الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:48 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: حفتر على أبواب النصر..الجيش الوطنى يقاتل ومجلس الأمن يتآمر

من وراء قرار وقف الحرب ؟
حكاية الجيش المصرى الحر فى ليبيا
قصة الفصائل الإرهابية من طرابلس إلى مدينة سرت
روسيا والصين فى مواجهة أخيرة مع أمريكا وحلفائها
أسرار اللقاء الأخير بين قائد الجيش الليبى وأنطونيو جوتيرش
ماذا يحدث في ليبيا؟
كاد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، بينما دعا مجلس الأمن إلى وقف الهجوم. وفي ختام جلسة مغلقة طارئة عقدها المجلس حول ليبيا، بطلب من بريطانيا، قال الرئيس الدوري للمجلس السفير الألماني كريستوف هوسجن للصحفيين إن "المجلس دعا قوات الجيش الوطني الليبي لوقف كل التحركات العسكرية". وأضاف أن "أعضاء مجلس الأمن أعربوا عن قلقهم العميق إزاء النشاط العسكري بالقرب من طرابلس، الذي يهدد الاستقرار الليبي وآفاق وساطة الأمم المتحدة والحل السياسي الشامل للأزمة".
المجلس بإجماع أعضائه الخمسة عشر، بما فيهم روسيا الداعمة لحفتر، أيد الدعوة لوقف الهجوم الذي بدأ الخميس الماضي، باتجاه العاصمة. وبحسب هوسجن فإن مجلس الأمن أكد عزمه على "محاسبة المسؤولين عن مزيد من النزاعات" في ليبيا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش التقى حفتر، يوم الجمعة، في بنغازي، قبل أن يغادر ليبيا معرباً عن "قلقه العميق" من الوضع في هذا البلد، ومبدياً أمله بتجنب حصول "مواجهة دامية" في طرابلس، إذ اندلعت مساء اليوم نفسه اشتباكات عنيفة جنوب المدينة.
قوات الجيش الوطني الليبي، واصلت زحفها نحو العاصمة طرابلس، وإلى جانب هذا التقدم البري على الأرض، نفذت قوات بحرية تابعة للجيش عمليات إنزال بحرية مفاجئة، شملت زوارق القوات البحرية والضفادع البشرية في قاعدة سيدي بلال البحرية، الواقعة 17 كلم غرب العاصمة. في المقابل، أصدر السراج، أوامره لقادة المناطق العسكرية التابعة له باتخاذ إجراءاتهم برفع درجة الاستعداد القصوى، وإعادة تمركز وحداتهم،
دبلوماسيون غربيون أفادوا بأن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة أخبر مجلس الأمن أن حفتر أبلغ جوتيريش بأنه لا ينوي وقف هجومه الرامي للسيطرة على طرابلس. ووصف سلامة، يوم السبت، الوضع في العاصمة الليبية بـ"الخطير"، مضيفاً أنه يعمل على مدار الساعة لتجنب المواجهة العسكرية، حسبما أفادت به وكالة "الأناضول" نقلاً عن مصادر أممية. وكان جوتيريش التقى في طرابلس، يوم الخميس، فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المناوئة لحفتر، التي تسيطر على غرب ليبيا. وكتب جوتيريش على موقع "تويتر" قبيل مغادرته: "أغادر ليبيا وقلبي حزين وأنا أشعر بقلق عميق. لا أزال آمل بأن تجنُّب اندلاع مواجهة دامية داخل طرابلس وفي محيطها هو أمر ممكن". لكن معارك عنيفة دارت مساء بين ائتلاف المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الوطني، والجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، على بعد نحو 50 كلم من طرابلس.
قوات الجيش الوطني الليبي سيطرت على مناطق قصر بن غشير ووادي الربيع وسوق الخميس في طرابلس، لكن مصدراً أمنياً في حكومة الوفاق الوطني أفاد بأن المعارك جارية في مناطق سوق الخميس والسائح وسوق السبت، جنوب العاصمة. كما أعلن المكتب الإعلامي للجيش الوطني الليبي بصفحته على "فيسبوك"، أن "القوات المسلحة (...) مع الجنود من كل المناطق الليبية يشاركون حالياً في معارك عنيفة في ضواحي طرابلس ضد الميليشيات المسلحة". وكانت القوات قد تقدمت في اتجاه غرب البلاد، وسيطرت قوات موالية، مساء الخميس، على حاجز كوبري 27 العسكري الواقع على بعد 27 كلم من البوابة الغربية لطرابلس. وليل الجمعة، تمكَّنت قوات حفتر من الوصول إلى مطار طرابلس الدولي الواقع على بعد نحو 30 كلم جنوب المدينة، والموضوع خارج الخدمة منذ دُمر في اشتباكات دارت فيه خلال عام 2014.
منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تتنازع سُلطتان الحكم في ليبيا الغارقة في الفوضى؛ حكومة الوفاق الوطني في الغرب التي يترأسها فايز السراج وشُكلت نهاية 2015 في ضوء اتفاق رعته الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس، وسلطة موازية في الشرق يُسيطر عليها الجيش الوطني الليبي. لكن مهما كانت الزاوية التي ترى منها ما حدث، فالثابت هو أن الجيش الليبي الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر حقق نجاحات متتالية في مواجهة الميليشيات الإرهابية المسلحة أيا كان اسمها أو المسميات التي تطلقها على نفسها أو يطلقها عليها آخرون. والثابت أيضاً، هو أن تنظيم "داعش" وفروعه أو مشتقاته، كميليشات "فجر ليبيا"، هو الجناح العسكري لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا.
قيام الجيش الليبي الوطني بطرد عناصر تلك الميليشيات من المناطق الغنية بالنفط، كشف جوانب كثيرة من المخطط الغربي والأمريكي نحو ليبيا، وبقية دول الإقليم. الأمر الذي أكده توجيه واشنطن ولندن لذلك الإنذار الغريب والعجيب إلى الجيش الليبي والذي طالبته فيه بوقف عملياته وإلا تعرّض لعقوبات دولية. والأغرب والأعجب هو تحرّك الدوليتين (الولايات المتحدة وبريطانيا) لاستصدار قرار من مجلس الأمن يُدين الجيش الوطني الليبي ويفرض عليه عقوبات، ما لم ينسحب من المناطق التي سيطر عليها ويوقف عملياته ضد الجماعات الإرهابية، وهو التحرك الذي أفشلته روسيا والصين ومصر. ومن المعروف أن موسكو وبكين، لهما حق الفيتو على قرارات مجلس الأمن، وهو الحق الذي يمنع صدور القرار.
هنا نشير إلى أن الجيش الوطني الليبي سبق أن حقق تقدّماً ملحوظاً في شرق وغرب البلاد، متغلبا على كل الظروف والأوضاع الصعبة التي تواجهه كعدم وجود حكومة مركزية تُسيطر على الأوضاع، وانتشار الميليشيات الإرهابية المسلحة التي تضم وتستقبل الإرهابيين من مختلف الجنسيات. ولا بد أن نتوقف هنا عند علاقة تلك المليشيات بتنظيم الإخوان خلال الفترة السوداء التي حكمت فيها مصر. وهي العلاقة التي لخصها عصام العريان باعترافه أن التنظيم (تنظيم الإخوان) يقوم بتدريب عشرة آلاف مقاتل ليكونوا نواة جيش مصر الحر، في محاولة لتكرار ما حدث في سوريا!
وتلك وثيقة، تم العثور عليها في مكتب إرشاد تنظيم الإخوان، في المقطم، خلال اقتحامه وقت ثورة 30 يونيو، وهي تثبت دعم دولة قطر، للتنظيم الدولي للإخوان، وإرسالها تمويلاً شهرياً لفرع التنظيم في ليبيا، يبلغ 750 ألف دولار.
الوثيقة تحت بند "سرى"، وهى عبارة عن مذكرة معروضة على وزير الخارجية القطري، وقّعها مساعده للشئون الخارجية، على بن فهد الهاجرى.. ونص الوثيقة:
"مذكرة للعرض على سعادة وزير الدولة للشئون الخارجية، بشأن توجيه معاليكم الكريم الوارد بالكتاب (ت ل م/ 21245/9 / 2012)، المعنى بسرعة توجيه منحة شهرية إلى أعضاء المؤتمر الوطنى الليبى المبيّنة أسماؤهم فى الكشف المرفق، بقيمة 250 ألف دولار تحت بند منحة مساعدة أعباء إضافية تساعد على استقرار أوضاع الأعضاء المنتمين إلى حزب العدالة والبناء، وإدارتهم مهامهم أطول فترة ممكنة".
