ياسر بركات يكتب عن:التنين الصينى.. فى مصر
التاريخ يفتح صفحة جديدة
خطة القاهرة وبكين لحصار الدولار
زيارة «شى جين بينج»، الرئيس الصينى، لمصر هى فعلاً زيارة تاريخية.
صحيح أنها تأتى ضمن جولة خارجية قام بها الرئيس الصينى لعدد من دول المنطقة تشمل إيران والسعودية، إلا أن زيارته لمصر تكتسب وضعاً مختلفاً وأهمية غير عادية، فبالإضافة إلى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة الصين والمشاركة فى قمة العشرين التى تستضيفها بكين فى سبتمبر المقبل، شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات، وشهدت أيضاً إطلاق البرنامج التنفيذى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الخمس المقبلة.
ولا أدل على أهمية الزيارة وتاريخيتها من أنها لاتزال؛ حتى كتابة هذه السطور، محل اهتمام وسائل الإعلام الصينية التى ركزت على التطور الواضح فى العلاقات المصرية الصينية وسلطت الضوء بشكل خاص على الخطاب الذى ألقاه شى جين بينج بمقر الجامعة العربية بالقاهرة والذى تعهد فيه بتقديم الصين للدعم السياسى والاقتصادى والتنموى والأمنى لدول الشرق الأوسط.
وكالة الأنباء الرسمية وصحيفة «الشعب» اليومية الصينية واسعة الانتشار والتابعة للحزب الشيوعى الحاكم، مثلاً، اهتمت بالمحادثات التى أجراها الرئيس الصينى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وباقتراحه بأن تعمل بلاده ومصر معاً، وكذا اقتراحه بأن تضم الصين ومصر استراتيجياتهما ورؤاهما للتنمية ودعوته إلى أن يركز البلدان على التعاون فى تأسيس البنية الأساسية والقدرة الإنتاجية لمصر.
كما أبرزت جريدة الشعب تعهدات الحكومة الصينية بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 50 مليون رينمينبى (7.53 مليون دولار أمريكى) لتحسين معيشة الفلسطينيين و230 مليون رينمينبى ( نحو 35 مليون دولار) لسوريا والأردن ولبنان وليبيا واليمن وأيضا ما أبدته الصين من رغبة لتشجيع التصنيع فى الشرق الأوسط، ووعدها بأنها لتحقيق ذلك ستوفر عدداً من برامج القروض، منها 15 ملياراً فى شكل قروض خاصة، و10 مليارات فى شكل قروض للشركات، و10 مليارات فى شكل قروض تفضيلية لتيسير التعاون فى القدرات الصناعية بينها وبين دول المنطقة.
ولا ننس أن الصين خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو لم تتدخل فى الشئون الداخلية المصرية ورفضت أى تدخل أجنبى وأبدت احترامها للإرادة الشعبية وزادت من دعمها فلم يتوقف حجم الاستثمارات ولكنها أضافت كثيراً من المشروعات.
ولا ننس أيضاً أن العلاقات بين البلدين شهدت، فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تطوراً كبيراً، رحب الرئيس الصينى «شى جين بينج» بانتخابه رئيساً لمصر معرباً عن تعزيز العلاقات فى كافة المجالات، وتبادلت الزيارات الرسمية بين القادة، زار السيسى إقليم مقاطعة سيتشوان الذى يعد أكبر المقاطعات الصينية، ومدينة تشنغدو المركز الأهم للشركات العالمية والصينية الكبرى إلى جانب كونه مركزاً للاقتصاد والاستثمار خاصة فى مجالات الخدمات اللوجيستية والإلكترونية وصناعة السيارات.
كما تزايدت الوفود السياسية والتجارية والثقافية بين البلدين أسفرت عن توقيع وثيقة إقامة شراكة استراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون فى مجال الفضاء وفى مجال التعاون الفنى والاقتصادى. وبادر «شى جين بينج» بإعادة طريق الحرير البرى والبحرى والذى يمر بـ65 دولة، الأمر الذى لاقى ترحيباً واسعاً من السيسى.
وفى ضوء تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين شارك «السيسى» فى احتفال الصين بعيد النصر الوطنى وبالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية خلال زيارته لبكين للمشاركة فضلاً عن مشاركة القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكرى الذى أقيم بهذه المناسبة.
