الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:45 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: أبداً لن تموت القضية الفلسطينية

شهداء مسيرة العودة الكبرى برصاص الصهاينة
يوم الجمعة الماضى مرت الذكرى السنوية ليوم الأرض الذى قامت فيه القوات الإسرائيلية سنة 1976 بمصادرة آلاف الأفدنة من الأراضى الفلسطينية فى المناطق التى تقطنها أغلبية فلسطينية وهو قرار تعسفى ظالم يسلب حقوق الغير بالقوة ويحرمهم منها. وفى هذا اليوم شهدت المناطق الفلسطينية، خاصة حدود قطاع غزة مع إسرائيل، أحداثا دامية، راح ضحيتها ما لا يقل عن 17 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 1200 بجروح، فى واحد من أسوأ أيام المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلى. ووقعت المواجهات خلال احتفال الفلسطينيين بـ"يوم الأرض" فى القطاع والضفة وبقية مناطقهم فى إسرائيل، لكن أكثرها دموية كان خلال تنظيم "مسيرة عودة" سلمية قرب السياج الحدودى الفاصل بين غزة وإسرائيل، التى أغرقها رصاص الاحتلال فى بحر من الدماء. وكان أول شهيد فلسطينى قد سقط فى قصف مدفعى استهدفه خلال وجوده فى أرضه الزراعية شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة فى ساعة مبكرة من فجر الجمعة. حيث كان يقوم بحراستها ليلاً قبل أن يتم استهدافه بقذيفة مدفعية.
مسيرة العودة الكبرى كانت عبارة عن رسالة وجهها الفلسطينيون بأنهم لن يقبلوا باستمرار الحصار المفروض عليهم. وأنهم بدأوا مرحلة جديدة من نضالهم وكفاحهم الوطنى على طريق التحرير والعودة، وأنهم لا يمكنهم التفريط والتنازل. كما أكد الشعب الفلسطينى أيضا أنه موحَّد فى خندق الثوابت، وعلى رأسها حق العودة والقدس ومواجهة الصفقات المشبوهة. إذ كانت مفاهيم عديدة تغيرت فى السنوات الأخيرة من بينها قبول العرب والفلسطينيين على وجه الخصوص بدولة إسرائيل فى حدود ما قبل 1967 وأن تكون القدس بشطريها عاصمة لدولتين. لكن الواضح أن منطق القوة الذى تتمتع به إسرائيل والمساندة المستمرة من القوى العظمى فى العالم متمثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية يجعلانها غير مرنة فى قبول الدعوات والمبادرات العربية لبدء التفاوض والعيش بسلام وسط جيرانها العرب.
أكثر من 30 ألف فلسطينى انطلقوا إلى الحدود للمشاركة فى تلك المسيرات، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومرددين شعارات تؤكد حق العودة إلى أراضيهم المحتلة عام 1948. فى حين أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، أن المئات من الجنود الإسرائيليين وصلوا بحافلات إلى الجانب الآخر من الحدود، وسط انتشار عشرات القناصة والضباط الكبار من الجيش لمتابعة ما يجرى على الأرض وعن قرب. كما نُشرت صور أخرى تظهر استخدام الجيش الإسرائيلى طائرات "دورون" صغيرة تلقى قنابل تتسبب فى حرقة بالعيون وتلف فى أعصاب الجسد فى حال استنشاق الدخان المنبعث منها؛ ما زاد من عدد الجرحى فى المناطق الحدودية. وحاول الاحتلال التشويش على بث وسائل الإعلام من المناطق الحدودية، كما عمل على تشويش الاتصالات وإرسال رسائل للمشاركين بعدم الاقتراب من السياج الأمنى.
الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة أعلنت مساء الجمعة، انتهاء اليوم الأول لـ"مسيرة العودة"، داعية المتظاهرين إلى التراجع نحو الخيم التى إقامتها فى المواقع الخمسة التى تبعد مئات الأمتار عن الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. وأقام منظمو هذه المسيرة عشرات الخيم فى خمسة مواقع تقع على بعد نحو سبعمائة متر عن الحدود مع إسرائيل، حيث اندلعت مواجهات عنيفة وواسعة قتل خلالها 17 فلسطينياً وأصيب نحو 1200. وقالت وزارة الصحة فى قطاع غزة، إن 15 فلسطينياً قُتلوا فى المواجهات، فى حين أعلن الجيش الإسرائيلى أنه قتل اثنين آخرين حاولا تنفيذ هجوم مسلح قرب الحدود، وهو الأمر الذى لم تعلق عليه أى جهة فلسطينية حتى مساء أمس.
