الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:43 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن فرار تميم ..أنباء عن عزل «موزة».. واللقاءات الــسريــة مع قائد فيلق القدس الإرهابى تطيح بالنظام القطرى

السؤال هنا: هل تم اختراق وكالة الأنباء القطرية كما قالت هى؟!.. أم أن الدوحة راجعت موقفها بعد ردود الفعل العربية خصوصا من السعودية والإمارات وبعض الدول العربية؟!.. وكيف ستكون مواقف واشنطن من الدوحة لاسيما أن هدف تطويق النفوذ الإيرانى ومراجعة البرنامج النووى هو أهم أهداف واشنطن من التحالف مع منطقة الشرق الأوسط، كما أن تصريحات أمير قطر تطرقت إلى قاعدة العديد الأمريكية الموجودة بالمنطقة، حيث ألمح تميم إلى أن قاعدة العديد الأمريكية هى نواة أمريكية للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط؟!
معروف أن الموقف القطرى من اليمن هو موقف غير واضح فى بعض مراحله، حيث اتهمت قطر كثيراً بتسهيل بعض المهمات للحوثيين وتقديم الدعم على خلفية علاقتها من إيران وتلاقى وجهات النظر بين الدولتين فى بعض القضايا مثل سوريا وفلسطين، كما أن موقف الدوحة من حركة حماس معروف، وهى من أكثر الدول الداعمة للحركة، وتلعب الدوحة دوراً مهماً فى المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، وتتهم فى كثير من الأحيان من أطراف فلسطينية بأنها السبب فى تأخير الإعلان عن المصالحة؟
ويبدو أن تأثير تلك التصريحات على قطر لن يكتفى فقط بمحيطها العربى والخليجى، ولكنه حسب مراقبين سيكون له أبعاد إقليمية، خصوصا مع تلك الدول التى ترتبط بشكل أو بآخر بمنظومة العمل الدولى والإقليمى الخاصة بإيران، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن العلاقات الأمريكية-القطرية اختلفت فى عهد ترامب عن تلك التى كانت فى عهد سلفه باراك أوباما.
الدوحة، إذن، فى ورطة كبيرة، بسبب اختلاف السياسة الأمريكية الجديدة واعتبارها الملف الإيرانى أهم أولوياتها، وكانت إدارة أوباما أعطت لقطر مساحة من التعامل مع أطراف متعارضة، وأوكلت لها مهمة جمع تلك الأطياف للجلوس على مائدة المفاوضات، وهو ما يفسر استقبال الدوحة للعديد من التيارات المعارضة، ومنها فتح مكتب لحركة طالبان فى الدوحة بالإضافة إلى استيعابها لحركة حماس، وحفاظها على علاقات مع إيران وحزب الله.
وعلى أية حال فإن الأمور فى منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا العلاقات الخليجية-الخليجية، والخليجية-العربية، سوف تتعرض الفترة القادمة لإعادة صياغات بناء على معطيات أفرزتها زيارة ترامب للمنطقة، وستؤدى بلاشك إلى تغير التحالفات، وهو ما سينعكس على ملفات مهمة منها القضية الفلسطينية والليبية والسورية.
التصريحات أثارت جدلاً لما تضمنته من تحامل على دول عربية ودفاع عن إيران وحزب الله وإعلان صريح عن تواصل مع إسرائيل، نشر بكامله على الشريط الإخبارى للتليفزيون القطرى. وجاء فى الكلمة أن لدى قطر تواصلاً مستمراً مع إسرائيل، وأن التوتر مع الولايات المتحدة لن يستمر «بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأمريكى».. وعن علاقات بلاده مع إيران، أوضح أمير قطر أن «إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله»، وأن بلاده تحتفظ بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة وإيران فى وقت واحد.. وأوضح فى حديثه أنه ليس من المصلحة التصعيد مع إيران خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار فى المنطقة. كما وصف تميم ميليشيات حزب الله اللبنانية بأنها حركة مقاومة.
