ياسر بركات يكتب عن:الدم القبطى الرخيص
وقائع التجارة بأعراض المسيحيين فى سيناء
الإخوان أحرقوا 60 كنيسة بعد فض رابعة.. ويتباكون عليهم الآن!
التاريخ الأسود لعبيد «مرسى»
150 جريمة فى 12 ساعة
* نهب دير راهبات الراعى الصالح..وكنيسة الآباء الفرينسيسكان بالسويس
* احتلال مدرسة الراهبات الكاثوليك ببنى سويف.. وحرق الكنيسة المعمدانية بالمنيا.. والعذراء والأنبا أبرام بسوهاج
* مهاجمة وتدمير ونهب وحرق ما يزيد على 20 منزلاً لأقباط بقرية دلجا مركز دير مواس.. فهل كان الدم القبطى «حلالاً» وأصبح «حراماً»؟
* أين اختفى فيديو «الصليبين فى مصر» الذى قام تنظيم الدولة الإسلامية بنشره منذ أيام؟
* أسرار صفقات بيع الدم المصرى بين الإخوان ومراسل إسرائيل فى اعتصام رابعة
«فرار عشرات الأسر المسيحية من مدينة العريش المصرية إثر تهديدات من مسلحين».
هذا هو العنوان الذى أرادوا اقتناصه.. وبالفعل تم اقتناصه ونشره الموقع العربى لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مع صورة من «رويترز» لثلاث سيدات باكيات من أسر ضحايا التفجير الذى وقع، ديسمبر الماضى، فى الكنيسة البطرسية، وصورة أخرى من «أسوشيتدبرس» لمدرعة وخلفها اثنان من قواتنا المسلحة خلال مواجهات مع إرهابيين (وصفهم تعليق بـ«مسلحين إسلاميين») بشمال سيناء.
ما يحدث الآن هو بالفعل حرب فعلية بالتوازى مع حرب إعلامية قذرة تقوم بها شركات التسويق السياسى، بهدف تحقيق مكاسب أو التمهيد لخطط يجرى تنفيذها على الأرض.
وما يزيد الحرب شراسة وضراوة هو أن التنظيم الدولى لتنظيم الإخوان الإرهابى يعتمد على أن هناك شركات تسويق سياسى تلعب لحسابه. فقد تناولت وكالة «أسوشيتدبرس» ما وصفته بهجرة عشرات الأسر القبطية من سيناء بعد استهدافهم من قبل التنظيمات الإرهابية.. وأضافت الوكالة الأمريكية أن تنظيم داعش لم يعلن مسئوليته عن عمليات الاغتيال الأخيرة، لكنه هدد الأقباط لدى نشر مقطع فيديو لمنفذ تفجير الكنيسة البطرسية مؤخراً. كما نقلت وكالة «افى» الإسبانية تصريحاً غريباً أعلن فيه راعى مطرانية العذراء بالعريش «جبرائيل إبراهيم» أن تنظيم داعش أجبر 90 عائلة قبطية على مغادرة المنطقة، من بين 300 عائلة قبطية مقيمة هناك. وأكدّ إبراهيم أن الأقباط بحاجة لحماية الجيش بكل ثقله، لافتاً إلى أن قوات الجيش خفّضت من تواجدها بالمناطق السكنية، بسبب عملياتها ضد الإرهاب بالجبال.
أيضاً، دخلت على الخط الهيئة القبطية الأمريكية، مساء الجمعة، وأصدرت بياناً أدانت فيه ما وصفته بتصاعد عمليات استهداف الأقباط.
وقالت الهيئة فى بيانها: «تابعنا بكل دقة مجريات الأمور التى جدت على الساحة القبطية خلال الـ24 ساعة الماضية، وبخاصة بعد وجود حالة قتل عنصرى جديدة فى مدينة العريش وبذلك يصل عدد الشهداء إلى سبعة فى أقل من أسبوعين».
وأضافت أنَّ الأحداث أدَّت كذلك إلى «نزوح عائلات مسيحية» خشية من القتل أو الحرق، لافتة إلى أنَّه منذ منتصف ليل الجمعة غادرت 50 أسرة مسيحية متوجِّهة إلى الإسماعيلية، كان فى استقبالهم القس نجيب خليل قس الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية.
