الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:50 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: قبضة ترامب تحكم إسرائيل..الانتخابات الإسرائيلية .. الجانب المظلم يستمر


اليمين المتطرف يتربص بفلسطين
وشبهات التزوير تلاحق نتيناهو
بفارق ضئيل في الأصوات فاز بنيامين نتنياهو في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية بعد دعم غير مسبوق من الرئيس الأمريكي لنتنياهو ولليمين الإسرائيلي المتطرف، تمثل في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإغلاق القنصلية الأمريكية في شرق المدينة المحتلة، وإيقاف جميع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في الضفة وغزة.. ثم الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، ومنذ أيام، وفي جلسة استماع للجنة الفرعية لمخصصات مجلس الشيوخ، لم يؤكد وزير الخارجية مايك بومبيو ما إذا كانت الإدارة ستعارض أي خطة لضم الضفة الغربية من جانب واحد، أم لا.
باختصار، تنازل ترامب عن دور الولايات المتحدة في دفع عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، لتحقيق انتصارات سياسية داخلية. ومع كل ذلك، أعلنت قنوات التلفزيون والصحف الإسرائيلية، مساء يوم الانتخابات الإسرائيلية، الثلاثاء التاسع من أبريل، وبعد إغلاق الصناديق، فوز تحالف «أزرق أبيض» بقيادة بيني جانتس بـ37 مقعداً على حزب ليكود الذي حصل على 36 مقعداً. وخرج جانتس وألقى خطاب النصر مطالباً رئيس الدولة ريفلين بأن يكلفه بتشكيل الحكومة ووعد بأن يكون رئيساً لكل الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه خرج نتنياهو مستنداً لنتائج أفادت بأن كتلة أحزاب اليمين لديها أغلبية تزيد على نصف عدد مقاعد الكنيست، ليعلن فوز معسكر اليمين بقيادته، مؤكداً أنه سيكون رئيس الوزراء، بل سارع إلى الاتصال بالحزبين الدينيين الحريديين شاس ويهدوت هتوراه ليدعوهما إلى الانضمام لحكومته فوافقا.
ظهر الأربعاء، وبعد فرز معظم الأصوات، كانت النتيجة هي التعادل بـ35 مقعداً لكل من جانتس ونتنياهو مع تميز نتنياهو بتفوق معسكره بأغلبية 65 مقعداً ولم يتبق غير قيام الرئيس الإسرائيلي بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة. في حين تقول مؤشرات أن الرئيس الأمريكي يفضل أن يرى حكومة تجمع بين حزبي نتنياهو وجانتس بعيداً عن الأحزاب اليمينية المتطرفة، ليمكنها الاستجابة لخطته للسلام المعروفة بصفقة القرن. لكن يبدو أن نتنياهو سيحاول المراوغة والتهرب وسيقوم بتشكيل حكومة يمينية، ليكون تحالف «أزرق أبيض» في المعارضة.
اللافت هو تقلص تأثير حزب العمل وتراجعه عن المكانة التي كان يشغلها في فترات سابقة، ويكاد ينحصر المشهد الحالى حول معسكرين كلاهما يمينى، ينتمى الأول منهما إلى ما يسمى اليمين الجديد، الذى يتزعمه بنيامين نيتانياهو المنتهية ولايته، بينما ينتمى الثانى منهما إلى اليمين التقليدى بزعامة تحالف «أبيض أزرق» الذى يتصدره «بينى جانتس» رئيس الأركان الأسبق، والفوارق بين هذين المعسكرين على الأقل- فيما يتعلق بالسلام والتسوية مع الشعب الفلسطينى لا تكاد ترى بالعين المجردة، ذلك أن تصريحات بينى جانتس حول المفاوضات والحل والدولة الفلسطينية تتميز بالغموض والعمومية، فهو يدعو إلى الحل السلمى والتفاوضى مع الفلسطينيين مع الاحتفاظ بالمستوطنات فى الضفة الغربية والإبقاء على القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل. أما القوى اليمينية فرغم بعض الاختلافات فهي تتفق في العداء لاتفاق أوسلو وكراهية اليسار والنخبة الليبرالية العلمانية المسيطرة فى الإعلام والثقافة والاقتصاد, وهى المنطلقات الأساسية فى خطاب نيتانياهو السياسى والإعلامى والانتخابى الذى يتركز حول المؤامرة التى تحاك ضده لإبعاده وإزاحته. وفي ظل هيمنة قضيتي السلام والأمن على السباق الانتخابي، اعتمد نتانياهو في حملته على سجل هائل شمل عزل السلطة الفلسطينية، واحتواء تهديد حماس في غزة، وتحالفات متزايدة مع دول عربية، لم تكن واردة من قبل.
على ضوء هذه التركيبة الجديدة يكون السؤال: إلى أين تتجه الحكومة الجديدة في أمر يهم الفلسطينيين أكثر من غيرهم؟ وهو أمر احتمالات التسوية السياسية معهم، إذا ما نُظر للأمر من زاوية استئناف المفاوضات، مثلما حدث في حقبة أوسلو، فقد انتهى تماماً احتمال كهذا، ذلك أن الوضع الداخلي وقراءة اليمين الإسرائيلي المنتصر في الانتخابات للوضع الإقليمي والدولي، يشجع على ترجيح خيار الضم الزاحف من جانب واحد للأرض وللناس. وفي هذا الاتجاه لم ينتظر الإسرائيليون نضوج ظرف يساعد على ذلك؛ بل فعلوها بتسارع ملحوظ وصل حد التهور في المكان الأهم، القدس، وفي أمكنة أخرى، مع التهيئة لمزيد من الضم في المناطق «ج» التي تزيد مساحتها عن نصف الضفة. أما السؤال البديهي فهو: ماذا سيفعل الفلسطينيون حيال ذلك؟