الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:45 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: السياسى.. المقامر


أشهر صحفى بريطانى يكتب عن محمد بن سلمان:
السؤال الذى يهز المملكة:
هل يتنازل الملك عن الحكم؟!
معارض سعودى يكشف:
سلمان أبلغ أخوته أن انتقال الحكم من الأب إلى الابن هو أضمن لبقاء حكم الأسرة!
- الأمير متعب يراقب الموقف بقيادة الحرس الوطنى
حملة تلميع غير عادية قابلتها حملة هجوم غير عادية أيضاً، قبل أن تنفجر القنبلة فى موقع «معهد شئون الخليج فى واشنطن»، الذى زعم أن «سلمان بن عبدالعزيز» ملك السعودية، يخطط للتنازل عن العرش لصالح ابنه محمد بن سلمان، ولى ولى العهد، وزير الدفاع، خلال أسابيع!
حملة التلميع التى تصدر ولى ولى العهد السعودى، خلالها أغلفة المجلات والصفحات الأولى لعدد من الصحف الأجنبية المهمة، كما أحدث حواره مع مجلة «الإيكونوميست» ردود أفعال كبيرة، قبل أن يكتب «باتريك كوكبيرن» الصحفى البريطانى المعروف فى جريدة الـ«إندبندنت» أن المخابرات الألمانية نشرت مُذكّرة فى نهاية العام الماضى، توضح «الخطر» الذى يشكله ولى ولى العهد، وزير الدفاع السعودى.. ويضيف بأن «السعودية تعتمد سياسة متهورة فى الآونة الأخيرة».
وطبقاً لـ«كوكبيرن»، فإن المذكرة الألمانية وصفت «بن سلمان» بأنه «سياسى مقامر يعمل على شل العالم العربى بتورطه فى حروب بالوكالة فى سوريا وإيران».
وشرح الصحفى البريطانى أن أجهزة المخابرات لا تقوم، عادة، بالكشف عن معلومات ووثائق لوسائل الإعلام، تنتقد فيها حليفاً قوياً ومقرّباً لها كـ«السعودية»، موضحاً أن «تحذيرات المخابرات الألمانية تُعدّ إشارة على زيادة المخاوف من أن السعودية أصبحت ورقة غير مضمونة»!
ونقل «كوكبيرن» عن وزير سابق فى الشرق الأوسط، أنه قال خلال مقابلة أجراها معه إن «السعودية كانت تتعمد فى السابق إبقاء جميع اختياراتها مفتوحة، وكانت حذرة»، أما الآن، فإن «السعودية أصبحت تتخذ قرارات أكثر عدوانية، وسياسة محبة للحروب، كالحرب فى سوريا واليمن»، وأضاف أن «المغامرات الخارجية التى بدأها الأمير محمد لم تكن ناجحة، وليس هناك أى بوادر تشير إلى نجاحها لاحقاً».
كما أشار «كوكبيرن» إلى أن سياسات السعودية الآن سببها استياؤها من توصل إيران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووى، مضيفاً أن التحالف مع الولايات المتحدة هو السبب الأساسى لبقاء آل سعود فى الحكم.
أيام قليلة، لم تمض على ما كتبه «باتريك كوكبيرن» فى الـ«إندبندنت»، إلا وظهر التقرير الذى نشره المعهد الأمريكى وكان عنوانه: «حصرياً: الملك يتنازل عن العرش لنجله» نقل فيه عن مصادر لم يذكر اسمها أن «الملك السعودى زار أخوته الكبار خلال الفترة الماضية، لإقناعهم بقبول تنازله عن العرش لصالح ابنه محمد».
وذكر تقرير معهد شئون الخليج، الذى يرأسه المعارض السعودى على آل أحمد، وهو نفسه كاتب التقرير: أن الملك سلمان أبلغ أخوته أن انتقال الحكم من الأب إلى الابن هو أضمن لبقاء حكم الأسرة، وأنه أنفق المئات من الملايين لشراء الدعم من أعضاء العائلة الحاكمة.
المعهد المهتم بشئون الخليج، الذى يتخذ من واشنطن مقراً له، أوضح أيضا أن «الملك سلمان، البالغ من العمر 80 عاماً قام بعدة زيارات لأخوته فى الأسرة الحاكمة من أجل الحصول على تأييدهم لهذه الخطوة، والتى على أثرها ستتم بالإطاحة بولى العهد ووزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، الذى وصفه المعهد بأنه الرجل المفضل للولايات المتحدة الأمريكية!
وأوضح التقرير أن «هذه الخطوة حال اتخاذها تعنى الإطاحة بولى العهد ووزير الداخلية الحالى محمد بن نايف وهو المفضل أمريكياً»، وأشار إلى أن «محمد بن نايف» تم تهميشه من قبل الملك وابنه بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة.
ونقل التقرير عن المصادر، التى لم يحددها، قولها «إن العاهل السعودى أبلغ ملك الأردن عبدالله بن الحسين بخطوته التى يزمع تنفيذها خلال أسابيع».
وطبقاً للتقرير، فإن الملك «سلمان»، الذى لم يتجاوز عامه الأول فى حكم السعودية، أطلع إخوته على أن استقرار النظام الملكى السعودى يستلزم تغيير الخلافة فى الملك، وأنه بدلاً من أن يكون نقل السلطة بشكل أفقى بين أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة، فإنه يتعين لها أن تنتقل بشكل عمودى بمعنى أن تنتقل إلى الأبناء، لينتقل بذلك الحكم لوزير الدفاع الحالى محمد بن سلمان.