تضيف الوثيقة: "وعليه نود إبلاغ معاليكم بأن المنحة المصدق بها استُخرجت من صندوق الطوارئ، والمنح العاجلة بوزارة المالية بالصك رقم 9250444 والمؤرخ بتاريخ 29 سبتمبر 2012، المسحوب على مصرف قطر المركزى باسم السيد محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء".
الوثيقة، تضمنت قائمة بأعضاء الحزب الإخوانى الذين تلقوا الأموال القطرية، وهم نزار أحمد يوسف كعوان، ومحمود عبد العزيز ميلاد حسين، ومنصور أبريك عبد الكريم الحصادى، وعبد الرحمن عبد المجيد الدبيانى، وماجدة محمد الصغير الفلاح، وصلاح محمد حسين الشعيب، وآمنة فرج خليفة مطير، وصالح محمد المخزوم الصالح، وهدى عبد اللطيف عوض، ومحمد أحمد عريش، ومنى أبوالقاسم عمر، وخالد عمار المشرى، ومحمد عمران ميلاد مرغم، وفتحى العربى عبد القادر صالح، وأمينة عمر المحجوب إبراهيم، وزينب أبو القاسم إبراهيم بعيو، ومحمد معمر عبد الله دياب، وفوزية عبد السلام أحمد كردان، وعبد السلام إبراهيم إسماعيل الصفرانى.
ونعود هنا إلى تقرير سبق أن نشرته جريدة "وورلد تريبيون" الأمريكية، نقلت فيه عن مصادر جهادية في ليبيا أن تدريب عناصر مسلحة ضمن ما يعرف بالجيش المصرى الحر، كان يجرى على قدم وساق على الأراضي الليبية برعاية أمريكية تركية وبتمويل قطرى، وذكرت أن عدة أهداف حيوية توجد على أجندة تلك العناصر المسلحة، أبرزها مطار القاهرة واقتحام عدد من السجون لتهريب قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وإشاعة أكبر قدر ممكن من الفوضى.
وأكدت "وورلد تريبيون" أن مصنعاً ليبياً للملابس يقوم بتفصيل وتوريد زى عسكري مجهز خصيصاً للعناصر الإرهابية التى تسمى نفسها الجيش المصري الحر، وترتكز معسكرات تدريبهم في منطقة درنة بالشرق الليبيى وهى المدينة التى استولى عليها إسلاميون متشددون وأعلنوها إمارة إسلامية مستقلة عن السلطة المركزية فى طرابلس، كما أعلنوا ولائهم لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنهم تسلموا كذلك كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية المتطورة وسيارات خاصة سيتم استخدامها فى عملياتهم الإرهابية داخل مصر، وأنهم ينتظرون ساعة الصفر وإشارة التحرك من أجهزة المخابرات التى تحركهم، بعيداً عن أي مشاركة من المخابرات الليبية التي تفتقر للإمكانيات والخبرات اللازمة.
وكشف "وورلد تريبيون" أن قائد ما يسمى بالجيش المصري الحر هو شخص يدعى شريف الرضوانى، ويقوم بتدريب العناصر الإرهابية بمعسكرات درنة، وقد سبق له المشاركة فى القتال فى سوريا وفى لبنان، فيما يتولى التنسيق والحصول على التمويل من أجهزة مخابرات غربية شخص ليبى يدعى إسماعيل الصلابى وهو مسؤول رفيع المستوى فى تنظيم القاعدة وصديق حميم لشريف القبيصى مدير المخابرات القطرية.
الموقف الأمريكي لم يكن غريبا ولا مفاجئاً، بات في حكم المؤكد أن الولايات المتحدة تستخدم التنظيمات الإرهابية لاستنزاف ثروات الدول التي يوقعها حظها العثر تحت سيطرتها، وأمامي الآن، مثلاً، وثيقة مخابراتية، تم تسريبها، تؤكد أن المخابرات المركزية الأمريكية لديها قوائم وهويات وأعداد أعضاء التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم وأنها تحتفظ بروابط معهم في مختلف أنحاء العالم. وأنّ الحكومة الأمريكية أحصت ما لا يقل عن 680 ألف شخص حول العالم لهم علاقات مباشرة بأنشطة مرتبطة بالإرهاب، بينهم 280 ألف شخص ليس لديهم ارتباط معروف بجماعة إرهابية.
