الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 12:25 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: التسريبات الأخيرة لصفقة القرن


ـ تنازل إسرائيل عن أربعة أحياء فى محيط القدس المحتلة
ـ انتقال أحياء شعفاط، وجبل المكبر، والعيساوية وأبو ديس إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس
ـ ملك الأردن يلتقى ترامب لبحث المقترح الأمريكى بسحب الإشراف الأردنى على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس
ـ تحويل مدينة أبوديس إلى عاصمة للدولة الفلسطينية
ـ منظمة التحرير الفلسطينية تندد بالتسريبات وحنان عشراوى تصفها بالصفقة المشبوهة
.. وحركة فتح تحذر من مؤامرة كبرى
مفاجأة «معاريف» الإسرائيلية:
أمريكا تنوى إقامة قنصلية خاصة فى الأحياء الشرقية للقدس
أسرار جولات كوشنر من تل أبيب إلى الأردن
مجدداً، عاد الحديث عن صفقة القرن، وتم تداول تسريبات حول الطرح الأمريكى، الذى لم يلق استحسانا عربيا حول الكثير من النقاط الواردة فيه، وأهمها ملف القدس. والمناسبة هى جولة مبعوث الإدارة الأمريكية جاريد كوشنر كبير مستشارى الرئيس الأمريكى، وجيسون جرينبلات مساعد الرئيس الأمريكى والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، فى عدد من العواصم العربية، قبل انتقالهما إلى إسرائيل للقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
اجتمع كوشنر وجرينبلات خلال الأسبوع الماضى مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى وولى عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان. والخميس، زار المبعوثان القاهرة، وخلال لقائهما بالرئيس عبدالفتاح السيسى استعرض كوشنر جهود الإدارة الأمريكية واتصالاتها الحالية، للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فضلاً عن تحسين الوضع الإنسانى فى غزة. فيما أكد الرئيس السيسى دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
الرئيس السيسى استعرض الجهود التى تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع فى غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التى يتعرض لها سكان القطاع، ومنها فتح معبر رفح طوال شهر رمضان، فضلاً عن الاتصالات المستمرة التى تجريها مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدماً بمساعى إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث شدد على أن التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية، سيوفر واقعاً جديداً يساعد فى تحقيق الاستقرار والأمن لمختلف دول المنطقة.
كوشنر أكد خلال اللقاء، ما تمثله مصر كركيزة أساسية للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وما يمكن أن تقوم به استناداً لدورها التاريخى فى هذا الإطار، خاصة فى ضوء ما نجحت الدولة المصرية فى تحقيقه من استقرار على الرغم من الوضع الإقليمى المتأزم، وكذلك النجاح الملحوظ فى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى والجهود التنموية التى أحدثت طفرة واضحة فى مجمل الأوضاع فى مصر، معرباً عن تقدير الإدارة الأمريكية ودعمها للجهود التى تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن دورها فى دعم جهود التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية.
ومن جهته، أكد الرئيس السيسى حرص مصر على استمرار تعزيز وتنمية علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، على نحو يخدم المصالح المشتركة للبلدين، فى ظل حالة عدم الاستقرار التى تعانى منها منطقة الشرق الأوسط وما تمر به من أزمات، مستعرضاً الجهود التى تقوم بها مصر، حالياً، لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وذلك بالتوازى مع مساعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
فى السياق ذاته، قال بيان صادر عن البيت الأبيض، إن المستشار جاريد كوشنر «اجتمع مع الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى الوقت الذى يواصل فيه عقد اجتماعات فى الشرق الأوسط، بشأن خطة مرتقبة منذ فترة طويلة يعدها للسلام بين إسرائيل والأراضى الفلسطينية». وأوضح البيان، أن كوشنر، وهو زوج ابنة الرئيس دونالد ترمب، وجيسون جرينبلات المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط، ناقشا مع السيسى أيضاً، تدعيم العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، والحاجة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
قيل إن مبعوثى الإدارة الأمريكية طلبا من زعماء الدول العربية، بحث المقترحات التى قدمت لهم من أجل «إنهاء الصراع فى الشرق الأوسط». بينما أكدت البيانات الصادرة عن الاجتماعات التى عقدها مبعوثا الإدارة الأمريكية والزعماء العرب، أن كل الدول العربية طرحت دعم الجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، وذلك طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وهو ما يخالف الطرح الأمريكى بإخراج مدينة القدس من طاولة التفاوض.
مبعوثا الإدارة الأمريكية طلبا من الزعماء العرب دعم استمرار رعاية واشنطن الخاصة لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالشكل الذى كانت عليه قبل السادس من ديسمبر من العام الماضى، وهو التاريخ الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها. وقوبل القرار برفض فلسطينى قوى، تمثل فى تجميد الاتصالات مع الإدارة الأمريكية، وإطلاق خطة سلام فلسطينية جديدة، تشمل عقد مؤتمر دولى، وتشكيل آلية دولية للإشراف على المفاوضات من عدة دول، تكون الإدارة الأمريكية طرفا فيها وليست راعياً وحيداً لها.
