تعرف على أخطر عملية لتقليد سجائر كليوباترا فى الخارج وتصديرها إلى مصر
سجائر كليوباترا "صنعت خارج مصر"؟ كشف تحقيق استقصائي أجرته شبكة "أريج" بالتعاون مع شبكة البلقان للتحقيقات الاستقصائية، كواليس تزييف العلامة التجارية الشهيرة للسجائر المصرية من قبل شركة حكومية في جمهورية الجبل الأسود والتي تقوم بإنتاج سجائر مزيفة تحمل العلامة التجارية الشهيرة "كليوباترا" ومكتوب عليها "صنع في مصر". والمفارقة أن إنتاج سجائر كليوباترا بدأ عام 1961 بشركة التبغ الأرمينية "ماتوسيان" في القاهرة بناء على طلب الرئيس جمال عبد الناصر، الذي كان يطمح إلى إنتاج سجائر محلية شبيهة لسجائر "كينت" الأمريكية التي كان يشربها بشراهة.
بداية الرحلة كما رصدها موقع انتربرايز نقلا عن أريج انطلق التحقيق من مصنع التبغ "دي.كيه.بي" في مدينة بودجوريكا عاصمة جمهورية الجبل الأسود، بعد الحصول على علبة سجائر كليوباترا تحمل جميع التفاصيل العلبة التي تنتج في مصر، بما فيها عبارة صنع في مصر، وكذلك رقم الخط الساخن للإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى لاصق كُتب عليه "خالصة الضرائب" الذي فرضته وزارة المالية المصرية عام 2012 لمنع التهرب من ضريبة المبيعات. وقد أكد بعض عمال المصنع للمحققين أنهم يعملون في ورديات متتابعة، ينتجون خلالها أنواع سجائر تطلبها شركة "ليبرتي"، بعد أن ذكرت لهم أن لديها رخصة قانونية لتصنيعها.
ورغم ترشحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تتجاهل الجبل الأسود طلبات وتحذيرات مصر وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ذاته، بسبب شكوكهم في أن تلك المنتجات المزيفة يتم تهريبها عبر البحر المتوسط إلى ليبيا، ونقلها من هناك إلى مصر. ورصد التحقيق أن السلطات اليونانية ضبطت سفينة شحن دخلت المياه الإقليمية دون تصريح، فيما أعلن قائدها أن السبب هو سوء الأحوال الجوية، وبتفتيش السفينة عثرت السلطات على 11 حاوية، بها 146 طن سجائر تحمل العلامة التجارية المصرية الشهيرة "كليوباترا"، مكتوب عليها "صنع في مصر"، بينما توضح وثائق الشحن بالسفينة، إقلاعها من ميناء "بار" في الجبل الأسود متجهة إلى ميناء طبرق في ليبيا، وأن الشركة المصدرة هي "ليبرتي"، مقرها مدينة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والشركة المستوردة "تشاركية الليبو" ومقرها طبرق في دولة ليبيا.
إنها ليست عملية صغيرة، فقد تعاقد مصنع الجبل الأسود مع شركة ليبرتي لإنتاج 400 مليون علبة أو 8 مليارات سيجارة منذ 2010 حتى 2016. وقدر مسؤولو الجمارك البريطانية العدد بحوالي 100 مليون سيجارة شهريا.
وعلى مرأى الجميع، ضبطت السلطات اليونانية شحنتي سجائر كليوباترا المصرية مهربة في عامي 2012 و2015، قادمة من ميناء بار إلى ليبيا. وذكر التحقيق أن الوثائق أثبتت أن المصدر والمستورِد نفس الشركتين، وتم مصادرة الشحنتين وإعدام السجائر التي ثبت أنها "كليوباترا مزيفة". وثمة تحقيقات مستمرة من الاتحاد الأوروبي في حركة السجائر الرخيصة عبر الجبل الأسود. وأشار التحقيق إلى ارتفاع عدد السجائر المزيفة في السوق المصرية إلى 20% في 2012، مقارنة بأقل من 1% في عام 2010.
ورغم أن "ليبرتي" تزعم أن لديها رخصة قانونية لتصنيع السجائر التي تحمل العلامة التجارية كليوباترا، فإن الشركة الشرقية للدخان المالكة للعلامة التجارية تنفي ذلك تماما. وحتى لو كانت "ليبرتي" لديها ترخيص بالفعل، فإنه يقتصر على الجبل الأسود فقط. وأنتج نفس المصنع كميات أقل من سجائر "مارس 20" التونسية، و"ريم" الجزائرية، و"رياضي" الليبية، لكن النصيب الأكبر من عمليات الإنتاج كان لصالح علب السجائر المصرية "كليوباترا" بنسختيها من العلب الكرتونية والورقية.
عمليات لا يمكن وقفها: يذكر التحقيق أن "ليبرتي" مسجلة في إمارة رأس الخيمة ويمتلكها مجموعة من رجال الأعمال اليونانيين الذين لهم صلات قوية في البلقان. توقف المصنع في الجبل الأسود عن الإنتاج في عام 2016، لكن في مارس من نفس العام، تقدمت الشركة بطلب ترخيص للعلامة التجارية "كليوباترا" في كوسوفو.