أما العدد المتبقي، والبالغ 400 ألف شخص، فإما أنهم مشبوهون بالانتماء إلى تنظيمات أرهابية أو بدعمها لمجموعات تعتبرها واشنطن إرهابية على غرار "تنظيم القاعدة" و كذلك "حزب الله" و"حماس" اللتين تعتبرهما كلٌّ من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل منظمتين إرهابيتين.
وأكدت الوثيقة أن الأسماء تضمنتها دراسة تم الانتهاء منها في شهر أغسطس 2013، تحت عنوان: "الإنجازات الاستراتيجية لعام 2013 حول هُويّات الإرهابيين"، وفيها ايضا إشارة إلى أن بنك المعلومات "تايد" يضمّ نحو مليون اسم لأشخاص يشتبه بصلتهم بالمنظمات الإرهابية.
وأشارت الوثيقة إلى أنّ عدد الأشخاص الذين أدرجتهم وكالة المخابرات الأمريكية على القائمة الأمريكية للممنوعين من السفر على متن رحلات جوية من وإلى أو عبر الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 47 ألف شخص وقد تضاعف في عهد الرئيس باراك أوباما عشر مرات.
وذكرت الوثيقة أن النسبة الكبرى من المشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات إرهابية أو دعم الإرهاب، تتركز في مدينة ديربورن، في ميشيقان، وهي مدينة تضم 96 ألف ساكن، وفيها النسبة الكبرى من الأمريكيين العرب في الولايات المتحدة الأمريكية. وأن الحكومة الأمريكية تضيف أسماء أشخاص في قاعدة البيانات أو تضيف معلومات حول الأسماء المسجلة بحساب 900 ملف يومياً.
أيضاً، كانت وكالة أنباء"أسوشيتد برس" قد ذكرت في وقت سابق نقلًا عن المحكمة الاتحادية الأمريكية أنّ نحو 1.5 مليون من الأسماء أضيفت إلى قائمة المراقبة من طرف محامي الحكومة على مدى السنوات الخمس الماضية.. وعلقت الحكومة الاتحادية بقولها إنّ العدد الذي ذكرته وسائل الإعلام غير دقيق، وإنّ الإحصائيات التي ذكرتها وكالة "أسوشيتد برس" لا تتضمن أسماء الأشخاص فقط، بل معلومات مخابراتية أو معلومات حول السيرة الذاتية تم الحصول عليها.
ونعود للوثيقة الأحدث التي كشفت عن 16 ألف شخص من بينهم 1200 أمريكي مستهدفين لغربلة في المطارات والمعابر الحدودية، كما أنّ هناك 611 ألف شخص على قائمة رصد الإرهاب من بينهم 39 ألف امرأة .
وتضم الوثيقة المنظمات التي تستهدفها الحكومة الاتحادية في مهمتها لمكافحة الإرهاب، ومن أكبر هذه المجموعات نجد تنظيم القاعدة في العراق ويضم (73189 شخصًا) وحركة طالبان وتضمّ (62794 شخصًا) ثم تنظيم القاعدة (50446 شخصًا) وحماس (21913 فردًا) وحزب الله (21199 فردًا) . وتشير الوثيقة إلى أنّه اعتبارًا من سنة 2012، سجلت الولايات المتحدة الأمريكية 3200 شخص "إرهابيين معروفين أو مشتبه فيهم"، مرتبطين بالحرب في سوريا من بينهم 715 فردًا من الأوروبيين والكنديين فضلًا عن 41 أمريكيًّا.
تأتي هذه الوثيقة، لتؤكد ما كشفته تسريبات جديدة للموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن عن أن أبوبكر البغدادي، أمير تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" عميل لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ، وأن تظيم "داعش" صنيعة مخابرات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل. وأوضحت الوثائق المسربة أن أجهزة مخابرات الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل خططت لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها بـ "عش الدبابير".
لو لم تكن تأكدت، مما حدث ويحدث طوال السنوات الخمس أو العشر الماضية، ولو لم تكن الخطط والسيناريوهات البديلة التي وضعتها المخابرات الأمريكية قد اتضحت أمامك، نعتقد أن ذلك سيحدث، لو قرأت ذلك التقرير الذي كشف بالخرائط تشكيلات داعش في منطقة الشرق الأوسط، والتنظيمات الأخرى التي أعلنت ولاءها للتنظيم في بلدان نائية، مثل نيجيريا وروسيا وأفغانستان.