وهذا نص الكلمة قبل سحبها:
أكد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر؛ أن ما تتعرض له قطر من حملة ظالمة، تزامنت مع زيارة الرئيس الأمريكى إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها فى تحقيق الاستقرار معروفة الأسباب والدوافع، وسنلاحق القائمين عليها من دول ومنظمات؛ حماية للدور الرائد لقطر إقليمياً ودولياً، وبما يحفظ كرامتها وكرامة شعبها.
جاء ذلك فى حديث لسمو أمير قطر بثته وكالة الأنباء القطرية على موقعها بعد حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندى الخدمة الوطنية فى ميدان معسكر الشمال صباح اليوم.
وقال سموه: إننا نستنكر اتهامنا بدعم الإرهاب رغم جهودنا المتواصلة مع أشقائنا ومشاركتنا فى التحالف الدولى ضد داعش مضيفاًً: إن الخطر الحقيقى هو سلوك بعض الحكومات التى سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة، ولم تستطع مواجهته سوى بإصدار تصنيفات تجرم كل نشاط عادل.
وأضاف سموه: ولا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله داعياً الأشقاء فى جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر، ووقف سيل الحملات والاتهامات المتكررة التى لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشئون أى دولة مهماً حرمت شعبها من حريته وحقوقه.
وشدد أمير قطر أن العلاقة مع الولايات المتحدة قوية ومتينة رغم التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، مع ثقتنا أن الوضع القائم لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الامريكى، وأشار سموه إلى أن قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هى الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكرى بالمنطقة، فى تشابك للمصالح يفوق قدرة أى إدارة على تغييره.
وعن القمة العربية الإسلامية-الأمريكية التى شاركت فيها قطر بالرياض، جدد سموه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الحفاوة وكريم الضيافة، داعياً إلى العمل الجاد المتوازن بعيداً عن العواطف، وسوء تقدير الأمور، ما ينذر بمخاطر قد تعصف بالمنطقة مجدداً نتيجة ذلك، وبين سموه أن قطر لاتعرف الإرهاب والتطرف، وأنها تود المساهمة فى تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى واسرائيل؛ بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.
وشدد أمير قطر على أن قطر نجحت فى بناء علاقات قوية مع أمريكا وإيران فى وقت واحد؛ نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمى وإسلامى لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار فى المنطقة عند التعاون معها، وهو ماتحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.
ودعا أمير قطر إلى ضرورة الاهتمام بالتنمية ومعالجة الفقر، بدلاً من المبالغة فى صفقات الأسلحة، التى تزيد من التوتر فى المنطقة، ولاتحقق النماء والاستقرار لأى دولة تقوم بذلك.
واختتم أمير قطر حديثه بالتأكيد على التزام دولة قطر بمواقفها السياسية الراسخة تجاه القضايا العادلة للشعوب العربية، مهما تعرضت لمحاولات تشويه، أو هجمات تستهدف زعزعة موقفها والإخلال بدورها.
فى السياق نفسه، كشف وزير الدفاع الأمريكى السابق روبرت جيتس واقع العلاقة المتقلبة بين واشنطن وقطر، وعلاقة الإخوان وحركة حماس بها، وذلك فى ندوة بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية.
وقال جيتس: «منذ فترة طويلة رحبت قطر بالإخوان المسلمين ولا يمكننى أن أرى دولة أخرى فى المنطقة تقابلهم بنفس الترحيب.. توقيع قطر على الاتفاقية فى الرياض مع الرئيس ترامب ليس جديداً، سبق أن وقعوا على نفس الالتزامات فى 2014.. قطر تستجيب لطلباتنا بإقفال حسابات تابعة لحماس أو إيقاف بعض الشخصيات ولكنهم لم يتولوا زمام المبادرة أبداً».
