الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:29 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: الخليفة التركى المزعوم، يخلع ملابسه ويرتمى عارياً فى أحضان إسرائيل

ما توقعناه الأسبوع الماضى، حدث قبل أن ينتهى الأسبوع!
قلنا بوضوح فى هذا المكان الأسبوع الماضى إن الهدف الأول من زيارة الرئيس إلى اليونان، كان تشكيل تحالف اقتصادى فى مجال الطاقة، سيكون هو الأكبر فى العالم نظراً لموارد البحر المتوسط الهائلة، والتى ستصبح رسمياً تحت سيطرة الدول الثلاث، عقب انتهاء عمليات ترسيم الحدود بين الدول، وتحديد مناطق النفوذ الاقتصادى. وبهذا التحالف أو الكونسرتيوم، الذى ستتولى مصر إدارته تكون قد وجهت صفعة قوية لإسرائيل وتركيا، بجعلهما خارج الحسابات. والخسارة الأكبر، سياسياً واقتصادياً، ستكون من نصيب تركيا.
وبالنص كتبت أن تركيا اتخذت، مؤخراً، عدة خطوات غامضة فى تقاربها مع إسرائيل، كان أولها استيراد الغاز الإسرائيلى بديلاً من الغاز الروسى، وأن إسرائيل قررت، بموافقة اللجنة الاقتصادية فى الكنيست، التوجه لتركيا التى تعانى من أزمة مع روسيا إثر إسقاطها طائرتها، كما أكدت القناة الأولى فى التليفزيون الإسرائيلى، أن تركيا معنية باستيراد الغاز من إسرائيل كى لا تكون تحت سيطرة روسيا، مضيفة أن عدّة شركات تركية طلبت من إسرائيل شراء الغاز الإسرائيلى بعد تلك الأزمة.
وتوقفنا عند ما كشفه نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، آفيف شيرئون، بعد يوم واحد من الاتفاق على صفقة الغاز، أن إسرائيل وتركيا اتفقتا على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى بينهما إلى مستوى القائم بالأعمال.
كما أشرنا إلى ما كشفه عاموس يادلين، مدير معهد دراسات الأمن القومى، فى بحث نشره مؤخراً، خطة القيادة الإسرائيلية للتقارب مع تركيا دون أن تخسر روسيا، موضحاً أن بين الروس والأتراك مواجهات حربية واسعة النطاق على خلفية صراعات السيطرة والنفوذ فى البلقان والبحر الأسود، وترى أنقرة فى موسكو تهديداً دائماً لمصالحها، مضيفاً: أردوغان وبوتين نموذجان عدائيان طموحان يعكس كل منهما رغباته فى تحويل بلده إلى قوة عظمى وليس مصادفة تسمية أحدهما «السلطان» والثانى «القيصر».
ورصدنا الفوائد العديدة التى ستعود على إسرائيل بتعاون تركيا معها وفتح السوق التركية أمام الغاز الإسرائيلى وتحسين مشاركة إسرائيل فى عمليات حلف شمال الأطلسى، وكذلك عودة تركيا كلاعب أساسى فى العملية السياسية بين إسرائيل وفلسطين، وهو ما يعنى أن تركيا ستلعب هذه المرة بوضوح لصالح إسرائيل بعد أن كان لعبها مستتراً.
كان ذلك، فى عدد الأسبوع الماضى، الذى انتهى قبل أن يتم الإعلان بوضوح وببجاحة عن توصل تركيا وإسرائيل إلى اتفاق مبدئى لإعادة تطبيع العلاقات بينهما، حسبما صرح مسئول إسرائيلى، لهيئة الإذاعة البريطانية (bbc)، وهو الاتفاق الذى أفادت تقارير بأنه تم التوصل إليه خلال اجتماع بين مسئولين أتراك وإسرائيليين فى سويسرا، وسيتم على أساسه رفع الدولتين لمستوى التمثيل الدبلوماسى بينهما.
وأضاف المسئول الإسرائيلى، كما نقلت (bbc) أن هناك محادثات ستبدأ حول مد خط أنابيب للغاز من إسرائيل إلى تركيا.