التقرير استعرض عددًا من التنظيمات في مصر وليبيا ونيجيريا والسعودية، وغيرها من البلدان، والتي أعلنت ولاءها لداعش، فزعم أن تنظيم داعش في ليبيا ولد وسط الاضطرابات السياسية في ليبيا، منذ الإطاحة بمعمر القذافي سنة 2011. وأنه منذ أواخر عام 2014، أعلنت ثلاثة تنظيمات إسلامية مسلحة ولاءها لزعيم التنظيم (أبي بكر البغدادي): ولاية طرابلس في الغرب، ولاية برقة في شرق البلاد، وولاية فزان في الجنوب. ويعتقد أن التنظيمات الثلاثة ترتبط بقيادة مركزية".
وبحسب التقرير، فإن لدى هذه الفصائل مقاتلون في المدن الليبية الكبرى، في العاصمة "طرابلس ومصراتة ودرنة وبنغازي"، وكثيرًا ما خاضت معارك مع قوات الأمن في مناطق متفرقة من البلاد. مع مرور الوقت، أصبحت ولاية طرابلس السائدة بين التنظيمات الثلاثة، التي تعمل في أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في ليبيا.
كما تتحكم أيضًا في المدينة الساحلية المطلة على البحر المتوسط، "سرت"، مسقط رأس القذافي، والمدينة الوحيدة خارج سوريا والعراق التي يسيطر عليها تنظيم له صلة بداعش. وكانت الولايات المتحدة استهدفت ـ مرتين ـ وقتلت شخصيات تابعة لداعش في الأراضي التي تسيطر عليها "ولاية طرابلس".
هكذا، تتكشف الخطوط والخيوط التي تقود في النهاية إلى الولايات المتحدة، ومخابراتها المركزية الجاهزة دائما بسيناريو بديل، يعتمد على إنتاج حالة من الارتباك السياسي تمكنها من إعادة طرح صيغة جديدة لفكرة الدولة الدينية بالصيغة. وبهذا البديل، أي بتنظيم داعش وتنظيماته الفرعية والتي خرجت كلها من عباءة تنظيم الإخوان، تراهن الولايات المتحدة على تنفيذ مخطط تقسيم المنطقة، بالشكل الذي أرادوا تنفيذه وجاءت ثورة 30 يونيو لتبدد أحلامهم فيه، وهو المخطط الذي أدى إلى اهتزاز الأنظمة العربية كلها تقريباً، وتقريبا لم يفلت من ذلك الاهتزاز غير مصر، التي أصبحت محاطة بمشهد شديد التعقيد، لا نبالغ لو قلنا أننا لم نر في مثل تعقيده وتناقضاته طوال نصف قرن على الأقل.. مشهد نرى فيه خريطة الدول العربية، مضطربة بشكل مربك، ولا تتوقف محاولات تحويل الشعب العربي إلى أداة في مساحة أو منطقة بلا تاريخ ولا تراث مشترك، يمكن توزيعه على جماعات دينية وعرقية لا يربطها رابط وليس لها ذاكرة تاريخية.
إنهم باختصار يريدون أن يتحول الشعب العربي إلى مجرد كيان مادي اقتصادي لا تحركه غير الدوافع المادية الاقتصادية فقط.. وهو ما لن يحدث، طالما بقيت مصر قوية ومتيقظة لكل المخططات التي تحاك ضدها وضد دول المنطقة. لقد كان الهدف هو إنتاج "شرق أوسط جديد" يتم فيه وضع تنظيم الإخوان في سدة الحكم في عدد من الدول ويتم ربط إخوان مصر بإخوان ليبيا وتونس والمغرب وسوريا واليمن، وكان العمود الفقري لهذا "الشرق الأوسط الجديد" هو إخوان مصر الذين أجهزت عليهم ثورة 30 يونيو وبالتالي فشل المشروع. ومن ليبيا، أصبح الدور المصري رقماً صعباً في معادلة القوى الدولية والإقليمية، وتأكد ما قامت به ثورة 30 يونيو من إفشال مخطط تفتيت دول المنطقة.. وليس صعبا أن نتوقع القادم، الذي سيكون حتماً في صالح دول المنطقة، وعلى غير رغبة أعدائها.