيف تعيق جريمة غير موجودة؟). الديمقراطيون يبحثون فقط عن المتاعب، وإعادة ما تم الانتهاء منه". وتابع: "تم استخدام وكالات المخابرات ضد الرئيس الأمريكي. هذا يجب ألا يحدث لرئيس مرة أخرى! الديمقراطيون غاضبون من النتائج التي توصل إليها روبرت مولر - لا لتواطؤ، لا إعاقة. الآن يجب عليهم العودة إلى العمل والتشريع!".
وطالب ترامب، أجهزة المخابرات الأمريكية، بالتحقيق في التجسس على حملته الانتخابية خلال انتخابات 2016. وقال في تغريدة: "اليوم، بناءً على طلب وتوصية المدعي العام للولايات المتحدة، وجه الرئيس دونالد ترامب دوائر المخابرات بالتعاون بسرعة، وبشكل كامل، مع تحقيق النائب العام في أنشطة المراقبة خلال الانتخابات الرئاسية 2016. كما تم تفويض النائب العام بصلاحية كلية وكاملة لإزالة السرية عن المعلومات المتعلقة بهذا التحقيق، وفقاً للمعايير المعمول بها منذ وقت طويل للتعامل مع المعلومات السرية". وتابع: "ستساعد إجراءات اليوم في ضمان أن جميع الأمريكيين يعرفون حقيقة الأحداث التي وقعت، والإجراءات التي اتخذت، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وستعيد الثقة في مؤسساتنا العامة".
من جانبه، قال السيناتور لينزي جراهام، إن دعوات الديمقراطيين لعزل ترامب سوف تؤدي في النهاية إلى إعادة انتخابه مرة أخرى، وقال في تغريدة: "إذا حاولوا عزل الرئيس ترامب، الذي لم يرتكب أي خطأ (لا تواطؤ)، فسوف ينتهي بهم الأمر إلى إعادة انتخابه. العزل يكون عندما يرتكب جرائم عالية أو جنحاً. لم تكن هناك جرائم عالية أو جنح باستثناء التي تم ارتكابها من الطرف الآخر!". وبدوره قام ترامب بإعادة تغريدة السيناتور جراهام، الذي يعد من أشد المقربين من ترامب من الجمهوريين.
وبلغ الخلاف بين ترامب وبيلوسي، أوجه بعدما اتهمت الأخيرة الرئيس الأمريكي بأنه منخرط في عملية تستر فيما يتعلق بالتحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر، حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية 2016. وكان ترامب قد أعلن رفضه التفاوض مع الديمقراطيين قبل أن ينهوا جميع التحقيقات التي يشرفون عليها في مجلس النواب، والتي تنظر في جوانب مختلفة من سلوك الرئيس وأنشطته التجارية وأفراد إدارته. كما ارتفعت الأصوات المنادية بضرورة عزل ترامب، في الوقت الذي تراجعت شعبيته بين الناخبين غير الجمهوريين.
حدث ذلك، قبل أن يصل الرئيس الأمريكي وزوجته ميلانيا، يوم السبت، إلى طوكيو، في مستهلّ زيارة تستمر أربعة أيام إلى اليابان بهدف تعزيز العلاقات ومناقشة التجارة والتهديدات المتصاعدة من كوريا الشمالية. وهبطت طائرة "إير فورس وان" الرئاسية في اليابان، وفي مستهل زيارته إلى طوكيو، تعهّد ترامب بجعل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان "أكثر إنصافا بعض الشيء". لكن أكبر وثالث أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم تحاولان التوصل إلى اتفاق تجاري بينما لم يفوت ترامب فرصة التنديد بما يعتبره عدم توازن بين البلدين في مجال التجارة. وقال ترامب خلال اجتماع مع قادة كبرى الشركات اليابانية بينها "تويوتا" و"هوندا" و"نيسان" إنه "كان لدى اليابان أفضلية كبيرة على مدى سنوات كثيرة. لكن لا بأس، ربما هذا ما يدفعكم لمحبتنا لهذه الدرجة". لكنه تعهّد أنه عندما يتم التوقيع على اتفاق تجاري ثنائي "فسيكون الأمر أكثر إنصافا بعض الشيء". وأضاف "نأمل عبر هذا الاتفاق بالتعامل مع مسألة عدم التوازن التجاري وإزالة الحواجز على صادرات الولايات المتحدة وضمان الإنصاف والمعاملة بالمثل في علاقتنا. نقترب من ذلك".
ترامب وقرينته أول ضيفين رسميين يحلان في اليابان منذ تنصيب الإمبراطور الجديد ناروهيتو في أول مايو، وسيتخلل الزيارة لقاء بالإمبراطور الجديد يوم الاثنين. وأشاد مسؤولون يابانيون وأمريكيون بالعلاقة "غير المسبوقة" بين ترامب ورئيس الوزراء الياباني، وكان آبي عاد للتو من واشنطن بينما سيعود ترامب إلى اليابان بعد أكثر من شهر بقليل لحضور قمة مجموعة العشرين في أوساكا. وذكر البيت الأبيض أن الزيارة تأتي كـ"لحظة تاريخية في اليابان"، وتُظهر أن التحالف بين اليابان والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى.