وأوضحت الهيئة أنَّه تمَّ تسكين نحو ٢١ أسرة بكنيسة المستقبل التى تبعد عن مدينة الإسماعيلية بحوالى ٢٠ كيلو متراً، فيما أرسلت الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة بالقاهرة شاحنة بها أثاث منزلى وسلع معمرة وكذا بطاطين للنازحين.
وطالبت الهيئة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل الفورى وإصدار قرار بالإيواء لكل الأسر المسيحية النازحة من شمال سيناء بمساكن مناسبة لا سيَّما مع برودة الطقس فى المرحلة الراهنة.
ودعت الهيئة، الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى بصرف إعانات فورية عاجلة لكل من ترك منزله وهرب دون أى مصدر للرزق، مطالبة كذلك الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية بتوفير المساكن اللازمة فوراً دون إرجاء لتشجيع الباقين فى منازلهم للخروج من العريش مع حفظ حقهم فى مساكن لهم.
وذكرت الهيئة: «علمنا أنَّ عدد الأسر النازحة وصل إلى ٨٠ أسرة مسيحية، جميعهم من أحياء مدينة العريش ليصل عدد النازحين حتى الآن ١٧٠٠ مواطن مصرى ليس لديهم أى مأوى أو مكان يعيشون فيه، وجميعهم هاربون من ويلات الاضطهاد ضدهم كونهم مسيحيين يذبحون على يد تنظيم الدولة الإسلامية بسيناء».
وأشارت الهيئة إلى أنَّها سبق أن حذَّرت من ظهور ما أسمتها «نزعة الاضطهاد العنصرى الدينى» ضد المسيحيين المقيمين بشمال سيناء، لا سيَّما بعد إصدار تنظيم «الدولة» مقطع فيديو، الأحد الماضى، هدَّد فيه بالتصعيد فى استهداف الأقباط.
وتابعت: «كنا نتوقع -وهذا ما لم يحدث حتى الآن- أن تأخذ الدولة بكل أجهزتها المعنية هذا التهديد بمحمل الجد إلا أنَّه للأسف لم تحرك الدولة ساكناً حتى اضطر المسيحيون للنزوح من مساكنهم وبيوتهم إلى أقرب محافظة لهم وهى الإسماعيلية».
واستطردت: «للأسف لم يؤدِ الجهاز الإدارى بالمحافظة المأمول منه فى استقبال النازحين بمبرر عدم وجود مساكن إيواء لهم بل صرح اللواء يس طاهر محافظ الإسماعيلية بأنهم جاءوا كنازحين قسرياً ولم يتم تهجيرهم، وهنا نتساءل ما هو الفرق بين كليهما إذا كان النزوح والتهجير يؤدى لنفس النتيجة ألا وهى وجود أسر مشردة هاربة من وَيْل القتل».
الإشارة هنا مهمة إلى أن الحوادث الأخيرة، سبقها قيام ما يوصف بـ«تنظيم الدولة الإسلامية مصر» بنشر فيديو دعا فيه عناصره إلى قتل من أسماهم بـ«الصليبيين فى مصر». وهدد فيه أقباط مصر، خلال الرسالة الأخيرة لمنفذ الهجوم على الكنيسة البطرسية بالقاهرة، الذى وقع فى ديسمبر الماضى، وهو الحادث الذى راح ضحيته ٢٩ شهيداً.
وفى الفيديو، حرض الإرهابى منفذ تفجير الكنيسة البطرسية المسلحين الموالين للتنظيم فى مختلف أنحاء العالم على تحرير من زعم أنهم «الإسلاميين المعتقلين فى مصر».. وهدد بالقيام بعمليات مسلحة لإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين الذين وصفهم بقوله «إخوانى الأسرى»، مضيفا «قريباً سنحرر القاهرة ونأتى لفكاك أسراكم ونأتى بالمفخخات».
2
الربط بين تفجير الكنيسة البطرسية، واستهداف الأقباط فى العريش ليس صدفة، ولم تقم به وسائل الإعلام الأجنبية بشكل غير مقصود، ونضيف أن بين ما جاء فى تقرير BBC هو أن أحد الأقباط الفارين قال لمراسلة «بى.بى.سى» فى القاهرة سالى نبيل إن الأنباء تتردد بشكل مستمر عن وقوع اعتداءات وقتل وحرق منازل الأقباط فى العريش. «ويتلقى الأقباط تهديدات مباشرة باستهدافهم وأسرهم حال البقاء فى المدينة».. كما يجد البعض كلمات مثل: «ارحل» مكتوبة على منازلهم». مضيفاً أن «الأوضاع الأمنية تزداد سوءا فى العريش، خاصة بالنسبة للأقباط».