وتحدث وزير الدفاع الأمريكى الأسبق عن العلاقات القطرية مع الولايات المتحدة فى فترة توليه وزارة الدفاع (من 2006 إلى 2011) قائلا إنها كانت سيئة فى البداية، مشيرا إلى الإعلام الصادر من الدوحة وكيف كان يمثل موقفا عدائيا وأن جيران قطر فى المنطقة اعتبروه مصدرا لعدم الاستقرار.
وخلص جيتس إلى أن اجتماعات الرياض تحتاج متابعة، مشيرا على الإدارة الجديدة بأنه «علينا إرسال مبعوث إلى أمير قطر معه لائحة بالنشاطات التى يجب أن تتوقف قطر عن دعمها، وإلا تتغير طبيعة العلاقة معهم».
وما من شك فى أن قطر لعبت ولاتزال دوراًً مشبوهاً وخطيراً فى الأحداث التى تشهدها المنطقة، فهى الداعم للعمليات الإرهابية، بالمال وبتجنيد شبكات الإرهابيين من عرب وأجانب وتأمين متطلبات انتقالهم إلى الدول التى تجرى فيها العمليات. وبين دوافعها للقيام بهذا الدور القذر وهم استفادتها «المحتملة» من المشروع الغربى لخط الغاز المنافس للخط الروسى القائم الذى يمد أوربا بالطاقة، ومنع إنشاء خط يمتد من إيران عبر العراق إلى شواطئ البحر المتوسط.
وكان رفض سوريا للخط القطرى وموافقتها على العرض الإيرانى قد أزعج قطر. ونضيف إلى ذلك أن الدويلة الصغيرة ليست أكثر من حصان على رقعة الشطرنج، ولها دور حددته الولايات المتحدة، لا يمكنها غير الالتزام بأدائه، وهذا الدور هو دعم الإرهاب وتمويله، للدرجة التى جعلتها وسيطاً مقبولاً لدى أوساط معينة ومعروفة بين الإرهابيين وبعض الدول التى اختُطف منها مواطنون.
حدث ذلك، مع أنه فى عام 2004، أقرت قطر قانوناًً لمكافحة تمويل الإرهاب وأسست وحدة مخابرات مالية وأنشأت الهيئة القطرية للأعمال الخيرية.. وأقرت قانوناًً آخر عام 2006 وسّع الرقابة على الجمعيات الخيرية وأعطى سلطات إضافية لوزارة الخدمة المدنية والإسكان.. لا شك أن تلك خطوات إيجابية، لكن حين قدِم فريق تقييم مشترك من «صندوق النقد الدولى» للتدقيق بعمليات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بعد عامين على ذلك القانون، برزت مشاكل كبيرة. وجاء فى تقرير الصندوق أن تمويل الإرهاب يعدّ جريمة فى قطر «لكن تعريفه يبقى محدوداً».. وتبين أن المرسوم الإدارى الذى أنشأ وحدة المخابرات المالية غير مطابق لقانون مكافحة غسل الأموال فى قطر، حيث وجد التقرير أن النظام الذى ينص على الإعلان عن أى أموال تنقل عبر الحدود «غير مطبق وغير فعال».. وعلى الرغم من امتلاكها الصلاحية لضبط الأموال المرتبطة بعمليات غسل الأموال أو تمويل الإرهاب وتجميدها وحجزها، إلا أن أى عملية من هذا النوع لم تتم باعتبار أن أى قضية غسل أموال لم ترفع أمام المحاكم. وأشار التقرير إلى أنه، وعلى العكس، فقد «أتاحت السلطات القطرية ملاذاً آمناً لشخصية ورد اسمها على قائمة الإرهاب العالمية القرار 1267 وأن أى إجراءات لم تتخذ بحق أموالها أو أصولها».
