ياسر بركات يكتب عن: مصير فودافون
الاعتداء على أحد فروعها بالإسماعيلية يثير التساؤلات حول وجودها بالقاهرة !
وكالة بلومبرج تقترح على كبير المستثمرين بيع جزء من أبراج التقوية للتخلص من الديون المتراكمة
تضارب بين تصريحات ألكسندر فرومان الرئيس التنفيذي لفودافون وبين شركة الاتصالات حول عدد المشتركين المصريين
هل تخرج فودافون من سوق الاتصالات المصرية؟
قد لا تستطيع مجموعة فودافون العالمية الحفاظ على الوحدات التابعة لها حول العالم والبالغة حوالي 24 وحدة. وهناك معلومات مؤكدة تقول إن المجموعة تواجه أزمة كبيرة تتعلق بـ"انخفاض سعر سهم الشركة وضعف توزيعات الأرباح"، في الوقت الذي تواجه فيه الشركة تغييرات محتملة من جانب شركة إليوت مانجمنت كورب الأمريكية، والتي تعتبر مستثمر نشط في الشركة التي تعد ثاني أكبر شركة محمول في العالم.
وكالة بلومبرج وضعت أمام "إليوت مانجمنت كورب الأمريكية"، المستثمر الأكبر في مجموعة فودافون مجموعة من السيناريوهات التي قد تحد من الأزمة خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع التغيير في إدارة المجموعة وتولي نك ريد منصب الرئيس التنفيذي للشركة، بينها أن تقوم مجموعة إليوت مانجمنت كورب بدراسة بيع جزء من أبراج التقوية التابعة للشركة والتي تبلغ 110 ألف برج، وفي حالة تخليها عن 45% من تلك الأبراج أي حوالي 50 ألف برج ستوفر الشركة ما يقرب من 14.7 مليار دولار، بما يخفض من 40% من حجم الديون المستحقة على الشركة بإجمالي 32 مليار دولار، كما تسهم في خفض تكاليف الصيانة المطلوبة على الشركة.
الوكالة اقترحت أيضا أن تتخلي مجموعة فودافون عن الوحدات التي قد تمثل عبئًا على الشركة مثل بعض الوحدات التي تعاني دولها من اضطرابات سياسية مثل الهند وتركيا، حتى تتمكن المجموعة العالمية من سداد بعض الاستثمارات للبنوك والمؤسسات المستثمرة فيها مثل إليوت مانجمنت كورب جروب، بواقع 250 مليون يورو. ومن ناحية أخرى توقع إرهان جيرسيس أن تضغط مجموعة إليوت كورب على فودافون العالمية للتخلي عن خطتها لمد البنية التحتية من كابلات الفايبر لتغطية إنجلترا وبعض الدول الأوروبية واستبدالها باستئجار بنى تحتية من مشغلي اتصالات آخرين.
الرئيس التنفيذي القادم لشركة فودافون العالمية، نك ريد، يبحث عن سبل للتعامل مع "انخفاض سعر سهم الشركة وضعف توزيعات الأرباح". ومن بين الخيارات المطروحة أمام ريد هو بيع وحدات المجموعة وشركاتها التابعة حول العالم، وهو ما قد تضغط "إليوت مانجمنت" على فودافون من أجل تنفيذه، ولكن الشركة العالمية تواجه صعوبات في بيع أغلب وحداتها حول العالم، فهي لا تستطيع بيع شركتها التابعة في هولندا إلا بعد عام 2019، في حين أن الاضطرابات السياسية وتوترات السوق في تركيا والهند تصعب من مهمة التخارج في أي من البلدين. وفي الوقت نفسه تمثل فودافون مصر وجنوب إفريقيا اثنين من أهم الأصول التابعة للمجموعة.
وكان ألكسندر فرومان الرئيس التنفيذي لشركة فودافون مصر، قد كشف في مايو الماضي عن أن إجمالي استثمارات الشركة في السوق المصري وصل إلى 10 مليارات جنيه خلال الأعوام الثلاثة الماضية مرتكزة على تقديم خدمات الجيل الرابع 4G، لافتًا إلى أن عدد عملاء الشركة في مصر نحو 44 مليون عميل وتستحوذ على حصة سوقية تصل إلى 44% من سوق المحمول. بينما كشفت مؤشرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن انخفاض عدد مشتركي الهاتف المحمول بنحو 1.5 مليون مشترك خلال أبريل الماضي ليصل إلى 97.67 مليون مشترك مقارنة بـ 99.1 مليون مشترك بنهاية مارس 2018. وأوضحت المؤشرات أن شركة فودافون احتفظت بصدارة السوق بإجمالى عدد مشتركين بلغ نحو42.2 مليون مشترك خلال أبريل بانخفاض قدره 968 ألف مشترك لتصل إلى 42.1 مليون مشترك مقارنة بـ 43.1 مليون مشترك خلال مارس الماضي.
فودافون مصر كانت أعلنت في منتصف يوليو الماضي، أنها حصلت على شهادة "أفضل شبكة محمول فى مصر من شركة اسمها P3 للاتصالات، بزعم اجتيازها اختبار قوة الشبكة في الصوت (المكالمات الهاتفية) والموبايل إنترنت، وتحقيقها أعلى النتائج الكلية في التجربة لتسجل 690 نقطة بفارق 95 نقطة عن المنافسين. ولأن الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات هو المسئول عن تقييم الشبكات العاملة في مصر دون غيره، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بتحذير شركات المحمول الثلاث "فودافون، وأورانج، واتصالات" من قيام كل شركة بإعلان أنها الأفضل في مصر.
لا أعرف كيف تقوم شركات خارج مصر، بتقييم أداء شركات عاملة في السوق المصري، ولا أعرف ما هي شركة "P3" التي زعمت فودافون مصر، أنها حصلت على شهادة منها بأنها الأفضل في السوق المصري. لكن ما أعرفه هو أن الإعلان عن تلك الجائزة سبقته محاولة أحد الأشخاص، في ديسمبر الماضي، تهشيم فرع شركة فودافون بمنطقة وسط البلد في محافظة الإسماعيلية، بعدما اتهم الشركة بعدم تقديم خدمة جيدة له. وحاول تهشيم الباب الخاص بالفرع في 11 ديسمبر 2017، ولكن رجال الأمن أوقفوه واقتادوه إلى مركز الشرطة للتحقيق معه.
الرجل ذهب إلى مقر الشركة على حماره وكان معه فأس خاص بأرضه الزراعية، في الساعة السابعة صباحا، وصرخ قائلا: "ما بيقدموش خدمة"، قبل أن يحاول تكسير زجاج باب الفرع، لعدم الاستجابة له وفتح الباب، فأمسك به رجال الأمن، وبعد أن تحفظت عليه الشرطة وأحالته إلى النيابة، صدر قرارا بإخلاء سبيله بعد التحقيق معه حول ظروف الواقعة.