كما ذكرت مصادر تركية وإسرائيلية أن اتفاق تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب ينص على طرد صالح العارورى، القيادى فى حركة حماس، من تركيا، وشمل الاتفاق أيضاً وقف «النشاط الإرهابى» لحركة حماس.
والعارورى كان سجيناً لدى إسرائيل قبل أن تقرر السلطات الاسرائيلية إبعاده عن فلسطين قبل أكثر من 5 سنوات ويقيم حالياً فى مدينة إسطنبول. وتزعم إسرائيل أنه يقوم بتمويل وتنظيم مجموعات عسكرية فى الضفة الغربية والتخطيط لعمليات ضد أهداف إسرائيلية.
والواقع هو أن تركيا أشبه بـ«خزينة رصاص» مسدس أمريكى زناده هو إسرائيل. بما يعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها الاستغناء عن أىّ منهما ولا يمكن أن تسمح بغير بقائهما متحالفين، مهما ادعى أى طرف غير ذلك!
ويكفى مؤقتاً، وحتى نتناول الموضوع بقدر من التفاصيل، أن تعرف أن العلاقات بين الكيانين بدأت فى مارس 1949 باعتراف تركيا بـ«إسرائيل» كأوّل دولة إسلامية (إذا جاز وصفها بذلك) وتعزّزت تلك العلاقات بحصول تركيا على عضوية حلف الأطلنطى سنة 1952 لتصبح العلاقات راسخة وعميقة بمباركة أمريكية، ولتصبح إسرائيل أحد أهم مورّدى السلاح للجيش التركى. ودائماً كانت تركيا هى الظهير وهمزة الوصل بين الكيان الصهيونى والغرب، وعدد من دول المنطقة حتى فى أحلك الظروف وفى أسوأ الظروف العدائية بينها وبين الدول العربية.
يكفى أيضاً أن تعرف، مؤقتاً أن العلاقات السياسية والاقتصادية تطورت، بشكل ملحوظ بين إسرائيل وتركيا، فى تسعينيات القرن الماضى، وأن هناك لجنة مشتركة بينهما تم تشكيلها منذ سنة 1993أطلقوا عليها اسم «لجنة التعاون الاستراتيجى»، عقدت اجتماعها الأول فى فبراير 1994ومع بداية 1995تم توقيع ثلاث اتفاقيات للتعاون العسكرى، تضمنت مجالات متعددة فى التعاون العسكرى والأمنى بينهما، وكان من بين تلك المجالات إنشاء ما يسمى بـ « مجموعة عمل التقويم الاستراتيجى Group Strategic Assessment Working بهدف تنسيق التعاون الاستراتيجى والمخابراتى والمساعدات الإسرائيلية لتنظيم وتدريب الجيش التركى!
كما أن إسرائيل قدمت إلى تركيا مساعدات كبيرة سنة 1999 فى عمليات الإغاثة إثر كارثة الزلزال المدمّر الذى ضرب مدينة إزميت، وتضمَّنت المساعدة فرقاً للبحث والإغاثة بالإضافة إلى إقامة مستشفى ميدانى مع فريق طبى كبير شارك فيه مئات من الأطباء والممرضين من الجيش والمؤسسات الرسمية الأخرى، وكان الأكبر بين الفرق الأجنبية كلها التى وصلت إلى تركيا لتدارك آثار الزلزال الذى تسبَّب فى مقتل ما يزيد على 17 ألف شخص.
ولعل ما يثبت قوة العلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وتركيا ويؤكدها، هو وجود مجموعات عسكرية إسرائيلية، إلى الآن، داخل الأراضى التركية تمثل مختلف فروع الجيش، مثل شعبة العمليات وقادة الميدان وسلاح الجو، وسلاح البحرية، وتتألف من12 ضابطا من رتبة عقيد وعميد، بهدف تنسيق التعاون الاستراتيجى بين البلدين.
يكفى ذلك مؤقتاً، حتى نتناول الموضوع فى مقال لاحق، بقدر من التفاصيل..