وأشارت وزارة الصحة فى غزة إلى أربعة قتلى من سكان مناطق شمال القطاع، وثلاثة آخرين من سكان مدينة غزة، وآخر من وسط القطاع، وثلاثة آخرين من خان يونس، إلى جانب قتيل من رفح جنوب القطاع.
وبينما أعلنت هيئة تنسيق مسيرة العودة عن انتهاء فعالياتها مساء الجمعة، داعية إلى تواصل الاعتصام، وإلى أن يشارك فيه سكان الضفة والقدس وفلسطينيو الداخل والشتات. تم الإعلان أيضا عن إصابة عشرات الفلسطينيين فى مسيرات حاشدة شهدتها مدن وبلدات فى الضفة الغربية ضمن المسيرات الأسبوعية كل يوم جمعة؛ احتجاجاً على القرار الأمريكى بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
فلسطينيون غاضبون اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين فى رام الله والبيرة وفى قرية بدرس غرب رام الله وفى قرية قصرة جنوب شرقى نابلس، وأمام الحرم الإبراهيمى فى الخليل، وفى قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية، ورشق المتظاهرون الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة، فى حين أطلق الإسرائيليون الرصاص الحى والمطاطى وقنابل الغاز والصوت.
السلطة الفلسطينية اتهمت إسرائيل باستخدام سياسة الإعدام الميدانى ضد المتظاهرين العزل فى قطاع غزة، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية المسئولية الكاملة عن ذلك. وأدان أمين سر اللجة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات "العدوان الإسرائيلى المدروس، وعمليات الإعدام الميدانى على الحراك السلمى والحضارى لأبناء شعبنا العزّل، وإعدام 10 شهداء وجرح ما يرنو على 1000 جريح (حتى وقت صياغة البيان)، واستهداف المتظاهرين السلميين بالرصاص الحى والقنابل الغازية والصوت، بما فى ذلك استهداف الطواقم الطبية". وحمّل عريقات حكومة الاحتلال الإسرائيلية ودول العالم قاطبة "المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة أبناء شعبنا العزّل من المتظاهرين السلميين"، وطالب المجتمع الدولى "بالخروج عن صمته وإداناته اللفظية والتدخل العاجل فى اتخاذ الإجراءات الفورية لردع جرائم إسرائيل ووقف مجازرها بحق أبناء شعبنا ومحاسبتها عملاً بأحكام القانون والشرعية الدولية".
كانت إسرائيل قد استعدت للمسيرات الفلسطينية بإطلاق حملة إعلامية كبيرة ترافقت مع حشود عسكرية وتهديدات بإطلاق الرصاص على كل من يقترب من الجدار فى قطاع غزة تحديداً. وأعلنت أنها نشرت مئات القناصة على طول الحدود لإطلاق الرصاص على كل من يقترب من الشريط الحدودى. ودفعت بقوات كبيرة وأرتال الدبابات والمجنزرات لتتخندق بشكل علنى فوق كل مرتفع، وأرسلت إلى الجو طائرات الرصد. وأعلنت كل المناطق المتاخمة للشريط الحدودى منطقة عسكرية مغلقة. ولم تتردد فى إطلاق الرصاص الكثيف بهدف الإصابة، فضلاً عن الآلاف من قنابل الغاز المسيل للدموع. وزعمت أنها تخشى من قيام "حماس" باستغلال الفوضى العارمة لتنفيذ عمليات تفجير كبيرة ضد الإسرائيليين. وقام رئيس أركان الجيش، جابى إيزنكوت، بالإشراف شخصياً على ممارسات جنوده لقمع المسيرات.