معلومات شبه مؤكدة تقول إنه يجرى حاليا فى أروقة العواصم العربية التى زارها مبعوثا واشنطن، بحث عقد اجتماع فى جامعة الدول العربية، لمناقشة المقترحات الأمريكية الجديدة، وهو أمر يجرى بالتشاور مع القيادة الفلسطينية التى تدعم عقد الاجتماع، بهدف تشكيل موقف عربى جديد، تريد من خلاله إعادة التأكيد على قرارات القمة العربية التى عقدت أخيراً فى مدينة الظهران فى المملكة السعودية.
مؤسسة الرئاسة الفلسطينية تلقت اتصالات عديدة خلال الأيام الماضية، من عواصم عربية، جرى خلالها نقل ما جرى بحثه فى تلك اللقاءات التى جرت مع المسئولين الأمريكيين. وكشفت مصادر فلسطينية مطلعة، أن هناك الكثير من الأمور التى جرى طرحها من قبل مبعوثى واشنطن، لا تزال فى طى الكتمان، ولن يتم الكشف عنها فى الوقت الحالى، بطلب من أمريكا، التى طالبت بأن تبتعد البيانات عن ذكر تفاصيل الخطة التى نوقشت مع الزعماء العرب، والاكتفاء بالحديث العام عن السلام، والإشارة إلى أن المباحثات ناقشت فكرة «المساعدة الإنسانية لغزة»، وهى خطة ترفضها القيادة الفلسطينية، وترى فيها مدخلا لتمرير مخططات فصل القطاع، عن باقى أجزاء الدولة الفلسطينية المنشودة.
رسمياً، علقت منظمة التحرير الفلسطينية على جولة مبعوثى الإدارة الأمريكية، بتأكيد حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية «أن الولايات المتحدة الأمريكية، أنهت الشروط الأساسية لأى حل سياسى، وتعد لصفقة مشبوهة». وشددت على أنه «لن يكون هناك اتفاق سلام دون الالتزام الراسخ بقرارات وقوانين الشرعية الدولية وبالتطبيق الفعلى لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان». أما حركة فتح التى يتزعمها الرئيس محمود عباس، فنددت بالتحركات الأمريكية فى المنطقة تحت عنوان «تحسين الوضع الإنسانى فى غزة». وقال الناطق باسم الحركة أسامة القواسمى، إن هذه التحركات «تشكل تناقضاً كبيراً مع مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة، وأبرزها تقليص مساهمتها لوكالة الأونروا، وقطع المساعدات عن الشعب الفلسطينى». وأكد أن هذه التحركات التى وصفتها بـ«المشبوهة» تهدف إلى فصل قطاع غزة خدمة لأهداف إسرائيلية بغرض تصفية القضية الفلسطينية، مشددا على أن هذه الأفكار لن تمر، ولن تجد طريقها للنجاح. وقال إن الحل يكمن بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى بشكل كامل عن كل أراضى دولة فلسطين المحتلة وعاصمتها القدس، لافتا إلى أن محاولات إنهاء الصراع وجعله «مساعدات إنسانية»، ما هو إلا «ضياع للوقت، واستنساخ لتجارب فاشلة».
فى السياق، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن التفاصيل التى تسربت عن الخطة الأمريكية، لا تلبى المطالب الفلسطينية، ما قد يؤدى إلى رفضها القاطع من جانب الفلسطينيين. وذكرت الصحيفة فى تحليل لها، ان الأمريكيين سيعرضون على الفلسطينيين إقامة عاصمة دولتهم فى «حى أبوديس» شرق القدس، مقابل انسحاب إسرائيل من ثلاثة إلى خمسة أحياء عربية فى شرق المدينة وشمالها وإبقاء البلدة القديمة تحت السيطرة الإسرائيلية. كما لا تشمل الخطة الأمريكية إخلاء نقاط استيطانية، وأنها تنص أيضاً على إبقاء منطقة الأغوار تحت السيطرة الإسرائيلية، وبموجب ما كشف فإن الخطة تقضى أيضاً بأن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة «منزوعة السلاح الثقيل». وهذه المقترحات وغيرها سبق أن كشف عنها الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية، وأعلن عن رفضها فلسطينيا. وحسب ما ذكرت «هآرتس» فإن محافل سياسية فى العاصمة الأردنية عمان، أعربت عن قلقها، إزاء بند فى الخطة الأمريكية يمنح المملكة السعودية ودولا خليجية أخرى موطئ قدم فى إدارة الحرم القدسى الشريف.