وتأتى أهمية زيارة «شى جين بينج» وتاريخيتها من أنها الأولى لرئيس صينى إلى مصر منذ 12 عاماً، وأن خلالها تم توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين أبرزها بمليار دولار قرضاً لدعم الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، وقرض قيمته 700 مليون دولار للبنك الأهلى المصرى، بجانب التوقيع على البيان المشترك بشأن البرنامج التنفيذى لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال السنوات الخمس المقبلة، الذى وقعه وزيرا الخارجية.
ومن الاتفاقات المهمة التى جرى توقيعها، إنشاء المبانى الحكومية فى العاصمة الإدارية الجديدة، مع شركة «إس.سى.إى.سى» وتضمن الاتفاق الانتهاء من إنشاء 12 مبنى للوزارات ومبنى مجلس الوزراء، والبرلمان، وقاعة المؤتمرات الكبرى، وأرض المعارض، خلال مدة تتراوح بين عامين ونصف عام وثلاثة أعوام على الأكثر، بموجب قروض ستحصل عليها الشركة من أحد البنوك الصينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وهناك خمس اتفاقيات وبروتوكولات تعاون فى مجالات مختلفة، جرى تأجيل توقيعها نتيجة عدم الاتفاق على صياغتها النهائية بين الوزارات المعنية فى البلدين، من بينها مشروع القطار الكهربائى، فيما يستأنف توقيعها بحضور الرؤساء خلال الزيارة المرتقبة للسيسى إلى الصين للمشاركة فى قمة العشرين التى تستضيفها بكين فى سبتمبر المقبل، كما تم توجيه الدعوة إلى رئيس البرلمان المصرى لزيارة الصين بصحبة عدد من النواب، فيما التقى الرئيس الصينى بالأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربى، قبل إلقاء كلمة للمندوبين الدائمين فى الجامعة.
فى كلمته، قال الرئيس الصينى إن «المجتمع الدولى عليه الالتزام بالعدل والعدالة وإحقاق الحق إذا أراد تهدئة الوضع ووقف الصراع عبر استئناف مفاوضات السلام لأنه دون العدل والعدالة سيؤدى الوضع إلى ما يسمى السلام البارد»، مطالباً المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات أقوى لتفعيل عملية مفاوضات السلام السياسية وتدعيم عملية الإعمار اقتصادياً، «بما يمكّن الشعب الفلسطينى من رؤية النور والأمل مرة ثانية».
وأكد «شى جين بينج» أن بلاده «تدعم بكل حسم وحزم عملية السلام فى الشرق الأوسط، إضافة إلى دعمها قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على حدود عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية»، معرباً عن تفهم بلاده للمطالب المشروعة للشعب الفلسطينى للانضمام إلى المجتمع الدولى بصفة الدولة. وشدد على أن الوضع فى سوريا لم يعد قابلاً للاستمرار بهذه الطريقة لأنه لا رابح فيما يستمر تضرر الشعب، مشيراً إلى أن الأولوية الآن لوقف إطلاق النار فوراً والبدء فى حوار سياسى وإطلاق عمليات الإغاثة الإنسانية.
وأشار أيضاً إلى تخصيص قروض خاصة لدفع العملية الصناعية فى منطقة الشرق الأوسط بقيمة 15 مليار دولار تستخدم فى مشاريع تعاونية مع دول المنطقة فى مجالات الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية مع تقديم القروض التجارية بقيمة 10 مليارات دولار لدول الشرق الأوسط بهدف الدعم فى الطاقة الإنتاجية.
خلال الزيارة أيضاً، قام وزير الكهرباء المصرى بتوقيع اتفاقيتين إطاريتين مع هيئة تأمين الصادرات وبنك الاستيراد والتصدير الصينيين، بشأن تمويل مشروعات شبكة الكهرباء المصرية، كما وقع عقداً بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة «ستيت جريت» الصينية، بشأن مشروع تطوير شبكة الكهرباء المصرية.
وتم توقيع عقد ثانٍ بين الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة «دونج فانج الكتريك» الصينية بشأن مشروع توليد الكهرباء بالحمراوين، فيما قام رئيس «الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس» ووزير التجارة الصينى بتوقيع اتفاقية بشأن التعاون التجارى فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم للتعاون مع «اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية».
