الموجز
الجمعة 8 نوفمبر 2024 11:37 مـ 7 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

ياسر بركات يكتب عن مصرع رجل الحرس الثورى الإيرانى القوى!

صاحب التهديد الأشهر لـ«خاتمى».. والتصريح الأخطر حول سوريا
همدانى عاد إلى إيران «جثة» هامدة!
وما كنا سنصدق، لولا أن الخبر نقلته وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، شبه الرسمية، التى أعلنت نقلاً عن جهاز الحرس الثورى الإيرانى خبر مقتل اللواء حسين همدانى فى سوريا.
البيان الصادر يوم الجمعة، ذكر أن اللواء همدانى لقى مصرعه الخميس فى ضواحى حلب على يد إرهابيى داعش، موضحاً أنه « لعب دوراً مصيرياً فى الذود عن المرقد الطاهر للسيدة زينب بنت الإمام على عليهما السلام وتقديم الدعم لجبهة المقاومة الإسلامية فى حربها ضد الإرهابيين فى سوريا».
فيما قالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن همدانى كان جزءاً من عمل إيران فى تقديم «الاستشارة العسكرية فى مكافحة الجماعات الإرهابية». وبين ما تردد أنه كان المشرف على «فيلق القدس» فى سوريا ومسئول العمليات الإيرانية هناك!
نجم همدانى ظهر بقوة (فى إيران) نتيجة مساهمته فى قمع المعارضة الإصلاحية فى طهران خلال الاحتجاجات التى وُصفت بـ«الثورة الخضراء» بعد الانتخابات الرئاسية سنة 2009، وقام المذكور بالتوقيع على رسالة تهديد (مع 27 قائداً من «الحرس الثورى») يهدد فيها الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى بالكف عن المضى فى سياساته الإصلاحية وانفتاحه على الغرب.
وكان تصريح «همدانى» سنة 2014 حين قال إن الرئيس بشار الأسد يقاتل بالنيابة عن إيران! ووقتها كشف عن استعدادات إيرانية لإرسال 130 ألف مقاتل من «الباسيج» إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام!
و«همدانى» أحد أبرز الضباط الذين نجوا من القتال مع صدام حسين فى الثمانينات، ومنصبه الرسمى هو قائد ما يّوصف بـ«فيلق محمد رسول لله» فى الحرس الثورى الإيرانى، وهو الفيلق المسئول عن حماية العاصمة طهران.
ويعد هذا الموقع من المناصب العسكرية المرموقة فى النظام العسكرى الايرانى، لأن من يتسلم الدفاع عن العاصمة، هو بمثابة حامى البلاد كلها، والنظام برمته!
مؤسسة «إيران بريفينج» المتخصصة فى حقوق الإنسان، أعلنت أنّ اللواء حسين همدانى من مؤسسى «الحرس الثورى» فى محافظة همدان سنة 1980 وأن عضويته فى الحرس تقارب الـ 35 سنة.
وخلال الحرب الإيرانية – العراقية، كان من القادة العسكريين لمنطقة بازى دراز فى الجبهة الغربية وقد أصدر مذكراته عن هذه المعركة فى كتاب عنوانه «واجب يا أخى».
ومع نهاية الحرب، تولى «همدانى» منصب قائد حرس«أنصار الحسين» فى محافظة همدان مسقط رأسه، وكان من أبرز منتقدى الرئيس الإصلاحى محمد خاتمى، وقام كما أشرنا بالتوقيع على رسالة تهديد مع 27 قائداً من الحرس الثورى، تدعوه إلى التوقف عن سياساته الإصلاحية وانفتاحه على الغرب.
وحتى سنة 2009، ظلّ مساعداً لـلشيخ حسين طائب، قائد قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) لكنه سرعان ما كوفئ وتمت ترقيته إلى قائد «حرس طهران» بعد نجاحه فى قمع الاحتجاجات الشعبية، وقتها.
ومع اندلاع الثورة السورية سنة 2011، تم إرساله إلى دمشق نائباً لقائد فيلق القدس «قاسم سليمانى» من أجل الإشراف على الدفاع عن العاصمة دمشق، مركز الأسد.
ويعرف القريبون من الأوضاع فى سوريا، أن همدانى كان مقرباً من قائد «فيلق القدس» وأنه كان شخصية مؤثرة للغاية إضافه إلى كونه خبيراً وذا دراية واسعة بالشئون السورية.
وطبقاً لما ذكرته وكالة «فارس» فإنّ اللواء حسين همدانى، صرّح سنة 2014 بأن بشار الأسد يقاتل بالنيابة عن إيران، وأن إيران تقاتل للدفاع عنه، وقال: «نحن مستعدون لإرسال 130 ألفاً من عناصر قوات التعبئة «الباسيج» إلى سوريا لتشكيل حزب لله سوريا». وبعدها، قال إنه «بعد لبنان وسوريا، فإن الباسيج بدأ يتكون وينتظم فى العراق أيضاً، ومع تأسيس الباسيج فى كل من لبنان وسوريا، فإن الابن الثالث للثورة الإسلامية الإيرانية سيولد فى العراق»، ثم عاد الهمدانى وأعلن عن تكوين 42 لواء و138 كتيبة فى سوريا تقاتل لصالح بشار الأسد، زاعماً أنها تتكون من عناصر «علوية وسنية وشيعية تحت شعار حزب لله السورى».
واليوم، يرقد همدانى فى إيران، التى عاد إليها جثمانه!