الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:37 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن:اضحك مع الجزيرة و«واشنطن بوست»! «السيسى» أوقف «فيسبوك» خوفاً من الثورة!


العنوان ليس نكتة، لكنه بالفعل عنوان نشره موقع الجزيرة نت، زعمت فيه أن قرار السلطات المصرية إيقاف خدمة الإنترنت المجانى التابعة لشركة فيسبوك، أثار جدلاً واسعاً بالأوساط المحلية والعالمية، وذلك بعد أن عقدت الشركة قبل أشهر اتفاقية مع «اتصالات» المصرية لتوفير هذه الخدمة المجانية للمستخدمين فى مصر.
ونقل «الجزيرة نت» عن ««واشنطن بوست»» الأمريكية أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى يواصل نهجه فى تضييق الحريات على المصريين، وأنها قالت فى افتتاحيتها إن السيسى يوجه قمعه هذه المرة إلى خدمة فيسبوك المجانية.
وكانت الصحيفة الأمريكية قد ذكرت أن مصر شهدت فى يناير 2011 موجة من الاحتجاجات ضد الحكومة «الاستبدادية» حينذاك، وأن الشباب المصرى يشعلون الآن فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعى الأخرى، فى ظل السياسات القمعية والاستبداد الذى يشهدونه فى الوقت الحالى.
وأضافت أن فيسبوك لم تكن تحظى سوى بحوالى 4.7 مليون مشترك قبل نحو خمس سنوات، بينما يشترك نحو 26 مليون مصرى بخدمة فيسبوك المجانية فى الوقت الراهن أو ما يشكل أكثر من 30% من عدد السكان.
وواصلت «واشنطن بوست» أنه لا عجب فى أن يوقف السيسى خدمة الإنترنت المجانية، مع اقتراب ذكرى ثورة يناير، وأشارت إلى أن السلطات المصرية أوقفتها فى البلاد الأسبوع الماضى، وهى الخدمة التى توفر الإنترنت للمصريين على الهواتف النقالة.
وتساءلت الصحيفة: لماذا يجرى إيقاف خدمة الإنترنت المجانية بمصر بعد أن حصل عليها الملايين والمناطق الريفية المحرومة؟!.. وذلك وسط تذرع الحكومة بأنها تنهى خدمة سبق الاتفاق على أنها كانت تجريبية لمدة شهرين.
الموضوع مضحك طبعاً، ونال أكبر قدر من السخرية على شبكات التواصل الاجتماعى، وانطلقت التعليقات الساخرة من عنوان «الجزيرة نت» من مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» الذى زعمت الجزيرة أنه تم إغلاقه، وعلى الرغم من ذلك كله، فما نشرته «واشنطن بوست» له أصل بسيط جداً حاولت استغلاله سياسياً بشكل يؤكد أنها تلعب بمنتهى القذارة ضد مصر.
والموضوع ليس أكثر من فشل خدمة أطلقتها شبكة «اتصالات مصر» فى أكتوبر الماضى، تتيح لعملائها التصفح المجانى لموقع فيس بوك، سواء المشتركين بنظام الكارت أو الخط، بأن يقوم العميل بالدخول على موقع freebasics.com، وتحميل تطبيق يستطيع من خلاله تصفح موقع فيس بوك أو ماسنجر فيس بوك بشكل مجانى، ولكن للملامح الرئيسية فقط، حيث لن يتمكن المستخدم من تصفح الفيديوهات والصور، الأمر الذى تم اعتباره وقتها انتهاكاً صريحاً لمبدأ حيادية الإنترنت، وذلك بإنشاء حلقة مغلقة تعطى بعض المواقع أولوية على مواقع أخرى.
وكانت شركة «اتصالات مصر» قد حصلت على تصريح لتقديم الخدمة لشهرين فقط، غير أن فشلها وعدم وصول إجمالى عدد المستخدمين إلى ثلاثة ملايين طبقاً لإحصاء موقع فيسبوك، جعل الشركة تتراجع وجعل موقع فيسبوك يشعر «بخيبة أمل»!
وربما يرجع فشل الخدمة إلى سوء شبكة «اتصالات مصر» مقارنة بالشبكتين المنافستين، وليست تلك شهادة المستخدمين فقط، بل هذا أيضاً ما كشفه تقرير الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات حول قياس جودة الخدمة لشركات المحمول لتقييم أداء شركات الاتصالات.
كشف التقرير أن خدمات شبكة «اتصالات مصر» هى الأسوأ بين الشبكات، وذلك من خلال مجموعة معايير أهمها عدم الوصول إلى المتصل، وانقطاع المكالمة خلال الاتصال، وجودة الصوت خلال المكالمة.
وطبقاً للتقرير، حققت شبكة اتصالات مصر النسبة الأسوأ فى عدم الوصول إلى المتصل بنسبة 2.9٪ فى غرب القاهرة، بينما كانت نسبة شبكة فودافون فى معيار عدم الوصول للمتصل 1.3٪، لتكون شبكة موبينيل هى الأفضل فى ذات المعيار بنسبة 0.3٪، وفيما يخص انقطاع المكالمة خلال الاتصال، وصلت نسبة اتصالات مصر لـ 2.3٪ فى منطقة جنوب القاهرة، و1.6٪ لشبكة فودافون و0.9٪ لموبينيل.. أما بالنسبة لجودة الصوت، فحققت اتصالات مصر النسبة الأعلى فى انخفاض جودة الصوت بـ3.8 بالمائة فى منطقة وسط القاهرة، بينما وصلت نسبة موبينيل لـ 2.3٪ لتتفوق فودافون بنسبة 2.0٪.
هذا هو الأصل الذى خرجت منه «الجزيرة نت» بعنوانها المضحك، الذى يمكن النظر إليه باعتباره امتداداً لسياسة القناة والدولة التى تملكها فى نشر الأكاذيب ضد مصر وجيشها وشعبها وقيادتها، لكنها هذه المرة لعبتها بشكل جعل مستخدمى شبكة التواصل الاجتماعى يتشككون فى القوى العقلية لمن يديرون «الجزيرة»، بعد أن أصبح اختلال «القوى العقلية» لمن يحكمون الدويلة الصغيرة، أمراً مؤكداً.