كذلك قام وزير الطيران المدنى ووزير التجارة الصينى، بتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين فى مجال الطيران المدنى، بينما وقّع وزيرا التعليم المصرى والخارجية الصينى مذكرة تفاهم بشأن التعاون العلمى والتكنولوجى.
ووقع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ورئيس مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصينى، مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامى بين الجهتين، كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع «وكالة الأنباء الصينية شينخوا» للتعاون فى مجال الإعلام، إضافة إلى توقيع «الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء المصرية»، وإدارة الفضاء الوطنية الصينية، مذكرة تفاهم حول مشروع القمر الصناعى مصر سات (2) والأقمار الأخرى.
فى انتظار إقامة عدد من المشروعات الكبرى والاستراتيجية، مثل مبادرة طريق الحرير الجديد التى طرحتها الصين، على أن يتم تمويل تلك المشروعات باستثمار مشترك، وإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والصين.. وكذلك إنشاء غرفة تجارية مصرية صينية، تسهم فى زيادة التبادل التجارى المصرى- الصينى، وزيادة الاستثمارات الصينية فى مصر، بإقامة مصانع صينية فى مصر، ونقل صناعة التكنولوجيا، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز شبكة الطرق، ومشاركة مصر فى التنظيمات القائمة فى آسيا، ولو من خلال مقعد مراقب، وتفعيل مشاركة مصر فى أنشطة المنتدى العربى-الصينى، والمنتدى الإفريقى-الصينى..
إن الصين واحدة من أعظم قصص النجاح فى القرن العشرين، بانتقالها من دولة على أطراف النظام الاقتصادى العالمى إلى إحدى أهم قاطراته، وعلى مصر أن تستفيد من تلك التجربة.. على مصر أن تتبنى عناصر النهضة الصينية القائمة على التنمية الاقتصادية النابعة من الداخل، لا على «الروشتة» الدولية التى يحاول الغرب الأوربى والأمريكى فرضها.. علينا أن نعتمد على أنفسنا ولا نتباهى أو نكتفى بما تحقق ونركز على ما نستهدف الوصول إليه وتحقيقه وأن نبذل مزيداً من الجهد دون أن نستعجل النتائج.
خطة القاهرة وبكين لحصار الدولار
زيارة «شى جين بينج»، الرئيس الصينى، لمصر هى فعلاً زيارة تاريخية.
صحيح أنها تأتى ضمن جولة خارجية قام بها الرئيس الصينى لعدد من دول المنطقة تشمل إيران والسعودية، إلا أن زيارته لمصر تكتسب وضعاً مختلفاً وأهمية غير عادية، فبالإضافة إلى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة الصين والمشاركة فى قمة العشرين التى تستضيفها بكين فى سبتمبر المقبل، شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات، وشهدت أيضاً إطلاق البرنامج التنفيذى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات الخمس المقبلة.
ولا أدل على أهمية الزيارة وتاريخيتها من أنها لاتزال؛ حتى كتابة هذه السطور، محل اهتمام وسائل الإعلام الصينية التى ركزت على التطور الواضح فى العلاقات المصرية الصينية وسلطت الضوء بشكل خاص على الخطاب الذى ألقاه شى جين بينج بمقر الجامعة العربية بالقاهرة والذى تعهد فيه بتقديم الصين للدعم السياسى والاقتصادى والتنموى والأمنى لدول الشرق الأوسط.
وكالة الأنباء الرسمية وصحيفة «الشعب» اليومية الصينية واسعة الانتشار والتابعة للحزب الشيوعى الحاكم، مثلاً، اهتمت بالمحادثات التى أجراها الرئيس الصينى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وباقتراحه بأن تعمل بلاده ومصر معاً، وكذا اقتراحه بأن تضم الصين ومصر استراتيجياتهما ورؤاهما للتنمية ودعوته إلى أن يركز البلدان على التعاون فى تأسيس البنية الأساسية والقدرة الإنتاجية لمصر.
كما أبرزت جريدة الشعب تعهدات الحكومة الصينية بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 50 مليون رينمينبى (7.53 مليون دولار أمريكى) لتحسين معيشة الفلسطينيين و230 مليون رينمينبى ( نحو 35 مليون دولار) لسوريا والأردن ولبنان وليبيا واليمن وأيضا ما أبدته الصين من رغبة لتشجيع التصنيع فى الشرق الأوسط، ووعدها بأنها لتحقيق ذلك ستوفر عدداً من برامج القروض، منها 15 ملياراً فى شكل قروض خاصة، و10 مليارات فى شكل قروض للشركات، و10 مليارات فى شكل قروض تفضيلية لتيسير التعاون فى القدرات الصناعية بينها وبين دول المنطقة.