مسئولون أمنيون رفيعو المستوى، على رأسهم وزير الأمن الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان، والناطقان بلسان الجيش والحكومة، استخدموا اللغة العربية لمخاطبة الفلسطينيين فى قطاع غزة لثنيهم عن المشاركة فى المسيرة. وكثفت إسرائيل أيضاً مساعيها الإعلامية والدبلوماسية لسحب الشرعية من فعاليات مسيرة العودة الكبرى، ولتحميل حركة "حماس" مسئولية المسيرة، وما سيترتب عليها من مواجهات وإصابات. وتوجه كل من ليبرمان ومنسق عمليات الحكومة فى المناطق المحتلة، يوآف مردخاى، والمتحدث باسم رئيس الحكومة، أوفير جندلمان، والناطق بلسان الجيش الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، باللغة العربية لكتابة منشورات على صفحاتهم فى مواقع التواصل الاجتماعى فى محاولة للتأثير على الفلسطينيين، ومنعهم من الخروج فى المسيرة. وشاركوا فى فيديوهات تحريضية وترهيبية، تُظهر الجيش يطلق الرصاص على فلسطينى، وشاركوا فى نشر فيديو آخر يُظهر مسلحين قرب الحدود لتبرير أعمال القتل، كما ركزوا على تسمية مسيرة العودة الكبرى "مسيرة الفوضى" واستخدام اسم "حماس تستغلكم" وكتابة المنشورات بهذه الروح. وكتب ليبرمان على صفحته فى "تويتر": "إلى سكان قطاع غزة: قيادة حماس تغامر بحياتكم. كل من يقترب من الجدار يعرّض حياته للخطر. أنصحكم مواصلة حياتكم العادية والطبيعية وعدم المشاركة فى الاستفزاز".
جندلمان نشر شريطين مصورين، هدد فى أحدهما الفلسطينيين بإطلاق الرصاص الحى عليهم مثل الشخص الذى يظهر فى الفيديو وهو يتلقى رصاصة من الجنود، وفى نهاية الفيديو تظهر كلمات "حماس ترسلكم للمظاهرات وتعرّض حياتكم للخطر". وكتب معلقاً على صفحته فى "فيسبوك" "مش حرام؟ هذا أقل ما سيواجه كل من يحاول أن يجتاز الجدار الأمنى الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. كما يعلم كل فلسطينى فى قطاع غزة، حماس لا ترسل أبناء قادتها إلى الجدار وهى تعلم جيداً لماذا. لا تنجروا وراء محاولاتها لاستغلالكم من خلال مسيرة الفوضى. أعذر من أنذر". كما نشر فيديو آخر، زعم فيه أن مسلحين من "حماس" يوجدون قرب الجدار الحدودى العازل، فى مسعى لتبرير إطلاق الرصاص القاتل ضد الفلسطينيين. وكتب جندلمان معلقاً على الفيديو: "إرهابيون مسلحون ينتمون لحماس وقفوا قبل قليل قرب الجدار الأمنى الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل فى إطار مسيرة الفوضى التى ترسل آلاف الفلسطينيين، بعضهم يحملون السلاح، ليجتازوا الجدار من أجل التسلل إلى أراضينا. لكل دولة الحق بحماية حدودها وهذا ما نفعل". بدوره، كتب أدرعى على صفحته: "مش باصات سلمية ولا باصات مخيم صيفى مثل باصات الطلاب فى القاهرة، بل هى باصات الفوضى التى ستجلب الأطفال والنساء إلى ساحة قتال بينما سيبقى قادة الحركة فى منازل تتمتع بكهرباء على مدار الساعة".
يغيظك أن تكشف مصادر روسية وإسرائيلية فى تل أبيب، بالتزامن عن فشل لقاء قمة إسرائيلى - فلسطينى، فيما أكد عدد من المسئولين الأمريكيين فى أحاديث مع نظرائهم الإسرائيليين، أن إدارة الرئيس دونالد ترمب مصرّة على طرح خطة سلام للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى وأن هذه الخطة حيّة وعندما ستطرح ستفاجئ الطرفين "بواقعيتها". وطبقا لما ذكرته هذه المصادر، فإن المسئولين الأمريكيين يصرون بعناد على طرح خطتهم، ويعتقدون أن الأزمة مع القيادة الفلسطينية ستجد طريقها إلى الحل.