مع سقوط الإخوان فى مصر شعبياً وإبعادهم عن الحكم تبدلت الكثير من المعطيات لتسود فترة من الارتباك، قبل أن تدفع القوى التى كانت تحركهم وتستخدمهم نحو نفس الهدف ولكن بطرق مختلفة وآليات عمل جديدة تم تجربتها فى دول الكتلة الشرقية سابقاً ولم يبق أمامهم سوى أن يجربوها مجدداً فى مصر.
النظام الذى وعد بمنح سيناء كوطن بديل للفلسطينيين والتنازل عن أميال من الحدود الجغرافية للمياه الإقليمية المصرية بما يخدم مصالح إسرائيل سقط لكن بقى منه جيب صغير داخل سيناء كان خارجاً عن سيطرة الدولة واحتجنا أن نخوص حرباً شرسة حتى نتمكن من استعادته. وبذلنا كثيراً من الجهد وضحينا بأرواح مئات الشهداء حتى نفرض سيطرتنا عليه.
فلم يجد الإرهابيون غير القيام بعمليات منهجية ضد الأقباط ليس الهدف منها هو تحقيق مكاسب بقدر ما بل تحقيق خسائر للدولة المصرية داخلياً وخارجياً.
ونشير إلى أن قيادات فى التنظيمات الإرهابية كانوا قد تدربوا فى قاعدة العيديد بقطر على عمليات هدفها إفقاد الدولة قدرتها على السيطرة على بعض المناطق واستدراج الجيش على الحدود ليستغلوا فارق تسلح مع الشرطة فى الداخل للقيام بعمليات احتراب أهلى ومهاجمة أهداف سيادية ودينية ما ينشئ وضعاً ينطبق عليه البند السابع للأمم المتحدة وهو البند الخاص بالدول التى تفشل فى الحفاظ على أمن الأقليات الدينية أو العرقية والرعايا الأجانب ما يسمح للأمم المتحدة بطلب إرسال قوات دولية لخلق مناطق محمية على أساس التصنيف العقائدى والدينى والجغرافى على أراضى الدول التى تخضع للبند السابع كما حدث فى يوغوسلافيا قبل التقسيم.
وكان التحرك الذى يريدون الدفع إليه هو إقامة مناطق محمية (دولياً) لحماية الإسلاميين من الغضب الشعبى وعنف أجهزة الأمن، والتحرك سيكون على غرار التحرك الذى تم فى يوغوسلافيا السابقة والتى وضعت فيها سابقة لتحرك الغرب المسيحى لحماية عنصر إسلامى، ولمزيد من التطابق فإن يوغوسلافيا أيضاً وللمصادفة كانت دولة مسيحية أرثوذوكسية.
هكذا، يمكن النظر إلى العمليات الإرهابية الأخيرة التى استهدفت مواطنين أقباطاً فى شبه جزيرة سيناء، والتى يقف وراءها إرهابيو تنظيم «أنصار بيت المقدس» وغيره من التنظيمات الإرهابية. وكان أبشعها ما حدث فجر يوم الأربعاء 22 فبراير، عندما قتل إرهابيون أباً وابنه فى مدينة العريش، الأول رمياً بالرصاص والثانى حرقاً، وألقيت جثتاهما خلف المدرسة الإعدادية للغات فى المدينة. بعدها بيوم قتل مواطن آخر فى متجره، أمام أنظار عائلته فيما تتضارب الأنباء حول اختطاف ابنه، وآخر أعدم قبل أن يحرق منزله.
وخلال الأشهر الأخيرة، تكررت أحداث عنف واعتداء على الممتلكات راح ضحيتها مواطنون أقباط ورموز دينية وكنائس فى سيناء، خاصة فى مدينة العريش، وعلى اختلاف الفئات التى ينتمى إليها هؤلاء (تجار، أطباء، موظفون، رهبان) فإن عمليات الاغتيال تكاد تتشابه فى طريقتها، إذ غالباً ما تنفذها مجموعات من الإرهابيين الملثمين المنتمين إلى تنظيم «جماعة أنصار بيت المقدس» المتطرفة التى بايعت تنظيم «الدولة الإسلامية». يرمون الضحايا بالرصاص، أو يحرقونهم، ويقدمون على اختطاف آخرين فى رغبة من التنظيم المسلح فى بث الهلع فى قلوب مسيحيى المنطقة وإجبارهم على الرحيل أو العيش فى الخوف إن هم شاءوا البقاء فى بيوتهم.