وفى حادثة سريالية عام 2009، اختبر الكاتب بشكل مباشر ميل قطر لتمرير القوانين وسنّها من دون تطبيقها أو إنفاذها. وفى لقاء مع مسئولين قطريين بالدوحة، سأل الكاتب كيف تقوم وحدة المخابرات المالية بتقييم تطابق الحوالات المحلية (عمليات تحويل الأموال غير الرسمية المنتشرة فى المنطقة) والقانون الجديد آنذاك الذى ينص على وجوب تسجيل الحوالات المالية لدى الحكومة أو إغلاقها. أكد المسئول بحزم أنه لم يتم تسجيل أى حوالة كما ينص القانون الجديد، فذلك يعنى أن ما من حوالات تجرى فى قطر.. وكان المسئول قد أجرى المحادثة ذاتها مع مقيّمى صندوق النقد الدولى قبل بضعة أسابيع، غير أن خبراء الصندوق الذين ساورتهم شكوك كثيرة بعدم حصول حوالات، عادوا إلى فنادقهم وسألوا عمال أجانب كيف يرسلون الأموال إلى عائلاتهم فى بلادهم.. وكان الجواب متوقعاً: عبر «الحوالات».. عاد الخبراء إلى المسئول مع قائمة بأسماء مؤسسات الحوالات التى تعمل علناً فى قطر وطلبوا من الحكومة تقديم قسم محدث من تقريرها حول المسألة لصندوق النقد وشددوا على ضرورة تطبيق القوانين الجديدة وإنفاذها.
وفى العام التالى، أقرت قطر قانوناًً جديداً فى مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب يوجب بشكل خاص على الادعاء تجميد أموال المنظمات التى تضعها الأمم المتحدة على قائمة الإرهاب.. وأعطيت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية صلاحية تحديد الإرهابيين بشكل مستقل عن الأمم المتحدة، غير أن اللجنة لم تسجل أى منظمة بدءاً من عام 2013. وفى حين تلزم القوانين المرعية المؤسسات المالية تسجيل تقارير تحويل مشبوهة، إلا أن وحدة المخابرات المالية لم تحِل إلى الادعاء سوى قضية واحدة للتحقيق منذ ديسمبر 2013.
وهناك تقرير دورى لـ«وكالة الأمن القومى الأمريكية» يتناول القدرات المالية لداعش عن سنة 2014، حدد فيه ميزانيته بما يقترب من الـ2 مليار دولار، نصفها تقريبا من عائدات عمليات بيع النفط من الآبار التى سيطر عليها التنظيم فى العراق وسوريا وليبيا!
تقرير وكالة الأمن القومى كشف أن «خزانة التنظيم» يدخلها شهريا 50 مليون دولار تقريبا، من الحكومة القطرية، من خلال 4 بنوك تقوم بتحويل الأموال عبر فروعها إلى المراكز المالية للتنظيم. غير ما يزيد عن 2 مليون دولار يرسلها من داخل قطر أفراد من جنسيات مختلفة على شكل تبرعات لما توصف بـ«جبهة النصرة»، و25 حساباً بنكياً تم تخصيصها للتبرع للاجئين السوريين فى قطر وتركيا، وكل هذه الحسابات تنتهى إلى حسابات التنظيم!
وتأكيداً للدور القذر الذى تلعبه قطر، تم تسريب وثيقة منسوبة للسفير القطرى فى ليبيا يتحدث فيها عن إرسال أعداد من المقاتلين المرتزقة، تم تدريبهم فى معسكرات الــscg فى ليبيا تحت رعاية قطر.
ومن نص الوثيقة التى كانت عبارة عن خطاب رسمى من السفير لوزير خارجيته ننقل ما يلى: هناك 1800 مقاتل أنهوا تدريباتهم فى معسكرات الزنتان وبنى غازى والزاوية ومصراتة.. أقترح أن يتم إرسالهم على ثلاث دفعات إلى تركيا ومنها إلى العراق عبر كردستان.