وقبيل وصول الرئيس الأمريكي، قال التلفزيون الياباني إن زلزالاً متوسط القوة هز المباني في شرق اليابان، يوم السبت، وكان مركز الزلزال جنوب تشيبا على بعد نحو 60 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة، وهي المنطقة المقرر أن يمارس بها ترامب رياضة الجولف مع رئيس الوزراء الياباني يوم الأحد. ولم يصدر أي تحذير من حدوث موجات مد بحري عاتية، ولم ترد تقارير عن حدوث أضرار نتيجة الزلزال الذي قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية قوته بخمس درجات.
على صعيد آخر، وصف الرئيس الأمريكي مجدداً، وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون بالجهل، معترضاً على قوله إنه كان أقل استعداداً من نظيره الروسي في أول لقاء بينهما في هامبورج عام 2017. وكتب ترامب في تغريدة: "اختلق ريكس تيلرسون وهو جاهل تماماً وليس لديه الاستعداد ولا الذكاء الكافي ليكون وزير خارجية، قصة ادعى فيها أني كنت أقل استعداداً من فلاديمير بوتين خلال لقاء هامبورج في ألمانيا". وأضاف: "لا أعتقد أن بوتين يوافق على ذلك. انظروا كيف هي الولايات المتحدة". وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، روى تيلرسون الذي كان وزير خارجية في العام الأول من ولاية ترامب، هذه القصة، الثلاثاء، أثناء جلسة استماع مطولة مغلقة أمام لجنة برلمانية. وبحسب هذه الرواية التي نقلتها مصادر برلمانية، كان ترامب يتوقع مقابلة سريعة مع بوتين في هامبورج في يوليو 2017، لكن المقابلة استمرت لأكثر من ساعتين.
المقابلات بين ترامب وبوتين تحظى باهتمام خاص في واشنطن، حيث اتّهم قسم من الطبقة السياسية الرئيس الأمريكي بتوجه تصالحي مفرط إزاء الرئيس الروسي. ولزم تيلرسون نسبياً الصمت منذ إقالته القاسية في مارس 2018، لكن علاقاته المتوترة مع ترامب معروفة للجميع. وكان تيلرسون رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة "إكسون موبيل"، قال في ديسمبر 2018 إن ترامب "يفتقر إلى الانضباط، ولا يحب القراءة ولا يقرأ التقارير". وأضاف: "كان يجب أن أقول له: (سيدي الرئيس، أفهم ما تريدون القيام به، لكن لا يمكنكم فعله بهذه الطريقة لأن في ذلك مخالفة لقانون وانتهاكاً لمعاهدة). وكان ذلك يزعجه كثيراً". وكانت تلك العبارات أثارت حنق ترامب الذي اتهم وزيره السابق للخارجية مرة أولى بأنه "شديد الجهل". وأضاف الرئيس الأمريكي: "كان كسولاً جداً (...) ولا يملك القدرات الذهنية اللازمة (...) كان عليَّ التخلص منه في وقت أبكر".
يظل السؤال: هل يمكن عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل انتهاء فترته الرئاسية؟
العزل نص عليه الدستور الأمريكى فى ميثاق فيلادليفيا لعام 1787 عندما اقترحه بنجامين فرانكلين كطريقة جيدة للإطاحة بالرؤساء "المكروهين". ويمكن عزل الرؤساء الأمريكيين بشكل قانوني من منصبهم لو تمت إدانتهم بالخيانة أو الرشوة أو جرائم كبرى أخرى أو جنح. لكن العزل الناجح يتطلب تصويت بالأغلبية من مجلس النواب بعد تصويت بأغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ. ولم يحدث أن تم عزل أى من رؤساء أمريكا السابقين.
بعد الحرب الأهلية الأمريكية قرر مجلس النواب عزل الرئيس أندرو جونسون، وبدا الأمر بعدما قام جونسون الديمقراطي بالإطاحة بوزير الحرب الجمهوري إدوين ستانتون دون موافقة من الكونجرس، وهو ما تم اعتباره انتهاكا للقانون الفيدرالي. وفى المجمل، تبنى مجلس النواب 11 من مواد العزل ضد الرئيس. لكن في عام 1868، تم تبرئة جونسون فى تصويت مجلس الشيوخ ب 35 صوت ضده مقابل 19، وكان عزله يتطلب 36 صوتا. ولم يعد عزل الرؤساء إلى المشهد الأمريكى مرة أخرى إلا فى بداية سبعينيات القرن الماضي مع الكشف عن فضيحة "ووتر جيت" الأمريكية وتورط الرئيس ريتشارد نيكسون فى التجسس على الديمقراطيين، وفى محاولة لإنقاذ رئاسته، أقال نيكسون المحقق فى قضية ووتر جيت أرشيبالد كوكس، وهو ما أدى إلى رد فعل عكسي جعل عزل نيكسون أمرا حتميا، مما دفعه إلى الاستقالة تجنبا لهذا المصير المشئوم. وفى عام 1998، تم استخدام إجراءات العزل ضد الرئيس بل كلينتون بسبب كذبه فى فضيحة مونيكا لوينسكي، وصوت مجلس النواب لصالح عزل كلينتون. لكن الديمقراطيين نجحوا فى تبرئته فى مجلس الشيوخ.