تكرار الاعتداءات، واشتداد حدتها فى الأيام الأخيرة، دفع العديد من المسيحيين الأقباط، إلى الهرب من سيناء إلى مدن مجاورة أو اللجوء إلى الكنائس كما أكد مسئولون فى الكنيسة القبطية.. آخرهم 50 عائلة قبطية لجأت إلى إحدى الكنائس بمدينة الإسماعيلية، فيما تتزايد أعداد الأسر التى تفر من مناطقها إلى مدن أكثر أمناً.
هذا الارتفاع فى ظاهرة نزوح العائلات القبطية والاعتداءات التى لا يسلم الرهبان منها أيضاً، فتح جدلاً واسعاً فى مصر خاصة عقب بث الفيديو الذى سبق أن أشرنا إليه.
3
وقبل أن نعود إلى موجة أو هوجة استهداف الأقباط بعد عزل مرسى، لابد أن نتوقف عند تواجد مراسل إسرائيلى داخل اعتصام رابعة، هو ليس مجرد مراسل إسرائيلى بل هو مكتب إعلامى كامل يتولى منذ سنوات إمداد أجهزة الإعلام الأجنبية بالمادة الإعلامية من داخل الشرق الأوسط وهو يملك صلات واسعة مع العديد من الصحف والفضائيات الغربية والغرض من وجوده داخل رابعة هو اختصار عدد المراسلين الأجانب إلى جهة أكثر قدرة على التنسيق والتأثير وإمداد وسائل الإعلام الغربية بما تحتاج السياسة الأمريكية إلى إمدادهم به، الإسلاميون يتم قتلهم فى مصر وحالة الرفض الشعبى لهم تتزايد ويجب حمايتهم.
وبعد فشل هذا التصور، تم الدفع بالتصور البديل، وهو البحث عن إمكانية للتدخل بزعم حماية الأقباط، وبهذا الشكل شهدنا ما يزيد على 60 حالة اعتداء على الكنائس والأقباط بمختلف محافظات الجمهورية خلال 12 ساعة فقط فى أعقاب فض تجمعات رابعة العدوية والنهضة، 14 أغسطس 2013 فتم نهب وحرق دير راهبات الراعى الصالح الكاثوليك والمدرسة والمستشفى التابع بمحافظة السويس، وحرق كنيسة الآباء الفرينسيسكان شارع 23 بمحافظة السويس، والاعتداء على كنيسة مارجرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا والتى تعرضت من قبل للحرق على أيدى جماعة الإخوان المسلمين. وحرق كنيسة الآباء اليسوعيين بحى أبوهلال بمحافظة المنيا. والاعتداء على بازيليك سانت فاتيما بمصر الجديدة (إلقاء الحجارة والتعدى على الأبواب وفشل محاولة الاقتحام). وحرق كنيسة مارمرقص للأقباط الكاثوليك بحى أبوهلال بمحافظة المنيا. والاعتداء على كنيسة مارمرقص للأقباط الكاثوليك المنيا. وحرق جمعية الجزويت والفرير التابعة للكنيسة الكاثوليكية. حرق الكنيسة اليونانية القديمة بشارع براديس للكاثوليك بالسويس، حرق مدرسة الراهبات الكاثوليك واحتلالها ببنى سويف، وحرق كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس أرض المطرانية، محافظة سوهاج، وحرق الكنيسة المعمدانية مركز بنى مزار، محافظة المنيا. وحرق كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس قرية النزلة، مركز يوسف الصديق، محافظة الفيوم. وحرق كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس شارع الجزارين حى أبوهلال محافظة المنيا، وحرق كنيسة العذراء والأنبا أبرام سوهاج، وحرق كنيسة مارمرقص ومبنى الخدمات شارع الكهرباء بسوهاج، وحرق منزل القس أنجيليوس ملك راعى كنيسة العذراء والأنبا أبرام بدلجا مركز دير مواس محافظة المنيا. وحرق دير العذراء والأنبا أبرام وما بداخله من محتويات «كنيسة العذراء الأثرية وكنيسة مارجرجس ومبنى خدمات ومقر إقامة للأسقف وحضانة»، للأقباط الأرثوذكس قرية دلجا، مركز دير مواس، محافظة المنيا. ومهاجمة وتدمير ونهب وحرق ما يزيد على 20 منزلاً لأقباط بقرية دلجا مركز دير مواس محافظة المنيا. ومقتل