خيوط جديدة بدأت تتكشف.. بشكل يوحى بأن الولايات المتحدة وأوروبا تحاول أن تغسل يديها من كل جرائمهم فى المنطقة، وتلبيسها لـ«الصبيان» أو للوكلاء، ونقصد تركيا وقطر!
أيضاً قال رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى أد رويس، إن الولايات المتحدة قد تنقل قاعدتها العسكرية بقطر إلى بلد آخر إذا لم تغير الدوحة من تصرفاتها الداعمة لجماعات متشددة.. وأوضح رويس فى ندوة عقدت فى واشنطن، الثلاثاء، أنه من غير الملائم أن تستضيف قطر القوات الأمريكية وفى ذات الوقت تدعم حركات متشددة. وقال إن «التعريف الذى استخدمه لقطر أنها دولة ساعدت فى تمويل القاعدة وداعش وجماعة الإخوان وطالبان، ولا يمكننى أن أفهم لماذا».
وأعلن رويس خلال ندوة أنه سيطرح قانوناً فى الكونجرس لمعاقبة الدول التى تدعم مالياً وإعلامياً فروعاً لحركة الإخوان المسلمين بما فى ذلك حماس وجماعات متشددة أخرى، بحسب تعبيره. وخص المسئول التشريعى الأمريكى بالذكر قطر التى توجد على أراضيها قاعدة “العديد” الجوية التى تعد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية فى العالم، وتوعدها بفرض عقوبات ضدها، مضيفاً «أعتقد أنه فى حال لم تتغير تصرفات قطر، فطبعا ستكون لدينا إرادة بالتطلع لخيارات أخرى للقاعدة العسكرية».
بهذا الشكل يتم التهديد بسحب القواعد التى دفعت قطر أكثر من مليار دولار لبناء قاعدة العديد جنوب غرب الدوحة فى تسعينيات القرن الماضى خلال فترة حكم الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، حيث لم يكن لدى قطر سلاح جوى فى تلك الفترة، وحصل مهندسو الجيش الأمريكى على أكثر من 100 مليون دولار فى عقود بناء المنشآت الجوية العسكرية لبناء أماكن للطائرات الأمريكية، ومرافق السكن والخدمات.. ولإنشاء القواعد الأمريكية فى قطر قصة وجذور، فهى لم تنشأ من فراغ بل مثلت نقطة التقاء مصالح أمريكية-قطرية. ومن تلك النقطة، وقع الاختيار على حمد بن خليفة ليكون هو رجل أمريكا فى الدويلة ورجلها أيضاً فى المنطقة.
أكثر ما يلفت النظر، هو أن دول الخليج أفاقت أخيراً.
وكان العالم كله يعرف من يدعمون الإرهاب إلا دول مجلس التعاون الخليجى!
وكان العالم كله يرى ويتابع تدفق المليارات القطرية على الإرهابيين إلا دول مجلس التعاون الخليجى!
وكان العالم كله يتهم بل ويكيل الاتهامات إلى قطر بدعم وتمويل الإرهاب، وكانت دول مجلس التعاون الجليجى تفتعل أو تدعى أنها لا ترى ولا تسمع. وكان مثيراً للدهشة والسخرية أن نجد من يجازف بربط مصيره مع كيان هش يكاد لا يظهر على الخريطة!
بل إن الصحف البريطانية اتهمت كثيراً قطر بتمويل عدد من الجماعات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط خاصة فى ليبيا وسوريا. وأوضحت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن الدوحة تستثمر ملايين الأموال فى «لندن» من أجل حصد المزيد من الأرباح لتمويل الإرهاب وتزويد الجماعات التى تهدد الغرب بالسلاح. كاشفة فى تقريرها، أن قطر تمول جماعة «فجر ليبيا»، التى تعد حليفا قويا لأنصار الشريعة المسئولة عن مقتل السفير الأمريكى ببنغازى فى 2011، وأضافت أن أموال وسلاح قطر وصلا إلى يدى جماعة أحرار الشام الإرهابية فى سوريا والتى أعلنت ولاءها لتنظيم «داعش» تحت قيادة «البغدادى».