المنطق يقول إن الإدارة فى واشنطن لم تفاجأ بالغضب الفلسطينى من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل، بل توقعوا هذا السيناريو. أما اللا منطق فهو أن تعتقد الإدارة الأمريكية أن هذا القرار كان عاملاً مساعداً على تحقيق تقدم فى المسيرة السلمية. وبالتالى كان عبثيا أن يعلن الطاقم الأمريكى برئاسة المبعوث جيسون جرينبلات، وهو الطاقم المكلف بإعداد خطة السلام الأمريكية، أنه لا يتأثر من المقاطعة الفلسطينية، بل يواصل عمله كالمعتاد، والأكثر عبثية هو أن يلعب جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأمريكى، وصهره دوراً محورياً فى التحضيرات لإعلان خطة السلام.
أحد المسئولين الأمريكيين لصحيفة "هآرتس": "نحن واقعيون جداً. لم نقل يوماً إن مهمتنا ستكون سهلة المنال. لذلك لم نضع لها جدولاً زمنياً. لكنها ستنشر قريباً، عندما تتضح الصورة فى ملفات أخرى فى المنطقة، مثل إعلان الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى وأثره على دول المنطقة والوضع الأمنى فى الضفة الغربية وقطاع غزة والوضع الحزبى فى إسرائيل. كما أننا ننتظر تغييراً فى الموقف الفلسطينى. ومع ذلك، فإننا لا نستبعد إمكانية طرح الخطة حتى لو استمرت القطيعة الفلسطينية لنا". ونفى المسئول الأمريكى أن تكون خطتهم تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية فى الصراع. وقال إن هذا الادعاء على الأقل غير دقيق. وتساءل: "كيف يمكننا أن نفرض على أحد الطرفين وجهة نظر طرف واحد؟ هذا غير معقول. نحن سنحاول إقناع الطرفين بأننا نجلب لهم أفضل الحلول وأكثرها واقعية". كما كشفت مصادر سياسية روسية وإسرائيلية فى تل أبيب، أيضا، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطينى، محمود عباس، وافقا على اقتراح روسى لعقد لقاء قمة بينهما فى موسكو بضيافة الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، قبل بضعة أشهر، لكن نتنياهو تراجع فى اللحظة الأخيرة. وقالت إن نتنياهو اشترط فى البداية أن يتم اللقاء دون شروط مسبقة، وبعد أن وافق عباس على ذلك، فوجئ نتنياهو بهذه الموافقة، وراح يتهرب!
يحدث ذلك، بينما تواصل وحدة الكوماندو "يسام" التابعة للشرطة الإسرائيلية، منذ صباح الثلاثاء الماضى، تدريبات واسعة للمئات من عناصر قواتها القتالية، على عملية لاقتحام المسجد الأقصى وباحاته ومرافقه "خلال فترة توتر أمنى". وقالت مصادر من الشرطة، إنه تم تجميع 700 عنصر "يسام" من مختلف مراكز الشرطة الإسرائيلية، بدأوا تدريبات تشمل العديد من السيناريوهات المحتملة، فى ظل التوتر واحتمالات التصعيد خلال يوم الجمعة ، الذى يصادف يوم الأرض، وعشية عيد الفصح اليهودى، وأحداث أخرى فى المستقبل. وأوضحت أن من بين السيناريوهات التى يتدرب عناصر الشرطة عليها، سيناريو يجرى خلاله اقتحام المسجد الأقصى. وقد تم بناء مجسمات تحاكى أبواب المسجد فى منطقة التدريب. وذكرت المصادر أن قيادة "حرس الحدود"، التابعة للشرطة الإسرائيلية، والمنتشرة بشكل واسع فى القدس، منذ الهبة الأخيرة قبل سنتين، هى التى أعدت التدريب وتشرف عليه.
الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية، أكد أن التدريب يهدف إلى فحص قدرة القوات على مواجهة سيناريوهات صعبة فى ظل التوتر الأمنى الحالى فى الضفة الغربية، ودعوات "حماس" لمسيرات العودة باتجاه حدود قطاع غزة، واحتمال اندلاع مواجهات عنيفة فى يوم الأرض. ولكن مفتش عام الشرطة الإسرائيلية، رونى الشيخ، قال فى رسالة لتهدئة الإسرائيليين، خلال جولة له على أطراف مدينة القدس، إنه لا توجد زيادة فى عدد الإنذارات حول نية فلسطينيين تنفيذ عمليات عشية عيد الفصح اليهودي.