قبطى يدعى إسكندر طوس بقرية دلجا بالمنيا إثر اقتحام منزله وإطلاق النيران عليه. وحرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس. ومهاجمة كنيسة مارمينا للأقباط الأرثوذكس بمنطقة أبوهلال بمدينة المنيا وحرق واجهة المدخل ومبنى الخدمات وواجهة ومركز طبى تابع لها. وحرق الكنيسة الإنجيلية بمنطقة جاد السيد بالمنيا، وحرق كامل كنيسة الأمير تادرس بشارع الجيش أمام صيدناوى بالمنيا، وحرق كنيسة خلاص النفوس بالمنيا، وحرق مدرسة ودير راهبات القديس يوسف بالمنيا، ومهاجمة كنيسة الأنبا موسى الأسود وقذفها وإلقاء زجاجات المولوتوف وحرقها بمنطقة أبوهلال بالمنيا. وحرق كنيسة مار يوحنا بشارع السوق بالمنيا، وحرق مدرسة الأقباط الثانوية بنين بالمنيا. وحرق ملجأ قبطى للأطفال «جنود المسيح» ونقل 24 طفلاً لمكان آخر بالمنيا، وحرق الكنيسة الإنجيلية بأبوهلال بالمنيا، وتكسير ونهب عدة محال وصيدليات منها صيدلية العروبة ومحل للحديد والبويات وبعض السيارات التى يملكها أقباط المنيا، ومهاجمة مركبة نيلية «الذهبية» التابعة للكنيسة الإنجيلية بكورنيش المنيا، وحرق نادى الشبان المسيحيين «الوادى» بالمنيا، وحرق كنيسة ماريوحنا المعمدان مركز أبنوب بأسيوط، وحرق كنيسة الإدفنست بشارع يسرى راغب بمدينة أسيوط، وحرق الكنيسة الرسولية بشارع قلتة بمدينة أسيوط، وحرق كنيسة مار جرجس للأقباط الأرثوذكس بشارع قلتة بمدينة أسيوط، والاعتداء على كنيسة الملاك بالحجارة بشارع النميس بأسيوط، وحصار مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمركز أبوتيج، والاعتداء على منازل وممتلكات الأقباط فى شارعى قلتة والجمهورية بأسيوط وحرق هيكل بكنيسة سانت تريز، وحرق كنيسة العذراء بالمنزلة بمركز يوسف الصديق بالفيوم، وحرق كنيسة الأمير تادرس بقرية المنزلة بمركز يوسف الصديق بالفيوم، وحرق كنيسة الشهيدة دميانة بقرية الزربى بمركز طامية بالفيوم، واقتحام ونهب محتويات الكنيسة الإنجيلية بقرية الزربى بمركز طامية بالفيوم، وحرق جمعية أصدقاء الكتاب المقدس بالجيزة وحرق كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة بالجيزة، واقتحام ونهب محتويات مطرانية أطفيح دير كرم الرسل، ومحاصرة كنيسة الشهيدين بصول بأطفيح بالجيزة، ومحاصرة كنيسة العذراء بمركز الصف بالجيزة، واقتحام وحرق مدرسة وكنيسة الراعى الصالح. وحرق كنيسة مار جرجس بشارع 23 يوليو بالعريش، وحرق كنيسة مار جرجس مقر مطرانية سوهاج ومبنى الخدمات التابع لها، وحرق عدد من المحال التجارية وممتلكات الأقباط بشارع معبدالكرنك بالأقصر ومنها محلات سانت كلوز ومحلات أرخصهم للجلود وفندق حورس وصيدلية موريس، ورشق كنيسة مار جرجس الواسطى بالحجارة ببنى سويف، وإلقاء الحجارة ومحاولة اقتحام كنيسة مارمرقص للأقباط الكاثوليك بالمنيا. ومحاولة اقتحام وإلقاء الحجارة والطوب على كنيسة الآباء اليسوعيين المنيا، ومحاولة حرق مدرسة الآباء اليسوعيين المنيا، وإطلاق الأعيرة النارية على كنيسة مارجرجس باكوس بالإسكندرية، وإلقاء الحجارة على كنيسة الأنبا ماكسيموس بشارع 45 الإسكندرية، وإطلاق أعيرة نارية وإلقاء مولوتوف وحجارة على مطرانية ملوى بالمنيا، وإطلاق أعيرة نارية وإلقاء مولوتوف وحجارة على مطرانية الأقباط الأرثوذكس بدير مواس المنيا، وإلقاء الحجارة على مطرانية مار يوحنا المعمدان القوصية أسيوط، وإطلاق أعيرة نارية وحجارة على كنيسة العذراء كفر عبده بـ6 أكتوبر، واتهمت