كما سبق أن أكدت صحيفة «صنداى تليجراف» أن تمويل الإرهاب يتم برعاية الأسرة الحاكمة.. وأضافت أن هناك أدلة متزايدة على تورط شخصيات تربطها علاقات وثيقة بقطر فى تمويل الإرهاب،.
وكشف تقرير، كتبه الصحفى البريطانى «روبرت مينديك»، أن مواطناً قطرياً كان أحد ممولى هجمات 11/9، وهو من يمول اليوم بعض التنظيمات المتطرفة فى سوريا بعد أن قامت السلطات القطرية بإطلاق سراحه.
وأكد التقرير أن خالد محمد تركى السبيعى، الذى أفيد سابقا بأنه قدم «دعما مالياً» لخالد شيخ محمد، قد سجن بتهم هجمات إرهابية فى عام 2008 لكن أطلق سراحه بعد 6 أشهر فقط، ويتهم الآن بتمويل «إرهابيين» فى سوريا والعراق.
أيضاًً، ماثيو ليفيت، وهو زميل فرومر- ويكسلر ومدير برنامج ستاين للمخابرات ومكافحة الإرهاب فى معهد واشنطن، تناول بقدر من التفاصيل «سجل قطر مع الجمعيات غير الخيرية وتمويل الإرهاب» وما بين التنصيص هو عنوان مقاله المنشور فى موقع «معهد واشنطن» الذى ذكر فيه أنه «فى الوقت الذى تمهد فيه الولايات المتحدة الطريق أمام تشكيل ائتلاف دولى مستعد لمواجهة «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» («داعش»، التى تسمى نفسها الآن «الدولة الإسلامية»)، شدد مسئولون أمريكيون كبار على أهمية استخدام وسائل التأثير والإقناع إلى جانب الضربات العسكرية. إن أى جهد لمواجهة «داعش» والقضاء عليها يجب أن يشمل بشكل خاص تركيزاً متجدداً على رصد مصادر تمويلها، لكن ذلك يتطلب جهداً دولياً حقيقياً يعتمد نجاحه على أقل الشركاء فاعلية.
وهنا يأتى دور قطر، دولة خليجية صغيرة لكن غنية تميل إلى التودد للحركات الإسلامية بدءاً من «حماس» فى فلسطين إلى الميليشيات الإسلامية فى ليبيا وصولاً إلى حركة طالبان فى أفغانستان.. وذكر نائب وزير الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين بأن قطر، على وجه الخصوص، تعطى «صلاحية سامحة» لتمويل الإرهاب. ولاحظ كوهين أن الرقابة القطرية متساهلة لدرجة أن «عدداً من الممولين الذين يتخذون من قطر مقراً لهم يعملون كممثلين محليين لشبكات أكبر لتمويل الإرهاب مقرها الكويت».. وأضاف كوهين، الذى لم يشأ أن يكشف عن معلومات مخابراتية حساسة، إلى تقارير صحافية تشير إلى أن قطر لا تدعم «حماس» فحسب، بل أيضاًً تنظيمات متشددة تعمل فى سوريا. وختم قائلاً: «إن أقل ما يمكن قوله هو أن ذلك يهدد بتفاقم وضع منفجر بطريقة خطرة بشكل خاص وغير مرغوب بها».
دول الخليج أفاقت أخيراً، ويكفى أن تطالع الصحف الخليجية الكبرى الصادرة الخميس، مثلاً، لتجدها تفتح النار على إمارة قطر. فهاهى جريدة «عكاظ» السعودية، تتهم الدوحة بدعم الميليشيات الإيرانية فى المنطقة، وكشفت عن لقاءات سرية جمعت بين وزير خارجية الدوحة، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى فى بغداد، واعتبرت صحيفة «عكاظ» السعودية، أن تصريحات أمير قطر كشفت المستور والموقف القطرى إذ بدت البغضاء من أفواههم، خصوصا عندما اعتبر الأمير إيران قوة كبرى.
