الموجز
الخميس 19 سبتمبر 2024 08:25 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
أهم الأخبار

إقبال مسيح.. قصة الطفل الباكستاني الذي حارب العبودية في بلاده واغتيل في ظروف غامضة

إقبال مسيح
إقبال مسيح
لم يكن عمر الطفل الباكستاني إقبال مسيح يتجاوز الثانية عشر حينما اغتالته رصاصات غادرة على خلفية مناهضته لعبودية الأطفال في بلاده والتي عانى منها بسبب فقر أسرته.. فما هي حكاية هذا الطفل؟.
ولد "إقبال مسيح" المولود فى عام 1983، داخل إحدى مدن "لاهور" الباكستانية، لأسرة فقيرة، أرسلتهُ للعمل فى حياكة السجاد وهو فى الرابعة من عمره، لتسدّ العائلة دينها الذى اقترضته من صاحب العمل، الذى كان يُقدر بـ 600 روبية، وبالفعل ذهب الطفل للعمل رغم صغر سنه.
كان "إقبال" يتم ربطه هو وباقى الأطفال لمنعهم من الهرب خارج المصنع، ويعمل طوال أيام الأسبوع ولا يحصل إلا على استراحة لمدة 30 دقيقة فقط فى اليوم، مقابل 3 سنتات لسداد الديون.
حاول "إقبال" كثيرا الهرب من العمل، استنادًا إلى عدم قانونية عبودية العمل التى يعيش به، وبعد الهرب قُبض عليه مرة أخرى، وأعادوه للعمل، لكنه أعاد فعلته مرةً أخرى، واحتمى بجبهة تحرير العمال المُستعبدين للأطفال الذين عانوا من عبودية العمل.
وعقب تحريره من عبودية صاحب العمل، بمساعدة جبهة تحرير الأطفال، ساعد "إقبال" 3000 طفل آخر على الهروب، وألقى العديد من الأحاديث حول عمالة الأطفال فى جميع أنحاء العالم، وكان يأمل فى إكمال تعليمه ليصبح محامياً للدفاع عن حقوق أمثاله من الأطفال.
وفى عام 1994، حصل على جائزة "ريبوك" لحقوق الإنسان فى بوسطن، صعد وقتها على المسرح فرحًا وقال: "أنا واحد من الذين يعانون فى باكستان من السخرة وعمالة الأطفال لكننى محظوظ لوجود جبهة تحرير العمال المستعبدين فقد صرت حرًا والتحقت بمدرستها التى أدرس فيها الآن".
لم يستمتع "إقبال" بحريته كثيرًا، وبحلول عام 1995 اُغتيل بعد عودته من الولايات المتحدة، وكان يبلغ وقتها 12 عامًا، وألقت قصة اغتياله الضوء على قضية عمال السخرة، خاصة من الأطفال.. ولم يعرف بالتحديد من الذى اغتاله بالرصاص، بعض الروايات ترى أنه مجرد مزارع عادى بينما يرجح آخرون سبب اغتياله لنشاطه فى محاربة العبودية.