ياسر بركات يكتب عن: مقاطعة الانتخابات والدعوة الخبيثة
الداعون إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية هم أنفسهم من دعوا دائماً إلى مقاطعة كل الاستحقاقات منذ التصويت على استفتاء 19 مارس 2011 وحتى الانتخابات الرئاسية الماضية.
ولعلك تكون فهمت واستوعبت أن المقاطعة لم تكن تصب إلا فى صالح تنظيم الإخوان الإرهابى، حتى لو لم يكن ذلك هو هدف دعوات المقاطعة وحتى لو كانت أعداد من يستجيبون لتلك الدعوات هزيلة جداً وهى فعلاً أعداد هزيلة مهما حاول أصحاب الصوت العالى أن يدعوا غير ذلك.
والآن، لا نبالغ لو قلنا إن المقاطعة سيستفيد منها حزب النور الأخ غير الشقيق لتنظيم الإخوان الإرهابى، مهما كانت أعداد المقاطعين قليلة!!
ولعلك لاحظت أن الداعين إلى المقاطعة ليسوا أكثر من أحزاب لا وجود لها على الأرض وقوى سياسية أصبحت لا تسمع غير صوتها.. يتزعمهم عبدالمنعم أبوالفتوح وحزبه الذى ربما لا يتذكر اسمه أحد!!.. ولا نتذكر موقفاً واحداً محدداً منذ 25 يناير حتى صار معروفاً برجل المتناقضات: كل شىء والعكس!!
وطبيعى أن يكون بين الداعين حركة «6 إبريل» التى تكاد مواقفها ومواقف تنظيم الإخوان تتطابق منذ 3 يوليو 2013 ومعهم طبعاً الدكتور محمد البرادعى، الذى لا يظهر إلا ليبدى حزنه بعبارات لا معنى لها على شبكة التواصل الاجتماعى تويتر!!.. فى نفس الخندق أو نفس الحفرة القيادى بالجماعة الإسلامية طارق الزمر!!
إنهم يلعبون لصالح تنظيم الإخوان، سواء بقصد أو بدون، وما من شك فى أن الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق، لا يحول دون إنجازه إلا من لا يريد الاستقرار لمصر، الأمر الذى يدركه الشعب جيداً، ولن يقبل به.. وهو ما يجعلنا نتوقع ألا يلتفت لتلك الدعوات إلا نسبة ضئيلة جدا ستكون أقل بكثير ممن قاطعوا الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية السابقة. ولا نحتاج لأدلة على أن الأحزاب والقوى الداعية للمقاطعة أصبحت غير فعالة، وأن الشعب بكامل فئاته سئم من ممارساتهم التى لا تدعو إلا للنفور منها ومنهم!!
إن الشعب الذى ملأ الشوارع والميادين بحثا عن مصر جديدة ومستقبل أفضل، لن يقبل إلا أن يتحقق له ما أراد، وسيقبل بكثافة نتوقعها على التصويت فى الانتخابات البرلمانية ليأتى بمن يمثلونه حتى لو كانوا فى رأيه هم أفضل المتاح أو الأقل سوء!!