بالتزامن، خرجت الحركات اليمينية المتطرفة للمستوطنين اليهود فى القدس الشرقية المحتلة وقضائها، والمنضوية تحت سقف ما يسمى "منظمات الهيكل"، بحملة لإقناع الحكومة الإسرائيلية بإخلاء المسجد الأقصى يوم الجمعة، لتقديم قرابين "الفصح العبرى” فى ساحات المسجد. وعلّقت جماعات "الهيكل" فجر (الثلاثاء)، بيانات ولافتات تحذيرية على أبواب الأقصى، تطالب أهل القدس بإفراغ المسجد يوم الجمعة لما يسمى يوم "الأبكار التوراتى" اليهودى، الذى يسبق يوم "الفصح"، وذلك لتنفيذ القرابين. وقال ناطق بلسان هذه المجموعة، إن "من يؤمن بحرية العبادة يجب أن يتيح لليهود المؤمنين بأن الهيكل اليهودى كان قائماً هنا، أن يأتوا ليقيموا الصلاة بشكل حر. وما دام الفلسطينيون المسلمون يتنكرون لحق اليهود، فيجب على السلطة الإسرائيلية أن تثبت أنها السيد هنا وأن تخلى المساجد من المسلمين خلال الطقوس الدينية اليهودية".
جماعات "الهيكل" كانت قد نظمت، ليل الإثنين الماضى، طقوساً وتدريباً على ذبح قرابين "الفصح العبرى" عند السور الجنوبى للمسجد الأقصى، بتنفيذ ودعم من "معهد الهيكل التوارتى" داخل القدس القديمة. ونصبت منصة ومكبرات صوتية والإضاءة اللازمة لهذه الطقوس، وكذلك نصب "مذبح المحرقة" وتجهيزات أخرى خاصة بالتدريب. وأدى عشرات المستوطنين صلواتهم، وتلقوا تدريباتهم الخاصة بعيد "الفصح"، بإشراف ومشاركة كبار حاخامات "الهيكل" ومطربين، بالإضافة إلى مشاركة عضو الكنيست اليمينى، يهودا غليك. وسمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلى لجماعة "أمناء جبل الهيكل" المتطرفة، وللمرة الأولى بالقيام، بذبح "قربان عيد الفصح" قريباً من مداخل الأقصى.
بينما صمت الجميع، تحدثت مصر وأدان الأزهر بشدة قمع قوات الاحتلال الإسرائيلية، المظاهرات والمسيرات السلمية التى نظمها أبناء الشعب الفلسطينى بمناسبة الذكرى الـ42 لـ"يوم الأرض" و"مسيرات العودة"؛ ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى ومئات الجرحى. وشدد الأزهر على دعمه ومساندته الكاملة للشعب الفلسطينى "فى نضاله المشروع من أجل استعادة أرضه المحتلة، وانتفاضته الباسلة ضد سياسة مصادرة الأراضى والتهويد التى تنتهجها قوات الاحتلال"، مؤكداً حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره. كما طالب الأزهر المجتمع الدولى والمنظمات الإنسانية والحقوقية "بدعم الشعب الفلسطينى فى صموده وكفاحه الوطنى... كما يجب على مجلس الأمن الدولى الاضطلاع بمسئولياته فى وقف الجرائم التى تُرتكب ضد الشعب الفلسطينى".
أيضا شدد الدكتور شوقى علام، مفتى مصر، فى بيانه الذى أصدره، أمس، على دعمه ومساندته الفلسطينيين فى انتفاضتهم ومسيراتهم "من أجل استعادة حقوقهم المسلوبة وعودتهم لديارهم والدفاع عن مدينتهم المقدسة وعاصمة دولتهم الأبدية". ودعا المفتى إلى ضرورة تفعيل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأكيد أن "أى قرارات أو إجراءات يُقصد بها تغيير طابع مدينة القدس أو وضعها أو تكوينها الديموغرافى ليس لها أثر قانونى وتعد لاغية وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، مشيراً إلى "ضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة والمواقف الدولية ذات الصلة التى تعبر عن الإرادة الدولية الرافضة بكل قوة للقرار الأمريكى المجحف والباطل تجاه القدس"، مشدداً على أن "عروبة القدس وهويتها غير قابلة للتغيير أو العبث، وأن كل شعوب ودول العالم الإسلامى ترفض رفضاً قاطعاً كل محاولات قوات الاحتلال لتهويد القدس وتغيير هويتها العربية والإسلامية".