وانتهى التحقيق إلى أنه بتتبع العشرات من شحنات السجائر تلك على مدى عامين، وبالتحقيق في أصول هذه الشركات الموجودة بين 6 دول أوروبية وآسيوية وعربية، تبين تورط شبكات منظَّمة تضم رجال أعمال وسياسيين من جنسيات مختلفة في حماية شركات أجنبية، استمرت في تصنيع سجائر كليوباترا مدون عليها عبارة "صنع في مصر" وتهريبها للبيع في مصر ودول أخرى، لكنها في الحقيقة "صنعَت خارج مصر".
دبلوماسية وتجارة خارجية
بداية الرحلة كما رصدها موقع انتربرايز نقلا عن أريج انطلق التحقيق من مصنع التبغ "دي.كيه.بي" في مدينة بودجوريكا عاصمة جمهورية الجبل الأسود، بعد الحصول على علبة سجائر كليوباترا تحمل جميع التفاصيل العلبة التي تنتج في مصر، بما فيها عبارة صنع في مصر، وكذلك رقم الخط الساخن للإقلاع عن التدخين، بالإضافة إلى لاصق كُتب عليه "خالصة الضرائب" الذي فرضته وزارة المالية المصرية عام 2012 لمنع التهرب من ضريبة المبيعات. وقد أكد بعض عمال المصنع للمحققين أنهم يعملون في ورديات متتابعة، ينتجون خلالها أنواع سجائر تطلبها شركة "ليبرتي"، بعد أن ذكرت لهم أن لديها رخصة قانونية لتصنيعها.
ورغم ترشحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، تتجاهل الجبل الأسود طلبات وتحذيرات مصر وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ذاته، بسبب شكوكهم في أن تلك المنتجات المزيفة يتم تهريبها عبر البحر المتوسط إلى ليبيا، ونقلها من هناك إلى مصر. ورصد التحقيق أن السلطات اليونانية ضبطت سفينة شحن دخلت المياه الإقليمية دون تصريح، فيما أعلن قائدها أن السبب هو سوء الأحوال الجوية، وبتفتيش السفينة عثرت السلطات على 11 حاوية، بها 146 طن سجائر تحمل العلامة التجارية المصرية الشهيرة "كليوباترا"، مكتوب عليها "صنع في مصر"، بينما توضح وثائق الشحن بالسفينة، إقلاعها من ميناء "بار" في الجبل الأسود متجهة إلى ميناء طبرق في ليبيا، وأن الشركة المصدرة هي "ليبرتي"، مقرها مدينة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، والشركة المستوردة "تشاركية الليبو" ومقرها طبرق في دولة ليبيا.
إنها ليست عملية صغيرة، فقد تعاقد مصنع الجبل الأسود مع شركة ليبرتي لإنتاج 400 مليون علبة أو 8 مليارات سيجارة منذ 2010 حتى 2016. وقدر مسؤولو الجمارك البريطانية العدد بحوالي 100 مليون سيجارة شهريا.
وعلى مرأى الجميع، ضبطت السلطات اليونانية شحنتي سجائر كليوباترا المصرية مهربة في عامي 2012 و2015، قادمة من ميناء بار إلى ليبيا. وذكر التحقيق أن الوثائق أثبتت أن المصدر والمستورِد نفس الشركتين، وتم مصادرة الشحنتين وإعدام السجائر التي ثبت أنها "كليوباترا مزيفة". وثمة تحقيقات مستمرة من الاتحاد الأوروبي في حركة السجائر الرخيصة عبر الجبل الأسود. وأشار التحقيق إلى ارتفاع عدد السجائر المزيفة في السوق المصرية إلى 20% في 2012، مقارنة بأقل من 1% في عام 2010.
ورغم أن "ليبرتي" تزعم أن لديها رخصة قانونية لتصنيع السجائر التي تحمل العلامة التجارية كليوباترا، فإن الشركة الشرقية للدخان المالكة للعلامة التجارية تنفي ذلك تماما. وحتى لو كانت "ليبرتي" لديها ترخيص بالفعل، فإنه يقتصر على الجبل الأسود فقط. وأنتج نفس المصنع كميات أقل من سجائر "مارس 20" التونسية، و"ريم" الجزائرية، و"رياضي" الليبية، لكن النصيب الأكبر من عمليات الإنتاج كان لصالح علب السجائر المصرية "كليوباترا" بنسختيها من العلب الكرتونية والورقية.
عمليات لا يمكن وقفها: يذكر التحقيق أن "ليبرتي" مسجلة في إمارة رأس الخيمة ويمتلكها مجموعة من رجال الأعمال اليونانيين الذين لهم صلات قوية في البلقان. توقف المصنع في الجبل الأسود عن الإنتاج في عام 2016، لكن في مارس من نفس العام، تقدمت الشركة بطلب ترخيص للعلامة التجارية "كليوباترا" في كوسوفو.
وانتهى التحقيق إلى أنه بتتبع العشرات من شحنات السجائر تلك على مدى عامين، وبالتحقيق في أصول هذه الشركات الموجودة بين 6 دول أوروبية وآسيوية وعربية، تبين تورط شبكات منظَّمة تضم رجال أعمال وسياسيين من جنسيات مختلفة في حماية شركات أجنبية، استمرت في تصنيع سجائر كليوباترا مدون عليها عبارة "صنع في مصر" وتهريبها للبيع في مصر ودول أخرى، لكنها في الحقيقة "صنعَت خارج مصر".
دبلوماسية وتجارة خارجية