وأوضحت المصادر التى نقل عنها التقرير، أن «الملك سلمان، أشار خلال عرضه للفكرة على إخوته، للنظام الملكى الأردنى الذى غير قواعد انتقال السلطة بين الإخوة وجعلها تنتقل للأبناء، فى الوقت الذى لم ينجب فيه وزير الداخلية محمد بن نايف، أى أبناء، وله بنتان، على عكس محمد بن سلمان، الذى أنجب ولدين وبنتين».
وأشار تقرير معهد شئون الخليج، إلى أن «الملك سلمان، ينوى نقل السلطة وتنصيب نجله محمد بن سلمان، وهو على قيد الحياة»، ولكن المصادر لم تحدد وقت حدوث ذلك، ولكنهم يرجحون أن ذلك سيحدث فى غضون أسابيع، وأن العاهل السعودى، يرغب فى أن يكون أب الملك القادم للسعودية، وأن يتم تنصيب ابنه وهو على قيد الحياة؛ وأنه من أجل ذلك أنفق ملايين الدولارات للحصول على تأييد قراره فى العائلة المالكة.
وأضاف التقرير أن هذا السيناريو يشبه ما حدث فى الجارة القطرية؛ حيث نصب الأمير القطرى الأب حمد بن خليفة، ابنه تميم بن حمد، سنة 2013، أميراً للبلاد، والسيناريو الأردنى حين نقل الملك الراحل حسين الحكم لنجله لا لشقيقه.
كما أشار التقرير إلى أن الملك سلمان أعفى بعد شهور من توليه السلطة أخاه الأمير مقرن بن عبدالعزيز، من منصب ولى العهد، فى أبريل الماضى، ليحل مكانه محمد بن نايف، أول أمير من جيل الأبناء يتولى ولاية العهد بالسعودية، وأنه قام بتعيين ابنه «محمد بن سلمان»، فى منصب ولاية ولاية العهد.
الكلام ليس جديداً، وسبق أن نشرت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، فى 12 أغسطس الماضى، تحليلاً لـ«سيمون هيندرسون»، المتخصص فى شئون الشرق الأوسط والخليج، تحدث فيه عن أن كثيراً من المراقبين السعوديين يعتقدون حالياً أن العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيعلن تخليه عن الحكم لصالح نجله محمد بن سلمان، ولى ولى العهد، وزير الدفاع.
«هيندرسون» أشار، فى تحليله، إلى أن العلاقة بين ولى العهد الأمير محمد بن نايف، وابن عمه الأمير محمد بن سلمان، أثارت نقاشاً كبيراً فى دوائر السياسة الخارجية حول العالم.
وأضاف أنه يوجد قليل من الشك فى أن الملك سلمان يرغب فى أن يصبح نجله محمد ملكاً يوماً ما، إلا أن السؤال فقط يتعلق بما إذا كان بن نايف سيسمح له بأن يتولى الحكم فى الفترة بين الملك سلمان ونجله محمد.
وذكر «هيندرسون» أن هناك معلومات متضاربة بشأن ما إذا كانت هناك منافسة موجودة بين الأميرين، فالبعض يتحدث عن أن بن نايف أو على الأقل بعض المستفيدين من وجوده، الذين سيخسرون من تصعيد بن سلمان للحكم، يخططون لوصوله للحكم خلفاً للملك سلمان، على أن يتم تهميش الأمير محمد بن سلمان، لكن هناك بعض التقارير من أجانب على اتصال بالأميرين، تتحدث عن أن فريقى بن نايف وبن سلمان بإمكانهما العمل سوياً كفريق واحد.
وأشار إلى أن العلاقة بين الأميرين سيجرى اختبارها فى الأشهر المقبلة، حيث يدفع الرجلان المؤسسة الدفاعية فى المملكة نحو هدف مشترك، على الرغم من أنه من المعروف تقليدياً أن وزارتى الداخلية التى يديرها بن نايف، والدفاع التى يقودها بن سلمان، لا تعملان جيداً مع بعضهما البعض.
وأضاف: إن هناك قوة ثالثة ممثلة فى الحرس الوطنى بقيادة الأمير متعب بن عبدالله، الذى تقلصت آماله فى أن يصبح ملكاً بعد وفاة والده فى يناير الماضى، ثم قضى عليها تماماً بعدما اختار العاهل السعودى نجله بن سلمان ليصبح ولياً لولى العهد فى أبريل الماضى.
وتحدث «هيندرسون» عن أن متعب ينظر إليه باعتباره حليفاً لبن نايف، ومازال متمسكاً بدوره فى قيادة الحرس الوطنى، على الرغم من التقارير التى تتحدث عن رغبة بن سلمان فى ضم الحرس الوطنى للقوات البرية السعودية، ما يعنى الإطاحة بمتعب.
السؤال الآن عن مصير منصب «محمد بن نايف» إذا ما آل الحكم إلى «محمد بن سلمان»؟!
هل ستتم إزاحته من ولاية العهد قبل أو بعد تولى «بن سلمان» للحكم؟!
وقبل ذلك، علينا أن نطرح سؤالاً قد تكشف الإجابة صحة ما ذكره تقرير «معهد شئون الخليج» أو ما كتبه «سيمون هيندرسون» فى فورين بوليسى»: أين اختفى محمد بن نايف، ولى عهد السعودية؟ ولماذا غاب طوال الفترة الماضية عن كثير من الأحداث المهمة، بل وشديدة الأهمية؟!