وكشفت الصحيفة السعودية، فى تقريرها عن اتفاق قطرى مع الحرس الثورى الإيرانى فى لقاء جمع بين آل ثانى وقاسم سليمانى قائد فيلق القدس، عبر العراق للانقلاب على إعلان الرياض، حيث اجتمع آل ثانى مع سليمانى من خلال الحكومة العراقية مقابل عدم مطالبة الدوحة بمبلغ الـ500 مليون دولار، والتى تركتها الدوحة فى مطار بغداد.. وأوضحت أن مباحثات سرية جرت الإثنين الماضى، عقدها وزير الخارجية القطرى محمد عبدالرحمن آل ثانى مع قاسم سليمانى فى العراق، وكشفت الصحيفة أنه تم من خلال اللقاء، أوامر إيرانية من قبل قائد الحرس الثورى جعفرى لقطر، بأن تقوم الأخيرة بالتمرد على قرارات القمة الفإسلامية-الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن لقطر أدواراً مشبوهة فى المحيط العربى والإسلامى، مضيفة «قد يستغرب البعض من تصريحات أمير قطر تميم آل ثانى الاستفزازية، لكنّ الراسخين فى شئون ودهاليز وأروقة قطر السياسية، وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع المنظمات الإرهابية ومجموعات الضغط الإسرائيلية لم يندهشوا».. وتابعت الصحيفة السعودية: أن «تصريحات تميم تعكس ارتباط قطر الاستراتيجى بالنظام الإيرانى الإرهابى القمىء، وتحالف الدوحة وطهران السرى الذى ظهر للعلن وضرب التضامن العربى.. تجلى بامتياز فى قمة العزم يجمعنا، التى نددت بدور إيران، ويبدو أن نجاح القمة لم يرق للقطريين». واعتبرت الصحيفة أن موقف قطر كان ولايزال معروفاً، وهى تعمل ضد مصالح الدول الخليجية والعربية، وفى قطرة فى بحر وتبحث دائما عن دور أكبر مهماً كان الثمن، حتى وإن ضربت بعرض الحائط التضامن العربى والخليجى.
ومن جانبه، اعتبر محمد الحمادى رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، أن تصريحات أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، والتى تحدى فيها الخليج، مثمناً الدور الإيرانى، هى انشقاق عن الصف وليس اختراق قراصنة. وأضاف فى مقاله، بالصحيفة الإماراتية، إن التصريحات القطرية كانت بحاجة إلى توضيح عاجل وسريع ومن أعلى المستويات، فلا يمكن أن يصدق المواطن الخليجى والعربى، أن تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية مفبركة، وأن هناك اختراقاً للموقع الإلكترونى للوكالة. وأشار الكاتب إلى هجوم متعمد على المملكة العربية السعودية من الإعلام الموالى لقطر طوال الأيام التى سبقت قمم الرياض الثلاث، والتقليل من أهمية زيارة ترامب. ‏واعتبر الكاتب أن لدى الدوحة إصراراً على الخطأ ومكابرة، مؤكداً أن العناد والمكابرة والإصرار على المواقف الخاطئة لا يفيد. واعتبر الحمادى، أن تصريحات تميم لا تخدم غير أعداء العرب، هُم اليوم النظام الإيرانى وإسرائيل والإرهاب، هؤلاء الثلاثة الذين حاولت قمم الرياض الثلاث محاصرتهم والانتصار عليهم، ولأول مرة من زمن يجتمع المسلمون على كلمة واحدة فى مواجهة الأخطار، وبشكل واضح يتفق الجميع على أن الرياض هى مركز القرار الإسلامى، فاستبشر الجميع خيراً، إلا أننا لم نكن ندرك أن قطر كان لها رأى آخر صرحت به بعد ثمانى وأربعين ساعة فقط.