الكنائس قوات الأمن والجهات المسئولة بالتراخى عن حماية الكنائس والأقباط، مشيرين إلى أنهم يدفعون ثمن الثورة وحدهم فقط، وطالب المقر الباباوى للكنيسة الأرثوذكسية فى بيان رسمى، القوات المسلحة بحماية الكنائس والأقباط. وقام وقتها رئيس الوزراء، الدكتور حازم الببلاوى، بالاتصال بالبابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، وذلك للإعراب عن التضامن مع الأقباط ومواساته لما تعرضت له الكنائس والأقباط فى المحافظات من أعمال عنف وحرق، وأن الحكومة ستواجه بكل حسم أية محاولات للمساس بدور العبادة، أو التعدى على الأقباط، فيما وزعت الكنيسة الإنجيلية منشوراً على كافة رعاياها طالبت خلاله بتواجد عدد من شباب الكنيسة داخل أسوارها بدون تسليح للمراقبة والاتصال بالجهات الأمنية إذا وقعت عليها أى اعتداءات وأن يقوموا بإطفاء أى مواد حارقة تلقى داخلها، مشددة على عدم خروج الشباب القبطى الذى يحمى الكنيسة خارج أسوارها وعدم الاشتباك مع أحد، موضحة أن الهدف من الاعتداء على الكنائس هو إشعال مواجهة يلقى فيها اللوم على المتواجدين داخل الكنيسة.
4
خلال 12 ساعة فقط، حدث ذلك كله، ولم يحدث شىء مما نراه الآن، بسبب سبعة أقباط لقوا حتفهم فى مدينة العريش على يد الإرهابيين فى حوادث متفرقة على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية.
هل كانت دماء الأقباط رخيصة وقتها وصارت غالية الآن؟!
أم أن الأطراف التى تريد الشر لمصر لم تجد فى كل تلك الحوادث ما يمكن توظيفه ضدنا فتجاهلتها وأعطت أوامرها لمن تستخدمهم بأن يتجاهلوها؟!
وعلينا أن نعود هنا إلى أبريل 2013 فوقتها وبعد وقوع عدد من الحوادث فى سيناء اتفق مسئولون مصريون (تابعون للإخوان) على توقيع اتفاقية مع وزارة الدفاع الأمريكية بهدف تبادل المعلومات التى رصدها «البنتاجون» حول سيناء، وتمت الموافقة عليها بشكل مبدئى من قبل هشام قنديل، رئيس الوزراء المصرى، ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى. وكان من المقرر أن يترتب على تلك الموافقة انتشار مكثف للقوات العسكرية الأمريكية وأجهزة المخابرات التابعة لها. وفى المقابل قامت الإدارة الأمريكية بتأسيس كتلة أو جبهة جديدة مع جماعة الإخوان بهدف محاربة الإرهاب فى المنطقة، وبالتالى تحكم سيطرتها على الشرق الأوسط ككل.
قبل ذلك، وفى 22 نوفمبر 2012، ذكر موقع «ديبكا» الإسرائيلى ذو الصلة بالموساد، أن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما أصدر أوامر بإرسال قوات أمريكية إلى شبه جزيرة سيناء لمساعدة القوات المصرية فى ضبط الأمن فيها. وأضاف الموقع أن القرار اتخذ بعد اتصال هاتفى برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وأوضح الموقع الإسرائيلى أن نتنياهو اشترط قبول التهدئة فى قطاع غزة مقابل إرسال قوات أمريكية إلى سيناء فى غضون أسبوع، ولاقى الاقتراح موافقة أوباما.
وأكد الموقع الإسرائيلى، أن نتنياهو ذكر فى الاتصال أنه يرغب فى وقف جميع أشكال التهريب إلى قطاع غزة عبر سيناء، موضحاً أن الرئيس محمد مرسى قال إنه مستعد لإعطاء ضمانات شخصية منها أن عمليات التهريب إلى القطاع ستتوقف فى أواخر شهر نوفمبر 2012. وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن هدف القوات الأمريكية التى لم يتحدد عددها بعد أو فروعها سترسل إلى سيناء لمنع تهريب السلاح إلى غزة، بالإضافة للسيطرة على العناصر الإرهابية فى شبه الجزيرة.
