الموجز
السبت 9 نوفمبر 2024 12:43 صـ 7 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن: مصر فى مجلس الأمن .. انتصار رغم أنف الحاقدين

الذين يقللون من أهمية فوز مصر بالمقعد، يتناسون أن تركيا عجزت قبل سنة عن الفوز به!!.. وكان استبعادها مثار مفاجأة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة! إذ نالت إسبانيا وقتها، ضعف الأصوات التى حصلت عليها تركيا، وتحديداً 132 صوتاً لإسبانيا مقابل 60 لتركيا، لتخسر الأخيرة المقعد الخامس غير الدائم.
رغم أن تركيا وقتها أرسلت وزير خارجيتها «مولود جاوش أوغلو» إلى نيويورك، فى محاولة لحشد الدعم، غير أن مساعيه لم تسفر عن شىء!!
ومن مجلة «نيوزويك» الأمريكية عرفنا وقتها الدور الذى لعبته مصر والسعودية خلال عملية التصويت لإقصاء تركيا، وحسم المنافسة لصالح إسبانيا خلال جولة ثالثة من التصويت.
نيوزويك وصفت خسارة تركيا بـ«المفاجأة الهائلة، التى تكشف الاحتكاكات المستمرة بشكل متزايد مع بعض من جيرانها وأيضاً مع بعض القوى العالمية».
وقالت إن «إسبانيا ونيوزيلندا فازتا على تركيا فى مساع للحصول على عضوية غير دائمة بمجلس الأمن، فى سباق على مقعدين متاحين محفوظين لكتلة تصويتية تسمى أوروبا الغربية ومجموعة أخرى بينها الولايات المتحدة».
ونقلت المجلة عن عدد من مصادر دبلوماسية، أن الأيام القليلة السابقة على التصويت شهدت حملة مكثفة بقيادة مصر والسعودية ضد عضوية تركيا فى المجلس، حيث تشعر القاهرة والرياض بالغضب من دعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لـ«الإخوان المسلمين»، الجماعة التى يحاربها البلدان.
وتابعت المجلة أن «وزير الخارجية التركى مولود جاوش أوغلو، أقام قبل التصويت حفلاً ضم مجموعة من الدبلوماسيين فى أحد الفنادق بنيويورك، وتنبأ كثير من الحضور بانتصار سهل لتركيا، إلا أن بعض الدبلوماسيين قالوا بعد التصويت، إنهم رصدوا ابتعاداً واضحاً عن المعسكر التركى لصالح إسبانيا».
وقالت «نيوزويك»: إن «سوريا وحليفتها إيران ودولاً أخرى منزعجة بدورها من دعوات أردوغان المتكررة للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد، وكذلك فإن دولاً غربية عديدة قلقة من التقارير الأخيرة التى تناولت هجوم الأتراك على الأكراد الذين يحاربون داعش فى سوريا، كما أن اليونان جارة تركيا ومعارضتها التقليدية حشدت أيضاً، كما قيل، ضد انتخابها فى المنظمة الأهم بالأمم المتحدة وهو مجلس الأمن».
ومن بين 6 دول تنافست على 5 مقاعد غير دائمة فى المجلس، فازت أنجولا ونيوزيلندا وفنزويلا وماليزيا بالعضوية من أولى جولات الاقتراع، بينما اضطر رئيس الجمعية إلى إجراء 3 جولات من الاقتراع السرى بين إسبانيا وتركيا على المقعد الأخير، الذى حسمته إسبانيا فى النهاية لصالحها، بـ 132 صوتا مقابل 60 صوتاً لتركيا!!
قصدنا أن نتذكر خسارة تركيا، حتى نتجاهل تلك الأصوات التى رأت فى فوزنا بالمقعد مجرد تحصيل حاصل، رغم أن أى متابع يعرف تمام المعرفة أنه جاء نتيجة جهد وعمل وتحرك مدروس من الدبلوماسية المصرية التى نجحت فى استعادة ثقة دول العالم كلها أو لنقل غالبيتها فى دور مصر، واسترداد المكانة التى نستحقها.
والإشادة هنا واجبة بوزير خارجية مصر السفير سامح شكرى، الذى انتهجت فعلاً بفعل جهود سياسات مبنية على مبادئ راسخة لا تتغير بتغير الظروف لأنها قائمة على نظرة موضوعية نظرة من العدالة والإنصاف.
وحسناً فعل وزير خارجيتنا حين أكد أن مصر ستستمر فى انتهاج سياسة تتواكب مع ميثاق الأمم المتحدة وأهدافه، وأنها ستتناول بالتنسيق مع أعضاء مجلس الأمن جميع القضايا سواء كانت سياسية أو قضايا اقتصادية أو الخاصة بالاستقرار والسلم والأمن الدولى.
وأخيراً، نتمنى أن يتحقق ما وعد به الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن تبذل مصر قصارى الجهد لتحقق الاستفادة القصوى من هذه العضوية، من خلال إعلاء مبادئ السلم والأمن الدوليين، ودعم كل جهد يسعى لتحقيق الاستقرار والعمل من أجل التنمية والبناء.