أما صحيفة الخليج الإماراتية، فقالت إن أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى عزل الدوحة بالانقلاب على الثوابت الخليجية والإجماع العربى، بعد أن امتدح إيران وتباهى بالعلاقة مع «إسرائيل» وجدد دعم «الإخوان» وأثنى على «حزب الله» وتحامل على دول «التعاون» ومصر. وأضافت الصحيفة، أن قطر عادت إلى التغريد خارج السرب بالانقلاب على الثوابت الخليجية والعربية، بعدما أثار أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، عاصفة من ردود الفعل فى دول الخليج وبقية الوطن العربى، بعد تجاوزاته التى تسىء إلى البيت الخليجى وتشق الصف العربى.
ومن ناحيته، علق الكاتب السعودى خالد بن حمد المالك، فى مقاله يوم الخميس، بصحيفة الرياض السعودية، على تصريحات أمير قطر، قائلاً: إن «سياسة قطر ترى أن قوتها فى تبنى الإخوان وحزب الله وحماس لاستخدامهم عند الطلب، مثلما تفعل قناة الجزيرة التى تستنجد ببعض الإعلاميين العرب المرتزقة لرفع الصوت عالياً ونشر الأكاذيب، على كل ما هو حقيقى فى سياسات الدول الخليجية».
وأضاف الكاتب أنه قد يكون المقصود من تصريحات أمير قطر فى هذا التوقيت، التعتيم على النجاحات التى تحققت فى قمم الرياض، وكأن الغرض منها ضرب ما تم الاتفاق عليه بين الدول العربية والإسلامية وأمريكا للقضاء على الإرهاب والتطرف.
السؤال المهم الآن: هل يمكن أن تعود قطر إلى حضن مجلس التعاون الخليجى لو تمت الإطاحة بتميم!
منذ فترة تتردد أنباء عن سيناريو أمريكى مرتقب للإطاحة بتميم بن حمد بن خليفة آل ثانى واستبداله بشقيقه عبدالله بن حمد، بما يعنى أن الولايات المتحدة قررت أن تتخلى عن الأمير الصغير بعد أن فشل رهانها على تقسيم دول المنطقة بعد ما عرف باسم الربيع العربى، وهو الرهان أو الخطط الذى استثمرت فيه الولايات المتحدة علاقة الأمير تميم بجماعة الإخوان وقامت بتصعيده إلى الحكم ليحقق لها عدة أهداف أبرزها تقديم الدعم المالى والسياسى لجماعة الإخوان فى مصر وليبيا وسوريا وتونس وبقية دول المنطقة لتكون هى مخلب القط الذى تستخدمه أمريكا فى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير.
وقد يكون السبب الرئيسى هو أنه بات فى حكم المؤكد أن قطر تمول المسلحين من المتمردين فى ليبيا والصومال، كما أن الأحداث الأخيرة فى مالى أشارت إلى تورط قطر فى تدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية، والمعلومات الأكثر خطورة هى التى نشرتها مجلة لو كنار انشين الفرنسية، وتتعلق بقيام قطر بتمويل الجماعات المسلحة ودعمها مثل أنصار الدين وأزواد والجهاد فى غرب أفريقيا، والقاعدة فى المغرب الإسلامى والاستقلال والمساواة، إضافة إلى قيام قطر بتدريب مقاتلى مجموعة محددة، وهى مجموعة أنصار الدين التى تمثل فرعاً محلياً للقاعدة.
السؤال المهم الآن هو: لماذا تريد الولايات المتحدة أن تطيح بتميم الآن؟!
أعد قراءة ما سبق وستجد الإجابة. وشاهد ما فعلته وتفعله قطر، لتدرك أنك أمام حالة تثير الاشمئزاز وتدعو للشفقة على الشعب القطرى الذى نتمنى له أن يتحرر من الاحتلال الأمريكى الذى أوكل شئون الدويلة لـ«موزة» وخدمها!