أيضاً يوم الجمعة 21 يونيو 2013 نقلت الصحيفة الأمريكية «واشنطن تايمز» أن مجموعة من الجنود الأمريكيين يستعدون للانتشار فى مهمة حفظ سلام تستغرق 9 أشهر فى مصر، بهدف كبح العنف، وأوردت نقلاً عن موقع «كى دى هتش نيوز» هؤلاء الجنود مهمتهم حراسة وتأمين نقاط التفتيش الأمنية فى شبه جزيرة سيناء، والإبلاغ عن أى انتهاك لمعاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، وطبقاً لما أوردت عن المصدر، فإن القوة مخولة بالتدخل إذا ما بلغت الاحتجاجات والعنف مرحلة قد تهدد أمن إسرائيل، علماً أن تدريباتهم شملت كيفية التعامل مع الزجاجات الحارقة.
وبشكل أكثر وضوحاً، زعمت صحيفة واشنطن تايمز، ومازلنا فى 21 يونيو 2013 أن القوات الأمريكية ستتدخل فى مصر إذا اندلعت فوضى خلال الأيام القادمة مع اقتراب يوم 30 يونيو وأدى إلى انهيار أمنى يهدد إسرائيل وأن الدعوات للصدام التى تنتشر فى مصر الآن ستؤثر على الأمن بسيناء ما يدفع بوجود أقوى لقوات حفظ السلام المتواجدة بتلك المنطقة منذ عام 1982.
ونشير إلى أنه بعد ثورة يناير 2011 أصدر معهد «بيجين السادات للسلام» دراسة تحت عنوان «الثورات العربية 2011 والأمن القومى الإسرائيلى»، قيل فيها: «سنضطر فى ظل ظروف معينة إلى استعادة أجزاء من سيناء فى ظل حكم الرئيس مرسى، وحال استمرار تدهور الوضع الأمنى، وقد أكد هذه النظرة عديد من مراكز الأبحاث الأمريكية مسئولين وسياسيين أمريكيين وإسرائيليين».
5
عودة إلى الحوادث الأخيرة، لنؤكد أن جهات أمنية تراجع إجراءات تأمين الأقباط على مستوى شبه جزيرة سيناء، وذلك كإجراءات احترازية لمنع استهدافهم من الجماعات الإرهابية، وأن 3 أجهزة أمنية أصبحت مسئولة عن وضع استراتيجية متكاملة لتأمين الأقباط فى سيناء، بناء على خطة اطلع عليها وزير الداخلية وطلب ضرورة تأمين الأقباط فى سيناء وتأمينهم بشكل كامل.
كذلك، سيتم إنشاء أكمنة جديدة وسط سيناء وتحديداً فى قرى شبه جزيرة سيناء، فى الوقت الذى تم عقد اجتماع أمنى مؤخرا تم الاتفاق فيه على ضرورة إعادة توزيع وانتشار القوات وزيادة إجراءات تأمين الأقباط.
ونشير إلى أن جهات أمنية قامت بطمأنة الأقباط فى شمال سيناء بالكامل، وأن قوات الشرطة والجيش مسئولة عن حمايتهم بشكل متكامل داخل سيناء، بالإضافة إلى تأمين أبنائهم، وأنه تم اتخاذ تدابير احترازية لتأمين مصالح الأقباط وحصر شامل للأماكن الموجودين بها فى سيناء وذلك لزيادة إجراءات التأمين.
وهناك مجموعات من العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب وصلت شمال سيناء صباح الخميس، وذلك لبدء خطة أمنية متكاملة من خلال قطع طرق إمداد السلاح عن العناصر الإرهابية وتوجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية على مدار الساعات القليلة المقبلة، بالإضافة إلى منعهم من التحرك نهائياً.
الأكثر تأثيراً لم يأت بعد..
فعندما يفرض الجيش سيطرته الكاملة على سيناء ويبدأ فى عرض ما قام به والضحايا التى قدمها، والمعلومات التى جمعها فإن ذلك سيزيد حالة الخوف أو الرعب لدى الأطراف المعادية أو قوى الشر وقد يدفعها ذلك لممارسة أنواع مختلفة من الوقاحة السياسية.