ولا ننس أن الصين خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو لم تتدخل فى الشئون الداخلية المصرية ورفضت أى تدخل أجنبى وأبدت احترامها للإرادة الشعبية وزادت من دعمها فلم يتوقف حجم الاستثمارات ولكنها أضافت كثيراً من المشروعات.
ولا ننس أيضاً أن العلاقات بين البلدين شهدت، فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تطوراً كبيراً، رحب الرئيس الصينى «شى جين بينج» بانتخابه رئيساً لمصر معرباً عن تعزيز العلاقات فى كافة المجالات، وتبادلت الزيارات الرسمية بين القادة، زار السيسى إقليم مقاطعة سيتشوان الذى يعد أكبر المقاطعات الصينية، ومدينة تشنغدو المركز الأهم للشركات العالمية والصينية الكبرى إلى جانب كونه مركزاً للاقتصاد والاستثمار خاصة فى مجالات الخدمات اللوجيستية والإلكترونية وصناعة السيارات.
كما تزايدت الوفود السياسية والتجارية والثقافية بين البلدين أسفرت عن توقيع وثيقة إقامة شراكة استراتيجية شاملة تضمنت اتفاقيات فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتعاون فى مجال الفضاء وفى مجال التعاون الفنى والاقتصادى. وبادر «شى جين بينج» بإعادة طريق الحرير البرى والبحرى والذى يمر بـ65 دولة، الأمر الذى لاقى ترحيباً واسعاً من السيسى.
وفى ضوء تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين شارك «السيسى» فى احتفال الصين بعيد النصر الوطنى وبالذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية خلال زيارته لبكين للمشاركة فضلاً عن مشاركة القوات المسلحة المصرية فى العرض العسكرى الذى أقيم بهذه المناسبة.
وتأتى أهمية زيارة «شى جين بينج» وتاريخيتها من أنها الأولى لرئيس صينى إلى مصر منذ 12 عاماً، وأن خلالها تم توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين أبرزها بمليار دولار قرضاً لدعم الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، وقرض قيمته 700 مليون دولار للبنك الأهلى المصرى، بجانب التوقيع على البيان المشترك بشأن البرنامج التنفيذى لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال السنوات الخمس المقبلة، الذى وقعه وزيرا الخارجية.
ومن الاتفاقات المهمة التى جرى توقيعها، إنشاء المبانى الحكومية فى العاصمة الإدارية الجديدة، مع شركة «إس.سى.إى.سى» وتضمن الاتفاق الانتهاء من إنشاء 12 مبنى للوزارات ومبنى مجلس الوزراء، والبرلمان، وقاعة المؤتمرات الكبرى، وأرض المعارض، خلال مدة تتراوح بين عامين ونصف عام وثلاثة أعوام على الأكثر، بموجب قروض ستحصل عليها الشركة من أحد البنوك الصينية بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وهناك خمس اتفاقيات وبروتوكولات تعاون فى مجالات مختلفة، جرى تأجيل توقيعها نتيجة عدم الاتفاق على صياغتها النهائية بين الوزارات المعنية فى البلدين، من بينها مشروع القطار الكهربائى، فيما يستأنف توقيعها بحضور الرؤساء خلال الزيارة المرتقبة للسيسى إلى الصين للمشاركة فى قمة العشرين التى تستضيفها بكين فى سبتمبر المقبل، كما تم توجيه الدعوة إلى رئيس البرلمان المصرى لزيارة الصين بصحبة عدد من النواب، فيما التقى الرئيس الصينى بالأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربى، قبل إلقاء كلمة للمندوبين الدائمين فى الجامعة.
فى كلمته، قال الرئيس الصينى إن «المجتمع الدولى عليه الالتزام بالعدل والعدالة وإحقاق الحق إذا أراد تهدئة الوضع ووقف الصراع عبر استئناف مفاوضات السلام لأنه دون العدل والعدالة سيؤدى الوضع إلى ما يسمى السلام البارد»، مطالباً المجتمع الدولى باتخاذ إجراءات أقوى لتفعيل عملية مفاوضات السلام السياسية وتدعيم عملية الإعمار اقتصادياً، «بما يمكّن الشعب الفلسطينى من رؤية النور والأمل مرة ثانية».