هذا المقترح الأمريكى يسحب الامتياز الأردنى فى الإشراف على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس المحتلة. ومن المقرر أن يلتقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الملك الأردنى عبدالله الثانى، فى البيت الأبيض الاثنين المقبل، حيث سيناقشان القضايا التى تهم الجانبين، بما فيها عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أنه وفقاً للرؤية الأمريكية لخطة السلام، سيكون على إسرائيل فى المرحلة الأولى الانفصال عن أربعة أحياء فى الشطر الشرقى من القدس المحتلة، شعفاط، وجبل المكبر، والعيساوية وأبوديس، ويتم نقلها إلى السلطة الفلسطينية، وفصلها عن القدس. وذكر المحلل العسكرى لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن الخطة الأمريكية المعروفة بـ«صفقة القرن» التى بات الإعلان عنها وشيكاً وفقاً لمصادر صحفية تعززها التحركات الدبلوماسية الأخيرة فى المنطقة، لا تتضمن إخلاء البؤر الاستيطانية فى الضفة الغربية المحتلة بما فى ذلك المستوطنات «المعزولة»، فيما تكون منطقة الأغوار تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلى الكاملة. وأضافت الصحيفة أن الدولة الفلسطينية وفقاً للرؤية الأمريكية التى تترجمها «صفقة القرن» ستكون «دويلة ناقصة» بدون جيش أو أسلحة ثقيلة، وذلك مقابل ما وصفها هرئيل بـ«حزمة من الحوافز المادية الضخمة» الممنوحة من السعودية ودول خليجية أخرى». كما أشارت الصحيفة إلى ما اعتبرته «تخوفات» أردنية من أن تمنح الخطة الأمريكية موطئ قدم للسعودية ودول خليجية أخرى فى الحرم القدسى الشريف، ما يسحب الامتياز الأردنى فى الإشراف على الأوقاف الدينية الإسلامية والمسيحية فى المدينة المقدسة.
فى المقابل، أشارت صحيفة «معاريف»، إلى تخوفات إسرائيلية من أن تتضمن «صفقة القرن»، إقامة قنصلية أمريكية فى الأحياء الشرقية لمدينة القدس المحتلة لتوفر الخدمات للمقدسيين، بالإضافة إلى التخلى عن السيادة الإسرائيلية، وبالتالى الانسحاب الإسرائيلى من الأحياء المذكورة فى الشطر الشرقى داخل المدينة المحتلة. ويأتى ذلك مع وصول كبير مستشارى الرئيس الأمريكى وصهره، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الأمريكى الخاص لعملية التسوية فى الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، إلى البلاد، وذلك ضمن جولة إقليمية تضمنت كلا من مصر والسعودية والأردن لمناقشة التوقيت المحتمل للإعلان عن «صفقة القرن». وفى افتتاحيتها سخرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية من محتويات صفقة القرن، وقالت إنها لن تكون مقبولة لدى أكثر قائد فلسطينى اعتدالا. وفى سياق متصل كشفت الإذاعة العامة أن مصر تمارس ضغوطا على إسرائيل كى تقدم تسهيلات لحماس. ونوهت أن الضغوط المصرية على إسرائيل تشمل نقلاً حراً ورخيصاً للرمل ومواد البناء عبر معبر رفح إلى القطاع، وهذا ما تخشاه إسرائيل كونه يستخدم فى بناء الأنفاق والمنشآت العسكرية. ونقلت عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن إدخال مواد البناء لغزة سيشجع حماس على حث خطاها فى استكمال بناء أنفاق تمهيدا لمواجهة عسكرية محتملة.
فى هذا السياق يُشار إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التقى، الاثنين الماضى، مع العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى فى عمان، ونقل له التزام إسرائيل بـ«الحفاظ على الوضع الراهن فى الأماكن المقدسة» فى القدس المحتلة. وعقد هذا اللقاء للمرة الأولى منذ أزمة السفارة الإسرائيلية فى عمان، حيث إنه على خلفية نصب البوابات الإلكترونية من قبل الاحتلال على مداخل الحرم المقدسى، أطلق أحد حراس السفارة الإسرائيلية فى عمان النار على مواطنين أردنيين داخل مبنى السفارة.
الملك عبدالله سيسافر للاجتماع بالرئيس الأمريكى يوم الاثنين، فى البيت الأبيض، وسط تقديرات صحفية تشير إلى مخاوف أردنية من انحياز خطة ترامب للسلام للإسرائيليين، ما قد يثير احتجاجات داخلية فى الأردن. وكانت تقارير صحفية قد أفادت بأن «هناك أزمة حقيقية بين عدد من الأطراف العربية (أمريكا والسعودية والإمارات من جهة، والأردن والسلطة الفلسطينية)، بسبب المسوّدة التى صاغها كوشنر لـ«خطة السلام الأمريكية»، فى وقت يتمسك فيه الأردن بإدخال تعديلات واضحة تتعلق بالإشراف الأردنى على المقدسات فى القدس المحتلة، والبلدة القديمة. واعتبر هرئيل أن العرض الأمريكى، إذا تطابق مع التسريبات المتوفرة، فإنه لن يرضى طموحات الفلسطينيين، الذين قطعوا فعلا العلاقات مع الولايات المتحدة إثر إعلان ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى ديسمبر الماضى، ولا يمكن اعتبارها نقطة يمكن أن تستأنف منها المفاوضات المجمدة منذ سنة 2014.