وأكد «شى جين بينج» أن بلاده «تدعم بكل حسم وحزم عملية السلام فى الشرق الأوسط، إضافة إلى دعمها قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة على حدود عام 67، وعاصمتها القدس الشرقية»، معرباً عن تفهم بلاده للمطالب المشروعة للشعب الفلسطينى للانضمام إلى المجتمع الدولى بصفة الدولة. وشدد على أن الوضع فى سوريا لم يعد قابلاً للاستمرار بهذه الطريقة لأنه لا رابح فيما يستمر تضرر الشعب، مشيراً إلى أن الأولوية الآن لوقف إطلاق النار فوراً والبدء فى حوار سياسى وإطلاق عمليات الإغاثة الإنسانية.
وأشار أيضاً إلى تخصيص قروض خاصة لدفع العملية الصناعية فى منطقة الشرق الأوسط بقيمة 15 مليار دولار تستخدم فى مشاريع تعاونية مع دول المنطقة فى مجالات الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية مع تقديم القروض التجارية بقيمة 10 مليارات دولار لدول الشرق الأوسط بهدف الدعم فى الطاقة الإنتاجية.
خلال الزيارة أيضاً، قام وزير الكهرباء المصرى بتوقيع اتفاقيتين إطاريتين مع هيئة تأمين الصادرات وبنك الاستيراد والتصدير الصينيين، بشأن تمويل مشروعات شبكة الكهرباء المصرية، كما وقع عقداً بين الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركة «ستيت جريت» الصينية، بشأن مشروع تطوير شبكة الكهرباء المصرية.
وتم توقيع عقد ثانٍ بين الشركة القابضة لكهرباء مصر وشركة «دونج فانج الكتريك» الصينية بشأن مشروع توليد الكهرباء بالحمراوين، فيما قام رئيس «الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس» ووزير التجارة الصينى بتوقيع اتفاقية بشأن التعاون التجارى فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم للتعاون مع «اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية».
كذلك قام وزير الطيران المدنى ووزير التجارة الصينى، بتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين فى مجال الطيران المدنى، بينما وقّع وزيرا التعليم المصرى والخارجية الصينى مذكرة تفاهم بشأن التعاون العلمى والتكنولوجى.
ووقع رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ورئيس مكتب الإعلام لمجلس الدولة الصينى، مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامى بين الجهتين، كما وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع «وكالة الأنباء الصينية شينخوا» للتعاون فى مجال الإعلام، إضافة إلى توقيع «الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء المصرية»، وإدارة الفضاء الوطنية الصينية، مذكرة تفاهم حول مشروع القمر الصناعى مصر سات (2) والأقمار الأخرى.
فى انتظار إقامة عدد من المشروعات الكبرى والاستراتيجية، مثل مبادرة طريق الحرير الجديد التى طرحتها الصين، على أن يتم تمويل تلك المشروعات باستثمار مشترك، وإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والصين.. وكذلك إنشاء غرفة تجارية مصرية صينية، تسهم فى زيادة التبادل التجارى المصرى- الصينى، وزيادة الاستثمارات الصينية فى مصر، بإقامة مصانع صينية فى مصر، ونقل صناعة التكنولوجيا، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز شبكة الطرق، ومشاركة مصر فى التنظيمات القائمة فى آسيا، ولو من خلال مقعد مراقب، وتفعيل مشاركة مصر فى أنشطة المنتدى العربى-الصينى، والمنتدى الإفريقى-الصينى..
إن الصين واحدة من أعظم قصص النجاح فى القرن العشرين، بانتقالها من دولة على أطراف النظام الاقتصادى العالمى إلى إحدى أهم قاطراته، وعلى مصر أن تستفيد من تلك التجربة.. على مصر أن تتبنى عناصر النهضة الصينية القائمة على التنمية الاقتصادية النابعة من الداخل، لا على «الروشتة» الدولية التى يحاول الغرب الأوربى والأمريكى فرضها.. علينا أن نعتمد على أنفسنا ولا نتباهى أو نكتفى بما تحقق ونركز على ما نستهدف الوصول إليه وتحقيقه وأن نبذل مزيداً من الجهد دون أن نستعجل النتائج.